شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
دنيا شهدي... اخترت المونتاج لكونه الأسهل ويفتح لي أبوابًا مختلفة

دنيا شهدي... اخترت المونتاج لكونه الأسهل ويفتح لي أبوابًا مختلفة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 24 مايو 202205:00 م

جمعنا السكن منذ سنوات، لكننا لم نتبادل الحديث خلال تلك الفترة التي كنا نعيش فيها تحت سقف واحد مع أخريات، وبعد مرور سنوات، التقينا مرة أخرى بعد أن صرنا في الثلاثينيات من العمر، وكل واحدة منا تعمل في مجالها، هي، دنيا شهيدي، خريجة معهد السينما قسم مونتاج، وأنا صحفية أوثق التجارب وأروي القصص المُلهمة.

صدقت مقولة أن "الحياة صُدف"، إذ بدأ الأمر حين قابلت دنيا شهدي صدفة عام 2015، حينها كنا مجموعة فتيات نقطن تحت سقف واحد، أنا ودنيا، وأخريات مغتربات جئن من محافظات مصر المختلفة، إما للدراسة أو للإقامة بجوار العمل توفيراً للنفقات، لم نتحدث أنا ودنيا حتى لمرة واحدة بالرغم من أننا في "منزل" واحد، وبعد مرور 7 سنوات، علمت أنها تسكن قريبة مني، فلم أتردد حين علمت بذلك، حصلت على رقم هاتفها واتفقنا أن نتقابل لندردش حول الحياة وما فعلته بنا، تحدثنا عن دراستها في معهد السينما، قسم المونتاج، وعملها كـدي جاي DJ، كما تطرقنا إلى جدها الشاعر الراحل نجيب سرور.

هل الدراسة في المعهد العالي للسينما خيارك أم كان الأمر صدفة؟

كان معهد السينما اختياري لأدرُس به، علماً أنني وقتها لم أكن أعرف لماذا التحقت به، ولكن ما كنت أعرفه حينها أنني أحب الأفلام والسينما عامة، وشعرت في ذلك الوقت أن قسم المونتاج مناسب بالنسبة لي، "ومفيهوش الفرهدة بتاعة التصوير، أو مسؤولية كبيرة زي الإخراج"، وذلك لا يمنع أن المونتاج يتطلب الجلوس على الأجهزة،  أي" والواحد قاعد مع نفسه"، وأنا أُفضل الجلوس بمفردي، وفيما يتعلق باختياري قسم المونتاج أيضاً، في ذاك الوقت لم أكن أعرف ما الذي أود أن أفعله في عالم السينما، وشعرت أن المونتاج قد يكون الأسهل بالنسبة لي، هو قسم قد يفتح لي أبواباً نحو أشياء مختلفة، ومن الممكن أن يساعدني في اكتساب مهارات بعينها.

 دنيا شهدي: أشعر بالكثير من السعادة في عملي كـ"دي جي" كوني أقوم بما أحب، فالساعة أو الساعة ونص اللي بلعب فيهم مزيكا من أحسن الحاجات، وأسعد الأوقات 

هل كان أمامك بديل للمونتاج؟

عملت لأشهر في الفنون البصرية والمونتاج مع استوديو" 100 نسخة"،  نهاية عام 2015 وبداية 2016، فخلال عام 2016 كنت بالفعل أنجز عدداً من الأعمال التي تنتمي للفنون البصرية، والفيديوهات البصرية، كنت أقوم بالتجريب في تلك الفترة، والمرة الوحيدة التي حققت فيها مكسباً مادياً من الفنون البصرية كانت نهاية 2015، "وبدأت أجرب في الحتة دي"، وفي بداية 2016، حين كنت أعمل مع محمود رفعت مالك ستوديو 100 نسخة، أما الأعمال الأخرى كانت عبارة عن مشاريع "بالحب أو أقدم فنون بصرية في حفلة"..على سبيل المثال لعبت في إحدى المرات مع عبد الله المنياوي مرتين، وفي 2017 أيضاً "لعبت مع سفينكس".

الكثير من الأشخاص قد لا يعرفون الكثير ما تفعله دنيا بدقة في عالم الموسيقى والفنون البصرية، خصوصاً أن لك "اسماً فنياً" مميزاً، أيمكن أن توضحي لنا أكثر؟

"باختصار: أنا دي جي عادي، بعمل ميكس للتراكات مع بعض، إما أشغلهم فوق بعض أو ورا بعض... بعمل سليكشن"، أول مرة لعبت فيها موسيقا، شعرت ببعض التوتر، "بس مش أوي برضه"، لأنني أقوم بتحضير قائمة الأغاني التي سأقوم بـ "لعبها" في الحفل، وأعلم جيداً "هلعب إيه بعد إيه، وهنقل إمتى"، لذا لم أكن أشعر بكثير من التوتر خلال عملي، بل بالكثير من السعادة كوني أقوم ما أحب، فـ"الساعة أو الساعة ونص اللي بلعب فيهم مزيكا من أحسن الحاجات، وأسعد الأوقات في الحفلة كلها"، خصوصاً أني كباقي الدي جيهات الذين بشكل عام "بيكون معاهم بلاي ليست"، ويختارون خلال الحفل ما سيتم تقديمه للجمهور، ولا يوجد طلبات نتلقاها خلال عملنا، ولكن يمكن أن يحدث ذلك قبل الحفل، "والحقيقة دا مبيحصلش كتير"...، أما اسمي الذي ألعب به الموسيقا فهو " قحبة الجيلي"، وبلعب موسيقا بكلوب اسمه "جيلي زون".

إلى ماذا تستمع دنيا شهيدي ؟

الحقيقة "أسمع كل حاجة"، ولا يقتصر الأمر على سماعي لنوع معين من الموسيقى، كما أنني لست الشخص الذي يُشغل أغاني في الخلفية، وأيضاً خلال عملي الأساسي لا أقوم بنفس الشيء، وإن قررت تشغيل الموسيقى يكون السبب في ذلك هو رغبتي في سماعها، ولكن استمع لها حين أكون مُنشغلة في عمل شئ ما في البيت، وأقوم بالتقليب في التراكات بشكل سريع، "ولأني مش مشغلاها بشكل خاص بقعد أنط بين التراكات أو أسمع موسيقى بعينها، وما بعملش بلاي ليست".

ما هي الأماكن التي ترغبين بزيارتها للعب الموسيقا ؟

"نفسي ألعب في أمريكا اللاتينية كلها لأن فيها club scene أحبها، وأمريكا أيضاً بها club scenes جامدة" بولايات بعينها، وهكذا في آسيا بـ كوريا، الصين، واليابان، هولندا، وروسيا أيضًا، خاصة أنني لم ألعب الموسيقى سوى في أوروبا خارج مصر، وكل الدول الأخرى "أكيد نفسي أروحها".. خاصة أنني لعبت موسيقى في: (ميلان، زيورخ، وبازل، وفرايبورج بسويسرا، دريسدن وبرلين بألمانيا، بلجراد في صربيا، وليوبليانا في سلوفينيا.. كلاهما في شرق أوروبا)، وكانت تجربة يمكنني أن أقول عنها "جامدة".

كيف ترى دنيا شهدي اعتراض بعض الرجال على وجود السيدات والفتيات في عالم الموسيقى؟

هل هذا يحدث بالفعل؟! خاصة أنه لم يكن هناك اعترض على عملي كـ "دي جي"، وعلى سبيل المثال في قسم الإنتاج الذي درست به في معهد السينما لا أتذكر أنه كان هناك أقسام تعد حكراً على الرجال فقط، الرجال كثيرون وذلك بشكل عام في أقسام كثيرة، كما أن هناك أيضاً أقسام يكون الفتيات بها عددهم أكبر مثل قسمي المونتاج والديكور.

ومن الممكن أن يكون سبب تواجد الفتيات في تلك الأقسام أن قسم المونتاج "مفيهوش حركة أوي، ومفيهوش بهدلة"، وذلك لا يمنع أن قسم إخراج وقسم تصوير بهما فتيات، علماً بأن من يتقدموا للالتحاق بقسم الإخراج أكثرهم شباب، "بالعموم، الشباب عددهم أكبر من الفتيات بالمعهد، كما أن عدد الفتيات اللاتي يُقدمن للالتحاق بقسم الإنتاج عددهم أقل من الشباب".

حدثينا عن جدك عن نجيب سرور؟

لم أقابله مرة في حياتي، وأعلم أن مجتمع الشعر والمسرح والأدب يحبونه ويقدرونه بدرجة كبيرة، وإن تحدثنا عن المعارضة فكان هناك معارضين كُثر مثله ولكنهم لم يكونوا ثوريين مثل نجيب سرور، ولم يواجهوا مشاكل مثل التي قابلته، ولم أسأل من قبل لماذا كانت المشاكل المحيطة به أكثر من الآخرين في نفس جيله، رغم أن لديهم نفس أفكاره، تحديداً شلة الشعراء المعارضين القوميين، جميعهم كانوا يتم سجنهم، ولكن مع نجيب سرور تحوّل الأمر إلى بؤس وحياة بائسة جداً... "والبؤس دا كله جه منين أنا مش عارفة!"، كما أني لا أعرف إن كان سيظل كما هو إن كان على قيد الحياة، لا أعلم كيف كانت شخصيته، وما أعرفه أنه لم يكن يحب أحد المؤسسات الحكومية مثله مثل باقي "شِلته" المثقفين مثله.

يمكن متابعة موسيقا دنيا من خلال الروابط التالية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard