أفضل 7 أطعمة لعلاج "القلب المكسور"

جلست الفتاة وأجهشت بالبكاء، ولم تتوقف عن النحيب لساعات طويلة، قبل أن تجد نفسها تتحرك إلى المطبخ في محاولة منها لعلاج قلبها المنكسر، فوجدت في البراد بعض الأطعمة التي تربطها بعاطفة قوية خلال طفولتها، وقطعة شوكولاتة قد قرأت أنها تزيد من هرمونات السعادة.

وما إن بدأت بتناول بعض الأطعمة حتى هدأ قليلاً الحزن في قلبها، بعد علاقة عاطفية استمرت ثلاث سنوات دون جدوى، وتمزقت العلاقة وتمزق معها قلبها.

هل يمكن للطعام أن يداوي جراح قلوبنا؟ وما هي الأطعمة التي يمكنها علاج القلب المكسور؟ وكيف نأكل ونعالج صدماتنا النفسية دون أن يتأذى جسدنا؟

لماذا نأكل عندما يتحطم قلبنا؟

عندما يمر الفرد بأزمة نفسية وعاطفية، فإنه يعاني من ألم القلب الذي قد يضاهي الألم الجسدي، ولا يقل عنه أهمية حيث تتعدد أسباب الأزمات النفسية ومنها:

• فقدان شخص عزيز.

• انتهاء علاقة عاطفية.

• وفاة أحد الأقارب أو الأهل.

• الأذى النفسي من بعض العلاقات الاجتماعية السامة.

• فقدان الوظيفة.

• المشاكل المادية.

تجعلنا هذه الأمور نحزن بشدة، وقد تتطور فيتحول الحزن إلى مرض نفسي مزمن مثل: الاكتئاب، لذا في هذه الفترات قد نلجأ إلى تناول الطعام ونشتهي أنواعاً محددة في محاولة لعلاج الأحزان الدفينة.

يرجع سبب حبنا لتناول الطعام إلى رغبتنا في ملء الفراغ الداخلي أو العاطفي الذي نشعر به في الوقت الحالي، فالطعام يشعرنا بالامتلاء، وكذلك قد تزيد بعض الأطعمة من هرمون السعادة، بالإضافة إلى أن الأكل يعيدنا إلى بعض اللحظات السعيدة التي عشناها في الماضي في صورة أشبه بالنوستالجيا.

هل يمكن للطعام أن يداوي جراح قلوبنا؟ وما هي الأطعمة التي يمكنها علاج القلب المكسور؟ وكيف نأكل ونعالج صدماتنا النفسية دون أن يتأذى جسدنا؟

تقول نادين (30 عاماً) لرصيف22: "دائماً ما أُفضل العزلة أثناء حزني الشديد، فقد واجهت الحزن في مواقف عدة، عند وفاة والدي وعند تعسرنا مادياً أنا وزوجي، حينها كنت أستمر في تناول الآيس كريم الذي يذكرني بوالدي، وذكرياتي عند خروجي في نزهة معه وشراء الأيس كريم لي ولحظات طفولتي السعيدة معه"، وأضافت: "أميل إلى تناول الشوكولاتة أيضاً، فهي تحسن من حالتي المزاجية كثيراً".

بدورها، لجأت هدى(24 عاماً) إلى الطعام لتضميد جراحات قلبها، وفق ما كشفت لرصيف22: "دخلت في حالة اكتئاب استمرت عامين بسبب علاقة عاطفية فاشلة، ضحيت فيها كثيراً على أمل الزواج من حبيبي الذي تركني عند أول منعطف في حياتي بعدما تحملت معه الكثير من الأزمات، فكان الطعام وسيلتي للمداواة".

وتابعت بالقول: "بالإضافة إلى نصائح الطبيب النفسي، تناولت الأطعمة التي ترفع من مستوى هرمونات السعادة وقد ساعدتني كثيراً في تحسين حالتي المزاجية وعلاج انكسار قلبي".

أفضل الأطعمة لعلاج القلب المكسور

لكي نتمكن من علاج القلب المكسور بالطعام، يجب انتقاء الأطعمة المناسبة التي تزيد من هرمون السيروتونين، وهو هرمون السعادة الذي ينظم النوم أيضاً عند منكسري القلب.

ولعلّ أفضل الأطعمة التي تزيد من مستوى هذا الهرمون وبالتالي تعالج الاكتئاب، وتسهم في علاج القلب المكسور، ومعظمها يكون من البروتينات الحيوانية، تنقسم إلى ما يلي:

1. سمك السلمون.

2. الدواجن مثل: الدجاج، الديك الرومي والإوز.

3. البيض واللبن.

4. السبانخ.

5. البذور مثل: بذور الكتان، بذور عباد الشمس، بذور الفول السوداني وبذور السمسم.

6. المكسرات مثل: اللوز، الكاجو، والجوز (عين الجمل).

7. منتجات الصويا مثل: فول الصويا، التوفو، حليب الصويا وصلصة الصويا.

تكمن فائدة هذه الأطعمة في احتوائها على التربتوفان، والذي يتحول في الجسم إلى هرمون السيروتونين، ولكن يفرز المخ منه كمية ضئيلة، ولكي يحصل العقل على فائدته من هذا الهرمون يحتاج إلى الكربوهيدرات، والتي تعمل كوسيلة انتقال للتربتوفان إلى المخ لإفراز السيروتونين.

