شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
8 إشاعات عن لقاحات كورونا يجب التوقف عن تصديقها

8 إشاعات عن لقاحات كورونا يجب التوقف عن تصديقها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 18 يناير 202110:30 ص

منذ أن انتشر فيروس كورونا في العالم أجمع، توجهت الأنظار كلها بسرعة نحو صنّاع الأدوية، بهدف اكتشاف لقاح قادر على الوقوف في وجه هذا الفيروس القاتل، الذي يتسبب بآلاف الوفيات في اليوم الواحد. ولكن ما إن أعلنت بعض المختبرات عن اكتشاف لقاحات مضادة لكوفيد-19 حتى بدأت تنتشر نظريات المؤامرة، والشائعات التي تشكّك في مدى فعالية اللقاح ومضاعفاته الخطيرة، الأمر الذي جعل الأفراد ينقسمون بين مؤيد لحملات التلقيح ومعارض لها.

من التسبّب بالعقم وصولاً إلى إحداث تغيير جذري في الحمض النووي، إليكم/نّ أبرز الإشاعات التي تدور حول اللقاحات ضد فيروس كورونا:

اللقاح غير آمن بسبب الاستعجال في عملية الإنتاج: صحيح أن سرعة إنتاج اللقاحات كانت غير مسبوقة إلى حدّ كبير، غير أن هذا لا يعني بأنه تم تخطي خطوات مهمة في عملية الإنتاج، أو أن الشركات المصنعة تنازلت عن بروتوكولات وإجراءات السلامة، أو تقاعست عن إجراء التجارب الكافية.

وفي هذا الصدد، أكدت ليندا يانسي، خبيرة في مجال الأمراض المعدية في تكساس لصحيفة هافيغتون بوست: "لم يتم الاستعجال في تطوير هذه اللقاحات"، مشيرة إلى أنه بدلاً من ذلك، فقد أزالت مصانع الأدوية العديد من أوجه القصور في الأنظمة البيروقراطية، التي تُبطئ في العادة عملية إنتاج اللقاحات.

واضافت يانسي أن الباحثين تمكنوا بشكل أساسي من وضع جانباً كل المهام الأخرى التي كانوا يعملون عليها، وصبّوا كل جهودهم في عملية إنتاج اللقاح.

ما إن أعلنت بعض المختبرات عن اكتشاف لقاحات مضادة لكوفيد-19 حتى بدأت تنتشر نظريات المؤامرة، والشائعات التي تشكّك في مدى فعالية اللقاح ومضاعفاته الخطيرة، الأمر الذي جعل الأفراد ينقسمون بين مؤيد لحملات التلقيح ومعارض لها

وعن تجارب المرحلتين الأولى والثانية، قالت ليندا: "هناك أجزاء من مراحل تطوير اللقاح لا يمكن تجاهلها. لا يمكن التعجيل في تجارب السلامة، ولهذا السبب انتظرنا قبل نشر النتائج في الصيف"، أما بالنسبة للمرحلة الثالثة، فأوضحت أنه لم يكن من الممكن الاستعجال في إجراء تجارب الفعالية: "لذلك كان هذا ما كنا ننتظره خلال الخريف، وكانت النتائج جيدة حقاً".

هذا وتستمر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء في مراقبة سلامة لقاح كوفيد-19، في الوقت الذي يتم فيه توزيع اللقاحات، وذلك لضمان توفير حماية إضافية.

الإصابة بكوفيد-19 من اللقاح نفسه: لا تحتوي اللقاحات على الفيروس الحيّ الذي يسبب كورونا، ما يعني أنه ببساطة لا يمكن أن يصاب المرء بمرض كوفيد-19 نتيجة تلقي اللقاح.

واللافت أن هذا المفهوم الخاطئ ينسحب أيضاً على بعض اللقاحات الأخرى، مثل لقاح الأنفلونزا، بحيث يشعر الكثير من الناس بالتوعّك بعد أخذ اللقاح، ويعتقدون أنهم قد أصيبوا بالفيروس نفسه، لكن لقاح الأنفلونزا مصنوع من فيروسات معطلة أو "ميتة".

وعليه، من الشائع أن تظهر بعض الأعراض في عملية التلقيح ضد كوفيد-19 والتي تبدو مشابهة لتلك التي يختبرها الشخص المصاب بالفيروس، غير أن هذا لا يعني بأن الشخص قد التقط الفيروس من عملية التلقيح.

وتعليقاً على هذه النقطة، قالت ليندا يانسي: "سيكون لديكم/نّ استجابة مناعية سريعة"، وأضافت: "سوف تشعرون/ن بألم في الذراع، ومن المحتمل أن تصابوا/ن بالحمّى وتشعروا/ن بالألم لبضعة أيام. هذا أمر جيد ويعني أنكم/نّ تحصلون/ن على مناعة جيدة وعلى مستوى عال من الحماية".

اللقاحات قد تتلاعب بالحمض النووي: تستخدم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا نسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر أن إيه" (mRNA).

تعمل هذه التقنية على تعليم خلايا الجسم كيفية صنع قطعة غير ضارة من "البروتين الشائك" الموجود على سطح فيروس SARS-CoV-2. يؤدي ذلك إلى استجابة مناعية تنتج أجساماً مضادة تحمي من الإصابة بعدوى كوفيد-19، غير أن إم آر أن إيه لا تتفاعل مع الحمض النووي للشخص، ولا تستطيع تغيير المادة الوراثية للبشر، ولا الإضرار بها أو تخريبها.

وفي هذا الصدد، أوضحت نيكول إيوفين، مسؤولة علم الأوبئة في مستشفى جامعة فلوريدا هيلث شاندز، أن الحمض النووي محمي بغشاء يمنع مرور الأشياء بسهولة: "يذهب الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى الجزء الخارجي من خليتنا، الذي يسمى السيتوبلازم، ولا يدخل إلى النواة، وبالتالي لا يمكنه الوصول إلى الحمض النووي"، مضيفة بأنه لا يبقى في خلايانا لفترة طويلة.

لقاحات كوفيد-19 تسبب العقم: توصي الكلية الأميركية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد بأن تحصل النساء الحوامل أو المرضعات على لقاح كوفيد-19، على الرغم من عدم إجراء تجارب على وجه التحديد على هذه الفئة من السكان، واللافت أن التوصية نفسها تنطبق على النساء اللواتي يفكرن في الحمل، إذ يؤكد الخبراء أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن اللقاح يسبب العقم.

وبحسب ليندا يانسي، فإن هذه "الكذبة" غالباً ما ينشرها المناهضون للتطعيم حول اللقاحات المختلفة.

لا يوجد أي دليل يثبت أن اللقاح يسبب العقم

وعلى نقيض ذلك، قد يكون اللقاح ضد كورونا ذا أهمية كبيرة للأمهات وأطفالهنّ، وفق ما أكدته ليندا إكرت، أخصائية أمراض النساء والتوليد والأمراض المعدية في واشنطن: "أعتقد أن أحد الأشياء التي لا يتم الحديث عنها هو الفائدة المحتملة للأجنّة والأطفال. هناك أجسام مضادة نتوقع أن تمر عبر دم الحبل السري إلى الطفل وتوفر بعض الحماية. وكذلك تمر عبر حليب الأم وتوفر الحماية".

واعتبرت إكرت أن عدم وجود تجارب على النساء الحوامل واللقاحات ضد فيروس كورونا ليس مؤشراً على أن الباحثين لديهم قلق بالضرورة من سلامة هذه اللقاحات على تلك الفئة من السكان، مضيفة: "هذا ببساطة لأن مثل هذه التجارب استبعدت النساء الحوامل لفترة طويلة".

لا يجب أخذ اللقاح في حال الإصابة بكورونا: تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن أي شخص أصيب بكوفيد-19 وتعافى (وكان مؤهلاً للتطعيم) يجب أن يُعرض عليه اللقاح، منوهة بأن إعادة الإصابة بالعدوى غير مرجحة في أول 90 يوماً، لذلك قد يكون من المنطقي الانتظار بضعة أشهر قبل تلقي اللقاح.

بمجرد أن يأخذ المرء اللقاح، لا يمكنه نشر الفيروس: يستغرق لقاحا كورونا وقتاً ليكونا فعّالين تماماً، لأنهما يتطلبان أخذ جرعتين متباعدتين إلى حدّ ما: 21 يوماً بين جرعات لقاح فايزر و28 يوماً لمودرنا. ولكن حتى بعد حقنة التعزيز الثانية، فإن المناعة الكاملة لا تكون فورية، لذلك يحتاج الأفراد إلى اتخاذ جميع الاحتياطات المعتادة في هذه الفترة.

علاوة على ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت اللقاحات تمنع الأفراد من نشر الفيروس للآخرين. في الوقت الحالي، تُظهر البيانات أن هذه اللقاحات فعالة جداً في منع الشخص الذي تلقى الجرعتين من الإصابة بأعراض خطيرة. وهذا يعني أنه من الممكن أن يتعرض الشخص الذي تم تطعيمه بالكامل ضد فيروس كورونا، ويصاب بالعدوى دون أي أعراض خارجية، ثم ينقل الفيروس.

لذلك، من المهم التقيّد بتدابير الصحة العامة، مثل ارتداء الأقنعة، غسل اليدين والتباعد الاجتماعي، حتى بعد تلقي اللقاح.

ردود الفعل الشديدة للقاحات كوفيد-19 شائعة: من المثير للقلق أن نسمع أن بعض الأفراد قد عانوا من ردود فعل شديدة بعد أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا، لكن نسبة هؤلاء الأشخاص منخفضة.

تُظهر البيانات أن هذه اللقاحات فعالة جداً في منع الشخص الذي تلقى الجرعتين من الإصابة بأعراض خطيرة. وهذا يعني أنه من الممكن أن يتعرض الشخص الذي تم تطعيمه بالكامل ضد فيروس كورونا، ويصاب بالعدوى دون أي أعراض خارجية، ثم ينقل الفيروس

في أواخر ديسمبر، كشف مركز السيطرة على الأمراض أنه كان يبحث في حوالي 21 حالة من الحساسية المفرطة (استجابة مناعية تهدد الحياة) بعد إعطاء أكثر من 1.8 مليون جرعة من لقاح فايزر.

وفي هذا الصدد، قالت ليندا يانسي: "في هذه المرحلة، سيكون التعرض لرد فعل تحسسي شديد تجاه هذا اللقاح أقل من واحد في المليون"، مشيرة إلى أنه وعند مقارنة ذلك باحتمال الإصابة بفيروس كورونا، فإن هناك احتمال 1 من 30 للموت وواحد من 10 للتعرض لآثار جانبية مستمرة لعدة أشهر.

وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد كشفت أن ردود الفعل التحسسية الخفيفة ممكنة في غضون 4 ساعات من الحصول على اللقاح. وحثّت المؤسسة أي شخص لديه ردود فعل تحسسية تجاه اللقاحات الأخرى، على التحدث إلى طبيبه حول ما يعنيه هذا بالنسبة للقاح كوفيد-19، بالإضافة إلى التشديد على أهمية مراقبة كل شخص، بغض النظر عن خلفيته الصحية، من قبل طبيبه، لمدة 15 دقيقة على الأقل بعد تلقي الجرعة.

الانتظار حتى يتمكن المرء من اختيار نوع اللقاح الذي يريده بالضبط: يتساءل الأفراد باستمرار عمّا إذا كان عليهم اختيار لقاح مودرنا بدلاً من لقاح فايزر أو العكس، ولكن بحسب نيكول إيوفين، فإنه لا يوجد فرق كبير بين اللقاحين، وبالتالي اعتبرت أنه من غير المهم الانتظار قبل تحديد الخيار: "نحن لا نفرّق بينهما، لأنه يبدو أنهما يعملان بنفس الطريقة، لذلك مهما كان العرض متوفراً، يجب الحصول عليه".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image