في الأيام الأخيرة، برز وسم #أغلفة_موازية في عداد أكثر المواد تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية أخرى، بعدما أطلقه المترجم والكاتب والصحافي المصري محمد الفولي تزامناً مع ختام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.
وقيل إن الوسم الذي اعتُبِر الغرض منه "الترويج للكتب والتشجيع على القراءة"، أظهر "خفة دم" المصريين وقدرتهم على الإبداع وإيجاد أشكال وفنون يستعرضون بها واقعهم السياسي والاجتماعي من دون مساءلة لا سيّما أن عدة أغلفة مقترحة لن يفهم مغزاها إلا المصريون حصراً.
وقيل أيضاً إن الوسم انعكاس لـ"تطور المتلقي وزيادة حسه الكوميدي وثقافته البصرية" و"مؤشر إلى الكوميديا الجديدة" و"إحراج" لمصممي الأغلفة النمطية والفقيرة إبداعياً.
وعبر الوسم، أُعيد اقتراح أغلفة ساخرة لبعض المؤلفات العالمية والعربية والمصرية، ومشاهد من أعمال درامية أو صور سياسية أو اجتماعية لا تخلو من الانتقاد أحياناً والاستهجان أحياناً أخرى.
"مؤشر إلى الكوميديا الجديدة" وانعكاس لـ"تطور المتلقي وزيادة حسه الكوميدي وثقافته البصرية"... شاهدوا أبرز الإبداعات التي رسمت الابتسامة على وجوهنا عبر وسم #أغلفة_موازية
ومن أبرز الأغلفة الموازية التي لاقت الاستحسان:
وفي حين أن الهاشتاغ ولد مصرياً، لم يمنع هذا انتقاله إلى بعض الدول العربية. لجأ سوريون إلى الهاشتاغ لاختصار بعض مآلات واقعهم السياسي على نحو خاص.
"لأول مرة منذ فترة نجد وسماً لا يرتبط بإشكالية وجدل. هدفه الضحك مع لمسات إبداعية متنوعة"... صاحب فكرة #أغلفة_موازية، محمد الفولي، يحكي قصة الوسم لرصيف22
وشارك فريق منهم صورة لعائلة الرئيس الراحل حافظ الأسد، مع إشارة إلى مؤلفات منها "الجحيم" لدان براون، و"اللص والكلاب" لنجيب محفوظ.
واقترح آخرون صورة لبشار الأسد غلافاً لرواية "كائن لا تُحتمل خفته" لميلان كونديرا.
وسم "مبهج ولا يُملّ"
لم يقتصر التفاعل عبر الوسم على القراء والمثقفين إذ حض العديد من الكتّاب على مشاركة القراء أغلفة موازية لمؤلفاتهم ومؤلفات زملائهم. من هؤلاء الكاتب بلال فضل الذي وصف الوسم بأنه "مبهج ولا يُملّ"، مقترحاً بعض الأغلفة الموازية الساخرة لمؤلفيْه "ما فعله العيّان بالميت" و"أم ميمي" ومؤلفات لبهاء طاهر وآخرين.
وعبّرت الشاعرة والمترجمة إيمان مرسال عن سعادتها لدى مشاهدة أغلفة موازية لكتبها، وأطلقت مسابقة لأفضل غلاف موازٍ مقترح لكتاب "جغرافيا بديلة".
وفي تصريح لرصيف22، أشاد الكاتب طاهر عبد الرحمن، مؤلف "حكايات من الأرشيف"، بفكرة الوسم التي قال إنها "جميلة جداً"، وإن صاحبها لم يكن يتوقع أن تحقق كل هذا النجاح.
واستدرك: "لكن الشعب المصري يحب السخرية و‘القلش‘ حتى على نفسه، ومشاركة الكُتَّاب بأغلفة موازية لكتبهم دليل على ذلك". ورأى أن الوسم "أظهر مدى قدرة المشاركين فيه على ربط عناوين وأغلفة الكتب بالواقع، (يمكن أن نسميه الواقع الموازي)".
وختم بأن الكثيرين استغلوا فكرة الهاشتاغ "للتعبير عن آرائهم ومواقفهم الفكرية والسياسية، وللسخرية من الكتب والمؤلفين".
معلقون اقترحوا صورةً لـ"رموز" ثورة يناير 2011 غلافاً لـ"ثم لم يبق أحد"، وآخرون اختاروا صورةً لـ #مرتضى_منصور غلافاً لـ"كلام أبيح جداً" و"كيف قابلت أمكما؟" #أغلفة_موازية
"الضحك والمزاح كانا الهدف الأساسي"
كذلك أوضح المترجم والكاتب والصحافي محمد الفولي، صاحب الفكرة، لرصيف22، أن "الضحك والمزاح كانا الهدف الأساسي" وراء إطلاق الوسم، مضيفاً أن فوائد إيجابية مثل التشجيع على القراءة ظهرت لاحقاً.
وشرح: "أطلقت الوسم للمزاح. عادةً أنشر مزاحاً من هذا النوع على صفحتي الشخصية في فيسبوك، لكن أحصره بالأصدقاء فقط، إذ أختار لقطات أو مقاطع مضحكة من مسلسلات أو أفلام عربية وأمزجها بهمومي مع الترجمة".
وأكد أن فكرة الأغلفة الموازية جاءته على إثر الإعلان عن أحدث ترجماته، في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام، إذ طبقها في البداية على أغلفة ترجماته، مع اقتصار المنشور على الأصدقاء كالمعتاد، ثم عمّم فكرة الأغلفة الموازية على أعمال أخرى وأطلقها للعامة، وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم.
وشدد الفولي، الذي يصف نفسه بأنه "ميم ميكر" (صانع للميم)، على أنه لم يتوقع أن تنجح فكرته إلى هذا الحد، معرباً عن اعتقاده بأن إقبال مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على الوسم "يرتبط بالرغبة في الضحك ببساطة ودون أي تنظير، رغم خروج هذا الوسم أصلاً من مجال يشتهر بالتنظير قبل أي شيء آخر"، في إشارة إلى المجال الثقافي.
وأضاف: "لأول مرة نجد وسماً لا يرتبط بإشكالية وجدل. هدفه الوحيد هو الضحك مع لمسات إبداعية متنوعة. أتمنى أن يظل هكذا"، مضيفاً أن التشجيع على القراءة والتذكير بالمؤلفات العالمية والعربية حدثا لاحقاً.
وختم الفولي: "شاهدت بعض التعليقات من أشخاص قالوا إنهم لا يقرأون كثيراً، لكن بعد انتشار الوسم، لفتتْ انتباههم بعض العناوين. هذا ترويج غير مباشر للكتب. ربما يستغله المؤلفون أو دور النشر لاحقاً. ربما قد استُغل فعلاً. لا أدري".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...