وبالتالي، بهدف الاستفادة من هذه الأطعمة لعلاج انكسار القلب، يجب تناولها مع الكربوهيدرات مثل:

• المعكرونة.

• خبز الحبوب الكاملة.

كيف أجعل طعامي صحياً ويعالج القلب المكسور؟

كشف عصام (27 عاماً) لرصيف22، عن الأزمة النفسية التي مرّ بها جراء خسارة الوظيفة: "عندما فقدت وظيفتي في إحدى الشركات، تحطمت نفسياً بشدة، ولم أستطع مواجهة العالم، وفقدت الأمل في العثور على عمل من جديد بعد أن طرقت جميع الأبواب ولم أجد أي نتيجة".

وتابع حديثه بالقول: "انجذبت إلى الطعام وأصبح ملاذي الأول والأخير، ولم أتمكن من التحكم في وزني وصرت مدمناً للأطعمة غير الصحية والمحلاة".

في الواقع، يصعب علينا في حالات الانكسار العاطفي والأزمات النفسية إدراك مدى خطورة الطعام غير الصحي، وغالباً يكون شبه مستحيل أن نفكر أولاً قبل أن نأكل.

ونظراً لكون الألم النفسي صعب للغاية ويحتاج إلى الوقت والمحاولات المتكررة للعلاج، سواء بالطعام أو بالسبل الأخرى، فإنه ينبغي تحسين نوع الطعام للحصول على علاج للقلب المكسور دون الإضرار التام بصحتنا.

إليكم/نّ بعض النصائح لكيفية اختيار الأطعمة الصحية بغية تحسين الحالة النفسية:

اختاروا/اخترن الطعام المريح لنفسيتكم/ن

لا مانع من اختيار الطعام المحبب إلى قلبكم/نّ والذي يشعركم/نّ براحة نفسية، ويعيد إليكم/نّ الذكريات السعيدة والتي من شأنها تعزيز الحالة المزاجية، ولكن يمكنكم/نّ استهلاك الطعام بشكل صحي مثل:

• المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

• إضافة القرع المهروس إلى الجبن.

• تناول خبز الحبوب الكاملة.

• اختيار الآيس كريم قليل السكر.

تناول الشوكولاتة

تعد الشوكولاتة من الأطعمة التي تحسن من الحالة النفسية لمنكسري القلوب، لأنها تزيد من هرمونات السعادة في الجسم.

ولكن عند اختيار الشوكولاتة يفضل تناول الأنواع الصحية منها، وهي الشوكولاتة الداكنة والتي تكون نسبة السكر والحليب فيها أقل من الأنواع المحلاة والمتعارف عليها كالشوكلاتة البيضاء.

إذا كنتم/نّ تفضلون/ن البسكويت، فيجب اختيار الأنواع التي تحتوي على الشوكولاتة الداكنة فهي تعطي نتائج أفضل في حالات الحزن، وتقوي عضلة القلب المكسور، لذلك فهي صحية أكثر.

تناول الطعام الصحي

قد يجد البعض هذا الأمر غريباً بعض الشيء ولا يعطي نتائج مجدية، فالجميع يرغب في نتائج سريعة لتسكين الآلام، ولكن كلما تناولتم/نّ أطعمة صحية فذلك سيحسن من حالتكم/نّ النفسية.

تناول الأطعمة الصحية يوفر الغذاء الصحيح الذي يحتاج إليه الجسم؛ ما يعزز من وظائفه ويجعله يعمل بصورة أفضل.

يرجع سبب حبنا لتناول الطعام إلى رغبتنا في ملء الفراغ الداخلي أو العاطفي الذي نشعر به في الوقت الحالي، فالطعام يشعرنا بالامتلاء، وكذلك قد تزيد بعض الأطعمة من هرمون السعادة، بالإضافة إلى أن الأكل يعيدنا إلى بعض اللحظات السعيدة التي عشناها في الماضي في صورة أشبه بالنوستالجيا

وكما ذكرنا سابقاً الألم النفسي يساوي الألم الجسدي وربما أكثر، فإذا كنتم/نّ تريدون/ن علاج تمزق الأربطة أو ألم بالجسم فستحتاجون/ن إلى مداواته بالراحة والغذاء الصحيح للحصول على أفضل النتائج بعد فترة من الزمن، وكذلك علاج الألم النفسي.

يمكن اللجوء إلى حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تحتوي على البذور، النباتات، المكسرات، بالإضافة إلى اللحوم، البيض واللبن، حيث تقلل هذه الحمية من التوتر، تحسن من الحالة النفسية وتمنع الإصابة بالاكتئاب.

اطهوا/ن بأنفسكم/نّ

يساعد الطهي على تصفية الذهن، وذلك من خلال التركيز على الخطوات المتبعة، إضافة إلى تقليل التوتر الذي عادة ما يصاحب منكسري القلوب جراء الأزمة التي يمرون بها، لذا حاولوا/ن الطهي كلما سنحت لكم/ن الفرصة.

كذلك اجمعوا/ن أسرتكم/نّ حولكم/نّ وأحبائكم/نّ خلال تناول الطعام، فالجلسات الاجتماعية الآمنة حول الطعام لها تأثير أكبر من تناول الطعام بمفردكم/نّ.

في النهاية، لا تدعوا/ن الأحزان تتملككم/نّ لفترات طويلة، فلا مانع من تقبل حزنكم/نّ وحضن آلامكم/نّ ومداواتها، لولا المعاناة ما شعرنا بقيمة السعادة، وتذكروا/ن دائماً أن كل مرّ سيمر.