شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
عن كارثة اسمها

عن كارثة اسمها "الكود الأخلاقي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التعبير

الجمعة 29 يوليو 202203:19 م

لا شك في أن الإبداع بكافة أنساقه وصوره لا يدور في فراغ، خصوصاً إذا كان لوناً جماهيريّاً مما يجري تداوله على نطاق واسع، محليّاً وعربيّاً، كالدراما التليفزيونية مثلاً، والسينما، وبعض الحالات الرائجة في المسرح والرواية. فهنا تزداد أهمية الحديث عن الجوانب الاجتماعية والإنسانية، وربما الرسائل الوظيفية للإبداع، إلى جانب دوره الأصلي الأول، كقيمة جمالية فنية مجردة تنشد المتعة والدهشة، والارتقاء بالروح، وتغذية الحواس، وتعزيز الذوق والمزاج والشعور والضمير.

ولقد أثبتت التجارب الكثيرة، منذ ستينيات القرن الماضي (أوج ازدهار التجربة الناصرية وما صاحبها من إجراءات التأميم الاقتصادي وسيطرة الدولة على المؤسسات العامة بما فيها مؤسسات الإنتاج الفني والثقافي) حتى يومنا هذا، أن هناك فرقاً يجب أن يظل واضحاً ومحدداً، بين مسؤولية الإبداع، وخضوعه للشروط والضوابط.

فالمسؤولية، الجمالية والمجتمعية والأخلاقية والإنسانية، تنبع من خصائص الإبداع ذاته، ومن وعي المبدعين أنفسهم، وتتشكل ملامح المسؤولية تحت مظلة حرية التعبير، فينتقي الإبداع المسؤول ماذا يطرح من قضايا وماذا يتجنب، وكيف يعبر عن هذه المضامين بإرادته الكاملة غير المنقوصة. وهكذا يبلغ الإبداع آفاقاً عالية على مستوى القيمة والتأثير في آن، إلى جانب الإمتاع والإدهاش والجاذبية.

أما خضوع الإبداع للشروط والضوابط الحادة، بدعوى التوجيه والإرشاد أو الحشد والتعبئة (وفق اصطلاحات الستينيات)، أو بدعوى الالتزام وبث الأفكار الهادفة وما إلى ذلك من كليشيهات صارت تتردد في هذه الأيام، فإنه تقييد شكلاني قد يفرغ الإبداع من محتواه، ويحوله إلى درس تلقيني في الأخلاق أو عرض تعليمي أحادي الطرح، يقول الرسالة حقّاً، لكنه يعجز عن إقناع أحد بها، لأن مثل هذه القوالب التوعوية الضيقة هي ليست قوالب فنية جاذبة في الأساس، كما أن كثرة الوصايا والمحاذير تقلّص مساحة الحرية في التعبير، فيأتي الإبداع محاصراً مختنقاً.

نوايا طيبة

ولا يشكك أحد في النوايا الطيبة التي تدفع بعض الأجهزة والمؤسسات المصرية، الثقافية والإعلامية والرقابية، إلى محاولة صك قائمة من التوجيهات والإشارات، ومحاولة خلعها على الأعمال الإبداعية الجديدة، خصوصاً الفنون الجماهيرية، بهدف النهوض والارتقاء بها، وانتشالها من الابتذال الذي لحق بها في الفترة الأخيرة، واستعادة عصور الريادة والتفوق للقوى الناعمة المصرية، داخليّاً وخارجيّاً. على أن وضع هذه التوجيهات كضوابط وشروط ملزمة، بدون المرونة اللازمة، قد يحولها إلى قيود تحاصر حرية الرأي والفكر والتعبير الفني، خصوصاً إذا تضمنت التوجيهات عبارات فضفاضة غير محددة، من قبيل الالتزام بالكود الأخلاقي والحرص على قيم المجتمع والآداب العامة، وما إلى ذلك.

هناك مسلسلات تليفزيونية عُرضت في رمضان الماضي، على سبيل المثال، تحمست للقضايا الاجتماعية على نحو طيب، لكنها اهتمت بالخطاب الاجتماعي والوعظ والإرشاد والكلام المرسل على حساب المعالجة الفنية الشيقة

ومن أحدث نماذج هذه التحركات، من جانب بعض الأجهزة والمؤسسات، بهدف "حماية حقوق المتلقي، والحفاظ على حرية الإبداع"، تأتي قائمة "ضوابط الإبداع"، التي حددها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، وأوصى بها على وجه الخصوص عند إعداد الأعمال الدرامية والإعلانات التي يجري عرضها على الشاشات التليفزيونية ومحطات الإذاعة، وتضم قائمة الضوابط: الالتزام بالكود الأخلاقي والمعايير المهنية والآداب العامة، احترام عقل المشاهد والحرص على قيم المجتمع وأخلاقياته، تقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة، وتشيع البهجة وترتقي بالذوق العام، وتظهر مواطن الجمال في المجتمع.

ومن الضوابط كذلك: عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي، بدعوى أن هذا هو الواقع، البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة التي تخرج عن سياسة البناء الدرامي وتسيء للواقع المصري والمصريين، عدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقي إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار، ضرورة الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص في كل مجال في حالة تضمين المسلسل أفكاراً ونصوصاً دينية أو علمية أو تاريخية حتى لا تصبح الدراما مصدراً لتكريس أخطاء معرفية، التوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما في الظواهر الاجتماعية السلبية التي تسهم الأعمال الدرامية في انتشارها، ضرورة خلو هذه الأعمال من العنف غير المبرر، والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان.

"الرقابة الرسمية في مصر تنقسم إلى قسمين، جهات رقابية بحكم القانون، وجهات تحولت إلى وظيفة الجهات الرقابية، وادعت لنفسها مهام رقابية"... المخرج عصام السيد

كما تضم الضوابط: التأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة، والبعد عن الأعمال التي تشوه صورتها عمداً، أو التي تحمل الإثارة الجنسية سواءً قولاً أو تجسيداً، تجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات التي تحمل إغراءات للناشئين وصغار السن والمراهقين لتجربة التدخين والتعاطي، إفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع الذي يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة في الدفاع عن الوطن، تعظيم مسؤولية القنوات الفضائية والإذاعات عن اختيار الأعمال الفنية الإبداعية الهادفة التي تحمل قيمة ورسالة للمشاهد، وتتناسب وطبيعة المجتمع، وتحافظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبي، وتتطرق إلى القضايا الاجتماعية المهمة.

الدراما والكود الأخلاقي

وينطلق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في وصاياه من نصوص "الكود الأخلاقي للنشر والبث"، الذي أصدره في العام الماضي، وينص على سبعة بنود، هي: الحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ والتقاليد الخاصة بالمجتمع، عدم الخوض في الأعراض أو تعميم الاتهامات، عدم الإساءة إلى الآخرين وضرورة احترام الرأي الآخر، عدم التحقير من الأشخاص أو المؤسسات، الحفاظ على النظام العام والآداب العامة، تجنب ما يدعو إلى الإباحية أو يحض على الفسق والفجور، إبراز أهمية القيم والأخلاق ودورهما في حماية المجتمع.

وإذا كانت الرسائل الإعلامية هي رسائل معلوماتية مباشرة عادة، يمكن توجيهها وضبطها على هذا النحو البروتوكولي، فإن تشرنق الإبداع في أطر توعوية محددة يحصره في خانة الخطابة والنصح والإرشاد، بما يضعف تأثيره ويفقده بريقه وجاذبيته. وهناك مسلسلات تليفزيونية عُرضت في رمضان الماضي، على سبيل المثال، تحمست للقضايا الاجتماعية على نحو طيب، لكنها اهتمت بالخطاب الاجتماعي والوعظ والإرشاد والكلام المرسل على حساب المعالجة الفنية الشيقة، المقنعة على الصعيد الدرامي، كمسلسل "فاتن أمل حربي" من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج محمد جمال العدل وبطولة نيللي كريم وشريف سلامة، الذي طرح قضايا المرأة وقانون الأحوال الشخصية المصري بشكل جاد، لكنه افتقر إلى تقنيات العمل الفني الدرامي وأبجدياته المتطورة من حوار وصورة وحركة وأحداث مترابطة متنامية.

كذلك، فقد جاء طرح المسلسل الكوميدي "الكبير أوي 6"، من تأليف محمد عز الدين ومصطفى صقر وﺇﺧﺮاج أحمد الجندي وبطولة أحمد مكي ومحمد سلام وبيومي فؤاد ورحمة أحمد، لبعض القضايا الاجتماعية (مثل التنمر بالأطفال) هشّاً وساذجاً، إذ جاءت القضايا المشار إليها مقحمة على السيناريو ومفتعلة، وكأن هناك واجباً مدرسيّاً ثقيلاً يستوجب إنجازه فجأة ودون مقدمات، في الوقت المخصص للترفيه.

مبدعون: الحرية أهم

في حديثهم لنا يتفق مجموعة من المبدعين المصريين على أن حرية الإبداع هي الفضاء الصحي الذي يكفل أن يضطلع الإبداع بأدواره ومسؤولياته الفنية والجمالية والاجتماعية والإنسانية على السواء. وتوضح نيفين شلبي، المخرجة والمونتيرة والكاتبة، أن النهوض بالإبداع وتطويره لا يستلزم أبداً فرض وصاية على بعضنا بعضاً، أو أن نقوم بتوجيه المبدعين والفنانين إلى شكل إبداعي معين، فالفنان حرّ دائماً في ما يقدم، والجمهور له أن يرفض أو يقبل.

وتقول نيفين شلبي، التي شاركت في الكثير من المهرجانات والملتقيات الدولية وفازت بجوائز مرموقة: "أنا ضد فرض وصاية من أي نوع على الإبداع، وحتى إن لم يرق لنا الأسلوب الذي قد يستخدمه البعض، فهذا أسلوبه وهو حرّ في ما يقدم".

من جهته، يرى الشاعر والكاتب المسرحي ميسرة صلاح الدين، أن إشكالية معنى الإبداع والهدف من ورائه هي إشكالية قديمة، لكنها رغم ذلك دائمة التجدد، ويتم طرحها بشكل مستمر وبصيغ متعددة تناسب المجتمع وطبيعته وهامش الحرية الإبداعية والفكرية الذي يتمتع به. لكن يجب أن ندرك، أن التعامل مع أشد المجتمعات تحفظاً ككتلة واحدة يتشابه أفرادها في الذوق والميول والقدرة على التلقي والاستيعاب ويتشابهون في احتياجاتهم الثقافية والفنية والفكرية، هو نوع من الخلط وسوء التقدير، فالاختلافات الفردية سمة الإنسان، وتباين العقول والأمزجة والاحتياجات بطبيعة الحال واقع لا يمكن إنكاره. وبسبب هذا التباين لا يمكن محاصرة الفن في قالب واحد، مهما كانت طبيعة هذا القالب وأسباب الوقوف وراءه ودعمه دون سواه.

التعامل مع أشد المجتمعات تحفظاً ككتلة واحدة يتشابه أفرادها في الذوق والميول والقدرة على التلقي والاستيعاب هو نوع من الخلط وسوء التقدير... ميسرة صلاح الدين

ويقول ميسرة: "يمكن أن يكون العمل الفني مليئاً بالقيم والأطروحات التي تمثل توجهات صاحبه والجهات الداعمة له، ولكنه يبقي عملاً فنيّاً يستحق النقاش ويثير الجدل. ويمكن أن يمثل الإفراط في الوعظ والإرشاد أو الانغماس في الخطابية انجرافاً وخللاً في الرؤية الفنية. ‌وعلى الجانب الآخر، فإن عملاً متحرراً له توجه مخالف لتوجهات المجتمع لا يعبأ إلا بتوصيل رسالته على حساب الجوانب الأخرى، يخرج ضعيفاً مشوهاً لكونه لا يزيد على رد فعل لبعض الكتل المجتمعية التي لا تجد مساحة للتعبير عن نفسها".

ويؤكد الكاتب المسرحي أن القيود والضوابط والشروط الصارمة لا تصنع بالتأكيد فنّاً جيداً، ولا تصنع إبداعاً جديراً بالمنافسة في عالم شديد الانفتاح سريع التطور. وليس من شأن المبدع أن يكون واعظاً أو دليلاً لعالم أفضل من وجهة نظره، التي قد لا يتفق معها الجميع، إلا إذا كان ذلك اختياره الخاص دون توجه أو إملاء يفرضه المجتمع عليه.

والكثير من الأعمال الفنية التي أثرت في البشرية وساعدت في تهذيب أرواح البشر بالقيم النبيلة ومدتها بالجمال الصافي الذي هو وقود التطور والحضارة، لا تزيد على لوحة امرأة مبتسمة أو صورة قارب وقت غروب الشمس، أو ربما كانت رواية تدور أحداثها على شاطئ البحر لتحكي تاريخ مدينة ساحلية، وربما كانت قصة شاب إفريقي يسعى إلى التخلص من العبودية في إحدى مقاطعات زراعة القطن. على المبدع أن يعمل بكل جهده للتعبير عن أفكاره، وعلى المجتمع أن يتقبل ويتفهم طبيعة الاختلاف بين أفراده ويسمح للجميع بالتعبير عن أنفسهم".

ويؤكد المخرج المسرحي عصام السيد أنه ضد أية وصاية تفرضها أية جهة أو مؤسسة على الإبداع، مشيراً إلى أن دور المجلس الأعلى للإعلام على سبيل المثال هو الدفاع عن حرية التعبير وليس أن يكون جهة رقابية. ويوضح أنه بالتزامن مع الدعوة الرئاسية إلى إقامة حوار وطني في مصر، التي نالت حماس الجميع، فليس من المعقول أو المقبول أن يتم الحوار في ظل رقابة جائرة، سواء من أجهزة الرقابة المختلفة، أو من الرقابة المجتمعية والدينية، أو ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على أفعال الشعب المصري وأقواله، وجعلوا أنفسهم متحدثين باسمه، فقد أصبحت قوى الرقابة المختلفة والمتعددة خانقة، وقادرة على إسكات أي صوت مختلف، فحرية التعبير ضرورة لاستمرار أي حوار، وإلا تحول إلى حديث من طرف واحد.

ترى عفت بركات أن أغلبية الأعمال الدرامية التليفزيونية الآن غير صادقة، ولذا لا تؤثر بأي شكل من الأشكال، فالكثير من الأعمال دراما فجة تحمل رسائل موجهة تغازل كيانات سلطوية بعينها، والمتعة الجمالية التي هي أهم شروط الفن ليست من أولوياتها

ويقول المخرج عصام السيد: "إن الرقابة الرسمية في مصر تنقسم إلى قسمين، جهات رقابية بحكم القانون، وجهات تحولت إلى وظيفة الجهات الرقابية، وادعت لنفسها مهام رقابية. جهة الرقابة الرسمية، حالها للأسف محزن، ووصل بها الأمر أن أصبح المنع هو الأساس، والتصريح هو الاستثناء، وليس هذا في الأعمال الجديدة فقط، بل صارت هناك رقابة بأثر رجعي، بمعنى منع نصوص تم تقديمها سابقًا، وحصلت على موافقات رقابية في عصور كتابتها، والآن تُمنع محاولات إعادة تقديمها، لخضوعها لتفسيرات شخصية لرقيب ضيق الأفق يخشى على مقعده ومنصبه".

ومن جهتها، تشير الشاعرة والناقدة والمسرحية عفت بركات، إلى أن الإبداع خاصية إنسانية، هدفه هو الإنسان، والحرية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف الذي يضمن للإنسان سعادته. ولذا فالإبداع والحرية وجهان لعمله واحدة. وتقول بركات: لكي أكون مبدعة، ينبغي أن تتاح لي حرية الإبداع، وبدونها تظل أفكاري حبيسة لا تخرج إلى النور. وأهم شرط للإبداع أن نتنفس عبير الثقافة في جو من الحرية، بعيداً عن كل ألوان التعسف، وبعيداً عن تقليص مساحة حرية التعبير الفني تحت دعاوى الالتزام بالكود الأخلاقي والآداب العامة والحرص على قيم المجتمع.

وتؤكد عفت بركات أن الحياة بدون إبداع هي حياة روتينية مملة وقاتلة للتفكير والمواهب، والحرية هي المنتج للقيم الإبداعية المميزة في كل حضارة من الحضارات التي قامت على هذه الأرض منذ خلق الله الكون.

وترى بركات أن أغلبية الأعمال الدرامية التليفزيونية الآن غير صادقة، ولذا لا تؤثر بأي شكل من الأشكال، فالكثير من الأعمال دراما فجة تحمل رسائل موجهة تغازل كيانات سلطوية بعينها، والمتعة الجمالية التي هي أهم شروط الفن ليست من أولوياتها. ومن ثم، فهي تلفظ أنفاسها بمجرد الانتهاء من عرضها، لأنها كليشيهات تجارية موجهة، وليست دراما حقيقية. فالأساس في الدراما بأشكالها، المكتوبة والمسموعة والمرئية، هو المتعة الجمالية في تقديم أية فكرة، مهما اختلفت مدارس الطرح، وهذه المتعة هي التي تلهب مشاعر المشاهدين وتلهمهم أو تضيء له عتمة أرواحه أو تبصرهم بما لا يرونه. وتظل الدراما هي صناعة الجمال في الطرح، وليست رصد الواقع بعين الفوتوغرافيا بشكل سطحي فج، وإلا صار العمل الفني درساً تعليميّاً يلقي تعليمات معينة باهتة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

معيارنا الوحيد: الحقيقة

الاحتكام إلى المنطق الرجعيّ أو "الآمن"، هو جلّ ما تُريده وسائل الإعلام التقليدية. فمصلحتها تكمن في "لململة الفضيحة"، لتحصين قوى الأمر الواقع. هذا يُنافي الهدف الجوهريّ للصحافة والإعلام في تزويد الناس بالحقائق لاتخاذ القرارات والمواقف الصحيحة.

وهنا يأتي دورنا في أن نولّد أفكاراً خلّاقةً ونقديّةً ووجهات نظرٍ متباينةً، تُمهّد لبناء مجتمعٍ تكون فيه الحقيقة المعيار الوحيد.

Website by WhiteBeard