شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
دابة الرسول ووثائق باندورا ورفعت الأسد... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

دابة الرسول ووثائق باندورا ورفعت الأسد... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 10 أكتوبر 202105:25 م

رفعت الأسد عاد...

تقول الحكاية إن رفعت الأسد، جزار مدينة حماة في سوريا، شقيق حافظ الأسد وعم بشار الأسد، غادر سوريا  في الثمانينات بعد محاولته الفاشلة الانقلاب على أخيه، هذا الرحيل كان مقابل أن يفرّغ رفعت خزينة الدولة، ويهرب بها إلى فرنسا.

لن نناقش هذه الحكاية، ولا كيف يسرح ويمرح رفعت في باريس ويغتني من الأموال المسروقة التي اكتشفت فرنسا مؤخراً أنها "كسب غير شرعي" وأن رفعت يتهرب ضريبياً، لكن ما يثير الاهتمام أنه في ذات الوقت الذي علق فيه "هاربون" سوريون في بيلاروسيا، وأعلن مجلس حقوق الإنسان أن سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين،  ووُقع في جامعة دمشق كتاب " الإمام الحسين وآفاق المستقبل... قراءة معاصرة"، سمح بشار الأسد لعمه بالعودة إلى سوريا بشرط عدم التدخّل في الحياة السياسية أو الاجتماعيّة.

هروب رفعت جاء بعد إدانته في فرنسا بغسيل الأموال واختلاس أموال سوريا، والحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، بالطبع حضن سوريا واسع للمجرمين والقتلة، واحتضان فرد من الأسرة بعد 35 عاماً من النفي لا غبار عليه، لكن نسأل، إن كان الانتربول قد أعاد تفعيل العلاقات مع سوريا، ألا يجب تسليم رفعت للجهات المختصة؟ والأهم، على من ينطبق تبادل المعلومات هذا؟ أي هل من الممكن أن نجد "أسماءنا" في لوائح الانتربول الذي سيبدأ بتصيّد السوريين في العالم بسبب معلومات مكذوبة من النظام السوري؟

نتمنى للـ"العم" حياة رغيدة في سوريا، وأن ينعم بكل ما فيها من حسنات ونأمل في ذات الوقت، أن تأتي كارثة تطيح به وبكل مجرمي الحرب في سوريا التي تحولت إلى "مأوى الأشرار".

هروب رفعت الأسد من فرنسا جاء بعد إدانته بغسيل الأموال واختلاس أموال سوريا، بالطبع حضن سوريا واسع للمجرمين والقتلة، واحتضان فرد من الأسرة بعد 35 عاماً من النفي لا غبار عليه، لكن نسأل، إن كان الانتربول قد أعاد تفعيل العلاقات مع سوريا، ألا يجب تسليم رفعت للجهات المختصة؟

وثائق باندورا: كلهم لصوص...كلهم!

يهيمن الحزن وخيبة الأمل على محرّري المقتطف في كل مرة تظهر تسريبات جديدة (باندورا، بانما... الخ)، لأننا في كل مرة نحاول إيجاد أسمائنا أو أسماء أصدقائنا دون جدوى، لا صديق سافل من محيط المحررين يمتلك ما يكفي من المال كي يقوم بغسله أو إخفائه، والنتيجة دوماً أننا كمحررين نصاب بالإحباط، فذات الأسماء تتكرّر في كل تسريب، وكأننا محكومون بشرذمة من اللصوص الذين يمنعوننا حتى من الانضمام إليهم والمشاركة في كسب الأموال.

المدهش بعد كل تسريب أنه لا يحصل شيء، لا يحاكم أحد، ولا يتعرض أحد للعقوبات، بل نكتشف اتساع شبكة غسيل الأموال والنهب والتهرب الضريبي، وكأن "الدول" شركات عالمية تحاول تفادي الضرائب، و"الشعوب" مجرد عمّال يحاولون سداد قوت يومهم، لكن الواضح أن استراتيجيّة "الفضح"  و"كشف المستور" غير مجدية، فالكل ما زال يمارس مهنته/لصوصيته دون إزعاج، ما يدفعنا  لتذكر التاريخ واستعادة مصير الأغنياء بعد أن يصل فقر الشعب إلى حد معين، ويخطر على البال دوماً ماري أنطوانيت، قيصر روسيا... وغيرهم ممن كانت رؤوسهم المقطوعة شاهداً على تاريخ النهب الذي مارسوه.

هناك خبر حقيقي مفاده التالي، أن طائر "ميان" باسم جوجي، يستطيع قول كلمة "بونجور"، استقر في السفارة الفرنسية في الإمارات بعد أن تم إجلاؤه مع فتاة حملته معها من أفغانستان. تدمع العين حين قراءة هكذا خبر، فالإمارات مثال يحتذى به في حقوق الإنسان والحيوان والطيور والمشاهير

جائزة نوبل التي تحرق قلوبنا مرتين

لا تثير أفرع جائزة نوبل للعلوم ذات اللغط والجدل والحسرة  في العالم العربي كما  تفعل نوبل للأدب، فكل عام تزداد السخرية وترتفع التوقعات إلى حين صدور النتائج، ويكسر قلب البعض أول مرة لأن عربياً لم ينلها، كما حصل في مرة في طيز الزمان مع المصري نجيب محفوظ، والكسرة الثانية للقلب تكون حين يفوز بها روائي "لا نعرفه"، وتعلو الانتقادات والشتائم والسخرية من أفواه الجميع، فكيف يمكن أن يفوز روائي "لا نعرفه"، نحن الذين نقطن في المنطقة الأسوأ فيما يخص النشر والتوزيع والترجمة.

ناهيك أن نوبل للأدب تمثل حلماً رومانسياً، مفاده أن الكاتب يمكن أن يبدع لوحده، أي لا يحتاج سوى لورقة وقلم، هذا الفانتازم يغذي أحلام كل مريدي الكتابة، ويدللون على فكرة مفادها بأنهم يوماً ما قد ينالون الجائزة بالمثابرة و"الإبداع" دون أي علاقات شخصية ومؤسساتيّة.

فاز هذا العام الروائي التنزاني-الزنجباري عبد الرزاق غورنا، الذي لم يسمع به أحد في العالم العربي، وبدأت حفلة الاتهامات التي ترى أن الجائزة ذات اعتبارات عرقية وسياسيّة، ومحاولة من أوروبا لتبيض وجهها عبر إعطاء الجائزة لـ"أفريقي".

فاز هذا العام بجائزة نوبل للآداب الروائي التنزاني-الزنجباري عبد الرزاق غورنا، الذي لم يسمع به أحد في العالم العربي، وبدأت حفلة الاتهامات التي ترى أن الجائزة ذات اعتبارات عرقية وسياسيّة، ومحاولة من أوروبا لتبيض وجهها عبر إعطاء الجائزة لـ"أفريقي"

 لكن، لدينا الحل، لنقنع الإمارات أو قطر بأن يشتروا الجائزة، أو يفتحوا فرعاً عربياً لها، بحيث تتضاعف الجائزة الماليّة وتصبح الخيارات أوسع أمام "كتابنا"، و لنرى من الممكن أن يفوز حينها؟ من هو الروائي الذي المرضي عنه من قبل الخليج لينال نوبل بنسختها الإماراتية، التي ستبلغ قيمتها النقدية 6 مليار دولار، و قلادة من العقيق والذهب والألماس، وسيارة ليغساس و شقة في برج خليفة.

 العدالة الإلهية تحققها شاحنة

لا نتحدث عن التشفي والفرح الذي اعترى الكثيرين إثر وفاة السويدي لارش فيلكس، الذي أصبح اسمه "صاحب الرسومات الكاريكاتوريّة المسيئة للرسول"، بل عن الإحباط الذي أصاب البعض بسبب أسلوب وفاته، فحادث سير هو ما حقق العدالة الإلهية، شاحنة اصطدمت بالسيارة التي تقله مع شرطيين وأودت بحياته.

نتحدث عن الإحباط، لأن موت أحدهم بحادث سير  أمر شديد العبثية ولا يعكس أي عدالة إلهية، كما أن الـ100 ألف دولار التي وضعها "تنظيم القاعدة" لمن يقتله لن تذهب لأحد. الإشكالية الأخرى أن حادث السيارة يعني أنه لا يوجد "بطل" للاحتفاء به أو تخليد ذكراه بوصفه المنتقم للنبي صلعم، ومحقق العدالة والمدافع عن حياض المسلمين ونبيه، بل، وكما قال أحد الشيوخ المصرين، ربما الأمر انتقام رباني ممن يسيء للنبي، لكن عادة ما يكون الانتقام الرباني خلّاب ويشد الانتباه: مدن تغرق بطوفانات، طير أبابيل تحرق الناس، ملاك يرفع مدينة بجناحه ثم يرميها، لا شاحنة على أوتوستراد أوروبي دون أي استعراض للقوة.

 ربما آلهة العبث أشد سخريّة من الآلهة الإبراهيميّة، كونها أودت بحياة ألبير كامو ورولان بارت وغيرهم، وبما أننا لا نعلم كيف نصلي لهذه الآلهة أو كيف نوظف مفارقاتها لمصلحتنا، نترك المجال مفتوحاً للساخرين والملاحدة وآكلي السباغيتي، أن يقوموا بما عليهم من صلوات و ابتهالات، علّ الآلهة تستجيب وتخلصنا من عدد من الشخصيات التي تستحق هذا النوع من العدالة.

لا مزيد من التواصل الاجتماعي

وفجأة حلّ صمت عظيم، لا إشعارات، لا اتصالات، لا صور جديدة ولا منشورات تتدفّق، سكون، ثم توقف "العالم" عن التواصل.

لابد من لغة توراتية و شعرية لوصف ما حدث منذ بضعة أيام، فالساعات الخمس التي توقف فيها فيسبوك وإنستغرام و وواتس آب، شلّت الكثيرين، حرفياً ومجازياً، وتحول تويتر بسماجته إلى ملجأ يستقبل المحرومين من التواصل، ولم تنجح النظرية التي تقول إن طفلاً صينياً اخترق عملاق التواصل الاجتماعي في إقناع المستخدمين.

هذا الصمت أعاد الكثيرين إلى التلفاز، تلك الشاشة القديمة التي كانت تحوي أفلاماً ومسلسلات، والبعض الآخر قرّر التحديق في سرته، مكتشفاً أنه لا يمتلك أصدقاء يهمه حقاً التواصل معهم، لكن ما قام به فيسبوك كان أشد إثارة للغيظ، إذ صرح عملاق التواصل بالتالي: "نحن آسفون، وسنحل المشكلة قريباً".

"أنيك أسفك !"، كان لسان حال البعض يقول، أن ينتهي عالم التواصل الاجتماعي هكذا دون مقدمات شأن لا يمكن السكوت عنه، لذا، نجد أنفسنا في المقتطف، مضطرين لتقديم دليل بسيط للنجاة في حال توقفت وسائل التواصل الاجتماعي، و ننصحكم بالخطوات التاليّة:

1-    تذكر أنك لن تموت. تنفّس، انظر حولك، ما زلت تمتلك تلفازاً وحاسوباً، بإمكانك مشاهدة الأفلام العادية والإباحيّة، لا تقلق، بعضها يحوي أكثر مما تظن.

2-    حافظ على نشاطك التقليدي بالتقاط الصور، لكن خزنها، نعلم أنكم تريدون نشرها مباشرة، لكن انتظر أو أرسلها بالبريد الإلكتروني، نعلم أن هذا أمر مستبعد، لكنه احتمال قائم.

3-    استخدم ميزة الـcontacts في هاتفك، أي احصل على أرقام من تريد فعلاً التواصل معهم، ولا تكتف بالاتصال بهم عبر فيسبوك وإنستغرام.

4-    اذهب للتنزه وحدّق بأوجه من يشبهونك، أولئك المحرومون من الشاشات، وتعرّف على شكل الأشخاص الحقيقي بدون فلاتر.

5-    لا تغرق في فيديوهات youtube، العالم واسع، استكشفه، أو قم بإصلاح بعض الأشياء في منزلك، تلك التي أهملتها طويلاً، كباب الخزانة ومقبض الدوش، وغيرها من الأعطال التي شاهدت كل الفيديوهات عن كيفية إصلاحها دون أن تطبق أي واحد منها.

لن نتحدث عن الكتب التي مُنعت من معرض الكتاب في الرياض، لأن الأمر لن يغير من سياسة المملكة السعوديّة، بل ما يثير اهتمامنا هو استضافة المعرض لمجموعة من الصور التخيلية لدابة الرسول، تلك التي انجزها أحد المستشرقين في القرن التاسع عشر

دابة الرسول

لن نتحدث عن الكتب التي مُنعت من معرض الكتاب في الرياض، لأن الأمر لن يغير من سياسة المملكة السعوديّة، بل ما يثير اهتمامنا هو استضافة المعرض لمجموعة من الصور التخيلية لدابة الرسول، تلك التي انجزها أحد المستشرقين في القرن التاسع عشر .

إثر هذا الخبر، نطلب من إدارة المعرض فتح مسابقة ليشارك بها الفنانين من أجل إنتاج أعمال مشابهة، وحصراً للحيوانات، لأن رسم الأشخاص حرام، ونقترح هنا الدواب والطيور والحشرات التاليّة:

1-    البغلة "دلدل" التي كان يركبها محمد صلعم أثناء السفر.

2-    الحمامة التي عششت وباضت أثناء اختباء النبي وأبي بكر في الغار.

3-    البعوضة التي يضرب الله بها المثل.

4-    الفيل الذي حاول هدم الكعبة ثم خاف وغير طريقه.

ما وجه الشبه بين العصفور "جوجي" وباسم يوسف؟

هناك خبر حقيقي مفاده التالي، أن طائر "ميان" باسم جوجي، يستطيع قول كلمة "بونجور"، استقر في السفارة الفرنسية في الإمارات بعد أن تم إجلاؤه مع فتاة حملته معها من أفغانستان. تدمع العين حين قراءة هكذا خبر، فالإمارات مثال يحتذى به في حقوق الإنسان والحيوان والطيور والمشاهير.

لكن جوجي ليس الوحيد الذي يروج للعبقرية الإماراتيّة وتميزها عن باقي دول العالم العربي، فباسم يوسف، الطبيب والمؤدي المصري، يقدم إعلانات عن البندورة الإماراتيةّ والتمور الإماراتيّة، تحت شعار (الإمارات لا شيء مستحيل!)، وبالطبع يرد يوسف على منتقديه أنهم لا يريدون له السعادة في حياته.

لكن، نحن نرى يوسف كشخصية عامة، قررت بكل طواعية الترويج لبلد يخطف الأميرات ويتجسس على هواتفهم، ينتهك حقوق العاملين ويصادر حرية التعبير. ولا مانع يا باسم بأن تعمل مع من تشاء وكيفما تشاء، لكن أيضاً من حقنا أن نشير أنك تساهم في "تبييض" صورة الإمارات، وتتجاهل كل التقارير والأخبار عما يحدث فيها.

صحّة عليك البندورة والتمر يا باسم، لكن لا تتهمنا بأننا نريدك أن تكون حزيناً، ما نقوله ببساطة إنك تستحق الانتقاد (والشتم بعض الأحيان) لأنك كأي شخصية علنيّة تتجاهل ما تقوم به حكومة هذه البلاد من أجل النقود، بل يمكن القول حالك كحال جوجي، صورة صالحة للنشر على إنستغرام.

المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard