شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ليس كل انجذاب نشعر به يكون جنسياً

ليس كل انجذاب نشعر به يكون جنسياً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة

السبت 28 مايو 202212:27 م

تعلمنا، منذ كنا صغاراً، أنّه تربطنا علاقة محددة مع الجنس الآخر، بحسب ما وضعه المجتمع لنا، سواء كانت مع صديق، أو زميل، أو حبيب، أو زوج، أو أي علاقة أخرى من تلك التي فرضها علينا "الماتريكس" الذي نعيش فيه. وقد تمت برمجتنا على أن تكون علاقتنا بالآخرين وبالجنس الآخر محددة بالعمل وبالزواج أو بالقرابة. 

 وإن خلت العلاقة من أي مصلحة شخصية، من المفترض أن يُطلق عليها صداقة. ونسبة كبيرة من المجتمع العربي لا تقتنع بفكرة أن يكون هناك صداقة حقيقية بين رجل وامرأة. وغرس في داخلنا فكرة أنه ما دام هناك رجل وامرأة في مكان "فالشيطان ثالثهما". وبالشيطان هنا يُقصد الغواية أو الانجذاب الجنسي. 

غرس في داخلنا فكرة أنه ما دام هناك رجل وامرأة في مكان "فالشيطان ثالثهما". وبالشيطان هنا يُقصد الغواية أو الانجذاب الجنسي. وأنا، ككثيرات مثلي، عشت فترة طويلة أتخيل أن هذه هي الحقيقة الوحيدة  للعلاقات الموجودة في المجتمع، حتى بدأ اهتمامي برؤية الواقع بشكل مختلف عمّا هو مفروض عليّ

وأنا، ككثيرات مثلي، عشت فترة طويلة أتخيل أن هذه هي الحقيقة الوحيدة والواقع الوحيد للعلاقات الموجودة في المجتمع، حتى بدأ اهتمامي برؤية الواقع بشكل مختلف عمّا هو مفروض عليّ. 

وقتذاك، بدأت أشعر بشوق تجاه روابط مجهولة تجذبني، وعلاقة أتخيل أن لقائي بطرفها الآخر سيجعلنا عنصرين، حين يجتمعان لا يخرج منهما سوى النور وضوء تصل سهامه إلى السماء. تخيلت شخصاً بلا وجه، وألف شخص آخر غيره. كلما ضممت أحدهم إليّ، رأيت نوراً ينطلق من نقطة التقاء صدريْنا. 

 يومذاك، حين رأيت تلك الأمور من زاوية مختلفة للمرة الأولى، كتبت هذا النص ولم أفهمه إلا بعد سنوات: "أريد أن أراكم يا من لا تعلمون عني شيئاً، ماضي وحاضري في أعينكم مثل مستقبلي، مبهمان وغير معلنين، أريد أن أرى (الآن) فيكم، وأتجرد مني أمامكم، أنا اسمي (كذا). اسم أنطقه للمرة الأولى، اسم لا يحمل إحباطي وحزني، اسم جديد بأمل جديد مؤقت، ولكنه رائع، وكافٍ لاستمرار حياة تحمل اسمي الحقيقي. أريد أن أراكم يا من لا تعلمون عني شيئاً. وأريدكم أن تروني كما حلمت أن أكون، حتى لو لساعات قليلة. هي كافية. أنا الآن أقف أمامكم عارية من كياني الهزيل بينما تتطلع روحي العفيفة من وراء أطلال هذا الكيان. تلوح لكم. خذوني في رحلة لمكان لم أره من قبل. ولبشر لا يعرفون اسمي مثلكم". 

ومنذ أن ناديت، دون قصد، من أحب أن أطلق عليهم "أسرتي الروحية" وأنا أقابلهم شخصاً تلو الآخر، أشعر بانجذاب قوي تجاههم. انجذاب يجعل روحي تهتز في صدري كلما فكرت فيهم أو رأيت صورة لهم أو سمعت أصواتهم، رجالاً كانوا أم نساءً. لا أشعر تجاههم إلا بإحساس واحد فقط، هو حب غير مشروط، لا يتخلله انجذاب جنسي. 

هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون في حياتنا ونشعر تجاههم بانجذاب لا نفهمه هم أشخاص من حياة سابقة بحسب اعتقادي. وعندما لا يكون هناك انجذاب جنسي تجاه الطرف الآخر، عادة ما يكون هذا الشخص أباً أو ابناً أو شقيقاً من حياة سابقة، فلماذا نقابله مرة أخرى في هذه الحياة؟ 

أؤمن بأن طاقة أجسادنا عاشت حيوات سابقة متعددة، منها حيوات بشرية. وكل حياة عشناها كان فيها لنا الكثير من الأقارب والأحباب، فلماذا نقابل أحدهم بالذات في هذه الحياة؟

أؤمن بأن طاقة أجسادنا عاشت حيوات سابقة متعددة، منها حيوات بشرية. وكل حياة عشناها كان فيها لنا الكثير من الأقارب والأحباب، فلماذا نقابل أحدهم بالذات في هذه الحياة؟  

لماذا أطلقت عليه مصطلح الانجذاب الضوئي؟ بسبب التصور الذي وصفته سابقاً. فكلما قابلت أحد هؤلاء الأشخاص، شعرت أن تلامسنا سيخرج ضوءاً في استطاعته إنارة العالم كله.

من واقع خبرتي وتعاملي مع شخص كان يريد قراءة التاروت ليعرف علاقته السابقة من حياة سابقة، أدركت أن كثيراً ما يظهر لنا شخص من حياة سابقة حتى يساعدنا على تعلم درس ما في الحياة. لذلك، غالباً ما يكون هناك شخص مدرك لهذه العلاقة الروحية وشخص آخر لا يدركها. وإذا أدرك الاثنان طبيعة علاقتهما الروحية، فوقتذك سيكون تعلم الدرس أسهل بكثير. ولكن في الحالة الأولى، عندما لا يكون الشخص مدركاً لطبيعة العلاقة الروحية، غالباً ما يكون الدرس المطلوب تعلمه من الشخص الذي أدرك العلاقة الروحية وشعرَ بالانجذاب الضوئي بينهما – كما أحب أن أسميه- سيكون عليه تعلم درس مهم جدًا، هو الصبر. 

لماذا أطلقت عليه مصطلح الانجذاب الضوئي؟ بسبب التصور الذي وصفته سابقاً. فكلما قابلت أحد هؤلاء الأشخاص، شعرت أن تلامسنا سيخرج ضوءاً في استطاعته إنارة العالم كله. وهذا ما حدث لي قبل أن أكتب هذا المقال حين وضعتني الأقدار في موقف مع امرأة مهتمة بالطاقة والروحانيات مثلي. منذ الوهلة الأولى، أدركنا أننا كنا شقيقتين في حياة أخرى. ومنذ ذلك الحين، لا يخرج من علاقتنا سوى "النور والضوء". وفي أقل من شهر، قمنا بمشاريع وخطوات ومناقشات تكفي لأن يكون عمر علاقتنا سنوات طويلة وليس أياماً قليلة. ولكن، في المقابل، لا يزال هناك تواصل روحي يعلمني الصبر، وهو ما اكتشفت أنه ابني أو والدي في حياة سابقة. 

في النهاية، أحبّ أن أقول لكم: ليس كل انجذاب تشعر به يكون جنسياً، فهل جربت الانجذاب الضوئي من قبل؟ 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image