حظي اللاعب السنغالي الدولي إدريسا غانا غاي، المحترف ضمن صفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بدعم هائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، على خلفية استدعائه للتحقيق واحتمال توقيع عقوبة ضده على خلفية رفضه المشاركة في مباراة ناديه الأخيرة لتجنب ارتداء قميص يحمل علم المثلية.
تُظهر حسابات لاعب خط الوسط البالغ من العمر 32 عاماً تدينه حيث يشارك بانتظام منشورات ورسائل تتعلق بالإسلام. كما يظهر وبجواره طفله وهما يصليان أو يقرآن القرآن بانتظام. ويبادر بتهنئة المسلمين حول العالم في المناسبات الدينية كالأعياد وحلول شهر رمضان.
تغيّب غاي عن المباراة التي فاز بها فريقه على مونبلييه بأربعة أهداف دون رد، السبت 14 أيار/ مايو الجاري، وسط تقارير بأنه لم يرغب في اللعب بقميص عليه ألوان قوس قزح، شعار المثلية الجنسية، ضمن جولة دعم لمجتمع LGBTQ +. ولم يؤكد مدرب فريقه التقارير، لكنه قال إن غاي لم يلعب المباراة "لأسباب شخصية"، مشدداً على أنه لم يكن مصاباً.
العام الثاني على التوالي
وارتدت جميع الفرق الفرنسية قمصاناً خاصة لونت فيها أرقام اللاعبين بألوان قوس قزح، فيما وضع قادة الفرق شارة بألوان علم المثلية قيادة على أذرعهم، كأحد أشكال الدعم و"التضامن في اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية الجنسية ورهاب العابرين جنسياً".
للعام الثاني على التوالي… غياب اللاعب السنغالي #إدريسا_غانا_غاي عن جولة دعم المثليين تُثير ضجّة واسعة. مطالبات بالتحقيق معه ومحاسبته في فرنسا يقابلها دعم إلكتروني هائل في العالمين العربي والإسلامي عبر وسوم: #WeareallIdrissa #كلنا_ادريس_غانا #فخر_المسلمين
وتلتزم رابطة المحترفين لكرة القدم في فرنسا هذه المبادرة منذ عام 2019 مع في 17 أيار/ مايو من كل عام أو أقرب جولة مباريات من هذا التاريخ، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية.
وقاطع غاي مباراة جولة الدعم العام الماضي. لكن ممثلين له نفوا أن يكون بسبب المثلية بعد الضجة التي أثارها غيابه عن الجولة. وتذرّع اللاعب آنذاك بتلقي علاج التهاب المعدة والأمعاء. هذه المرة، لم يعقّب اللاعب أو أي ممثل عنه على الأمر حتى الآن.
وعقب ضجّة واسعة أثارها غيابه عن مباراة السبت، استدعت لجنة الأخلاق التابعة للدوري الفرنسي اللاعب وطلبت رده على استفسار حول رفضه ارتداء القميص الذي يحمل ألوان قوس قزح أم لا.
بالتزامن مع أنباء تتكهن بتوقيع عقوبات على اللاعب، نشطت آلاف الأصوات الداعمة له من بين زملاء له وشخصيات عامة وفنية ورياضية عديدة، .
وكان اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة من أوائل الداعمين لغاي حيث نشر آيةً من القرآن عن قوم لوط وأرفقها بعبارة "لا تحزن، نحن معك وندعمك، والله معك".
كان دعم أبو تريكة متوقعاً. كيف لا وقد حقق له غاي الدعوة التي ناشد بها اللاعبين المسلمين في الدوريات الغربية التي تطبق مبادرة دعم المثليين. نهاية العام الفائت، وخلال تحليله لإحدى مباريات جولتي دعم المثلية في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، قال أبو تريكة إنه يتمنى أن يقاطع اللاعبون المسلمون والعرب هذه الجولات.
"الخطير في قضية غاي أنهم ينتقدونه ويحققون معه ليس لأنه هاجم أو انتقد بل لأنه لم يدعم! هو حتى لم ينطق بكلمة ضد فعالية الدعم من باب إدراكه أن ذلك شأن فرنسي بحت. لا أفهم أي ديمقراطية تلك"
دعم إسلامي واسع
في الأثناء، وعبر وسوم من بينها #WeareallIdrissa و#كلنا_ادريس_غانا و#فخر_المسلمين، عبّر العديد من الشخصيات الفنية والرياضية والعامة في العالم الإسلامي، سيّما في المنطقة العربية، عن رفضه "إجبار" غاي على ما لا يناسب معتقداته، ودعا إلى احترام أفكاره وتعاليم دينه.
من هؤلاء الفنان المصري محمد هنيدي الذي غرّد قائلاً: "لا ينبغي إجبار أي شخص على فعل شيء ما ضد معتقداته. كلنا ندعم إدريسا". وبلهجة تهكمية، قال الناشط السعودي إياد الحمود على تويتر: "التعريف الجديد للحرية: إذا أطعت بدون أي حرية في الاختيار، فأنت شخص حر. أما إذا اخترت حرية الاختيار، تصبح عدواً للحرية".
وكتب المعلق الجزائري الشهير حفيظ دراجي في تويتر: "كل الدعم للسنغالي إدريسا غانا غاي الذي يتعرض لحملة شنيعة بسبب رفضه دعم ‘الشواذ‘ و المشاركة في مباراة الدوري الفرنسي بقميص يحمل ألوان علم المثليين". وأردف مخاطباً الغرب: "حضارتكم مجرد كذبة لأنها تدعو إلى احترام حرية المثليين، و تحرم اللاعب السنغالي من حريته في التعبير عن رأيه وقناعاته".
ورأى الصحافي الرياضي محمد عواد أن "الخطير في قضية غاي أنهم ينتقدونه ويحققون معه ليس لأنه هاجم أو انتقد... بل لأنه لم يدعم! هو حتى لم ينطق بكلمة ضد فعالية الدعم من باب إدراكه أن ذلك شأن فرنسي بحت. لا أفهم أي ديمقراطية تلك التي تجبرك على دعم ما لا تؤمن به. الأمر بات مكرراً في عدة قضايا بشكل عجيب".
وشاركت أندية عربية في حملة دعم غاي، من بينها نادي الزمالك المصري وأندية الفتح والنصر والفيحاء السعودية.
"رهاب المثلية ليس رأياً ولكنه جريمة"... مطالبات في فرنسا بالتحقيق مع #إدريسا_غانا_غاي ومطالبته بـ"شرح موقفه وبسرعة كبيرة" و"معاقبته إذا لزم الأمر" استناداً على أن "الدين لا ينبغي أن يكون جزءً من الرياضة"
"رهاب المثلية جريمة"
على الجانب الآخر، علت أصوات مناهضة لرهاب المثلية مطالبةً بتوقيع العقوبات على غاي إذ شددت جمعية "Rouge Direct" الفرنسية التي تكافح رهاب المثلية في مجال الرياضة، على حسابها في تويتر، على أن "رهاب المثلية ليس رأياً ولكنه جريمة"، مطالبةً المسؤولين بالتحقيق مع اللاعب ومطالبته بـ"شرح موقفه وبسرعة كبيرة" و"معاقبته إذا لزم الأمر".
ولاحقاً، ناشدت الجمعية نادي باريس سان جيرمان أن يكون "حازماً" مع لاعبه.
بدوره، قال رئيس الاتحاد الرياضي الفرنسي للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، إيريك أراسوس، لشبكة "RMC Sport"، إنه يرى غاي "لاعباً رائعاً" لكن يعتقد أن "الدين لا ينبغي أن يكون جزءً من الرياضة"، مشدداً على أنه "تجب معاقبة اللاعب" وإلا فسيكون النادي الفرنسي ورابطة دوري المحترفين سمحا بوقوع حادثة كراهية للمثليين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 7 ساعاتوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 7 ساعاترائع
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت