أشباح الغربة
ستصدر سلسلة "قصص أشباح الغربة" للمؤلف مسعود حيون، عن دار "دارف" العربية البريطانية. تدور أحداث الرواية الأولى "Building 46" في بكين، وستصدر في مايو/ أيار، بينما تدور أحداث الرواية الثانية في الإسكندرية في مصر، وبرايتون بيتش في بروكلين، وستطرح في أكتوبر/ تشرين الأول. (لشراء الرواية يمكن الضغط هنا).
كلا الروايتين تحويان أبطالاً يهوداً عرباً، ولدوا في أمريكا، وكلاهما تضمان لغزاً حول جريمة قتل تنطوي على مشاعر تغرب وشوق إلى الوطن.
ينتظر الكثير من القرّاء ممن استلهموا أفكاراً من كتاب مسعود حيون "عندما كنا عرباً" والذي مزج فيه السيرة الذاتية لأجداده من العرب اليهود في شمال أفريقيا مع البحث الأكاديمي والنظرية السياسية، لتكون النتيجة عملاً يساهم في إثراء الفهم المعاصر للهوية العربية والعربية/ الأميركية.
يعرض رصيف22 المقتطفات الأولى للرواية والتي لم يقل عنها مؤلفها الكثير علناً، بينما أثارت السلسلة ضجة كبيرة فعلاً، فقالت عنها الفنانة آي ويوي "رائعة"، ووصفها المؤلف جوردي روزنبرغ بالـ"مدهشة" كما قال نجم الروك إيندي أوسترا بأنها "مسلية بشكل رهيب"، وقالت المؤلفة علياء مورو بأنها "هائلة"، وقال المؤلف الحائز على جائزة بيتر كيسبيرت، الباحث مصطفى بيومي، بأن "موهبة مسعود حيون المختلفة والعابرة هي عرض كامل".
لقاء مع الكاتب الأمريكي مسعود حيون المحرر الضيف لـ"قصص أشباح الغربة" في قسم الكتابة الإبداعية مجاز في رصيف22 هذا الشهر نيسان/أبريل
التقى رصيف22 مع مسعود حيون للحديث عن هذه الأعمال الجديدة باعتباره المحرر الضيف لـ"قصص أشباح الغربة" في الموقع هذا الشهر.
سنة كاملة وروايتان ومحور بعيد عن التوقع. ما الذي أتى بهذا التحوّل؟
لا أراه كتحول حقاً. ثمة استمرارية بين هاتين الروايتين وكتاب "عندما كنا عرباً". أرى هذه الروايات، وخصوصاً الثانية، على أنها روايات خيالية عن كتاب "عندما كنا عرباً".
سمحت لي المذكرات بصفتها مكوناً أساسياً من الخيوط المتعددة في كتاب "عندما كنا عرباً"، بمعالجة الأشياء بطريقة لا تقيدها الاعتبارات الأكاديمية أو الصحفية، سمح لي ذلك بمساحة أكبر من الحركة فيما أود قوله. بالنسبة لي، أستخدم أي شكل أدبي يمكنه نقل رسالتي. سيكون الأمر دائماً حول الاستفادة لقول ما أحاول قوله، والخيال قام بعمل جيد هذه المرة.
بالنسبة لي، الشكل أو النوع، بما في ذلك الخيال والواقعية، مثل الشيوعية والرأسمالية، قيل لنا إنهما موجودان ظاهرياً ومتعارضان، بالطريقة نفسها التي اختارت بها الحكومات هذه الإيديولوجيا أو تلك، ثم رسمت مساراتها الخاصة. أعمل تحت أحد العناوين الكبرى، لكنها في النهاية تتغذى من خيوط بعضها وترتبط بشكل وثيق، ثم تقرر القصة نفسها مسارها ومهمتها.
هل تتحدث هذه الكتب أيضاً عن العرب اليهود؟
نعم ولا. هناك بعض الشخصيات التي تعيش الأفكار التي شرحتها في "عندما كنا عرباً"، لكنها ليست بياناً يشرح عروبة اليهود كما في الكتاب. أظن أنني أجبت عن الأسئلة حول وجود اليهود العرب والعروبة وانتمائي وعائلتي للعرب. يمكنني الآن البناء على هذه القصة دون التورط في التفسيرات. هذه الروايات تشبه خطاً مستمرّاً.
قلت في المقابلات أن جدتك ديدا كانت مؤلفة مشاركة في كتاب "عندما كنا عرباً". استمتع العديد من القراء بحكاياتها، خصوصاً تجربتها مع الأنوثة. ما هي انطباعاتها عن الكتب الجديدة؟
سؤال مؤثر. لا تزال ديدا مؤلفة مشاركة، بقدر مشاركتي أنا. أي إلهام لدي يأتي منها، لأنها من ربتني وكانت صديقتي الحميمة ذات الذكاء الساخر حتى موتها. وينطبق الأمر على أوسكار رغم أننا خسرناه مبكراً.
ديدا في كل كلمة من هذه الأعمال، ولكن بشكل أكبر في هذه الكتب، يظهر بعض منها في كل الشخصيات النسائية الأكبر سناً، واللاتي لا يكتفين بمنصب الأم أو الجدة. إنهن نساء قويات، وهاويات وحارسات، يرفضن أن يكن صغيرات وهامشيات. أعتقد أن هذا يجعل ديدا تبتسم.
اعتدت الاستماع إلى أغنية بوب صينية كندية بعنوان "أنت تعيشين في أغنيتي" لـ "وانتينغ كو" تقول كلماتها: أنت تعيشين بعمق في موجات دماغي/ في أحلامي/ في قلبي/ في صوت أغنيتي.
قد تبدو كلماتها جميلة، لكن بالذهاب أعمق، قد تكون سلسلة "قصص أشباح الغربة" تمريناً مثيراً للاهتمام لتقدير ما هو مخيف وجميل بآن معاً، لتثمين جمال أن تكون مسكوناً بروح أو شوق.
قد تكون سلسلة "قصص أشباح الغربة" تمريناً مثيراً للاهتمام لتقدير ما هو مخيف وجميل بآن معاً، لتثمين جمال أن تكون مسكوناً بروح أو شوق
بعد وفاة جدتي ديدا، كنت أعاني من ذعر ليلي متكرر، حتى الآن لا زلت أعاني من بعض الأحلام القاسية. في الليلة الماضية حلمت (وكتبت هذا الحلم) أن ديدا وأنا كنا في حمام طفولتي، كانت تحلق شعر ذراعي (لا أعلم لأي سبب) وكانت ترتدي قناع جراح، فجأة نظرت إليها وقلت: أنت ميتة". ما زلت أتذكر عينيها في الحلم والقسوة فيهما. ثم اعتذرت لها عن وفاتها واعتذرت لي عن وفاتها، وعندما نظرت خلفي اختفت.
تلعب اللغتان العربية والصينية، إلى جانب لغات أخرى، دوراً كبيراً في هذه الروايات، لماذا؟
بسبب كلمات مثل "الغربة".
اللغة الإنكليزية لغة جميلة، وبدونها لن أستطيع قول شيء، لكن هناك اشياء لا تستطيع أن تنقلها هذه اللغة ابداً. مهمتي أن أستخدم أي كلمة تناسب عملي، بغض النظر عن اللغة، ولإضفاء اللامركزية على اللغة الإنكليزية التي أتحدثها كنتيجة لعمليات النزوح المتعددة التي تعرضت لها أسرتي.
أردت أيضاً أن أشارك شيئاً حميمياً مع المتحدثين بهذه اللغات، إذ كتبت القسم الأكبر من هذه الروايات في الحجر، رغبت في مشاركة بعض لحظات التفاهم مع الأشخاص الذين يمكن لبعض كلماتي الأجنبية أن تلقى صدى في دواخلهم.
الرواية الثانية هي روايتك الأخيرة، لماذا؟
سأخبركم بذلك في أكتوبر عندما تصدر.
لنتحدث عن عنوان السلسة وهو أيضاً عنوان سلسلة الكتابة الإبداعية التي تستمر لشهر. لماذا أسميت رواياتك "قصص أشباح الغربة"؟
إنه تطور جديد في كلمة تحيل إلى شعور مألوف لدى العديدين، ممن سيقرؤون الروايات ويتابعون السلسلة، آمل أن أذرع بذرة تخريبية صغيرة في أذهان الناس.
الغربة كلمة قوية للغاية، هي تصف ظاهرة عالمية وإنسانية بآن واحد، خصوصاً بالنسبة للمشردين من البلدان التي تعرضت لاحتلال عنيف أو لظواهر استعمارية، خارجية وداخلية، جعلت منها بلداناً غير مناسبة للعيش. غالباً ما نتحدث عن الغربة وكأنها شعور حزين وخاص، لكنها سياسية بشكل واضح، وغالباً ما تأتي نتيجة الدمار، لهذا غالباً ما أضعها جنباً إلى جنب مع الأشياء المرعبة والمخيفة.
تأثرت أيضاً بفكرة أن هناك أنواعاً أخرى من مطاردة الأشباح، قصص الأشباح الفعلية والمخاوف والذكريات التي تفعل فعلها في الذهن، وبعد ذلك، بشكل منفصل، كنت أفكر في العبارة الفرنسية: Errer comme une âme en" peine يطوّف مثل روح متألمة"، وأستمتع بسوادها الجميل.
هل من نصيحة للكتاب الذين سيقدمون قصصاً لموقع رصيف22 في شهر "أشباح الغربة"؟
اكتبْ عن كل شيء. الغربة والأشباح، الشوق والحنين، الشعر والمقالة والخيال، الفن الغريب والجذري، الغريب قدر الإمكان. قدمت إحدى الفتيات قطعة عن حنينها لقطعة من الملابس بطريقة فعالة وقوية سياسياً، استمتعت بها كثيراً. يجب أن تكون القطعة حية قدر الإمكان.
أنا واثق أنني سأستمتع بكل ما أقرأه تقريباً، إذا لم آخذ نصّك فها لا يعني أني لم أستمتع به، يمكن أن تكون قد جاءت في لحظة لم نستطع التعاون معاً بها، للعديد من الأسباب لكن هذه اللحظة ستأتي، وينبغي أن نرى هذه الفرصة الضائعة كنوع من التحدي للتعاون مستقبلاً. أيضاً سأكتب رسالة شكر للأشخاص أصحاب مقطوعات المختارة مع بعض الهدايا التذكارية كنوع من التقدير لجهدهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ يومينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...