شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
على وقع أنغام فيروز وليلى مراد… حياة جديدة للـ

على وقع أنغام فيروز وليلى مراد… حياة جديدة للـ"كلارينيت" في الإسكندرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 27 مايو 202212:00 م

في السادسة من عمرها اعتادت هدى أن تلتقي نجوم صناعة أغنيات أعياد الطفولة في حقبة الثمانينيات. لم تكن وسط الحضور المعجبين أو المتابعين عبر شاشات التلفزيون، بل في عداد الأعضاء المشاركين.

في الأغنيات التي كتبها الشاعر الكبير شوقي حجاب ووضع ألحانها عمار الشريعي وغنتها صفاء أبو السعود مثل "مع إنه خشب في خشب"، "يا أصحابي وصحباتي"، وغيرهما، لن يمكنك تمييز صوت واحد أو واحدة من الاطفال الذين يرددون الكلمات في خلفية الأغنية، لكن هدى تعرف صوتها وتميزه من أصوات الآخرين.

كعضوة في كورال المسرح القومي للأطفال، تعلق قلب هدى بالموسيقي، ثم ظهرت آلة "الكلارينيت" للمرة الأولى في حياتها خلال "بروفات" تدريبها مع زميلاتها على يد الموسيقار الراحل عمار الشريعي، فقررت بعد سنوات أن تتخصص في دراستها، وتسجل رسالة الدكتوراة فيها. ولم تقف عند هذا الحد، فحين انتقلت من القاهرة للأسكندرية بعد زواجها، قررت تأسيس فصل تعليمي للكلارينيت، وحملت على عاتقها تعريف الجمهور بها.


والكلارينيت آلة نفخ خشبية يقترب شكلها من آلة الأوبوا، وهي واحدة من آلات النفخ المهمة في الموسيقى الكلاسيكية، واشتهرت في مصر بكونها الآلة التي كان يعزف عليها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ قبل أن يحترف الغناء.

البداية

"يعني إيه كلارينيت؟" سؤال تكرر على مسمع هدى، التي كبرت لتصبح الدكتورة هدى حسني، العازفة بدار الأوبرا المصرية.

يتكرر السؤال منذ انتقلت إلى محافظة الأسكندرية عام 2009، ما جعلها تسعى إلى تقديم حفلات عزف خاصة للتعريف بالآلة التي شغفت بها، وأنشأت فصلاً تعليمياً خاصاً لتدريس العزف عليها للأطفال والهواة، بدأته في العام 2014، ضمن أنشطة مركز تنمية المواهب في دار أوبرا الأسكندرية (مسرح سيد درويش).

كعضوة في كورال المسرح القومي للأطفال، تعلق قلب هدى بالموسيقي، ثم ظهرت آلة "الكلارينيت" للمرة الأولى في حياتها خلال "بروفات" تدريبها مع زميلاتها على يد الموسيقار الراحل عمار الشريعي، فقررت أن تتخصص في دراستها

تستقبل في مدرستها الراغبين في التعلّم من جميع الأعمار، تقول: "لا يشترط لتعليم الكلارينيت عمر محدد وإنما مواصفات جسدية بعينها تتصل بقدرة اليدين على احتواء الآلة وانضباط حركة الأصابع والمفاصل وغيرها". موضحة أنها تراعي الاختبارات اللازمة في هذا الصدد لاختيار الطلاب ممن لديهم الشغف والرغبة الكبيرة في تعلم العزف على تلك الآلة تحديداً.

الألحان الشرقية سبيل الانتشار

مع ضعف الإقبال في البداية، كثفت حسني نشاطها، وقررت اعتماد إستراتيجية جديدة لترغيب الجمهور في صديقتها آلة الكلارينيت. فاستعارت تجارب عاينتها في مهرجانات مثل جرش، وبعلبك، وقرطاج، وقررت تنفيذها بشكل مستمر في مصر،  وهي تجربة عزف الأغنيات الشرقية على تلك الآلة الغربية الخالصة، رغم صعوبة الأمر، كونها اعتادت عزف الموسيقى الكلاسيكية الغربية مع أنها لم تخض تجارب في عزف الموسيقى الشرقية على الكلارينيت من قبل، إضافة لكون الآلة نفسها غربية.


إلا أنها نجحت في تنفيذ قرارها بمساعدة الفرقة المصاحبة، ما اجتذب المزيد من الطلاب الذين ارتفع عددهم من أربعة إلى 20، بالإضافة إلى عدد كبير من الجمهور السكندري العاشق للموسيقى والذي أقبل على حفلاتها.

"يعني إيه كلارينيت؟" سؤال تكرر على مسمع من أصبحت "الدكتورة هدى حسني"، العازفة بدار الأوبرا المصرية. يتكرر السؤال منذ انتقلت إلى محافظة الأسكندرية عام 2009، ما جعلها تسعى إلى تقديم حفلات عزف خاصة للتعريف بالآلة، وأنشأت فصلاً تعليمياً لتدريس العزف عليها للأطفال والهواة

تحكي هدى كيف تنقلت في عزفها بين أغنيات فيروز وليلى مراد، وهو ما أحدث فارقاً في عدد رواد الحفلات التي تحييها في دار الأوبرا. تقول "بدأ الجمهور يتفاعل مع الكلارينيت ويطالبني بعزف أغنيات بعينها، حتى أني صرت في بعض الحفلات التي يقودها المايسترو عبد الحميد عبد الغفار، أُقدم فقرة عزف بين فقرات الغناء، إلا أن الجمهور لم يعد يكتفي بعزف مقطوعة واحدة مطالباً بتكرارها أو عزف أغنية أخرى".


تجربة لم تكتمل

قررت حسني فبل سبع سنوات إصدار "اسطوانة" خاصة تضم مقطوعات عزفها، إلا أنها لم تنجح في تسويقها بالشكل المناسب، فوجدت في السوشال ميديا البديل الأمثل. تقول لرصيف22 إنها كانت عاشقة لعازفة الكلارينيت العالمية سابينا ماير، وحرصت على شراء جميع إسطواناتها، وهو ما دفعها لخوض تجربة تسجيل مقطوعات خاصة.

كما كانت سابينا ماير هي العامل الرئيسي لارتباط حسني بالكلارينيت، فلعبت هي الدور ذاته في حياة واحدة من تلامذتها، وهي هند محمد علي البالغة من العمر 22 سنة.

تقول هند لرصيف22 إنها كانت تعزف آلة الأورغ، ثم اتجهت للعب الأوكرديون، لكنها لم تعرف أنها وجدت آلتها إلا عندما سمعت صوت الكلارينيت.

لم يكن إعلان مركز تنمية المواهب في صفحته الخاصة على فيسبوك مُرشداً لهند إلى دروس الآلة التي أحبتها وأخذت تبحث عن وسيلة لتعلمها، إذ ظلت تتابع مدة من الزمن بعض العازفين على الإنترنت، ولم تدرك أن للكلارينيت صفاً خاصاً بدأ في دار الأوبرا داخل محافظتها منذ سنوات، وعرفت المعلومة عن طريق الصدفة من خلال صديق التحق بدروس الكمان في المركز، وكان متابعاً لنشاط مؤسسة فصل تعليم الكلارينيت. تقول هند إنها تعلمت من مدربتها أن حب الآلة هو الوسيلة الأولى للنجاح والتميز فيها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image