بعد أيام من التكهنات بتدهور وضعه الصحي وشائعات وفاته، صرّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، أن كل الشواهد والوثائق التاريخية تؤكد هوية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، بما يشمل المسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية. وشدد على أن "القدس وفلسطين ليستا للبيع".
جاء ذلك خلال كلمة عبر الهاتف ألقاها في مؤتمر "وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك"، المنعقد في مقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة.
وقبل نحو أسبوع، روّج كثيرون لشائعة وفاة عباس مع مزاعم بتدهور حالته الصحية ونقله بطائرة ملكية أردنية إلى أحد مستشفيات المملكة الهاشمية إثر "جلطة قلبية" ألمت به. زُعم لاحقاً أن الرئيس "في غيبوبة" وحالته حرجة.
رغم النفي الرسمي والتأكيدات أن أبو مازن بخير ويمارس مهام عمله كالمعتاد، لم يتوقف تفاعل الفلسطينيين حيال الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية، حتى سماع صوته في المؤتمر حول المسجد الأقصى.
بدأت الأقاويل عن وضع أبو مازن الصحي إثر بث "بي بي سي عربي" خبراً عن تفويض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، ببعض "الصلاحيات" و"المهام الجوهرية" الخاصة بالرئيس "لظروف صحية". علماً أن الشبكة حذفت الخبر لاحقاً وأن الشيخ نفى هذه الأخبار في حينه.
وغرّد الشيخ آنذاك عبر حسابه في تويتر: "لا صحة للأخبار الصفراء المتداولة حول صحة السيد الرئيس محمود عباس، وهو يتمتع بصحة جيدة ويزاول عمله كالمعتاد، وما يروّج له الهدف منه العبث بالوضع الداخلي الفلسطيني".
"المبالغة في النفي دليل إثبات"... فلسطينيون نشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي يسألون #وين_الرئيس محمود عباس وسط شائعات حول تراجع صحته وتكهنات بـ"معركة ضارية" على خلافته
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي إن كل ما يُثار عن تفويض صلاحيات الرئيس محض شائعات "تقف خلفها جهات مشبوهة ومجهولة"، فيما شدد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبد الإله الأتيرة على أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة، ويجري اتصالاته ويتواصل مع المسؤولين.
لكن عدم ظهور الرئيس علناً وإنابة عدد من المسؤولين في مناسبات مختلفة بدلاً منه، ساهما في زيادة الشكوك.
شكوك وسخرية
وتفاعل الكثير من الفلسطينيين مع التكهنات حول وفاة "أبو مازن" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمن فيهم المؤيدون والمعارضون لعباس.
وراجت تعليقات ساخرة على غرار: "عاجل، وفاة الفريق الطبي المعالج لمحمود عباس" و"يا جماعة طمنونا إن شاء الله الخبر صحيح؟"، و"محمود عباس فكرة والفكرة لا تموت" و"وفاة محمود عباس للمرة العاشرة آخر سنتين. بكرة بطلع متل القرد" و"بيموت الموت وأبو مازن ما بيموت".
في المقابل، أعرب فلسطينيون عن قلقهم على أبو مازن، وتمنوا السلامة لـ"سيّد البلاد وحامي الديار".
حتى بعد إلقاء الرئيس الكلمة عبر الهاتف، أعرب الكثيرون عن قلقهم إزاء صوت أبو مازن "المجهد جداً" و"غير الواضح" في مكالمة مسجلة وليست مباشرة، مطالبين بضرورة خروجه في مقطع فيديو لطمأنة المواطنين.
وعبر وسم #وين_الرئيس رصدنا هذه التعليقات:
"الرئيس عباس ميت يا جماعة الخير لأنه مش طالع ع الهوا مباشر زي ما كذبوا مبرح علينا".
"يبقى الجدل حول موت الرئيس عباس قائم".
"كلمـــة محمود عباس صوتية ومسجلة، هذا اسـتخفاف بعقول الناس!".
"صوت #الرئيس يشير بشكل واضح إلى أنه مريض جداً وعدم ظهوره بفيديو دليل على هذا الأمر!".
"المبالغة في النفي دليل إثبات".
"بدنا الرئيس بشحمه ولحمه".
في خضم هذا السجال، تكهّن معلقون بأن الرئيس ربما يحتضر، أو مات بالفعل، لكن قيادات حركة فتح تفضّل تأجيل إعلان الخبر لحين تسوية عملية نقل السلطة بسلاسة.
تأتي في إطار "المناكفات العنيفة والخلافات الداخلية العميقة"... مصادر فلسطينية ترجح أن أنباء تدهور صحة أبو مازن روّجت لها قيادات #فتح الطامعة في خلافته لإصابتها بخيبة أمل إثر تكليف حسين الشيخ بمنصب صائب عريقات، ما يمهد له خلافة الرئيس
خلافة عباس السبب؟
وكانت وكالة "قدس برس" قد نقلت عن "مصادر خاصة" لم تسمها، قبل يومين، تأكيدها أنه "لم يعد قادراً على القيام بمهامه بالشكل المطلوب"، مبينةً أن عباس أُصيب بإرهاق عقب زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأبعد يومين على الأقل عن مقر الرئاسة في رام الله.
وتقترح مصادر الشبكة أن مسألة "مرض الرئيس - وإن كان جزء منها صحيحاً - تندرج في إطار ‘المناكفات العنيفة والخلافات الداخلية العميقة التي تعيشها حركة فتح‘، والانقسام الحاد الذي يسود اللجنة المركزية للحركة، والذي امتد إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".
وتطرح هذه المصادر تكليف عباس لحسين الشيخ بمنصب "أمين سر اللجنة التنفيذية"، نهاية الشهر الماضي، خلفاً للراحل صائب عريقات، سبباً وراء هذه المناكفات والخلافات المزعومة إذ تقول إنه "يرشحه لتولي منصب الرئيس حال غياب عباس لأي ظرف" بما يشكّل "ضربة قاصمة" لقيادات "فتح" و"منظمة التحرير" الطامعين في خلافة عباس.
وذكّرت "قدس برس" ببداية أزمة خلافة عباس في أيار/ مايو 2018، حين أُدخل الرئيس المستشفى الاستشاري برام الله، على كرسي متحرك، وأُبقي قيد المراقبة في قسم القلب بعض الوقت، مردفةً أن "معركةً ضارية‘ تجري خلف كواليس السلطة، منذ ذلك الحين" لاعتقاد عدد من القيادات من الجيل القديم بأحقيته في الجلوس مكان أبو مازن.
ومن الطامعين في خلافة عباس، وفق الشبكة، نائب رئيس "فتح" محمود العالول، وأمين سر اللجنة المركزية لفتح اللواء جبريل الرجوب، واللواء توفيق الطيراوي الذي قاد جهاز المخابرات العامة أكثر من عقدين من الزمان، وعضو مركزية فتح وممثل منظمة التحرير في لبنان سابقاً عباس زكي، وغيرهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...