شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الإصابة بكورونا والجلطات الدموية… دراسة سويدية تكشف مخاطر مرعبة

الإصابة بكورونا والجلطات الدموية… دراسة سويدية تكشف مخاطر مرعبة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 7 أبريل 202205:32 م

توصلت دراسة سويدية حديثة إلى نتائج صادمة حول ارتباط الإصابة بفيروس كورونا بتطوير الجلطات الدموية والانسداد الرئوي والنزيف الداخلي على نحو تجاوز في بعض الأحيان زيادة بعدة أضعاف الوضع المعتاد خلال فترات تناهز الستة أشهر.

ليست هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى اقتران الإصابة بكوفيد-19 بالتعرض للجلطات المختلفة، لكنه لم يكن واضحاً من قبل إلى متى يدوم خطر الإصابة بالجلطات عقب العدوى بالفيروس، أو ما إذا كانت العدوى الخفيفة بكورونا تهدد بحدوث مثل هذه الجلطات أيضاً.

وفي محاولة لقياس مخاطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي (جلطة دموية في الرئة)، وأنواع مختلفة من النزيف، بما في ذلك النزيف المعدي المعوي أو انفجار الأوعية الدموية في الدماغ، أجرت آن-ماري فورس، من جامعة أوميو السويدية، ومجموعة من زملائها دراسة على حوالى مليون شخص أصيبوا بكوفيد-19 ونحو أربعة ملايين لم يصابوا بالفيروس.

"تذكّرُنا بالحاجة إلى توخي اليقظة تجاه المضاعفات المرتبطة بعدوى كوفيد الخفيفة"... دراسة حديثة تجد أن الإصابة بكورونا تزيد خطر التعرض للانسداد الرئوي نحو 33 ضعفاً، وتجلط الأوردة العميقة خمسة أضعاف

أبرز النتائج

في النتائج التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية (The BMJ)، الأربعاء 6 نيسان/ أبريل، تبيّن أن الإصابة بالفيروس مرتبطة بزيادة تعادل خمسة أضعاف لخطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة مقارنةً بمن لم يصابوا بالعدوى، فيما سُجلت زيادة بلغت نحو 33 ضعفاً في خطر الإصابة بالانسداد الرئوي في غضون شهر من الإصابة بالفيروس، وكذا زيادة بمقدار الضعفَيْن تقريباً في خطر الإصابة بنزيف داخلي.

وأشار القائمون على الدراسة إلى أن الأشخاص ظلوا عرضة بشكل متزايد للإصابة بالانسداد الرئوي لمدة ستة أشهر بعد الإصابة بكورونا، ولمدة شهرين وثلاثة أشهر للنزيف وجلطات الأوردة العميقة.

وبدا أن المخاطر كانت أعلى لدى المرضى الذين كانت أعراض إصابتهم بالفيروس أكثر خطورة. لكن، حتى أولئك الذين عانوا عدوى معتدلة بكوفيد-19 زاد لديهم خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة بمقدار ثلاثة أضعاف، وخطر الإصابة بالانسداد الرئوي بمقدار سبعة أضعاف. في حين لم يظهر أي خطر متزايد للإصابة بالنزيف لدى الذين عانوا حالات خفيفة.

تعقيباً على نتائج الدراسة التي لم يشارك فيها، قال فريدريك هو، المحاضر في الصحة العامة بجامعة غلاسكو: "حتى الأشخاص الذين عانوا أعراضاً خفيفة لكورونا ولم يحتاجوا إلى العلاج بالمستشفى كانوا عرضة لزيادة طفيفة في خطر الإصابة بجلطات الدم".

تعطي "سبباً وجيهاً لدفع الأفراد غير الملقحين للحصول على التطعيم"... دراسة سويدية تكشف نتائج صادمة حول العلاقة بين الإصابة بكورونا وخطر تطوير جلطات دموية ونزيف داخلي

أهمية الدراسة

تسهم هذه النتائج في تفسير مضاعفات الإصابة بالجلطات الدموية والوفيات الناتجة عنها في دول عدة، منها بريطانيا مثلاً، منذ بداية الوباء مقارنة بفترات سابقة عامي 2018 و2019.

عدا أنها تساعد في وضع المخاطر القليلة للإصابة بجلطات الدم المرتبطة بالتطعيم بلقاحات كورونا في سياقها. وكانت عدة دول قد أوقفت بعض اللقاحات مثل أسترازينيكا وجونسون، على صلة بحدوث حالات تجلط قليلة. 

ووجدت الدراسة أن الخطر المتزايد لجلطات الدم كان أعلى في الموجة الأولى وأدنى في الموجات اللاحقة، وهو ما يمكن تفسيره بتحسن العلاج خلال الوباء، وتلقي المرضى الأكبر سناً والأكثر عرضة للإصابة للقاحات.

عن ذلك، تقول فورس إن الدراسة تعطي "سبباً وجيهاً لدفع الأفراد غير الملقحين للحصول على التطعيم. فالخطر أعلى بكثير من مخاطر اللقاحات ذاتها".

كذلك من شأن النتائج أن ترفع الوعي بخطورة ضيق التنفس المستمر خلال الإصابة بكورونا وبعدها. قالت فورس: "الانسداد الرئوي قد يكون مميتاً. لذلك، من المهم أن يكون الناس على دراية (بهذا الخطر)".

انتبهوا: "حتى الأشخاص الذين عانوا أعراضاً خفيفة لكورونا ولم يحتاجوا إلى العلاج في المستشفى، كانوا عرضة لزيادة طفيفة في خطر الإصابة بجلطات الدم"

وتابعت: "إذا وجدتَ فجأة أنك تعاني ضيقاً في التنفس لا يتحسن بمرور الوقت، (و) كنت مصاباً بفيروس كورونا، يستحسن أن تطلب المساعدة، لأننا وجدنا أن هذا الخطر المتزايد يستمر نحو ستة أشهر".

أما الدكتور هو، فأشار إلى أن النتائج مهمة في عصر تفشي المتحور أوميكرون، لأن اللقاحات المتوفرة حالياً أثبتت فعالية كبيرة ضد العدوى الخطيرة بكوفيد، بينما بقيت العدوى الخارقة شائعة، حتى بعد جرعة ثالثة من اللقاح.

وختم: "برغم احتمال ظهور متحورات جديدة مثيرة للقلق، تزيل معظم الحكومات القيود وتركز على أفضل السبل للتعايش مع كورونا. تذكّرنا هذه الدراسة بالحاجة إلى توخي اليقظة تجاه المضاعفات المرتبطة حتى بعدوى سارس-كوف2 الخفيفة، بما في ذلك الجلطات الدموية".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image