شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
وفاة وريث عرش العراق الشريف علي بن الحسين يفتح باب النقاش حول العروش العربية

وفاة وريث عرش العراق الشريف علي بن الحسين يفتح باب النقاش حول العروش العربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 17 مارس 202203:33 م

قبل أيام، توفي في العاصمة الأردنية عمّان، الشريف علي بن الحسين، الوريث الشرعي لعرش المملكة العراقية، ومؤسس الحركة الملكية الدستورية في بلاده.

مات الشريف علي وهو في الخامسة والستين من عمره، بعد أن أمضى حياته في محاولة لاستعادة عرش أسرته في بغداد، المُنتهي منذ عام 1958. وهو ذات الهدف الذي يجتمع حوله العديد من أمراء الأسر الحاكمة السابقة في الوطن العربي، من بغداد وصولاً إلى طرابلس الغرب والقاهرة. ويؤيدهم في ذلك شريحة ضيقة جداً من أنصار الملكية، الذين يحنون إلى أرستقراطية تلك المرحلة من تاريخ بلادهم، مع ما فيها من استقرار نسبي وهدوء، بالمقارنة مع ما شهدته تلك البلاد من عواصف سياسية من بعدها.

قبل أيام، توفي في العاصمة الأردنية عمّان، الشريف علي بن الحسين، الوريث الشرعي لعرش المملكة العراقية، ومؤسس الحركة الملكية الدستورية في بلاده

عرش العراق

عند اغتياله مع جميع أفراد أسرته في 14 تموز 1958، لم يكن آخر ملوك العراق، فيصل الثاني، قد رزق بأولاد، فخلّى عرش العراق وبات من دون وليّ للعهد.

خاله الأمير عبد الإله، وهو الوصي السابق على العرش، ذُبح مع فيصل في ذلك الصيف اللاهب من تاريخ العراق، وقد عُلّقت جثته على أبواب وزارة الدفاع. لم يفكر أي من أمراء الأسرة الهاشمية في موضوع الخلافة يومها، لأن العرش بحد ذاته كان قد سقط إلى غير عودة، وكان هدفهم الوحيد في حينها الحفاظ على حياتهم، كيلا يكون مصيرهم مثل مصير الملك فيصل الثاني.

إحدى الناجيات من مجزرة قصر الرحاب كانت الأميرة بديعة بنت علي، خالة الملك فيصل التي لجأت إلى السفارة السعودية في بغداد وعاشت بعدها في لندن حتى وفاتها قبل عام. وكان معها أولادها الثلاثة، ومنهم الشريف علي وهو من تولد عام 1956.

كان علي لم يتجاوز السنتين من عمره لحظة سقوط الحكم الملكي، وعاش بعيداً عن بلاده في بريطانيا، حيث درس الاقتصاد في جامعتي نوتنغهام وأسكس. عمل في المجال الاقتصادي ودخل السياسة في تسعينيات القرن الماضي، معارضاً لحكم الرئيس العراقي صدام حسين.

عاد إلى العراق بعد سقوط صدام منذ 19 سنة وحاول جاهداً استنهاض فكرة العرش، ولكن أحداً من قادة العراق لم يؤيد مشروعه، فهم جاؤوا إلى السلطة ليحكموا البلاد بأنفسهم، لا لكي يسلموا السلطة على طبق من ذهب لأحد أفراد العائلة المالكة السابقة.

مات الشريف علي وهو في الخامسة والستين من عمره، بعد أن أمضى حياته في محاولة لاستعادة عرش أسرته في بغداد، المُنتهي منذ عام 1958. وهو ذات الهدف الذي يجتمع حوله العديد من أمراء الأسر الحاكمة السابقة في الوطن العربي

ويعود تاريخ الأسرة الملكية في العراق إلى شهر آب من العام 1921، عندما أسس لها الملك فيصل الأول في بغداد، بعد سنة واحدة فقط من خلعه عن عرش سورية. بنيت شرعية الحكم على نسب فيصل وأولاده إلى رسول الله، لكونهم قريشيين من آل البيت. وعند وفاة فيصل الأول في سويسرا سنة 1933، ذهب المُلك لابنه الوحيد غازي، وفي سنة 1939، إلى حفيده الوحيد، فيصل الثاني. بغياب الشريف علي اليوم، وهو ابن خالة فيصل الثاني، يكون أقرب وريث للعرش هو الأمير رعد بن زيد (86 عاماً)، حفيد الشريف حسين بن علي من أصغر أولاده، وهو مقيم حالياً في أوروبا. مؤسس العراق فيصل الأول هو عمّ الأمير رعد، ما يجعله أقرب إلى العرش العراقي من حيث الدم والنسب، من الراحل الشريف علي.     

عرش طرابلس

في خريف العام 1951، حصلت المملكة الليبية على دستورها الأول، الذي نصّ على أن يكون نظام الحكم فيها ملكياً وراثياً للملك إدريس السنوسي وأولاده الذكور من بعده. وبما أن الملك إدريس لم يكن له ذرية ذكورية، فقد عُيّن شقيقه ولياً للعهد، وعند وفاة الأخير عام 1956، ذهبت ولاية العهد إلى ابن شقيقه، الأمير حسن السنوسي، خريج الأزهر.

عند اغتياله مع جميع أفراد أسرته في 14 تموز 1958، لم يكن آخر ملوك العراق، فيصل الثاني، قد رزق بأولاد، فخلّى عرش العراق وبات من دون وليّ للعهد

وفي 1 أيلول 1969، سقط الحكم الملكي في ليبيا على يد العقيد الشاب معمر القذافي، واستبدلت الملكية بالجماهرية. كان الملك إدريس في تركيا يومها، فسافر أولاً إلى اليونان دون أي مقاومة، وقضى سنوات عمره بعيداً عن السياسة في أوروبا. حكم عليه القذافي بالإعدام غيابياً في تشرين الثاني 1971 وتوفي الملك المخلوع في القاهرة عن عمر ناهز 93 عاماً سنة 1983.

أما عن وليّ العهد الأمير حسن، فقط اعتقل وصودرت أملاكه، وتم الإساءة له كثيراً من قبل أبطال ثورة الفاتح. وعند خروجه من السجن، تفرغ للعبادة والعلم في مساجد طرابلس، ثم سافر إلى لندن لتلقي العلاج وتوفي فيها سنة 1992. قبل وفاته، قام بتعيين ابنه الأمير محمد رضا السنوسي، وهو من تولد عام 1962، ولياً للعهد ووريثاً لعرش بعيد، لم يتخيل أحد أنه قادر على استنهاضه أو حتى التفكير فيه في ظلّ حكم القذافي.

 قضى الأمير محمد سنوات شبابه المبكر في ليبيا، ثم أكمل تعليمه في لندن. وقد برز نجمه مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام القذافي في شباط 2011، وصار يظهر على شاشات الفضائيات العربية، بصفته خبيراً في الشؤون الليبية ووريثاً شرعياً للملكة الليبية، التي اعتمد الثوار علمها الأسود والأحمر والأخضر ، المزين بنجمة بيضاء وهلال أبيض في وسطه، شعاراً لهم.

لو أعيد العمل بالعرش الليبي كما أعيد اعتماد العلم الملكي رسمياً، لكان الأمير محمد قد أصبح ملكاً على طرابلس، ولكن ذلك لم يحصل طبعاً. ولكن الحكومة الليبية أمرت باستعادة حقوق وممتلكات أسرة السنوسي سنة 2014، وأمرت إعطائهم جوازات سفر ليبية. وعند هذا الحد توقف الغزل المتبادل بين الأمير محمد وحكام ليبيا الجدد.

عرش القاهرة 

أشهر ملوك العرب في العصر الحديث، وأكثرهم حضوراً في الذاكرة الشعبية هو فاروق الأول، ملك مصر والسودان، من سنة 1936 ولغاية 23 تموز 1952، عندما تم الإطاحة به وبالعهد الملكي على يد الضباط الأحرار.

في خريف العام 1951، حصلت المملكة الليبية على دستورها الأول، الذي نصّ على أن يكون نظام الحكم فيها ملكياً وراثياً للملك إدريس السنوسي وأولاده الذكور من بعده

قصة الملك فاروق معروفة جيداً، وقد كتب عنها الكثير وتحولت إلى أفلام ومسلسلات درامية. وصل فاروق إلى الحكم بعد وفاة أبيه وهو في السادسة عشر من عمره، وغادره مرغماً عند بلوغه سن الثانية والثلاثين. توجه بعدها إلى أوروبا على متن سفينة المحروسة، بعد تنازله عن العرش لصالح ابنه الوحيد الأمير أحمد فؤاد، البالغ من العمر في حينها ستة أشهر فقط. وقد توفي الملك في إحدى مطاعم روما سنة 1965، وهو في الخامسة والأربعين من عمره.

رسمياً، أصبح الطفل الرضيع يُلقب بالملك فؤاد الثاني، ولكنه لم يحكم ولم يتوج. عاش حياته بين فرنسا وسويسرا، وفي عهد الرئيس أنور السادات، سُمح له بزيارة مصر وباستعادة الجنسية المصرية التي سلبت من أسرته. لم يعمل في السياسة قط، باستثناء تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي سنة 2013، بعد انقلابه الشهير على حكم الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard