شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مهووس بالفلسفة ومتعلم من لغة الشارع... المخرج عمرو سلامة: أسئلة، تحديات، وآمال

مهووس بالفلسفة ومتعلم من لغة الشارع... المخرج عمرو سلامة: أسئلة، تحديات، وآمال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 3 يونيو 202206:09 م

عمرو سلامة مخرج ومؤلف مصري آخر أعماله المعروضة هو فيلم "برا المنهج" من إخراجه وتأليفه بالتعاون مع خالد دياب، ومسلسل "بيمبو" من إخراجه في الحلقات الثلاث الأولى، وبإشرافه الإبداعي وتأليف محمد أديب، وفي مجمل أعماله 6 أفلام روائية طويلة، و3 مسلسلات، وفيلم روائي ألفه ولم يخرجه، وفيلم تسجيلي طويل شارك في إخراج أحد أجزائه، وسبق ذلك عدة أفلام قصيرة، وعدد من الكليبات التي صنعها كهاوٍ يتعلم السينما.

تعلم السينما

عمرو سلامة iمن المخرجين الذين لم يدرسوا السينما بشكل أكاديمي، درس في كلية التجارة ثم تعلم بشكل ذاتي وأخرج أفلامه القصيرة بجهود ذاتية. يتحدث لنا: "الأفلام القصيرة علمتني الكثير. خاصة أن القصة هي الأهم. وتعلمت منها لغة التواصل مع المتلقين. أنا ليس ضد التعلم الأكاديمي، ولكن كل شخص له تجربته ولا توجد قاعدة ثابتة".

وجدير بالذكر أن لسلامة إسهامات في تعليم السينما للشباب من خلال ورشة الأفلامجية المتاحة عبر اليوتيوب.

أسلوب المخرج

من فيلمه الأول عام 2008 وصولاً لفيلمه الأخير عام 2022، نلاحظ تنوع القصص أو الأنماط الدرامية والبصرية، لكن الهموم والثيمات المتشابهة مثل البحث عن الهوية، الخوف من المجتمع أو المجهول، التمييز والآخر، أو بشكل آخر اختلاف الرحلة الخارجية وتشابه الرحلة الداخلية.

"الرقابة المجتمعية حالياً قاسية جداً، لأنها تظهر كذلك على السوشيال ميديا... رأينا عدة أفلام تعامَل الجمهور معها بغضب شديد، دون أن يشاهدوها" 

يذكر المخرج أنه في أول أفلامه "زي النهارده" و"لامؤاخذه"، مهتم بدفع الأحداث على حساب الشخصية ما يسمى (Plot Driven)، بينما أراد العمل في ما بعد على فيلم يرتكز على الشخصية مثل "أسماء" و"شيخ جاكسون" ما يسمى (Character Driven)، وأنه حاول في مشاريعه الأخرى الجمع بينهم.

يعلق المخرج: "أنا أعتقد أن الأسلوب يجب أن يكون غير مقصود. أسلوبي قد يكون في الحكي، وطريقة رؤيتي للناس، لكن ليس لدي أسلوب بصري محدد، لأني أرى أن كل فيلم أخرجه، أريد تجربة أسلوب جديد فيه، وأرى أي أسلوب بصري يخدمها أكثر، وليس أن أطوع القصص على أسلوب ونمط معين".

فيلم "برا المنهج"

في فيلمه الجديد برا المنهج، والذي فاز بجائزة أفضل فيلم، إضافة إلى 6 جوائز أخرى بمهرجان جمعية الفيلم، يحكي قصة الطفل نور، يمثله (عمر الشريف)، الذي يعاني من حياته الفقيرة مع خالته وزوجها المدمن، وتنمر زملائه ومدرسيه في المدرسة.

يؤسس الفيلم في البداية لسرد القصة بطريقة قصص الأطفال الخيالية، ولكن لم يلتزم الفيلم في حكيه بالتأسيس الخيالي الذي بدأ به، وتدريجياً يحيلنا لمكان وزمان بوضوح، مما يطرح تساؤل لماذا حدث ذلك، ليستدعي الإجابة على بعض الأسئلة المنطقية عن الشخصيات والأحداث.

في حوارنا معه يقول عمرو سلامة: "هذا كان مقصوداً بشكل واع جداً. كنت أريد أن أبدأ الفيلم بشكل خيالي، وعلى مدار الفيلم أصل للواقع تدريجياً، لأن هذا كان طريقة تليق برحلة نضج البطل نفسه. إنه ينضج من عالم خيالي إلى أن يصل إلى الواقع، بطريقة الحكي أو على مستوى الصورة".

يلتزم سيناريو الفيلم بالطريقة الأمريكية في رحلة البطل، كما هي العادة في أغلب أعمال سلامة، وتدور الأحداث في ثيمة الأسطورة والخوف من المجهول، أو بتجسيد لفكرة علم النفس أن كل إنسان منا بداخله "الطفل والراشد والأب"؛ هذا ما جعلني أن أسأل المخرج: بأي شخصية كتب وصنع فيلمه، وكيف يتعامل كإنسان ومخرج مع هذا الثالوث؟

"العمل الفني لا بد أن يكون ممتعاً، ولكن ليس بالضرورة أن يمثل قناعتي الشخصية في الواقع"

"الطفل الذي بداخلي هو الذي يمتلك المساحة للعب والتجريب، لديه فضول للاكتشاف، وما زال يريد إثبات نفسه. هذا الطفل خاف أن يموت، ويفقد رغبته في فك اللعبة ومعرفته بكيفية عملها. هذا الطفل يجب أن نحميه، لأنه يخاطر ويبدع. حبه للمجهول أكبر من خوفه منه. بالمناسبة كنت سأكتب أن الفيلم إهداء للطفل بداخلنا، لعله لا يموت أبداً. حتى عندما أكتب فيلماً جاداً جداً، فما يظهر فيه هو الطفل، وليس الراشد، وأنا كي أرغم الطفل على أن يخرج، عندما أختار مشروعاً جديداً، أختار المشروع الذي أخاف منه أكثر، من أجل أن أكتشف ماذا سيخرج منه".

عادة ما هناك خلفية ذاتية في أفلام المخرج، وبالنسبة لفيلم "برا المنهج" يحكي: "منذ أن كنت طفلاً، كان أبي يقول لي دائماً (أنت متدلع. ماعرفتش تعب). وعندما كنت أذهب إلى المدرسة، كان ينبغي أن أسير خمسة كيلومترات، في الطين، وفي الحرّ، وفي الشتاء. وهذه أول صورة إخراجية جاءت في ذهني، لأبدأ فيلم (برا المنهج)؛ رحلة طفل لمدرسته في الأقاليم".

هناك فارق بالطبع بين الفيلم الموجه للأطفال، والفيلم الذي بطله طفل لكنه يصلح لجمهور عام؛ "فيلمي ليس فيلماً للأطفال أو مصنفاً بفئة عمرية؛ يصادف فقط أن بطله طفل، لكنه فيلم درامي موجه للجميع. ربما يستخدم ذلك أحياناً في الخارج لترويج الفيلم على أنه فيلم أسري."

مسلسل "بيمبو"

تدور أحداث هذا المسلسل، بين نوعية الجريمة والتشويق والدراما والكوميديا، عن شاب يعمل "ديلر" مخدرات يمثله أحمد مالك، لكنه يردد دائماً: "أنا مش مجرد ديلر"، يبحث عن هويته وعن الحب. ويتميز الشاب بيمبو بقوة الملاحظة والذكاء، لكنه يفتقد القوة البدنية.

تسمى كل حلقة من المسلسل على خلفية أسطورة إغريقية أو قاعدة منطقية أو نظرية فلسفية أو متعلقة بعلم النفس: صندوق باندوا، مغالطة الرنجة الحمراء، نصل أوكام، حصان طروادة، قضية تأثير الفراشة، سر نداء الفراغ، أسطورة الغريب، قضية الانفجار العظيم.

هناك إشارة في المسلسل إلى رواية "الغريب" لألبير كامو التي تظهر في أحداث الحلقة الأولى، عندما يستطلعها بيمبو في مكتبة كسباني، أحد شخصيات المسلسل، والذي يقتبس له مقولة كامو "ما هو سبب ممتاز للحياة، هو سبب ممتاز للموت"، لتشير لنا إلى وراء بحث بيمبو وعلاقته المبطنة بالفلسفة العبثية والوجودية.

مسلسل "ما وراء الطبيعة"

الجدل والانتقادات الكبيرة التي أحدثها مسلسل "ما وراء الطبيعة"، خاصة بين قراء ومحبي السلسلة والكاتب أحمد خالد توفيق، أو المشاهدين بشكل عام، جعل البعض يقول بأن هناك اختلافاً كبيراً بين الشخصية في الروايات والمسلسل.

يعلق المخرج: "لن أستطيع معرفة من هو رفعت اسماعيل مئة في المئة عند أحمد خالد توفيق، ولكن ما أستطيع معرفته، هو أن رفعت إسماعيل الذي في المسلسل خرج من ذهني. أنا عشت مع هذه الكتب أكثر من عشرين عاماً، وكنت أرى رفعت اسماعيل برؤية معينة، وحاولت أن أكون صادقاً تجاهها. لكنني من خلال حديثي مع الدكتور على مدار سنوات، كنت أشعر أن هناك تطابقاً كبيراً بين رؤيتنا. كما أضفت مزيجاً من تفاصيل شخصيتي لأتماهى معه، ومن شخصية توفيق، ومن شخصية أحمد أمين أيضاً".

يتابع عن الانتقادات التي وجهت للمسلسل: "أحياناً كنت أزعل، ولكن في المجمل لم أزعل من الانتقادات، لأنني مدرك أن كل عمل روائي تم تحويله للسينما، تم مهاجمته من قبل القراء، لأن القراء رأوه أو أحبوه بشكل آخر، وهذا حدث مع أعمال عالمية كثيرة، لكن (ما وراء الطبيعة) رغم الانتقادات الكبيرة التي وُجهت من الجمهور، إلا أن النسبة الأكبر قد أعجبها المسلسل، وربما يكون هو أكثر عمل لي أحدث جدلاً ونجاحاً جماهيرياً".

ذكر سلامة أنه بالطبع غير مؤمن بما وراء الطبيعة، لكنه بالتأكيد مؤمن بها كعمل فني، أخذ البعض نهاية العمل على أنه يروج للإيمان بالخرافة، مما جعلني أسأل عن المسافة التي يأخذها كمخرج من الأفكار التي يقدمها، ولأي مدى يمكنه تقديم أفكار غير مؤمن بها فكرياً في سبيل الفن أو التسيلة.

علق عن ذلك: "الموضوع أبسط من ذلك؛ العمل الفني لا بد أن يكون ممتعاً، ولكن ليس بالضرورة أن يمثل قناعتي الشخصية في الواقع. هذا يختلف عن الأعمال الدرامية الواقعية التي قد تمثلني. في إطار النوع، ربما أنجز فيلماً عن الزومبي، وأنا لا أؤمن بوجودهم، أنا أعمل على فرضية، هي: ماذا لو أن هناك عوالم أخرى".

اختيارات ولغة المخرج

يرى عمرو سلامة أنه لا يوجد مصدر معين يبدأ منه في كل أفلامه، "أحياناً يكون هناك موضوع معين أريد الحديث عنه، أو العالم مشغول بموضوع ما؛ أحياناً أشاهد فكرة في فيلم ولدي فكرة تشبهها لكن مختلفة، لو عرفت الفكرة من أين تأتي، سأذهب في كل مرة إلى نفس المكان، هي أحيانا تبدأ من شخصية أو موقف أو ثيمة أو رسالة."

يذكر أنه يكتب 3 أفلام كل عام، ويخرج عملاً كل عامين، ويقول عن كيفية الاختيار بين التجارب والمشاريع المختلفة: "ظروف السوق الإنتاجي هي ما تحكمني، مشكلة صناعة السينما أنها عمل جماعي، أنا أحتاج جهة إنتاجية، مثل الممثلين وتوقع حالة الجمهور. أحياناً أريد البدء بمشروع معين، ولا تسمح الظروف بذلك، وأحياناً أقرر بالعمل على مشروع ويأتي آخر أحبه أكثر. نادراً ما تسير الظروف وفق خطتك".

في كتابه "شاب كشك" 2012، يقول إنه من شريحة أنصاف المثقفين الذين قرأوا كثيراً، لكنهم تعلموا أكثر من ثقافة الشارع

في كتابه "شاب كشك" 2012، يقول إنه من شريحة أنصاف المثقفين الذي قرأوا كثيراً، لكنهم تعلموا أكثر من ثقافة الشارع، لذلك فهو كتب الكتاب بلغة أقرب لحوارات شلة الكشك، لأن المهم لديه هو المضمون، وليس الطريقة التي يقال بها.

سألته هل يتعامل بالمنطق ذاته في أفلامه ولغة مخاطبته لجمهوره فرد: "هذا الكتاب كتبته في مرحلة عمرية سابقة، تغيرت كثيراً بعدها، ولكن أنا لا أراني مثقفاً. أنا ثقفت نفسي من مصادر مختلفة، ومعظمها ثقافة هوامش، لكن بالتأكيد أمتلك هموماً معينة، اجتماعية، فلسفية، سياسية، فكرية، أحاول أن أتعامل مع هذه الهموم بشكل يمتع الجمهور".

فلسفة عمرو سلامة

عند متابعة عمرو ومنشوراته وتصريحاته، قد نلاحظ اهتمامه بالفلسفة في بعض الأحيان، وكلامه الذي يبدو مهاجماً ضدها، مما أثار استياء البعض من المهتمين بها، لكن الأهم أنه يعبر عن عدة مراحل في رؤيته لها واشتباكه معها.

سألته عن فلسفته في الحياة والفن ليرد موضحاً: "أنا شخص مهووس بالفلسفة طوال عمري، لكن أوقاتاً كثيرة أغضب منها، فأقول كلاماً انفعالياً أو ساخراً، وعندما أكون مكتئباً أو لدي تساؤلات مثلاً، أعود لقراءة كتب الفلسفة التي أحبها. الفلسفة من أرقى الأعمال التي خرجت من العقل البشري، وتشرح تطورنا منذ بدء الخلق، وأعتقد أنني طوال حياتي تعلقت بعدة مدارس فلسفية وفلاسفة مختلفين. إن سألتني حالياً مثلاً سأقول بيرتراند راسل، وقبل ذلك نيتشه، وهكذا".

يتابع: "الفنان غير المهموم بالفلسفة، من وجهة نظري لديه جانب ناقص. أرى أن للفن فلسفات متعددة. كل فنان يسقط فلسفته على الفن؛ هناك من يؤمن بالامتاع، اكتشاف الجمال، التساؤل، أم التواصل مع الآخر. كل هذه فلسفات مختلفة يمكن أن أتبناها في أوقات معينة، وأغيرها".

 وفي هذا التغير المستمر، كانت تظهر في تصريحات عمرو في بداياته، خلفية إسلامية، بينما أعلن بعد ذلك أنه علماني. من جانب آخر كان يؤمن بالسينما النظيفة، بينما في فترة لاحقة دافع عن حرية الفن، وانتقد الرقابة المجتمعية القاسية.

 السيرة الذاتية التي يتمنى لو قام بتحويلها إلى فيلم، هي قصة حياة المفكر المصري نصر حامد أبو زيد

يعلق: "أعتقد فعلاً كما ذكرت أن الاختلاف الكبير هو أنني جئت من خلفية دينية، وحالياً أنا مؤمن بالحرية. أنا ليس ضد الدين طبعاً، لكنني علماني بمنطق الإيمان بقيم تدعو للتسامح والإنسانية".

أزمة الرقابة والتنوير

للمخرج عدة أزمات سابقة مع الرقابة في فيلم "شيخ جاكسون" وقبلها في "لامؤاخذه"، بينما صرح سابقاً أن رقابة الجمهور أصعب من رقابة الدولة.

عن الوضع الآن قال لنا: "الوضع الآن لا يحتاج إلى حديث، إنه واضح. الرقابة حالياً واضحة بلجميع شكلها، والمخيف أكثر هو أن الرقابة المجتمعية، ورقابة الأقلية هي الأعلى صوتاً، لأن ربما تصنع فيلماً يعجب 90%، ولا يعجب 10%، لكن الفئة الأقل يهاجمون هذا العمل، وهذا يعطي انطباعاً بأن هذا رأي الجميع، وربما يكون ذلك غير حقيقي. الرقابة المجتمعية حالياً قاسية جداً، لأنها تظهر كذلك على السوشيال ميديا. نحن في وضع سيء، وقد رأينا عدة أفلام تعامل الجمهور معها بغضب شديد، دون أن يشاهدوها حتى، لمجرد الإشارة لنقاط معينة فيها".

يذكر سلامة أن السيرة الذاتية التي يتمنى لو قام بتحويلها إلى فيلم، هي قصة حياة المفكر المصري نصر حامد أبو زيد. هذا استدعى معي تجربة يوسف شاهين في فيلم "المصير" وقصة ابن رشد، وكيف أن الفيلم أضاف أحداثاً خيالية تُثري الدراما.

يعلق: "أنا أرى أن القصة إنسانية درامية رهيبة، فيها قصة حب وقهر وسلطة وغضب ومعنى. وهي ملهمة جداً؛ هذا الرجل تم تطليق زوجته منه بقوة القانون، واضطر أن يهاجر، قابل قهر رهيب. مات مكتئباً، مع أنه عقلية عظيمة".

تابع سلامة عن دور الفنان التنويري: "التنوير حالياً كلمة تم ابتذالها وفقدت معناها. ولكن بعيداً عن هذا المصطلح، إذا الفنان اختار أن يكون أحد أدواره أن يساعد في دفع الناس للتساؤل بشكل جديد، ليس بالضرورة أن نسمي ذلك التنوير، فهو ادعاء به نوع من أنواع الغرور".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard