يُبهرني نجاح السوريين في مصر. وأعلم أنه ليس عشوائياً أو مفاجئاً. فوراء كلّ مشروع ناجح نساء ورجال درسوا السوق جيداً. لذلك، ليس غريباً أن نتهافت نحن المصريين على المطاعم والمتاجر السورية.
في قصص نجاح السوريين بمصر عدة دروس يمكن أن تُلهم الذين تعثرت خطاهم لسبب أو لآخر. أول تلك الدروس أنّ جودة المنتج أفضل دعاية يقدمها صاحب المطعم أو المتجر لنفسه. وثانيها هو المبدأ القائم على أنّ "الزبون دائماً على حق". فعند تطبيقه يُترجَم على شكل زيادة المبيعات وارتفاع ثقة المستهلكين بالمنتوج.
لماذا يكسب أغلب السوريين ويخسر الكثير من المصريين في مجال المشروعات الصغيرة اليوم؟
استطاع السوريون أن يسحبوا البساط من تحت أقدام أشهر مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية في مصر، مثل كنتاكي وماكدونالدز، خلال فترة وجيزة. وذلك من خلال خلطة بارعة تمكنوا بواسطتها من أن يقدّموا منتجات تنافسية ومميزة، هي ألذ في النكهة وأفضل في الجودة وأرخص سعراً.
لماذا يربح السوريون ويخسر غيرهم؟
نجاح السوريين باهر في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تمكنوا من جذب شرائح كبيرة من المستهلكين. برأيي، حان الوقت لكي تخضع التجربة السورية في مصر لدراسة يمكن أنْ نخرج منها بتوصيات للملايين من شبابنا الذين يعانون من البطالة والشح في الوظائف.
على حدّ علمي، لم تتعرض المشاريع السورية، صغيرة كانت أو كبيرة، لخسارة أو تعثر. ورغم الركود الذي تشهده السوق المصرية بسبب غلاء الأسعار، لم نرَ مطعماً أو متجراً سورياً أغلق أبوابه.
استطاع السوريون أن يسحبوا البساط من تحت أقدام أشهر مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية في مصر، مثل كنتاكي وماكدونالدز، خلال فترة وجيزة. وذلك من خلال خلطة بارعة تمكنوا بواسطتها من أن يقدّموا منتجات تنافسية ومميزة، هي ألذ في النكهة وأفضل في الجودة وأرخص سعراً
لماذا يكسب أغلب السوريين ويخسر الكثير من المصريين في مجال المشروعات الصغيرة اليوم؟ سؤال صعب يتردّد على الألسنة في بلادنا بين فترة وأخرى. وهو سؤال وجيه ما دام طرحه يأتي في إطار الاستفادة من خبرات الأشقاء، وليس من باب الحقد الطبقي والعنصري عليهم.
نجاح السوريين
"إذا أردتَ أنْ تُقيمَ مشروعاً اقتصادياً ناجحاً، فعليك أن تفكّر كالسوريين"، عبارة سمعتها من أصدقاء يعملون في مجال المشروعات الصغيرة. ونظريتهم هذه مبنيّة على إدراك أنّ السوريين يدرسون مشاريعهم جيداً قبل البدء بها، ويسعون في كل مطعم أو متجر يفتتحونه في مصر إلى أن يقدموا جديداً حتى لا يبدو الأمر تكراراً لما سبقه.
عندما أتجول في حي الهرم، حيث أقطن، أُفاجأ دوماً بمطعم أو متجر سوري جديد، وأمامه طوابير من كلّ الأعمار والشرائح لشراء حاجاتهم. وعلى بعد خطوة، تبدو مطاعم المصريين خاوية، لا أحد يبيع ولا أحد يشتري.
وإذا كنا جميعاً نتفق على أنّ السوريين هم أصحاب وطن وليسوا ضيوفاً، فما الذي يمنعنا من أن نتعلّم منهم؟
أتمنى لو كنتُ سوريّاً في مصر. وأظنّ أنّ هذه هي حال الكثير من المصريين اليوم. وأعترف بأنّ السوريين تمكنوا من سدّ ثُغر كبيرة في السوق، وخلقوا جواً تنافسياً محموداً.
تراودني الآن دعوة عدد من النماذج السورية الناجحة في مجال المشروعات الصغيرة إلى تقديم دورات تدريبية للشباب المصريين. فمن الحماقة أن نظل ننظر لهذه التجربة المتميزة من الخارج من دون أن نجهد أنفسنا في سبيل الاستفادة منها
تراودني الآن دعوة عدد من النماذج السورية الناجحة في مجال المشروعات الصغيرة إلى تقديم دورات تدريبية للشباب المصريين. فمن الحماقة أن نظل ننظر لهذه التجربة المتميزة من الخارج من دون أن نجهد أنفسنا في سبيل الاستفادة منها.
ليس خافياً أنّ التشارك والتعاون بين المصريين والسوريين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة على مستوى تبادل الأفكار والخبرات، سيكون لهما مردود هائل ومستقبل واعد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون