شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الدي جي

الدي جي "توتي"... موسيقى المهرجانات تنبت من الإسفلت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 5 أكتوبر 202110:24 ص

كان ثورة يناير 2011 في مصر فاتحة لعهد من الحرية، للأسف لم يدم طويلاً، وكانت الموجة الجديدة من الموسيقى تشق طريقها بحرية في عالم انتهى من الطغيان والديكتاتورية، أو هكذا كان المصريون يأملون. الشباب في الشارع، الغناء والرقص يملآن الساحات، التغيير يلوح في الأفق وتوتي الذي يبلغ اليوم 22 عاماً، بالكاد وصل لسن 12 عاماً، مأخوذاً بسهولة إنتاج الموسيقى وقربها من محيطه، وكان يحلم بأن يصبح واحداً من منتجي الموسيقى في مصر.

توتي اليوم في عامه الأخير بكلية تجارة جامعة القاهرة، ورصيده في عالم الراب والتراب كبير، فهو موزع موسيقي، بجانب كونه "دي جي" أي مُنسِق الموسيقى والأغاني المسجلة وهذا الاسم اختصار لعبارة "دِسْك جَوكِي" التي تعني "فارس الأسطوانات".

 تعاون توتي مع أسماء كبيرة مثل: سادات، بابلو، ويجز، شهاب، وغيرهم، كما تعاون مع الفنانة دينا الوديدي أيضاً.

 حدثنا عن بدايتك في عالم الموسيقى؟

بدأت العمل في مجال الموسيقى وأنا في الثالثة عشر من عمري، كنت مُحباً لـ "المهرجانات"، ورغم حبي لكل أنواع الموسيقى كنت أسمع وأشاهد المهرجانات، ما جعلني أسبح في هذا العالم لفترة طويلة، وقدمت هذا النوع من الموسيقى وأنا في سن صغير.

توتي: كانت أسرتي معارضة لما أقوم به، واهتمامهم كان منصباً على الدراسة وبالتالي كانوا يعتبرون ما أقوم به مجرد هدر للوقت

لم أبدأ في المجال كـ "بروديوسر"، ولكن كمُغني، "كنت عايز أغني مهرجان"، والغناء يحتاج لـ beat free لنغني عليه، ولعدم وجوده هنا فعلى من يرغب في ذلك عليه أن يتعلم كيف يصنع الـBeat، وبالفعل كان لدي لابتوب، ابتاعه والدي لأجلي من شخص كان يُقدم المهرجانات في هذا التوقيت، وكان يحتوي على العديد من العينات التي أستخدمها في عملي حتى الآن، ولكن وقتها لم أكن أعرف الكثير عنها، أما التسجيل فهو يتطلب شراء "مايك" و"هيد فون" للبدء في التسجيل بالمنزل.

علماً بأن تلك المهنة تكمن في تدوين اللحن واختيار وتحديد السرعة والإيقاع والجو الموسيقي العام للأغنية، وتوظيف الآلات الموسيقية لكي تخدم الجمل اللحنية، ويقوم الموزع باختيار العازفين وتنفيذ الأغنية في الاستوديو والإشراف على خطوات التنفيذ من البداية حتى النهاية.

كانت أسرتي معارضة لما أقوم به، واهتمامهم كان منصباً على الدراسة وبالتالي كانوا يعتبرون ما أقوم به مجرد هدر للوقت.

وبالفعل كنت أذهب للدروس الخصوصية، وحين أعود للمنزل استغل الوقت الذي أقضيه وحدي لأدخل عالم الموسيقى وأنتج أي شيء. ووالدي كان له دور في تعريفي على أنواع كثيرة من الأغاني، منها: موسيقى وأغاني الروك، وأغاني براين آدمز، وغيرهم. وهو ما أفادني بشكل كبير في عملي.

ريميكس أم كلثوم

هل التسجيل في هذا الوقت كان أمراً سهلاً أم صعباً؟

بالطبع صعب... والسبب "الدوشة"، خاصة أنه لم تكن هناك كلمات في هذا الوقت "ومش هسحِل نفسي في الكتابة"، وكنت أستغل أوقات الفراغ لصناعة الـ "بيّت"، وحاولت الغناء ولكن الوضع لم يكن جيداً، فبدأت في صناعة الـ"بيّتات" حتى أصبحت منتجاً موسيقياً دون أن أدري، وفي الوقت ذاته مهندس صوت، ثم قررت التركيز على الموسيقى، وداومت على تقديم المهرجانات حتى عام 2015، وعقب ذلك، كثيرون قالوا لي "بلاش مهرجانات"، وهو ما يتكرر الآن أيضاً. وفي هذا الوقت كنت أسعى للتعلم، ونتج عن ذلك تقديمي لريمكس "لأم كلثوم"، تراك "إنت عمري" عام 2016  الذي لاقى انتشاراً واسعاً.

 متى تألقت موهبة التوزيع لدى "توتي"؟

مبكراً، ولكن بيني وبين ذاتي لا يمكنني أن أقول إنني "ميوزك بروديوسر" محترف سوى منذ عام، تحديداً منذ فترة كورونا. ففي تلك الفترة لم أكن أفعل شيئاً سوى مذاكرة (ميكسينج وماسترينج)، وبالفعل تعلمت كيف "أخرج البيّت بتاعي عالي"، وهو ما حدث عام 2020، ومنذ ذلك الوقت صرت أحمل لقب بروديوسر من وجهة نظري، وعقب تلك الفترة قدمت تراك "يا بدر"، مع الصديقة الفنانة دينا الوديدي.

فيديو أغنية "يا بدر"

كيف يختار دي جي "توتي" الموسيقى؟

في بدايتي كنت أعمل "دي جي أفراح" في القاعات، وتعلمت من ذلك ما الذي يرغب الحضور في سماعه ومتى يرغبون سماعه.

فيديو أغنية "الكون"

توتي: بدأت العمل في مجال الموسيقى وأنا في الثالثة عشر من عمري، كنت مُحباً لـ "المهرجانات"، ورغم حبي لكل أنواع الموسيقى كنت أسمع وأشاهد المهرجانات، ما جعلني أسبح في هذا العالم لفترة طويلة، وقدمت هذا النوع من الموسيقى وأنا في سن صغير

كيف بدأ مشوارك مع فن الراب؟

عام 2018 قال لي رابر أعرفه إنّه يوجد راب في مصر، وكان ردي عليه وقتها: "مفيش راب في مصر، وأنا أصلاً بكره الراب"، وحينها قال لي إن هناك مغنياً يحتاج إلى "فوكال" على الموسيقى، وطلب مني أن أذهب معه لحفل بأحد الأماكن الذي كان يضم كل من ويجز، مروان بابلو ومينو زين، وجميع الشباب.

توتي ودينا الوديدي

وبالفعل وجدتهم جميعاً هناك، وكانت تلك هي المرة الأولى التي استمع إليهم وأراهم فيها. عدد الحاضرين وقتها لم يكن "خرافياً"، ولكن ما أدركته أنه من جاء وقطع تلك المسافة يرغب بالفعل بالاستماع للموسيقى. استمتعت بأداء ويجز على المسرح، وما قدمه للجمهور، "وعجبني إن الناس بتسمع"، وعقب عودتي تواصلت مع ويجز وعملنا معاً، ومن هنا بدأت في العمل على موسيقى الراب.

تراك "ساليني"

ما هي أولى الأغاني التي قدمتها في عالم الراب؟

أول أغنية لي في عالم الراب كانت "ساليني" مع ويجز، وحين تم نشر الأغنية وجدت جمهور يستمع لهذا النوع من التراكات، "ومرة على مرة لا قيت الموضوع بيوسع وأنا أصلاً مش في دماغي كل دا... أنا بلعب"، وكنت في ذلك الوقت "يا دوب 18 سنة، والحياة على الله خالص".

ومنذ تلك اللحظة اتسعت علاقاتي، وقابلت العديد من الشخصيات، وفتحت الحياة لي ذراعيها، ولكن فيما بعد نشب خلاف مع ويجز وتم حله قانونياً.

مع عودة مروان بابلو للمشهد مرة أخرى هل ستتعاون معه؟

بالطبع من الممكن التعاون معه، "بابلو شخص جامد وأحب أتعاون معه"، كما أنه يملك "كاريزما" و"ستايل" محدد، وهناك نوع من أنواع الموسيقى "بتعجبه"، وأكثر ما ينال إعجابي في شخصيته أنه لا يتحدث كثيراً، ويعمل فقط، كما أن حرصه على إكمال تعليمه سيُشعره بالراحة في كل ما هو قادم.

تراك "طاقة"

 ماذا تخبرنا عن التعاون بينك وبين "سادات"؟

بدأ التعاون بيننا عام 2013، تواصل معي وقتها وطلب مني الذهاب له في مدينة السلام، وذهبت إليه عقب "فرحة" الدي جي صدام، ويعد هذا اليوم بداية تعارفنا، وبالفعل جلست مع سادات ووجدته "شخص فاهم في السياسة وخاصة في الموسيقى المتعلقة بمجاله"، وفي هذا اليوم "اشتغلنا كتير، ولكن لم يتم نشر كل التراكات، ويمكنني القول إننا في ذلك الوقت كنا نتبادل الأفكار أكثر من نشر التراكات.

وماذا عن المهرجانات في مسيرة "توتي"؟

أحاول تطويرها وأسعى لعمل مهرجان يمكن تقديمه في "تمورو لاند"، وهي حفلة يتم تنظيمها كل عام، كما أنني أحب أن أقدم للجمهور موسيقى فقط.

فأنا أعزف على "الكيبورد"، ومن خلال "الكيبورد" يمكنني تقديم صوت أي آلة موسيقية، ولكن لا يمكنني أن أقول إني "بيانيست".

هل هناك مواقف بعينها تعرضت لها بسبب الموسيقى؟

الموسيقى منحتني فرصة التعرف على الكثير من الأشخاص ومنهم سادات، الذي كنت أستمع إليه وأنا في سن صغير، وحين عملت معه شعرت بفرحة كبيرة، وشعرت أنه يمكنني أن أضيف لما كنت أسمعه. وعملت مع فرقة "المدفعجية"، وكنت بالفعل أرغب في ذلك، وفي الحقيقة هم "طيبين جداً"، والأجمل في تلك الفرقة أنهم مستمرون معاً.

وماذا عن التعاون مع الفنانة دينا الوديدي؟

سعدت كثيراً بالتعاون معها في "تراكين" هما: (الكون، ويا بدر).

ما السبب في حبك لتراك "يمامة"؟

أحبه لكونه تراك شرقي "وأنا أي حاجة فيها لون شرقي بحبها لأنها أصلية"، وإن سافرت لبلاد ثقافتها مختلفة عن ثقافتنا سأذهب بموسيقانا، ولن أقدم ما يقدمونه في بلادهم.

وماذا عن الأوتوتيون؟

أرى أنه أعظم اختراعات البشرية في عالم الموسيقى، الأوتوتيون يساعد الكثيرين "فمن يغني بصوته الطبيعي شيء ومن يُغني بالأوتوتيون شيء آخر، فهو يعمل علي تحسين وتنعيم الصوت كفلتر، ويمكن أن يُخشن الصوت أو يُنعمه، والاستراتيجية المستخدمة فيه هي إضافة أصوات إلكترونية للصوت البشري ليتشكل مزيجاً من الأصوات فيتحول الصوت من خشن لجميل وناعم مثل المغنيّن.

وهو وغيره من البرامج يعملون على تغطية "النشاز، ولكن الأوتوتيون مصمم بحيث يُحسن الصوت لدرجة أنه إن كان مهندس الصوت محترف فالمستمع لا يُمكن أن يُفرق بين الصوت الحقيقي والصوت المُعدل بالأوتوتيون. وما أود قوله أيضاً إن "الأوتوتيون ساعدني وساعد ناس كتير أوي".

هل ترى أن محتوى الراب تطور خلال العامين الماضيين؟

بالطبع، المجال صار أكثر اتساعاً، بجانب زيادة عدد الجمهور المستمع لهذا النوع من الفن، وأصبحنا نعمل في مجال الإعلانات أيضاً، ويتم أخذ تراكات الراب في الإعلانات لأنها "مسموعة على نطاق واسع"، وبالفعل "إحنا عملنا مجهود، وربنا كرمنا إن الناس تسمعنا ونوصل للمكانة اللي إحنا عايزينها".

الدي جي توتي: محتوى الراب في مصر صار أكثر اتساعًا في العامين الماضيين، وعدد المتابعين له يزيد

وأتمنى من الجميع في هذا المجال أن يتعاملوا مع بعضهم البعض دون "نفسنة"، وألا تطفو الخلافات على السطح، على سبيل المثال لكِ أن تتخيلي أن يخرج للنور "فيتشر" يجمع كل من ويجز، ومروان بابلو، حتى إن كان الـ "ديو" بينهما ليس على المستوى المعروف عنهما، سيستمع إليه فئة كبيرة من الجمهور.

وهكذا إن تم التعاون بين مروان موسى وأبو يوسف، لذا اعتقد حين يقرر كل منهم أن يترك ما يدور برأسه من خلافات، سيصبح المشهد أفضل، علماً بأن ذلك هو ما يحدث في الخارج. خاصة أن المشهد الحالي كل أفراده كانوا "شلة" واحدة، وتعاملت معهم جميعاً، ولم يكتمل عملي مع بعضهم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image