وجد مصطلح الصوابية السياسية في أمريكا بيئة خصبة، ليتغلغل بين إرثها الحافل بالاضطهاد والعنف، وأخذ في التبلور مع صعود الحركات النسوية والتيار اليساري الداعم لحقوق الأقليات والملونين، حتى وصل إلى منابر الثقافة والفن واسعة الانتشار.
يخلق المصطلح دوماً حالة استقطابية بين مؤيدين، يرحبون بتقديم خطاب منضبط وغير مسيء لأي جماعة من البشر دون تمييز، ومعارضين يشعرون بمغالاة في التطبيق، ووصاية على الفكر والتعبير.
أضحت موجة الصوابية السياسية مسيطرة على صناعة الترفيه في هوليوود، وزحفت أجندتها على مضمون الأعمال الفنية، من تمثيل ملائم للفئات المهمشة، ورقابة على لغة الحوار، إلى حملات الإقصاء لكل من/ما يختلف معها.
ترددت أصداء التغيير في مختلف أنحاء العالم، ومنها منطقتنا العربية التي تعاني من قيود إبداعية عدة، تثقل كاهل الموهوبين.
في نقاش مفتوح تحت عنوان "الصوابية السياسية والسينما"، نظّمه معهد "غوتة" الألماني ضمن أسبوع أفلام وفعاليات في القاهرة والإسكندرية الذي انتهى مؤخراً، في 12 يونيو/ حزيران 2022، تحاور الناقد طارق الشناوي، والمخرجة ماجي مرجان، والمخرج مراد مصطفى حول أثر هذه الموجة على الأفلام المصرية عموماً، سواء القديمة منها أو حديثة الإنتاج.
كوميديا "العاهات"
تخضع الأعمال السينمائية القديمة لإعادة قراءة وتحليل باستمرار، كغيرها من أنواع الفنون الأخرى. فالزمن يُضفي على بعضها ألقاً، ويبرز مكانته في تاريخ الصناعة، ويفضح كل ما أُحيط منها بهالة زائفة.
يميل من يتبنون الصوابية السياسية إلى تفحّص أفلام الماضي، لكن ليس بقصد التفريق بين الغثّ والثمين، وإنما للتفتيش عما يخالف "أيديولوجيتهم" في اللحظة الراهنة، دون النظر إلى أي اعتبارات فنية وجمالية.
يتجلى ذلك في مطالبات بمنع أفلام كلاسيكية، مثل "ذهب مع الريح"، الفائز بـ 8 جوائز أوسكار، بحجة الترسيخ للعنصرية.
تظهر الكثير من الأصوات المعارضة لهذا النهج، نظراً لانتزاعه أعمالاً سينمائية من سياقها التاريخي والزمني، ويلصق بها اتهامات يرونها غير منصفة. ومع ذلك، يبدو الأمر مربكاً حينما يتطرق الحديث إلى أفلام كوميدية صُنعت قبل الصوابية السياسية.
يرى الناقد طارق الشناوي أن ثمة أفلام تتضمن إساءات لفئات معينة، لا يمكن تقبلها في أي فترة زمنية، خاصة تلك الحافلة بسخرية مهينة، نطلق عليها اليوم لفظ "تنمّر".
يتذكر الشناوي مدى ضيقه أثناء مشاهدة فيلم "الرجل الأبيض المتوسط" للمخرج شريف مندور، بسبب القزم الذي يُضرب بصائد الذباب، ثم يوضع داخل حقيبة، ويتم تسريبه في مكب للنفايات.
يقول: "كوميديا العاهات هي أردأ أنواع الكوميديا، وانتزاع الضحكات لا يكون على حساب كرامة البشر. هذا الفيلم به غلظة في الكوميديا، لكن مشكلتي الأكبر لم تكن مع صناعه، وإنما مع ضحك الجمهور على الإهانات. فنحن عندما نفقد الدهشة والقدرة على الانزعاج من سلوكيات ضد الإنسانية نصبح في خطر حقيقي".
تتفق معه المخرجة ماجي مرجان، مشدّدة على أن بعض المواقف الكوميدية والأغاني الخفيفة تؤثر سلباً على حياة جماعات من الناس دون قصد.
تضرب مرجان مثلاً بفيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" لسعيد حامد، وأغنيته "شوكولاتة"، التي اُستخدمت في مضايقة السودانيين، وغيرهم من أصحاب البشرة السمراء، أثناء سيرهم في الشوارع.
تضيف ماجي: "هذا لا يعني أننا ضد عرض هذه الأفلام، ولا نقصد مهاجمة صُناعها، بالعكس يجب دعم حرية الإبداع مهما كانت. وبوجود علاقة ديناميكية بين المتلقي والصانع ستتغير الكثير من المفاهيم مع الوقت".
تبتعد الجلسة النقاشية عن فكرة الإدانة عموماً، ورغم ذلك يوضح سياق الحديث وجود محاذير تتعلق بطبيعة الكوميديا في الوقت الحالي.
يتماشى هذا مع خطاب في الغرب، يعتقد أن الصوابية السياسية تقتل الكوميديا، وتضع الكثير من القيود على صناعة الضحك خصوصاً في عروض الستاند آب، التي يصطدم مقدموها على الدوام مع مناصري الصحوة اليسارية.
في المقابل، يتمتع صانعو الكوميديا في مصر بمساحة أكبر من الحرية في هذا الشأن، لكن ذلك لا ينفي ظهور شرائح من الجمهور باتت تتحسس من أي مزحة، قد تحمل إساءة لطرف ما، على سبيل المثال، حقق الموسم السادس من المسلسل الكوميدي "الكبير أوي" نجاحاً وقت عرضه في رمضان الماضي، لكن ظهرت آراء تنتقد السخرية من الحركات النسوية، وطريقة معاملة البطل لزوجته، على اعتبار أنها تمثل كل ما هو رجعي ومناهض لمكتسبات الواقع.
أفلام تواكب الصوابية السياسية
رغم الانتقادات التي تطول الصوابية السياسية، فإن خطابها أثر بالتأكيد في تغيير نظرتنا تجاه فئات معينة، لم تكن محل اهتمام في السابق. انسحب ذلك على صناع السينما، الذين راحوا يقدمون قصصاً تتماهى مع النزعة الإنسانية، التي تتستر وراءها الصوابية دون تخلي عن جماليات الصورة.
يتحدث المخرج مراد مصطفى عن فيلم "يوم الدين" لأبو بكر شوقي، كنموذج للأفلام المميزة في هذا الصدد. يجسّد الشخصية الرئيسية في القصة رجل مجذوم، ينعكس ما فعله المرض به على وجهه وأطرافه، نتتبعه في رحلة البحث عن عائلته، بلا أي تململ أو نفور من مظهره الخارجي.
يقول مراد: "في الحياة العادية، يجد غالبية الناس صعوبة في النظر إلى أصحاب الأمراض الجلدية، وهنا تكمن براعة أبو بكر شوقي، الذي جعلنا نتعلق ببطله، ونستمتع بمغامراته بحساسية شديدة بعيدة عن استدرار العواطف. ورغم أنه يتعرض للتنمر خلال الرحلة، فإن الشعور الذي يتولد تجاه هذا السلوك هو الضيق، وليس الرغبة في الضحك".
يتطرق مراد مصطفى أيضاً إلى تجربته السينمائية، حينما صنع فيلمه "حنة ورد" أول أفلام ثلاثيته القصيرة عن الأمهات.
تركز الحكاية على حنانة سودانية (ترسم بالحنة) تذهب بصحبة ابنتها إلى أحد الأحياء الشعبية في الجيزة لتجهيز عروس قبل زفافها، ولكن تتحول المظاهر الاحتفالية إلى شجار عنيف، تتهم فيه الحنانة بالشعوذة والنصب.
يستدعي الناقد من الذاكرة حواراً للأديب نجيب محفوظ عام 1958، أثناء شغله منصب الرقيب، حينما سُئل عن موقفه من القبلات، وقال إن جميعها مباحة سينمائياً إلا القبلة على العنق إذا طالت
يوضح: "نشأت في حي عين شمس، حيث مجتمع متداخل يتواجد به الكثير من السودانيين والصوماليين، الذين يعيشون وسط بيئة مصرية. كنت طوال الوقت منشغلاً بتمازج الثقافات من الناحية الاجتماعية. لذا قررت أن أحكي الفيلم من خلال عيني البطلة السودانية، وتعمدت أن أجعل أسرة العروس من طبقة مماثلة حتى لا يكون الصراع طبقياً".
يستدرك: "تعرضت خلال الأحداث لقضية التنمر، وحرصت على التعامل معها بهدوء شديد حتى لا أجعلها متصدرة في الفيلم. فهي مشكلة متواجدة في الواقع لا يمكن تجاهلها، لكنها ليست الأزمة الأساسية. وحينما نستمع إلى جملة التنمر على لسان إحدى الشخصيات، فإن الغاية تكون التعبير عن بيئة الشخصية وأفكارها بصدق".
في السياق ذاته، يشير طارق الشناوي إلى الفيلم القصير "أخويا" لساندرا نشأت، الذي عُرض ضمن سلسلة أفلام "في الحب... والحياة" على منصة نتفليكس.
يقول الشناوي: "التعامل مع طفل من ذوي الهمم بطريقة عادية، يعد نقطة القوة في هذا العمل، والعلاقة بين الطفل والشقيق الأكبر (أحمد عز) لم تختلف عن أي علاقة طبيعية بين شقيقين".
تبدو غالبية الأفلام المواكبة لموجة الصوابية السياسية، سواءً المذكورة في الجلسة النقاشية أو خارجها، بعيدة عن السينما السائدة في مصر.
تمتد القائمة لتشمل أفلام مثل التسجيلي "عاش يا كابتن" لمي زايد، الذي يوثق رحلة بطلات يمارسن رياضة رفع الأثقال بأسلوب ينتقد تنميط الأدوار الجندرية، بعيداً عن الخطابية الفجة، والروائي "أبو صدام" لنادين خان، المهموم بالذكورية السامة، فاضحاً هشاشة واضطراب رجالها.
"قيم الأسرة المصرية"
لا ينشغل المشاهد العادي بتطبيق معايير الصوابية السياسية في الأعمال الفنية، بل يتحفظ عادة على تمثيل مجتمع الميم على الشاشة. ولكن وصايته الأخلاقية على الإبداع لا تتوقف عند هذه النقطة الجدلية، وإنما تشمل كل ما يراه يمس "قيم الأسرة المصرية".
"على الرغم من صرامة جهاز الرقابة في مصر، فإن مساحة الحرية التي يوفرها أكبر مما يتقبل الشارع. على سبيل المثال، لا يوجد نص رقابي يمنع القبلات على الشاشة، لكن الوصاية المجتمعية دفعت صناع الأفلام إلى الابتعاد عن تقديم أي مشاهد حميمية، خوفاً من حملات الهجوم والتشويه... للأسف هناك خضوع واستسلام مطلق لهذه القيود"، يقول طارق الشناوي.
يستدعي الناقد من الذاكرة حواراً للأديب نجيب محفوظ عام 1958، أثناء شغله منصب الرقيب، حينما سُئل عن موقفه من القبلات، وقال إن جميعها مباحة سينمائياً إلا القبلة على العنق إذا طالت.
يكشف هذا التصريح عن حجم التغيرات التي طالت المجتمع على امتداد ستين سنة ماضية، ويوضح ما كان متاحاً في السابق، وبات من الممنوعات في زمن "السينما النظيفة".
للرقابة المجتمعية شروط أخرى، تتجاوز حدود التواصل الجسدي بين الممثلين/ات في الأفلام، فنرى امتعاضات من تقديم نماذج مختلفة من الناس، مغايرة للصور النمطية الراسخة في الأذهان، مثل صورة الأم.
طفلة ترضع طفلة
يحكي مراد مصطفى عن فيلمه "خديجة"، الأخير في ثلاثيته عن الأمهات، والأكثر صدامية مع المشاهد. خديجة أم في السابعة عشر من عمرها، تتولى مسؤولية رضيعها وحدها بسبب سفر زوجها للعمل.
تحاول خديجة ممارسة يومها الاعتيادي في القاهرة الصاخبة وسط ضغوط عدة وألم مكتوم، لكن المشقة أكبر مما تحتمل، فتقدم على التخلص من رضيعها.
عُرض الفيلم في مهرجانات سينمائية كثيرة داخل وخارج القاهرة، ولكن في إحدى الفعاليات المصرية، شعر مراد بأن الحضور غاضب من المعالجة، ومستاء من عدم توضيح المبررات الكافية التي دفعت بالأم إلى هذا الفعل.
يقول مراد: "الفيلم يحمل حدثاً عنيفاً نتيجة لحالة شحن قاسية تؤدي إلى انفجار، أتفهم كونه صادماً، لكن رد فعل الجمهور كان عدائياً. أدركت أن البعض يرى الأمور من منظور ضيق، وقد يتهم صانع الفيلم بالتشجيع على الجريمة، مع إنه إذا تأمل الوضع سيجد أن الجريمة الحقيقية تتمثل في كون طفلة تحمل طفلة".
تعلق ماجي مرجان: "خديجة، فيلم يقدم حكاية غير اعتيادية، لكننا نريد نموذج الأم التي ترعى ابنها وتطعمه وتدعو له، مثلما كانت تفعل فردوس محمد مع عبد الحليم حافظ في الأفلام، دون إظهار لأي علامات تعب أو ضيق من هذه المسؤولية الصعبة".
"ما أريد قوله بلا مواربة"
الانحياز لحرية التعبير والإبداع هو خيار أي محب حقيقي للفنون سواءً كان صانعاً أو متذوقاً، ولكن كيف يتعامل الصانع مع ضغوط الصوابية السياسية والرقابة المجتمعية؟ وهل فتح الباب أمام عرض أفكار وثقافات مغايرة سيؤثر سلباً على المجتمع؟ كانت هذه تساؤلات مطروحة خلال الجلسة النقاشية.
يرى مراد مصطفى أن السينمائي عليه أن يتبع حدسه، ويتحدث عن المواضيع المُلحة في ذهنه بالأسلوب الذي يروقه، دون أن يفكر في اعتبارات أخرى.
"عندما قررت صناعة ثلاثية عن النساء، كنت أعلم أن هذا سيكون محل تساؤل لدى كثيرين. لا أميل إلى التصنيفات، ومن حقي أن أعبر عن وجهة نظرى في المجتمع من خلال بطلات أفلامي، وأرفض وضع مبررات لظواهر إرضاءً للجمهور، فأنا أحاول باستمرار أن تكون اختياراتي الإبداعية نابعة من داخلي حتى أتمكن من توصيل ما أريد قوله بلا مواربة"، يقول مراد.
أم عمرها 17 سنة، يتطور الأمر بها إلى قتل ابنها، فلماذا غضب الجمهور من الفيلم وصناعه؟ "نريد نموذج الأم التي ترعى ابنها وتطعمه وتدعو له، مثلما كانت تفعل فردوس محمد مع عبد الحليم حافظ، دون شكوى من المسؤولية"
تتفق معه ماجي مرجان، موضحة أن الفنان لديه هموم تؤرقه، وأحلام يرغب في تنفيذها بصرف النظر عن رأي الجمهور. ومع ذلك، لا تنكر إنها تنشغل بالتلقي، وتشعر أن وسائل التواصل الاجتماعي عموماً تمثل عبئاً على المبدعين.
تضيف: "في فيلمي (من وإلى مير) أناقش مواضيع كبرى مثل الانتحار، والرغبة في الهجرة والعلاقات المركبة بين الأزواج. وأثناء عملي على المونتاج شعرت بمسؤولية تجاه عرض بعض التسجيلات المصورة، صحيح أن أصحاب القصص موافقون على عرضها، إلا أني وضعت في اعتباري سياقات العرض، التي قد يكون مردودها سلبياً في بعض الأحيان، كما حرصت على أن يكون العرض الأول للفيلم في الصعيد منعاً للمزايدات".
يحكي الوثائقي "من وإلى مير" عن قرية في صعيد مصر، ارتبطت المخرجة بحكايات الجدة عنها، وقررت أن تصنع فيلماً ذاتياً يسرد علاقة العائلة بالمكان، ولكن وهي تلملم الذكريات يمتزج الخاص بالعام، وتغوص في قصص أهل مير الحالمون بالهروب من واقع قاس، إما بالسفر أو بالموت انتحاراً.
يشدد طارق الشناوي على أن الدفاع عن حق المبدع في التعبير عن أفكاره وهواجسه دون قيود ضرورة حتمية حتى إن اختلفنا مع ما يقدمه.
أما ما يتعلق بحاجة المتلقي إلى رقابة على المحتوى المُحمَّل بأيدلوجيات وقيم بعيدة عن مجتمعنا، فإن هذا الحديث يمنح أي سلطة في العالم التحكم في حياة الناس، وسلبهم حقهم الأصيل في الاختيار، كما إنه لا يراعي الفروق بين المتلقين، وتباين ذوائقهم وقناعاتهم.
يستدرك: "الاعتماد على نظام التصنيف العمري يجنبنا مصادرة أي عمل فني، لأنه يحدد المحتوى الملائم لكل فئة عمرية، وينبغي أن يكون ذلك من خلال أساتذة علم نفس واجتماع، وليس موظفي الرقابة... أعلم أننا نطبق التصنيف العمري على الأفلام والمسلسلات، ولكن لازلنا نتعامل بنفس العقلية القديمة، ومن المهم أن ندرك أن زمن المنع انتهى، إذا لم ننتبه في هذه المرحلة لفتح الباب، سيفتح رغماً عنا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 17 ساعةtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...