أشباح الغربة
بالتعاون مع مسعود حيون، المحرر الضيف لشهر نيسان/أبريل
أخذت الجريدة اليومية، فطالعتني الصفحة الأولى بصورة حلقة من الضوء، ساطعة وضبابية. وقد وصفها العنوان الرئيس بأنها أول صورة على الإطلاق لثقب أسود.
أعرف أنه سيحبها، فهو لديه شيء دائماً حول الفضاء والغرباء والكواكب، وكل الهراء الوثائقي على نتفليكس. وحين أقابله سأعطيه الجريدة، وأنتظر رد فعله.
قالوا لي إنه لا يتذكرني، ولكن عينيه كانتا تقولان غير ذلك، وقالوا لي إنه في مكان بين الغيوم مع النجوم.
قرب سبابته وإصبعه الوسطى من شفتيه، وأدخل عقب سيجارة غير مرئي في فمه، ثم أخرجه. لم يكن لدي أي مانع في أن أقدم له سيجارة أخرى، ثم ما الفرق الذي سيغيره في الوضع؟ ولكنهم قالوا لي إنني لا أستطيع أن أفعل ذلك، وإن ما أستطيعه هو أن أتكلم إليه، أو أغني له، أو أريه صوراً عائلية.
قالوا لي إنه لا يتذكرني، ولكن عينيه كانتا تقولان غير ذلك، وقالوا لي إنه في مكان بين الغيوم مع النجوم... مجاز أشباح الغربة
يقولون في المقالة إن الثقب أسود جداً لدرجة أنه يستطع أن يجذب كل شيء إليه، ولكنهم لا يعرفون كيف يصدر الضوء.
أقول له: إنه لغز. وأقول له: إنه يشبه بريق عينيه، هو يبتسم بطريقة تجعلك تعتقد أنه يبتسم معك. بعدئذ يرى المقال أن الضوء هو كل الأشياء التي جذبها الثقب الأسود إليه، والتي لن ترى ثانية أبداً.
عندئذ ظهرت ثانية تلك النظرة الشاردة، فأمسكت بيده، وشددت عليها بقوة، منتظرة أن يبتلعنا الثقب الأسود في الحفرة السوداء لحياتنا التالية.
نشرت القصة بداية في EWR Short Stories باللغة الإنكليزية رابط.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...