حرب اغتيالات؟
يؤكد اللواء المصري شريف إسماعيل، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية سابقاً، احتمال وقوع صراعات مسلحة في فلسطين. ولكن برأيه، لن تكون على شكل صدامات بين مليشيات، ولكن قد تدخل فلسطين في حرب اغتيالات، مشدداً على أن إسرائيل ستلعب دوراً في ذلك وستوظف الأحداث لتهيئة الساحة بما يتمشي مع مصالحها، ليصل إلى رئاسة السلطة مَن يخدم سياستها أكثر ومَن سيكون قادراً على المضي في صفقة القرن. وتوقّع إسماعيل أن الصراعات على الأرض ستكون بين تيار فتح الكلاسيكي الذي يضمّ قيادات تقليدية وبين تيار دحلان الذي يسمّي نفسه "التيار الإصلاحي"، مشيراً إلى إمكانية بزوغ نجم القيادي مروان البرغوثي ليحصد نتيجة الصراع القائم بين دحلان وباقي القيادات التقليدية، ومضيفاً أن ذلك سيكون المفاجأة التي لا يتوقعها أحد.هل سيكون الصدام حتمياً؟
يؤكد الباحث والكاتب الفلسطيني أسامة عامر أن اختيار خليفة أبو مازن لن يكون سهلاً بل أكثر تعقيداً مما يتخيله البعض، لأن المنافسة تدور على خلافته في ثلاثة مواقع وهي رئاسة فتح والسلطة ومنظمة التحرير. ويضيف أن الصدام وارد بالفعل في ظل انتشار أخبار ومعلومات حول نشاط لميليشيات تابعة لقيادات بفتح في المخيمات، ولا سيما في مخيمات الدهيشة وجنين. وحذّر الباحث الفلسطيني من أن دحلان، بعد فصله من فتح، صدرت ضده مذكرات توقيف من القضاء وهو حالياً مطلوب من قبل أجهزة الأمن، لذا لن يُسمح له بدخول الانتخابات، وإذا جاء إلى الضفة ستحاول الشرطة القبض عليه، وهنا سيقع الاشتباك. وتوقع أن يزداد المشهد توتراً خلال الأسابيع المقبلة إذ من المقرر أن تختار فتح قيادات جديدة في اللجنة المركزية، مؤكداً أن هناك حديثاً يدور بين القيادات حول استبعاد عدد من الشخصيات من بينهم مروان البرغوثي.هل تقبل حماس بمخطط دحلان؟
تشير مصادر مقرّبة من "التيار الإصلاحي" إلى أن دحلان يعمل على إقناع حماس بتنازل عزيز الدويك عن منصب رئاسة المجلس التشريعي لشخصية محايدة كسلام فياض، كي تتولى قيادة السلطة حال استقالة أو وفاة أبو مازن، وتضمن منع ملاحقة دحلان أمنياً وتسمح له بالترشح في الانتخابات. في تقرير آخر، يكشف بن مناحيم أن دحلان تمكن من إقامة معسكرات مسلحة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية ولبنان، مضيفاً أن مصادر أمنية إسرائيلية، تؤكد أنه يسعى إلى أن يصبح الرئيس "بأي ثمن".
بعض الذين يتنافسون على قيادة حركة فتح لديهم ميليشيات مسلحة، وتخوفات من نشوب صراع عنيف بين الميليشيات المختلفة حالما يصبح أبو مازن غير قادر على الحكم أو يموت
خلاف حول مَن سيخلف أبو مازن... والصدام وارد بين الطامعين في المنصب، في ظل انتشار أخبار ومعلومات حول نشاط لميليشيات تابعة لقيادات بفتح في المخيمات
فيتو أمريكي
يكشف بن مناحيم أن إدارة ترامب تبنّت وجهة نظر الإدارة السابقة بالوقوف ضد دحلان ومنعت دخوله إلى أمريكا بسبب تصريحاته حول إلغاء اتفاقية أوسلو، مؤكداً أن واشنطن أجرت اجتماعات مؤخراً بمشاركة مسؤولين عرب ومبعوث ترامب جيسون غرينبلات والسفير الأمريكي في تل أبيب دافيد فريدمان، لبحث مرحلة ما بعد عباس، واتهموا دحلان خلال الاجتماع بالعمل مع حماس. من جانبه أكد القيادي في "التيار الإصلاحي" أيمن الرقب أن الفصيل الذي ينتمي إليه والشعب بأكمله لن يقبل برئيس فلسطيني جديد إلا عبر انتخابات، مشدداً على حق النائب محمد دحلان وحق كل مواطن في خوض هذه المنافسة عبر الصناديق سواء عارضته أمريكا أو دعمته. وأكد الرقب أن دولاً إقليمية وأطرافاً عدة بدأت في طرح أسماء بديلة لأبو مازن مثل الرجوب وغيره، لكنهم جميعاً مرفوضون من قبل الشعب ومن قبل تياره ما دام لم يأتوا من خلال صندوق الانتخابات.الرجوب... مرشح قطر ضد رجل الإمارات
يُعدّ أمين عام اللجنة المركزية في فتح جبريل الرجوب أكثر الطامحين لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية، وهو يعمل على تنظيم وحشد أنصاره في محافظتي الخليل ونابلس التي يرأسها ابن عمه اللواء أكرم الرجوب، كما يساعده مدير مديرية القدس في الأمن الوقائي العميد وجيه الرجوب. يؤكد هذه المعلومات المحلل الإسرائيلي بنحاس عنباري في مقال نشره في صحيفة معاريف الإسرائيلية وقال فيه إن قيادات في فتح يقومون بتسليح أنفسهم وحشد مُواليهم، استعداداً للصراع على كرسي السلطة، مضيفاً أن الرجوب يحشد عناصره في الخليل. في تقريره المذكور سابقاً، يؤكد بن مناحيم، نقلاً عن مصادر في فتح، أن الرجوب يعتقد أن عباس سيتقاعد قريباً، ويرى في نفسه المرشح الأنسب لخلافته، ويحظى بدعم قطري في مواجهة دحلان مرشح الإمارات، مضيفاً أن الرجوب يشعر بقلق بالغ إزاء إمكانية أن يصبح دحلان رئيساً. وفي حالة صعود الأخير، سيضطر الرجوب إما إلى مغادرة الضفة، أو سيتعرض لملاحقة دحلان له ومحاكمته. وكشفت مصادر فلسطينية أن الرجوب يجري اتصالات مع دول إقليمية قبل القمة العربية من أجل دعمه في المنافسة، ويطلب لقاء مسؤولين مصريين. وأكدت المصادر ذاتها أنه إذا فشل في الحصول على هذا الدعم، قد يعقد صفقة مع دحلان بعد رحيل عباس.العالول... الأقرب إلى المنصب
يؤكد الكاتب الفلسطيني أسامة عامر أن محمود العالول هو الأقرب فعلياً لخلافة عباس في فتح ورئاسة السلطة ومنظمة التحرير، وذلك بعد أن تم تصعيده إلى منصب نائب رئيس الحركة. وكشف يوني بن مناحيم أن العالول يعمل مع الرجوب، ضد كل من رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومحمد دحلان، على الرغم من أنهما يتنافسان أيضاً على ذات المنصب. ويضيف بن مناحيم: "العالول ينتمي إلى فصيل الصقور... ولديه خبرة كبيرة في المقاومة المسلحة والاغتيالات... فقد حاول قبل عامين اغتيال القيادي (عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الراحل) غسان الشكعة". ويقدّم العالول نفسه عبر طرحه استراتيجية "المقاومة الشعبية" بدلاً من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، ويسوّق نفسه عبر حثه قادة فتح في الضفة على التواصل مع الناس والتصالح مع الشعب والشارع. وألمح العالول في أول مقابلة أجراها مع صحيفة الشرق الأوسط في الأول من مارس 2017، بعد توليه منصبه كنائب لرئيس حركة فتح، إلى مسألة التعاون الأمني مع إسرائيل. وعندما سئل عن تخلي ترامب عن "حل الدولتين"، طرح مفهوم "الدولة الواحدة". وتحدث بنحاس عنباري أيضاً عن العالول في مقاله بمعاريف مشيراً إلى أن النائب الرسمي لعباس يقوم بتحضير نفسه في منطقة نابلس. من جانبه، دافع المتحدث باسم فتح جهاد الحرازين عن العالول، مؤكداً لرصيف22 أن "الأخ محمود العالول" جرى انتخابه ديمقراطياً من قبل أعضاء فتح ليكون نائباً للرئيس عباس، وفقاً للوائح ونظام الحركة الداخلي، وأن "أي حديث عن استخدام السلاح بين القيادات لفرض شخص في موقع شخص آخر سيكون مرفوضاً، لأنه لا يعبّر عن عقيدة فتح التي رفضت استخدام سلاحها ضد حماس في غزة". وحول قبول فتح بدحلان رئيساً للسلطة في الضفة الغربية، رفض الحرازين التعليق، مؤكداً أن أبو مازن لا يزال في السلطة وأن الحركة لا تقبل بفرض أية شخصية، ومَن يريد رئاسة فلسطين لا يجب أن يفكر إلا بالانتخابات، أما السلاح فهو فقط ضد إسرائيل.ترحيب أمريكي بمرشح عباس
بحسب تقرير بن مناحيم، سيدعم عباس مؤيده المخلص اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الذي تعرّض لمحاولة اغتيال في مارس الماضي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أمين شعباني -
منذ 13 ساعةهذا تذكيرٌ، فلا ننسى: في فلسطين، جثثٌ تحلق بلا أجنحة، وأرواحٌ دون وداعٍ ترتقي، بلا أمٍ يتعلم...
Rebecca Douglas -
منذ 16 ساعةنحن أنصار الإمام المهدي عبد الله هاشم أبا الصادق(ع) ناس سلميين ندعو للسلام والمحبة وليس لنا علاقة...
Baneen Baneen -
منذ 17 ساعةنقول لكم نحن لا نؤذيكم بشيء وان كنا مزعجين لهذه الدرجة، قوموا باعطائنا ارض لنعيش فيهاا وعيشوا...
مستخدم مجهول -
منذ يومينلا اتفق بتاااتا مع المقال لعدم انصافه اتجاه ا المراه العربية و تم اظهارها بصورة ظلم لها...
mahmoud fahmy -
منذ 5 أياممادة قوية، والأسلوب ممتاز
Apple User -
منذ أسبوعهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