شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
من السهل اختراع أسباب للحروب... أشهر الحروب التي قامت على ذرائع واهية

من السهل اختراع أسباب للحروب... أشهر الحروب التي قامت على ذرائع واهية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 13 مارس 202212:54 م

قبل البدء بغزو أوكرانيا، بدأ الإعلام الروسي بإيراد سلسلة من التبريرات التي يختلط فيها التاريخ بالذرائعـية، والتضليل بالقصص المفبركة، لتبرير الغزو المحتمل لأوكرانيا.

طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها إحدى الإمبراطوريات الاقتصادية والعسكرية بتأليف الحجج لغزو بلد ما، ولن تكون الأخيرة، وفيما يلي أشهر الغزوات التي قامت على أسس واهية، شكلت ذريعة للبدء بالعمليات الحربية وغزو البلدان.

فيما يلي أشهر الغزوات التي قامت على أسس واهية، شكلت ذريعة للبدء بالعمليات الحربية وغزو البلدان

الجزائر وقصة الداي حسين باشا

كان نابليون بونابرت قد احتل مصر وقدم له داي الجزائر عدة ملايين من الفرنكات لمساعدته على تزويد جيشه بالقمح، لكن هذا الدين طال، إذ انهزم نابليون في مصر وكانت خزائنه فارغة، قامت حكومة لويس الثامن عشر بتسديد نصف المبلغ فقط، حتى بدأ صبر الداي بالنفاذ.

كان القنصل الفرنسي العام في الجزائر في عام 1815 يدعى بيير ديفال، والذي لم يظهر كثيراً من الحماس لتسديد ديون حكومته، وأيضاً كان يخفي وجود مستودع تجاري يقع على بعد 500 كيلومتر عن العاصمة الجزائر، باختصار كان رجلاً كاذباً وبيروقراطياً كسولاً.

كتب حسين باشا، داي الجزائر ثلاث مرات مخاطباً تشارلز العاشر ومطالباً إياه برد الدين، دون الحصول على أي نوع من الإجابات.

وفي العام 1827، وخلال لقاء مع القنصل الفرنسي، سأله الداي حسين باشا، إذا ما ردّ تشارلز العاشر على أسئلته، فقال القنصل بصلافة: "الملك لن يرد عليك لأنك شخصية ضئيلة للغاية"، استشاط الداي غضباً وضرب القنصل بالـ"مذبّة" على كتفه (مروحة لقتل الذباب) ما اعتبره الفرنسيون إهانة كافية ليقوموا بإرسال بعثتين إلى الجزائر، الأولى لإجلاء الموظفين الفرنسيين، والثانية لمحاصرة الجزائر ثم احتلالها عام 1830.

ذريعة يابانية

انفجرت قنبلة على خط القطار في منطقة منشوريا التي كانت واقعة تحت السيطرة الصينية في عام 1931، واعتبره اليابانيون اعتداء على الممتلكات اليابانية وإيذاناً ببدء حرب أدى لاحتلال منشوريا بأكملها (شمال شرق الصين حالياً) وإقامة حكومة دمية هناك، وبداية لحرب الخمسة عشر عاماً بين اليابان والصين والتي لم تنتهي حتى عام 1945، فما السبب؟

كانت منطقة منشوريا تعيش تحت الهيمنة الاقتصادية اليابانية في بداية القرن العشرين، لكن جماعة مسلحة صينية كانت لا تزال صاحبة سطوة على بعض المناطق، وخشية من توحيد الصين تحت رعاية الحزب القومي الصيني، احتاج اليابانيون لذريعة لاحتلال منشوريا.

لتبرير الغزو، وضع العقيد سيشيرو إيتاجاكي خطة تقتضي بزرع قنبلة محلية الصنع من أجل تخريب خط سكة حديد تتبع لليابانيين، وهكذا صار.

انفجرت القنبلة وكان الضرر طفيفاً للغاية، حيث تدمر فقط متر ونصف من السكة من جانب واحد فقط، بل إن قطاراً يابانياً عبر السكة بعد 20 دقيقة فقط من الانفجار دون مشاكل، لكن هذا ما احتاجه اليابانيون، حاصروا الحامية الصينية ثم هاجموها، ثم اجتل الجيش الياباني منشوريا بأسرها.

الحرب العالمية الثانية

غزت ألمانيا النازية تشيكوسلوفاكيا في عام 1939، وبعد النجاح الكبير في غزوها، احتاج هتلر لذريعة تجعله يضم بولندا ومدينة دانزيغ الألمانية التي فقدت ألمانيا ملكيتها بنهاية الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي وضمتها عصبة الأمم لبولندا.

ومن أجدر بهيملر، قائد القوات الخاصة والبوليس السري النازي، بمهمة اختراع ذريعة لبدء حرب على بولندا؟

كانت الخطة هي محاكاة هجوم بولندي ضد جهاز لاسلكي يقع في الأراضي الألمانية. في 31 آب 1939، قامت فرقة كوماندوس مكونة من ستة جنود ألمان واثني عشر شخص آخرين من نزلاء السجون يرتدون الزي العسكري البولندي، بالهجوم على محطة اللاسلكي، وبثوا رسالة تدعو البولنديين في الأراضي الألمانية لمقاومة هتلر بالسلاح. وبعد انتهاء المهمة، قام الجنود بذبح السجناء الذين وعدوا قبلاً بالحرية مقابل مساعدتهم، وعرضت جثثهم بمثابة دليل على بربرية البولنديين.

في اليوم التالي، كان أمر الهجوم قد أعطي، وبدأت القوات الألمانية بغزو بولندا، ما أدى لدخول فرنسا وبريطانيا الحرب وبالتالي بدأت الحرب العالمية الثانية.

كان الرئيس الأميركي ليندون جونسون يرغب بتمديد الحرب الفيتنامية نحو الشمال، لكنه احتاج لذريعة. فأعلنت المدمرة الأميركية يو إس إس مادوكس، تعرضها لإطلاق نار في 2 آب 1964، من قوارب طوربيد فيتنامية، في خليج تونكين

حرب فيتنام

كان الرئيس الأميركي ليندون جونسون يرغب بتمديد الحرب الفيتنامية نحو الشمال، لكنه احتاج لذريعة. أعلنت المدمرة الأميركية يو إس إس مادوكس، تعرضها لإطلاق نار في 2 آب 1964، من قوارب طوربيد فيتنامية، في خليج تونكين.

قامت وكالة الأمن القومي بتزوير التقارير وتم إعلام الصحافة بوقوع "هجمات متكررة" على قوات الولايات المتحدة.

في 6 آب 1964، اتخذ الكونغرس الأميركي "قرار خليج توركين" الذي منح فيه الحق لجونسون باتخاذ "جميع الإجراءات اللازمة" لحماية القوات الأميركية، ثم بدأ القصف الجوي فوراً على هانوي وشمال فيتنام، وبدأت الحرب التي لم تنته إلا بعد عشرة أعوام وسجّلت علامة فارقة للشعوب المقاومة.

بعد هجمات 11 أيلول، اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش، العراق بالانتماء لـ"محور الشر"، الذي يحمي الإرهاب العالمي. لكن الكونغرس الأميركي الذي لا تزال حرب فييتنام ماثلة في ذاكرته كان متردداً بالانجرار لحرب أخرى، إضافة لحرب أفغانستان التي كانت مشتعلة آنذاك

غزو العراق

بعد هجمات 11 أيلول، اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش، العراق بالانتماء لـ"محور الشر"، الذي يحمي الإرهاب العالمي. لكن الكونغرس الأميركي، الذي لا تزال حرب فييتنام ماثلة في ذاكرته، كان متردداً بالانجرار لحرب أخرى، إضافة لحرب أفغانستان التي كانت مشتعلة آنذاك.

أعلن ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي، في خطاب عام 2002، أن "صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل"، وسرعان ما تبعه جورج بوش في خطاب إذاعي: "إن النظام العراقي يمتلك أسلحة بيولوجية وكيميائية، ويعيد بناء المنشآت لتصنيع المزيد منها، ووفقاً للحكومة البريطانية، يمكنه أن يشن هجوماً كيماوياً في 45 دقيقة".

رغم معارضة العديد من كبار الضباط الأميركيين والبريطانيين، إلا أن وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، قدم صوراً لشاحنات، في شباط 2003، زعم أنها نماذج لمختبرات متنقلة ومصانع أسلحة كيماوية، ما أدى لغزو العراق في آذار 2003، ودخول العراق في نفق لم يخرج منه حتى الآن.

وفي عام 2015، نشر تقرير سري لجهاز المخابرات الأميركية، يقول بوضوح، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن العراق امتلك أسلحة دمار شامل في ذلك الوقت، لكن من يحتاج إلى الحقيقة عندما يكون بيده بندقية؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard