عبّر مواطنون وفنانون مصريون كثر، خلال الساعات الماضية، عن تعاطفهم الكبير مع الفنان سمير صبري الذي يمر بأزمة صحية حادة، عقب مداخلة هاتفية له أشار فيها إلى حاجته لمساعدة بغية استكمال علاجه.
وفي مكالمة هاتفية مع المذيع عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة "إم بي سي مصر"، قال صبري إن تعاطي العلاج الكيماوي عاماً ونصف العام أثّر سلباً على القلب واستدعى خضوعه لجراحة دقيقة قريباً.
وبصوت حزين ومخنوق، طلب: "اقفوا جنبي وساعدوني في علاجي الله يخليك يا عمرو". وكرر: "أرجوك، خليك معايا يا عمرو… عايزك تاخد بالك مني يا عمرو الله يخليك… نفسك معايا (ادعمني) وريني هتعمل إيه".
وعقب إذاعة الحلقة، قالت الفنانة نشوى مصطفى عبر حسابها في فيسبوك إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بعلاج صبري على نفقة الدولة. تداولت الصحف المصرية الخبر، علماً أن نقابة المهن التمثيلية لم تعلق عليه حتى نشر هذه السطور.
الفنان "الإنسان"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشار معلقون إلى حزنهم لما آل إليه حال الفنان الذي لم تختفِ ابتسامته يوماً وكان سبباً في إسعادهم. في حين لفت آخرون إلى أن صبري كان كريماً وخيّراً على الدوام ولم يتأخر عن دعم أي فنان في موقف ضعف أو مرض.
"اقفوا جنبي وساعدوني في علاجي"... تعاطف واسع مع الفنان الشامل و"الخيّر" #سمير_صبري إثر تدهور صحته وطلبه المساعدة لاستكمال علاجه، والسيسي يأمر بعلاجه على نفقة الدولة
وغرّد الفنان صلاح عبد الله: "هذا الفنان الشامل الرائع عمره ما اتأخر عن حد محتاج وطول عمره داعم بقوة لكل زملائه وقت العوز ووقت المرض"، بينما قال الناقد الفني طارق الشناوي، على فيسبوك، إن صبري هو "أكثر نجم مصري عرفته يمنح الخير للمحتاجين لمن يعرف أو لا يعرف".
ونبّه أحد المغردين إلى أن استغاثة صبري بعمر أديب "أصدق تعبير من واحد كان يوم ما برنامجه يحرك حكومة ويهز وزراء، وعارف يعنى إيه تأثير برنامج توك شو رقم واحد، بغض النظر عن التدهور إللي حصل لمصر وخلّى عمرو نمبر وان".
في السابق، قال الأثري المصري زاهي حواس إن "أروع ما في سمير صبري رعايته لقدامى الفنانين وعشقه لفنه واحترامه لجمهوره. إنه فارس نادر من فرسان الزمن الجميل". في حين لقّبه الإعلامي مفيد فوزي بـ"سفير الإسكندرية المتعدد المواهب"، ولقّبه الأديب الراحل أنيس منصور بـ"سفير الحب".
ووصفه الكاتب والروائي الراحل يوسف إدريس بـ "صديق الكاميرا" و"ملك الأفراح... برنس الشاشة الصغيرة... سفير البهجة والسرور والإيجابية في الحياة". واعتبر الروائي خيري شلبي أن صبري هو "عاشق الفن الذي لا يهدأ".
مسيرة فنية طويلة
ولد صبري في الإسكندرية في 27 كانون الأول/ ديسمبر 1936، وتخرج من "فيكتوريا كوليدج" التي درس فيها عمالقة في الفن والسياسة، من بينهم عاهل الأردن الراحل الملك حسين، وقضى الـ50 عاماً الأخيرة من عمره في العمل الفني والإعلامي.
ويمكن أن نطلق على صبري لقب "الفنان الشامل"، أو الفنان "الفلتة"، أي الذي لا يتكرر، إذ أجاد الاستعراض، والغناء، والعزف على عدة آلات موسيقية، والتمثيل الكوميدي والدرامي والأكشن، وقدم أدواراً فارقة في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، وتولى تقديم برامج في التلفزيون والإذاعة، وأنتج 20 فيلماً سينمائياً.
وقف صبري أمام الكاميرا للمرة الأولى ضمن المجاميع خلال تصوير أغنية "بحلم بيك" لعبد الحليم حافظ في فيلم "حكاية حب"، وهي صُوّرت خلال مشهد مع الإذاعية الراحلة آمال فهمى.
لُقّب بـ"سفير الحب" و"ملك الأفراح" و"برنس الشاشة"، تزوج سراً وفضّل الفن على زوجته وابنه، واستشهد أخوه في حرب أكتوبر... #سمير_صبري سيرة فنان شامل و"فلتة"، وإنسان من طراز فريد
لاحقاً، قدمه جاره في نفس المبنى عبد الحليم حافظ إلى الفنانة لبنى عبدالعزيز، ليظهر معها في برنامج "ركن الطفل" الذي كانت تقدمه عبر إذاعة البرنامج الأوروبي.
ومنه كانت انطلاقة صبري في الإذاعة - حيث قدّم برامج "هذا المساء" و"كان زمان" و"البرنامج" و"مشوار"- ومن ثمّ في السينما مشاركاً في 138 فيلماً، أشهرها "التوت والنبوت" و"جحيم تحت الماء" و"البحث عن فضيحة" و"الإخوة الأعداء" و"أبي فوق الشجرة" و"زقاق المدق".
وفي التلفزيون، شارك صبري في عدة مسلسلات تُعدّ من علامات الدراما الاجتماعية مثل "قضية رأي عام" و"حضرة المتهم أبي" و"حق مشروع". ومثّل في فوازير "إحنا فين" و"ألف ليلة وليلة".
في الجانب الشخصي، انفصل والد ووالدة صبري وهو صغير، واصطحبه والده ليعيش معه في القاهرة وبقي شقيقه الوحيد مع والدته في الإسكندرية حيث غدا طيّاراً حربياً واستشهد في حرب أكتوبر 1973.
تزوج صبري مواطنة إنجليزية قبل أن يكمل عامه العشرين وأنجب منها ابنه الوحيد جلال، وأبقى خبر زواجه سراً ولم يكشف عنه إلا قبل سنوات، معترفاً بندمه على أنه فضّل الفن على حياته الشخصية وتخلى عن زوجته ونجله الذي ترعرع مع والدته وعاش جُلّ حياته في لندن.
وفي سيرته الذاتية "حكايات العمر كله" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية العام الماضي في 304 صفحات، روى قصصاً ومواقف مع 36 شخصية فنية وثقافية وسياسية متعددة، مثل السلطان قابوس والشيخ زايد آل نهيان والإمام موسى الصدر والكاتب توفيق الحكيم وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسعاد حسني وميرفت أمين وغيرهم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع