شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
البقاء ليس للأغنى ولا للأفضل... الكواليس غير المحكية لتوقف مهرجان الجونة

البقاء ليس للأغنى ولا للأفضل... الكواليس غير المحكية لتوقف مهرجان الجونة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 23 يونيو 202208:18 ص

دخل مهرجان الجونة السينمائي في نفق مظلم ومألوف بالإعلان عن إلغاء دورته السادسة. ومن خلال خبرات سابقة، يمهد هذا الإعلان لنهاية المهرجان عموماً. تذهب معظم التحليلات إلى أسباب مالية وتمويلية وخلافات إدارية داخلية، ويبدو هذا مبرراً غريباً لمهرجان نجح في بدايته، ومدعوم من إحدى أغنى عائلات مصر. يستحق "الصراع الدموي" بين المهرجانات العربية بعض الفضل في هذه النتيجة، بالإضافة إلى بعض الآثار الجانبية لضغوط أمنية وسياسية. 

مهرجان الجونة هو أكثر المهرجانات تكلفةً في مصر.

مهرجان أغنياء مصر

صباح يوم 15 حزيران/ يونيو، افتتحت شركة "أورا" مبيعات المرحلة الثانية في منتجعها Silver Sandsفي منطقة سيدي حنيش في الساحل الشمالي (أكثر من 370 كم من القاهرة)، وبنهاية اليوم قُدّرت المبيعات بما يقارب الملياري جنيه، إذ تبدأ أسعار الوحدات بأكثر من 5 ملايين جنيه. أورا التي يبلغ رأس مالها 1.6 مليار جنيه، أسسها الملياردير المصري نجيب ساويرس الذي أسست وأدارت عائلته مجموعة شركات ضخمة، منها  أوراسكوم للتنمية العقارية التي حققت صافي أرباح في الربع الأول من العام الحالي بلغ 464 مليون جنيه، بينما إحدى الشركات الشقيقة هي أوراسكوم للإنشاءات، وتُعدّ أغلى علامة تجارية في مصر بقيمة 558 مليون دولار. نجيب مع شقيقه سميح ساويريس يقفان وراء رعاية مهرجان الجونة السينمائي وتمويله منذ انطلاقه في 2017.

بعد أيام قليلة من تلك المبيعات الأسطورية، أعلن المهرجان فجأةً عن إلغاء دورته السادسة في 2022، لتذهب التحليلات إلى أن أسباب الإلغاء كانت مالية.

مهرجان الجونة هو أكثر المهرجانات تكلفةً في مصر. يُقام على ساحل البحر الأحمر في منتجع الجونة الذي يقع على بعد 470 كم من القاهرة، ويستضيف سنوياً عشرات النجوم، وقد استضافت دورته الأخيرة 60 من النجوم المصريين، بالإضافة إلى قرابة الألف من النقاد والإعلاميين وصناع الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم كافة، وفي أول دورتين استضاف المهرجان نجوماً عالميين من عيار سيلفستر ستالون وأوين ويلسون وأنطونيو بانديراس وجيرارد بتلر، وهم الأعلى تكلفةً في فاتورة الضيافة لتقاضيهم مبالغ ماليةً مقابل التواجد في المهرجان.

دخل مهرجان الجونة السينمائي في نفق مظلم ومألوف بالإعلان عن إلغاء دورته السادسة. ومن خلال خبرات سابقة، يمهد هذا الإعلان لنهاية المهرجان عموماً. تذهب معظم التحليلات إلى أسباب مالية وتمويلية وخلافات إدارية داخلية، ويبدو هذا مبرراً غريباً لمهرجان نجح في بدايته، ومدعوم من إحدى أغنى عائلات مصر

جزئياً، يعدّ الأخوان ساويرس هذه التكاليف ضمن حملات الدعاية للمنتجع الفاخر الذي يضم 12 فندقاً خماسي النجمات بالإضافة إلى مراسي يخوت ووحدات عقارية لنخبة أغنياء مصر، ومع هذا لا تقع كامل التكاليف على عاتق مؤسسي المهرجان، إذ تساهم مبيعات التذاكر وعقود الرعاية والإعلانات وحقوق البث التلفزيوني في جزء منها. قائمة الشركاء والرعاة لدورة 2021، ضمت 30 شركةً ومنظمةً وجهةً قدّمت، بجوار الدعم المالي، خدمات عينيةً في مجالات النقل والإقامة الفندقية وحتى المشروبات الغازية ورقائق البطاطس.

يسهل وضع التكاليف والمداخيل السابقة في موازنة واحدة تتعلق بالدعاية والتسويق للمنتجع الصيفي، ولكن هناك جزءاً آخر من تكلفة المهرجانات لا يخدم تلك الجزئية، وهو يتعلق بالأفلام التي يُقام المهرجان من أجلها، وهي تكلفة تتداخل فيها عوامل غير مادية، مثل تاريخ المهرجان وبلده وموعده، والفيلم نفسه وصنّاعه.

لا شيء مجانياً في السينما

أنت الآن صانع أفلام، أنجزت فيلمك الذي تعتقد أن له نصيباً في المهرجانات السينمائية. ستفكر في عرضه في أحد مهرجانات الصف الأول في الأجندة الدولية. يتولى ترتيب تلك الأجندة الاتحاد الدولي لمنظمات المنتجين السينمائيين (FIAPF)، لضمان عدم تداخل مواعيد المهرجانات الدولية. تتكون تلك الأجندة من 47 مهرجاناً حول العالم، ويعتمد تسجيل تلك المهرجانات على المنظمات الوطنية المنضمة إلى الاتحاد.

وضع الاتحاد قائمةً من 15 مهرجاناً فقط تحمل الصفة التنافسية، ومن كل البلاد العربية هناك فقط مهرجان القاهرة ضمن هذه المجموعة، ويرجع هذا لكون غرفة صناعة السينما المصرية عضواً سابقاً في الاتحاد. مهرجانات الصف الأول في هذه الأجندة هي برلين وكان ولوكارنو وفينسيا (بترتيب موعد إقامتها السنوي)، ومن خارج تلك القائمة هناك أيضاً مهرجانات روتردام وساندانس وترونتو ولندن، ومعظم هذه المهرجانات تحجز الفترة الأنشط خلال الربيع والصيف وبداية الخريف. وبسمعتها الثقيلة، تشترط تلك المهرجانات لقبول فيلم في المسابقات الرسمية ألا يكون قد عُرض سابقاً في أي مهرجان أو وسيلة عرض أخرى. يُعرف هذا بالعرض العالمي الأول، ولا تدفع هذه المهرجانات بدلاً مالياً لعرض الأفلام (أو نادراً ما تفعل).

بالمقارنة مع المهرجانات المحلية المدعومة حكومياً، تمتّع الجونة بمرونة في الإنفاق وهامش تفاوضي أوسع. داخل صناعة السينما، بنى سمعته كمهرجان يلخص لجمهوره أفضل أفلام العام السابق وأهمها. وتغيرت هذه الميزة بوصول منافس جديد إلى الضفة الشرقية من البحر الأحمر

بالعودة إلى الجونة الذي يُقام في شهر تشرين الأول/ أكتوبر سنوياً، يكون من الصعب على صناع الأفلام غير المصريين استهداف إطلاق أفلامهم فيه، وتفويت الفرص الأفضل مع مهرجانات الصف الأول، ولهذا لجأ المهرجان إلى جذب الأفلام التي نالت الجوائز والإعجاب في المهرجانات الكبرى خلال العام، وكأنه مهرجان المهرجانات. ولتحقيق هذا يكون على المهرجان دفع مبالغ مالية لمنتجي الأفلام لعرضها، ويخضع هذا النوع من الاتفاق لتفاوض يشمل قيمة الفيلم وصناعه وعروضه السابقة. الكل يسعون إلى الربح.

بالمقارنة مع المهرجانات المحلية المدعومة حكومياً، تمتّع الجونة بمرونة في الإنفاق وهامش تفاوضي أوسع. داخل صناعة السينما، بنى سمعته كمهرجان يلخص لجمهوره أفضل أفلام العام السابق وأهمها. وتغيرت هذه الميزة بوصول منافس جديد إلى الضفة الشرقية من البحر الأحمر.

بالرغم من التعثرات التنظيمية الواضحة في مهرجان البحر الأحمر (وهو شيء طبيعي في دورته الأولى)، عرف الإعلاميون والسينمائيون أن السعودية لا تتسامح أبداً مع أي انتقاد وتعدّه موجهاً إليها قومياً لا إلى المهرجان ومنظميه.

قطيع من الأفيال في الغرفة

هكذا تتزاحم كل المهرجانات العربية الكبيرة خلال الربع الأخير من العام: ينتهي الجونة ليبدأ قرطاج في تشرين الأول/ أكتوبر، وبعد استراحة قصيرة يبدأ مراكش في موعده الجديد في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر (قبل توقفه كان يقام في منتصف كانون الأول/ ديسمبر كآخر حدث سينمائي دولي قبل عطلات الكريسماس)، ثم مهرجان القاهرة في الأسبوع الأخير من كانون الأول/ ديسمبر، ليتلامس ختامه مع بداية مهرجان البحر الأحمر في السعودية، وهو أحدث المنضمين إلى عائلة المهرجانات العربية.

الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر كانت مقررةً إقامتها في آذار/ مارس 2020، وتسببت كورونا في إلغائها، لتُقام الدورة في 2021 في موعدها الجديد الذي أربك جدول عمل النقاد والإعلاميين والسينمائيين الذين كان عليهم الانتقال بسرعة من القاهرة إلى جدة، بفاصل يوم واحد فقط.

تعتمد مهرجانات الجونة والقاهرة وقرطاج على مزايا نسبية خاصة بها، بالإضافة إلى المزايا التاريخية مقارنةً بمهرجان في دورته الأولى في بلد سمح بالعروض السينمائية العامة منذ 4 سنوات فقط. مهرجان قرطاج له علاقات في دول المغرب العربي وامتدادات ثقافية عميقة في إفريقيا، ومهرجان القاهرة يمثل الدولة ذات الصناعة الأكبر في المنطقة، وهو بوابة الأضواء لصنّاع الأفلام العرب لمخاطبة جمهور العالم العربي، والجونة يتمتع بالتمويل والموعد المتقدم.

خلال الدورة الأخيرة للجونة، بدأت الملاحظات تنتشر عن تهديد يمثله مهرجان البحر الأحمر في السعودية، الذي رفع الإنفاق إلى مستوى آخر لا يمكن مجاراته، في مستويات الإقامة ومكافآت لجان التحكيم وأجور العاملين والمبرمجين وبدل عرض الأفلام ومزايا النجوم

لكن خلال الدورة الأخيرة للجونة، بدأت الملاحظات تنتشر عن تهديد يمثله مهرجان البحر الأحمر الذي رفع الإنفاق إلى مستوى آخر لا يمكن مجاراته، في مستويات الإقامة ومكافآت لجان التحكيم وأجور العاملين والمبرمجين وبدل عرض الأفلام ومزايا النجوم. بالرغم من أن النقاشات المثارة هنا كانت من منطلق أخلاقي؛ المال عندما يتحكم في الفن، إلا أنه في الحقيقة كل ما فعله مهرجان البحر الأحمر هو أنه استغل ميزته الأهم التي لا يمكن مجاراته فيها، ومهرجان الجونة كان يستخدم هذه الميزة نفسها في مواجهة مهرجانات قرطاج والقاهرة ذات الموارد المالية الأقل.

ومع تشابه معظم برامج هذه المهرجانات، يبدو الصراع بينها حتمياً. ما يحدث للجونة أعاد ذكريات قديمة من مهرجان دبي السينمائي الذي بدأ في 2004 واحتل مركز البحر الأحمر نفسه بعد القاهرة، متداخلاً في المواعيد معه في بعض الدورات، وتأثر بهذا مهرجان القاهرة الذي ارتبكت دوراته حتى 2017 وتغيرت إداراته 4 مرات خلال تلك المدة (السبب الرئيسي للارتباك كان عدم الاستقرار السياسي والحكومي بين 2011 و2014، ما أدى إلى إلغاء دورته في 2013)، وانتهى الصراع بتوقف مهرجان دبي في 2018 بعد تغيير الإستراتيجية الثقافية لدولة الإمارات، وقبله توقف أيضاً المهرجان الشقيق أبو ظبي (2007-2014)، والذي كان يزاحم في النطاق الزمني نفسه ما بين شهري تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر.

أحد أهم الانتقادات التي واجهت الجونة، وربما لم يكن مقصوداً بها هذا المهرجان على الإطلاق، أنه وبعد عرض فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري العام الماضي، ثار بعض النجوم المصريين غضباً بسبب تقديم الفيلم صورةً "مزعجة وغير واقعية" عن حال الفقراء

إذا كان هناك جانب أخلاقي لهذا الصراع، فهو يتعلق بالقدرة على انتقاد المهرجانات. فبالرغم من التعثرات التنظيمية الواضحة في مهرجان البحر الأحمر (وهو شيء طبيعي في دورته الأولى)، عرف الإعلاميون والسينمائيون أن السعودية لا تتسامح أبداً مع أي انتقاد وتعدّه موجهاً إليها قومياً لا إلى المهرجان ومنظميه، ولهذا كانت الحفاوة متبادلةً بين المهرجان والإعلام العربي. في المقابل، فإن انتقاد مهرجان القاهرة هو رياضة يومية للإعلاميين والنقاد في مصر، وفي الجونة تحولت الانتقادات إلى احتكاك سياسي خطر.

مع إلغاء الدورة السادسة من مهرجان الجونة، يستعيد رئيسه، انتشال التميمي، أجواءً مشابهةً لمشاهد توقف مهرجان أبو ظبي الذي كان مدير برامج الأفلام العربية فيه.

ريش لا تُحتمل خفّته

أحد أهم الانتقادات التي واجهت الجونة، وربما لم يكن مقصوداً بها هذا المهرجان على الإطلاق، أنه وبعد عرض فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري العام الماضي، ثار بعض النجوم المصريين غضباً بسبب تقديم الفيلم صورةً "مزعجة وغير واقعية" عن حال الفقراء. وهي إحدى التهم الكلاسيكية التي صاحبت السينما المصرية خلال معظم تاريخها (الإساءة إلى سمعة مصر وصورتها)، ولم يشفع للفيلم فوزه قبلها بجائزتين من مهرجان كان السينمائي.

خلال الأيام التالية، تصاعد الهجوم الإعلامي ضد الفيلم بشكل مألوف يشير إلى وجود تنسيق ما، إذ تسيطر الأجهزة الأمنية في مصر بشكل مباشر على ملكية وسائل الإعلام الأكثر انتشاراً، من خلال "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" التي تمتلك الحصص الغالبة في معظم القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع. حتى عرض الفيلم، كانت "المتحدة" إحدى الجهات الداعمة للمهرجان طوال تاريخه كما قال رئيسها التنفيذي حسام صالح، بعد حفل الافتتاح، كما كرّم المهرجان النجم أحمد السقا بعد شهور من تقديمه أسوأ عمل في مسيرته (مسلسل "نسل الأغراب" الذي أنتجته الشركة)، وانقلب هذا الدعم إلى مقاطعة إعلامية شاملة لأحداث المهرجان في معظم وسائل الإعلام الحكومية، وكذلك تلك التابعة للشركة ما عدا حفل الختام الذي كان خاضعاً لتعاقد مسبق.

على هامش هذه الأزمة، أعيد فتح ملف قديم ومفضل لمهرجان الجونة، وهو الاحتفاء المبالغ فيه بأحداث السجادة الحمراء وأزياء النجوم المثيرة للجدل، من وجهة نظر محافظة. فلكونه مهرجاناً مقاماً في منتج سياحي ساحلي، وضع لنفسه صورةً نمطيةً كمساحة تحرر شخصي لكل زواره، وليس النجوم فقط، ويستخدم بعض النجوم هذه الميزة لتزويد وسائل الإعلام بموضوعات ساخنة تعيد طرح أسمائهم ضمن جدل حريف عن أزيائهم أمام المجتمع المحافظ خارج المنطقة الحرة في الجونة.

ولم يستمر مهرجان الجونة طويلاً في مرمى نيران منتقدي "ريش". على الأرجح كان هدفهم هو منتجه المشارك محمد حفظي، وهو أيضاً رئيس مهرجان القاهرة منذ 2018 ولمدة 5 دورات متتالية، ونجح خلال تلك الفترة في استعادة سمعة المهرجان عالمياً. استمر الضغط الإعلامي المنسّق على حفظي، شهوراً عدة بتناول كل أعماله السابقة من زاوية "سمعة مصر" نفسها. وفي آذار/ مارس 2022، أعلن حفظي عدم استمراره في منصب رئيس مهرجان القاهرة، فعينت وزارة الثقافة مكانه النجم حسين فهمي الذي ترأس المهرجان سابقاً (1998-2001)، ثم انضم إليه أمير رمسيس مديراً فنياً (المدير الفني السابق للجونة).

وتستمر لعبة الكراسي غير الموسيقية

مع إلغاء الدورة السادسة من مهرجان الجونة، يستعيد رئيسه، انتشال التميمي، أجواءً مشابهةً لمشاهد توقف مهرجان أبو ظبي الذي كان مدير برامج الأفلام العربية فيه. أما نجيب ساويرس فلن تكون هذه هي تجربته الأولى في التخلي عن أعمال ناجحة بعد تسببها بأضرار جانبية؛ الإمبراطورية الإعلامية الأمنية لشركة "المتحدة" بُنيت في الأساس على مؤسسات إعلامية أسسها ساويرس، مثل شبكة قنوات ON TV في 2016.

تعطي هذه الأحداث إشارةً إلى أن الأجواء لم تكن "صحيةً جداً" داخل المهرجان، لكنها تظل مشكلات معتادةً داخل المهرجانات التي مع هذا تستمر، وربما مع بعض التعثر، ولكن خطوات الإلغاء والتوقف عادةً لا تكون لأسباب إدارية ومالية

طبعاً، عانى مهرجان الجونة من مشكلات داخلية مثل أي مهرجان، وقد بدأت المشكلات في الصباح التالي لانتهاء دورته الأولى الناجحة، إذ نشأ نزاع حول فكرة المهرجان الأصلية في 2018، واستمر النزاع ضمن فريق المهرجان مع تهميش دور عمرو منسي الشريك المؤسس، وفي دورته الأخيرة احترق المسرح الرئيسي للمهرجان قبل افتتاحه بيوم واحد، وتسبب تصريح غير ضروري من التميمي باشتباك مع الفنانة يسرا عضوة الهيئة الاستشارية للمهرجان، ليعتذر لها لاحقاً، واستقال مديره الفني أمير رمسيس قبل نهاية الدورة، وتبعته المنتجة والممثلة بشرى (العضوة المؤسسة في فريق المهرجان)، بعد شهور.

تعطي هذه الأحداث إشارةً إلى أن الأجواء لم تكن "صحيةً جداً" داخل المهرجان، لكنها تظل مشكلات معتادةً داخل المهرجانات التي مع هذا تستمر، وربما مع بعض التعثر، ولكن خطوات الإلغاء والتوقف عادةً لا تكون لأسباب إدارية ومالية، ففي حالة الجونة يعني التوقف خسارة كل ما تم استثماره في بناء العلامة التجارية للمهرجان.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard