شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
سليماني يظهر من جديد ونداء أسطوري للدفاع عن أوروبا... عصارة الأسبوع

سليماني يظهر من جديد ونداء أسطوري للدفاع عن أوروبا... عصارة الأسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 13 مارس 202201:59 م

الحليف السوريّ ذو الصوت العالي

يعتبر نظام الأسد في سوريا نفسه حليفاً جوهرياً لروسيا، بل إن صورة فلاديمير بوتين منتشرة في العاصمة دمشق مع شعارات تشد على يده في الحرب على أوكرانيا، فالنظام السوري لا يكتفي بتأمين المرتزقة، بل يحرّك مسيرات طلابية من الجامعات السورية، لتأييد بوتين والهتاف باسمه.

الملفت أن النظام السوري لا يمتلك شيئاً يمكن تقديمه لروسيا سوى الاحتفالات والمرتزقة، ويستعرض قوته وقدرته عبر تحريك الجموع والهتافات وغيرها من أشكال الطاعة، لكن ما يثير الغيظ هو موقف النظام السوري نفسه، هناك نوع من المذلة لا يمكن تجاهلها، كان يمكن للنظام السوري والخطاب الرسمي أن يصمتا، أن يكونا أكثر عقلانيّة، أن يحاولا النجاة بجلدهما مما يحدث، لكن مستحيل، النظام السوري لا حياء لديه، بل يرسل مساعدات لروسيا علماً ان الشعب السوري، حرفياً، لا يمتلك ما يأكله.

هناك ما يمكن تعلمه من النظام في سوري، وهو ضريبة الوطنية والأحلاف السياسيّة، تلك التي لا تمس السلطة فقط و"هيبتها"، بل كل مواطن عليه أن يجوع ويغرق في الظلام من أجل الانتصار على الإمبريالية الغربية والناتو وإسرائيل، والمؤامرة الكونية، والكائنات الفضائيّة، لذا ننصح القيادات الرسمية في سوريا بتوفير كتيب أو دليل لأسلوبها في العمل، كي يبقى للتاريخ لنتعلم منه، ويمكن عنونته بالتالي: "كيف تذل نفسك وشعبك مجاناً".

النظام السوري يرسل مساعدات لروسيا علماً ان الشعب السوري، حرفياً، لا يمتلك ما يأكله... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

يوم المرأة العالمي: حذلقة الرجال الكسالى

لا يمكن أن يمر يوم المرأة العالمي دون أن تعلو أصوات الرجال، سواء كانوا متضامنين ومحتفلين ومعلنين "نسويتهم"، أو أولئك المتحذلقين، المنظرين حول عدم جدوى هكذا يوم، أن حقوق المرأة والاحتفاء بها يجب أن يكون على مدار السنة.

للاثنين، نقول اصمتوا، لا أحد ينتظر تهنئة منكم ولا اعترافاً، التمييز على أساس الجنس، لا النوع الاجتماعي، ما زال قائماً في كل أنحاء العالم، ولتكون فعلاً إلى جانب النساء، لا ننتظر منك منشوراً ولا احتفاء بجمال مونيكا بيلوتشي، بل الصمت، وإن أردت فعلاً أن تكون بصفنا، أي نحن النساء، فقل ما تسكت عنه كرامة لنادي الرجال مثل:

1- حذّرنا من صديقك المتحرّش/ المغتصب، وأشر عليه ونبهنا من التعامل معه.

2- اقبل بأن يخصم من راتبك كما يخصم من رواتبنا نحن النساء ما يسمى ضريبة الأمومة.

3- افسح المجال لمن تعرفهن من نساء ذوي كفاءات في العمل ولا تختر صديقك عديم الخبرة.

4- إن كنت تظن نفسك أشد معرفة من زميلاتك النساء، فلا تشرح لهن أماكن ضعفهن علناً وشتماً وتنظيراً، بل أشر للضعف، دلّ على أسلوب معالجته، ولا تستغل ذلك بوصفه سلطة تمارسها على النساء من حولك.

عن حق الدفاع عن "النفس" الأوروبية

لا يمكن إلا التعجّب من الترحيب الأوروبي والعالمي بقرار أوكرانيا بفتح أبوابها للمتطوعين من أجل قتال روسيا، أمام مباركة أوروبية. الشأن مفهوم إن قامت روسيا بذلك، لكن أوروبا التي توفر السلاح (الفاسد وغير الفاسد) للأوكرانيين والمتطوعين أمر لا يمكن تجاهله، بل إن فيسبوك نفسه سيستثني الصور التي تحضّ على العنف من أوكرانيا ويسمح بنشرها، بعكس ما يقوم به في كل أنحاء العالم.

توزيع السلاح هكذا، وتحويل الحرب ضد روسيا إلى مواجهة ضد عدو وجودي يهدد العالم بأكمله، شأن مثير للريبة، خصوصاً أمام الاحتفاء العالمي به، فما مصير هذا السلاح لاحقاً؟ ماذا لو انتصرت روسيا؟ لم لا تتدخل الجيوش المدرّبة؟ لِم يُترك الأمر للمتطوعين المتحمسين والمرتزقة والمواطنين أنفسهم، لن نشير إلى العنصرية الواضحة والمعايير المزدوجة في التعامل مع السلاح، لكن يبدو أن الأبيض يحق له تلبية نداء الواجب العالمي، أما أي أحد من (فلسطين، اليمن، سوريا... الخ) إن أراد الدفاع عن نفسه، فهو ممنوع من الظهور، ومتهم بكونه إرهابياً محتملاً.

ما نريد الإشارة إليه هو حق الدفاع عن النفس، فالواضح أنه يحق للأوكرانيين أن يحملوا السلاح ضد أعدائهم، لكن ماذا عن الباقين، من يتعرضون لاحتلالات مباشرة وقمع مباشر بالسلاح؟ هؤلاء محرومون من هذا الحق، على المستوى القانوني وعلى مستوى السلاح أيضاً.

الواضح أن ما يحصل الآن وفتح باب "التجنيد" يعني أن ما يحصل في أوكرانيا هو  نداء أسطوري للدفاع عن أوروبا ولابد من تلبيته، أما نحن من نموت في "الجنوب"، فلا نمتلك هذا الحق، وإن مارسناه بالقوة فسيُعتّم على الصور، وتمنع المنصات نشر الاستغاثة، وكأن موتنا يجب أن يتم بصمت، دون أن يعكر صفو أي أحد من "الشمال".

الواضح أنه يحق للأوكرانيين أن يحملوا السلاح ضد أعدائهم، لكن ماذا عن الباقين، من يتعرضون لاحتلالات مباشرة وقمع مباشر بالسلاح؟

هل تُصادر حكاية زيلينسكي؟

تتصارع الآن منصّات البث والقنوات للحصول على حقوق بث المسلسل الأوكراني "خادم الشعب"، الذي يلعب بطولته الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وكأن بث المسلسل سيكشف لنا عن شخصية زيلينكسي "الحقيقية" وكيف تحولت المخيلة إلى واقع.

لكن ما يهمنا حقيقة هو عملية التأطير، ومصادرة حكاية الرئيس/الممثل وتاريخه الفنيّ، لإنتاج نسخة جديدة من "التاريخ"، نسخة "ترفيهية" ترسم متخيلاً عن رئيس "أبيض"، لم يرتش من القذافي مثلاً، ولم يحتضن مجرمي الحرب ولم يتحرّش بمن حوله من نساء، ولا نعلم هل ستنتج نيتفليكس موسماً جديداً من المسلسل، يستعرض دور الرئيس المتخيل في قتال روسيا؟

نسأل هنا: هل هذا فعلاً ما ينتظره الممثل/الرئيس؟ أو الشعب الأوكراني الذي يهجر؟ أن تتحول مأساتهم إلى مسلسل نشاهده مرة واحدة على نيتفليكس ثم ننتقل لغيره؟

مقتلة قاسم سليماني المتكررة

الواضح أنه لا يكفي مقتل قاسم سليماني مرة واحدة، هو أشبه بشبح يظهر دائما، تماثيل، صور، احتفاء علني به، كل مناسبة لابد أن يحضر بها، وهذا ما حصل في معرض كتاب بيروت، أو معرض طهران للكتاب، حسب بعض المعلقين.

لكن ما يلفت النظر، أن رواد معرض الكتاب لم يصمتوا، ولم يتصرفوا كجمهور تقليدي للكتب، يكتفي بالمشاهدة وشراء ما يريد ثم كتابة منشورات على فيسبوك تنتقد شبح سليماني، بل علا الصراخ والضرب، والرغبة بتمزيق مجسم سليماني الكرتوني، وعلا هتاف "بيروت حرة حرة".

لا نحاول الانتصار لمنع الكتب، أو حرقها، أو إتلافها، بل لتمزيق الصور، وإعلاء الصوت، والإشارة إلى القتلة بالبنان، خصوصاً أن قاسم سليماني يرفض الموت رمزياً، وكأن "قتله" جهد مستمر في الزمن، لابد أن يتكرر إلى حين الاعتراف بجرائمه، لا الاحتفاء بها.

 لا يكفي مقتل قاسم سليماني مرة واحدة، هو أشبه بشبح يظهر دائما، تماثيل، صور، احتفاء علني به، كل مناسبة لابد أن يحضر بها، وهذا ما حصل في معرض كتاب بيروت

عن بلاغة السلطة في مصر

قررت السلطة في مصر تغيير بعض المصطلحات الواردة في قانون تنظيم السجون، إذ اقترح أن يصبح اسم السجن "مركز إصلاح وتأهيل عمومي" أو "مركز إصلاح جغرافي"، وتعديل لفظ السجناء إلى "نزلاء" ومأمور السجن إلى "مدير مركز تأهيل".

نشد على يد السلطة المصريّة وجهودها البلاغية لتلميع صورتها، لأنه لا يمكن إنكار أن المشاكل في مصر سببها الأسماء والألقاب فقط، لذا من هذا المنبر نقترح التعديلات التالية:

1- تغيير لفظ الزوجة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، إلى رفيقة الدرب للأولى، ومعشوقة القلب للثانية، والمستورة للثالثة، ونزوة الأربعين للرابعة.

2- استبدال لفظ "المختفين قسراً" بالـ"مسافرين مع الريح".

3- استبدال لفظ عقوبة الإعدام بـ"خطوة نحو درب مجهول".

4- تغيير لفظ حرية التعبير إلى "النطق عن الهوى" وتشديد عقوبتها.

* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image