هل سيقف تويتر بوجه الصوابية السياسية والعواطف العلنيّة
لا يمكن إنكار أن شراء ايلون ماسك، كاوباوي الفضاء، لمنصة تويتر، سيغير من سطوة خطاب اليسار الهوياتي، فماسك يريد تحرير المستخدمين من قواعد الاستخدام، تلك التي وصلت إلى حدّ لم يعد يحتمل لدى البعض، ناهيك عن فتح المجال أمام النكات والتهكم والسخرية دون أي اعتبار، ويمكن القول إن "السياسة" الجديدة بدأت، وأطلقها ألد أعداء اليسار الهوياتي، الكندي جوردان بيترسون، الذي غرّد منذ فترة معلقاً على صورة عارضة الأزياء يومي نو، قائلاً إنها "ليست جميلة"، و"لا يوجد مقدار كاف من التسامح المفروض سلطوياً قادر على تغيير ذلك"، ثم ودّع متابعيه.
الملفت أن حساب بيترسون لم يعلق أو يتوقف، بالرغم من إشعاله موجة جدل هائلة، أي لم يمنع من التعبير عن رأيه حتى لو كان "خرائياً"، ولا يتفق مع "مشاعر" البعض، وهذا ربما ما يحاول ماسك أن يرسخه عبر شرائه لتويتر، تحرير الناس من تأثير الرعشة والخوف من التعبير عن آرائهم حتى لو كانت مُسيئة، محاسبتهم لاحقاً وشتمهم هذا حق مضمون، لكن الخوف من الكلام، غير مقبول، مهما كان هذا الكلام، والواضح تويتر بإدارته الجديدة يحاول الانتصار لهذا الشكل الراديكالي من حرية التعبير.
نحو دبلوماسية بوليّة
لا يخفى على أحد أن الدلافين تعتبر واحدة من أذكى الحيوانات في الكوكب، ولطالما حاولنا نحن البشر أن نستفيد من خبرات السلالات الأخرى لتحسين أنفسنا، سواء عبر تطوير العقاقير أو رصد السلوكيات الاجتماعيّة أو تطوير التكنولوجيا، ومن هذا المنطلق، نشير إلى أن العلماء اكتشفوا مؤخراً، أن الدلافين تتعرف على بعضها البعض وتخلق علاقات اجتماعيّة لا فقط عبر الصوت، بل عبر تذوق بول بعضها البعض.
هذا الشكل من التواصل يمكن أن نقتبس منه، خصوصاً الطبقة السياسية الفاسدة، فعوضاً عن أكل الخراء، بالإمكان الاستفادة من السوائل الجسدية الأخرى، ومحاولة إيجاد صيغة للعيش المشترك والتعارف، بعيداً عن المصالح السياسية والاختلافات الطائفيّة، خصوصاً أن هذا الشكل من التواصل محصور بأفلام البورنو، ولم ينتقل بعد إلى الثقافة الرسميّة، لذا، قدوة بالدلافين، لنفكر بشكل آخر ولنخاطر لتحرير هذا السائل، أي البول، من دنسه، في محاولة للعيش بسلام كالدلافين.
"أن تكون شاعراً خارج السلطة، يعني أن تكون بلا منزل"... مظفر النواب وداعاً
واتساب يتيح لنا الاختفاء من "غروب العائلة"
الواضح أن مبرمجي تطبيق واتساب شديدو الحذر فيما يتعلق بتطوير التطبيق الذي اشتراه فيسبوك منذ سنوات، هذا التلكؤ، سببه الحرص على معلومات المستخدمين، وتجنب الفضائح التي طالت فيسبوك، إذ أخذ الأمر سنوات حتى سمح لنا واتس آب بتسجيل رسالة صوتية طويلة، وسنوات أخرى كي نتمكن من اختيار الثانية التي نريد فيها الاستماع إلى الرسالة، ومؤخراً قرر واتس آب، السماح لنا بمغادرة المجموعات بسريّة، أي دون أن يظهر إشعار بأننا غادرناها.
يمكن القول إن المبرمجين يسعون لإنقاذنا من الإحراج الاجتماعي، فعادة حين نقرأ إشعار أن فلان أو فلانة خرجوا من مجموعة (خصوصاً تلك الخاصة بالعائلة) تبدأ الرسائل الفردية، والاعتبارات، وسيناريوهات سبب الخروج وغيرها من الإزعاجات، لذا، وحرصاً منا على سهولة التواصل دون حرج، نقترح على واتس آب إدراج الميزات التالية:
1- السماح للمستخدمين بإيصال شتائمهم مباشرة لأي شخصية سياسية عامة دون الحاجة لنشرها علناً.
2- تطوير ميزة تمنعنا من التواصل مع الحبيب(ـة) السابق(ـة) بعد استهلاك كمية محددة من الكحول أو بعد الساعة 11 ليلاً.
3- منع الموجودين في "غروب العمل" من إرسال الملاحظات والأوامر بعد الساعة الخامسة.
4- منع أي شخص من إرسال صورة "الغيمة التي تحوي كلمة صباح الخير" للأبد، بل وتغريمه في حال حاول ذلك.
الإمارات وتركيا: هيّا نتقاسم السوريين
زار رجب طيب أردوغان الإمارات للتعزية برحيل خليفة بن زايد، وتحدث عن العلاقة الأسرية بين البلدين، وأن الخلافات ضمن العائلة الواحدة لابد أن تحلّ، ويقصد الإمارات والسعوديّة، بل ويمكن أن نعتبر اغتيال جمال خاشقجي غلطة ولا داعي لمعاداة السعودية للأبد.
يترافق هذا الود مع ما يمكن تسميته "الحصة السوريّة لكل دولة"، فأردوغان يخطط للوصاية على الشمال السوري وبناء مخيمات وبيوت اسمنتية لإعادة توطين حوالي مليون سوري في بلادهم نفسها، خصوصاً مع تزايد أعداد اللبنانيين الذين قرروا البقاء في تركيا بسبب ما تمر به البلاد، أما الإمارات، فتمنح إقامات ذهبية لأصحاب الكفاءات، وعارضي وعارضات الانستغرام، وأي أحد قادر على شكر دولة الإمارات على صفحته الشخصيّة، أما قطر فاحتوت الصحفيين والباحثين والمونديال، ولم يبق في سوريا سوى قلة قليلة، لذا ننصح بأن تتحرك الدول المحيطة، وتأخذ حصتها من السوريين أسوةً بالإمارات وتركيا، لعل دعاءهم يضاف إلى ميزان حسنات بن زايد ،ويدفع أقرباءهم المجنسين أتراكاً للتصويت لصالح أردوغان.
مبارك وأسرته: فقراء أمام الله، والمصريين، والقضاء الأوروبي
باسم كل المصريين الذين نهبت أموالهم، لدينا سؤال لجمال مبارك، فتحت أنت وأخوك علاء حساباً مشتركاً في سويسرا عام 1993، حينها كان عمرك 30 عاماً بالضبط، وأنهيت دراستك منذ عدة سنوات فقط، لذا أجبنا: كم أودع في هذا الحساب حينها؟
تواضع، رقة، لكنة خفيفة، رغبة بغسيل السمعة، لا يوجد ما يكفي من صفات للحديث عن الفيديو الذي بثه جمال مبارك بوصفه "بياناً من الأسرة"، تلك التي، بحمد من الله، تمت تبرئتها من كل قضايا الفساد، ورفع العقوبات الأوروبية عن أفرادها، فكل ما حصل ليس إلا حملة لتشويه السمعة استمرت عشر سنوات، والسويسريين أخطأوا، خصوصاً أن المعلومات الصحفية خاطئة، ثروة العائلة ليست 600 مليار، ولا 70 مليار، بل 2 إلى 3 مليارات دولار فقط لا غير، التي لم يتبق منها سوى 400 مليون دولار أفرج عنها البنك السويسري، الأرقام الباقية خيالية وافتراء بافتراء.
لذا من هنا، وللتاريخ، كما قال جمال مبارك الذي زار الإمارات للتعزية، وباسم كل المصريين الذين نهبت أموالهم، لدينا سؤال نوجهه لجمال مبارك، فتحت أنت وأخوك علاء حساباً مشتركاً في سويسرا عام 1993، حينها كان عمرك 30 عاماً بالضبط، وأنهيت دراستك منذ عدة سنوات فقط، لذا أجبنا: كم أودع في هذا الحساب حينها؟
وداعاً أبو عادل
رحل حقاً! هكذا يمكن أن نبدأ الحديث عن الشاعر العراقي مظفر النواب الذي رحل عن عالمنا بعد سنوات من إشاعات موته، هو المصاب بالباركنسون لن يُنسى، حتى وإن نسي هو، الكثير من الحكايات تحيط بالنواب، هروبه من السجن، تهريبه للقصائد، هناك أخرى تقول إنه تعرض للخصاء!! كل هذا وصوته بقي صارخاً بوجه السلطة، ولو كان صوتاً فقط، لكنه صرخ، وشتم، ولم يستثن أحداً.
لن نغرق في رثاء النواب، لكنه، حاول-وإن لم يوفق- أن يحافظ على موقفه كـ"شاعر"، لا ينحاز لأي سلطة سياسية، لم تتلوث بذائته وشعريته بـ"النظام السياسي"، هذه الشجاعة لم تعد موجودة، ولا ترتبط بالشعر وجودته، بل بالرهان على لقمة العيش نفسها، أن تكون شاعراً خارج السلطة، يعني أن تكون بلا منزل، والنواب، واحد من أشد الأمثلة وضوحاً.
يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 6 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع