شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
نصدق أمريكا أم روسيا؟

نصدق أمريكا أم روسيا؟ "الخليفة" المقتول وTroll العرب... عصارة أخبار الأسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 6 فبراير 202204:35 م

"الخليفة" المقتول "سيكسي" ولا دليل مادي على موته

يمكن القول إن كل رئيس أمريكي مقترن اسمه باغتيال واحد من رؤوس التشدد الإسلامي، بل يمكن تصنيفهم بشكل ثنائيات، أوباما-بن لادن، ترامب- البغدادي، ومؤخراً بايدن- القرشي، إذ أطل علينا الرئيس الأمريكي ليبشر العالم باغتيال خليفة تنظيم الدولة الجديد إبراهيم الهاشمي القرشي، ونشرت تفاصيل متناقضة عن مقتله، هل اغتيل برصاصة في الرأس، أم فجّر نفسه مع أسرته، خصوصاً أن شهود العيان والصحفيين قدموا روايات مختلفة حول "مصرع" الخليفة.

الملفت أولاً هو غياب جثمان الخليفة المقتول، أي لا يوجد دليل مادي على موته، لكن هذا لا يهم، الغاية السياسية من عملية الاغتيال تحققت، وانضم بايدن إلى صفوف الرؤساء الأمريكيين المسؤولين عن جعل العالم أشد أمنا، وتم شطب بند "اغتيال إرهابي متشدد إسلامي" من قائمة المهمات التي يجب على كل رئيس أمريكي أن يقوم بها.

الرئيس بايدن يبشرنا بأنّه شطب بند "اغتيال إرهابي متشدد إسلامي" من قائمة المهمات التي يجب على كل رئيس أمريكي أن يقوم بها... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد 

لكن الملفت في كل الأمر، هو أن الخليفة "سيكسي" ذو ملامح جذابة، يصلح لأن يتحول إلى meme كحالة المجرمين الجذابين الذين يثيرون جدلاً عالمياً، كما أن الصورة المتداولة يشكك بصحتها، إذ لم يظهر علناً منذ توليه زعامة تنظيم الدولة عام 2019.

لا نحاول نفي خطورة "الخليفة" لكننا نتساءل عن "نوعية" العملية الأمريكيّة، فشكل البناء المدمر الذي من المفترض أن الخليفة كان يقطنه لا يتطابق مع وصف "العملية الأمريكيّة"، كما القول إن زوجته هي من فجرت نفسها وأطفالها لا يبدو منطقياً، فعلى مر التاريخ، الآباء من يضحون بأبنائهم لا الأمهات، إلا في حكاية ميديا التي التهمت أولادها.

نطلب من الإدارة الأمريكية تقديم حكايات أشد منطقية وحبكات أكثر تماسكاً في المستقبل، لا لشيء، بل كوننا لاحقاً، حين سندرس "الخلافة" المعاصرة، نحتاج إلى ما يمكن مقارنته مع الحكايات التاريخيّة من أجل وضعه في سياقه، فهكذا فجوات في الحبكة، تهدد نشاط الدارسين، وتترك الأمر عرضة للتأويل ونظريات المؤامرة.

نطلب من الإدارة الأمريكية تقديم حكايات أشد منطقية وحبكات أكثر تماسكاً في المستقبل... المقتطف الجديد في رصيف22

التباعد الاجتماعي وصل إلى الميتا فيرس

"الحدود الشخصية تمنع أي شخص من غزو المساحة الشخصية لصورتك الرمزية"، هذا كان تصريح نائب رئيس شركة هورايزون المسؤولة عن الميتافيرز، خصوصاً بعد ازدياد حالات التحرّش اللفظي، والضجة التي أحاطت بحالة الاغتصاب الجماعي الذي تعرّضت له إحدى المستخدمات بعد 60 ثانية من دخولها الميتافيرس.

لا نعلم حقيقة ما يمكن قوله، أو السذاجة التي قدم فيها زوكربيرج مشروعه الجديد، مراهناً على حسن نية المستخدمين، فأول ما يخطر على البال دوماً هو هذه الشؤون حين استخدام التكنولوجيات الجديدة، فالسفلة هم الأسرع في توظيف كل ما هو تقني لمصلحتهم ومتعتهم. لكن هناك سؤال لابد من طرحه في هذا السياق: هل من المنطقي انتقال "أخلاق" العالم الواقعي وسياساته إلى العالم الرقمي؟ ولا نتحدث هنا عن التحرش والاغتصاب الافتراضي (كان بإمكان المستخدمة ببساطة الابتعاد عن اللابتوب)، بل نقصد الحساسيات الهوياتية الجديدة، أي ماذا لو اختار أحدهم أن يكون الأفاتار الخاص به على شكل قضيب متحرك، ينتصب بصورة متقطعة؟ أو ماذا لو اختار أحدهم أن يكون أخطبوطاً؟ وتعرض للتنمر من الأخطبوطات الباقية كونه لا يمتلك 8 أذرع بل 6؟

نطرح هذه الأسئلة لأن هوياتنا حالياً أصبحت محركاً للأخلاق والسياسة، لكن في الميتافيرس، الشأن أوسع، كيف سيتم تقنين ذلك، وهل مسافة الأمان التي يقترحها ميتافيرس كافية؟

الإمارات: نحو إسلام 1O2

يبدو أن ما يسمى الديانة الإبراهيمية الجديدة لم يعد مجرد كلام عابر، إذ يتعرض إمام الأزهر أحمد الطيب، إلى حملة انتقادات واسعة، يرى البعض أن سببها رفضه الضغوط الإماراتية للمشاركة في افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية " في أبو ظبي، الذي يقال إنه سيستضيف نموذجاً جديداً من العقائد، تمزج الديانات الثلاثة (إسلام، مسيحية ، يهوديّة) ويقدم نسخة جديدة معدلة وعصرية منها، يترافق ذلك مع افتتاح سفارة للفاتيكان في الإمارات.

افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية " في أبو ظبي... يُقال إنه سيستضيف نموذجاً جديداً من العقائد، تمزج الديانات الثلاثة (إسلام، مسيحية ، يهوديّة) ويقدم نسخة جديدة معدلة وعصرية منها... المقتطف الجديد في رصيف22

كل ما سبق جميل ورائع وعصري، لكن لدينا بعض التساؤلات حول كيفية التعامل بعض القضايا التي لم يتم التطرق إليها، والممنوعة في الدول التي تتبنى الإسلام ديناً لها، أي هل هناك ما سيحرم أو يحلل أو يبغض، وهل ستقدم الديانة الإبراهيمية مقترحات جديدة ستعدل إثرها القوانين وتنتصر للإنسانية لا للمعتقد الديني؟ مثال ذلك:

1- زواج المثليين والمثليات فيما يخص الديانات الثلاثة الإبراهيمية

2- التبني فيما يخص الديانات الإبراهيمية الثلاث

3- تعدد الزوجات فيما يخص الإسلام، والطلاق فيما يخص المسيحيّة.

4- الحق بالردة وتغيير الدين فيما يخص الإسلام.

تركي آل الشيخ: أصبح للثقافة العربيّة Troll

يبدو أن نشاط "وزير الترفيه" السعودي لا يقتصر على استحضار "كل" المواهب العربية والاحتفاء بها، بل امتد إلى العالم الرقمي للرد والتهكم على كل من تجرّأ على انتقاد المملكة السعودية والأنشطة الترفيهية فيها، حتى لو كان المنتقد محقاً، فلا يجوز له الكلام، بل التهليل للنهضة السعوديّة الجديدة فقط.

وهذا بالضبط ما حصل مع الممثل المصري محمد صبحي، الذي قال ببساطة "أين المواهب السعوديّة؟ أين الفن السعوديّ؟"، لكن هكذا سؤال لا يجوز أن يطرح، خصوصاً أن نبع النقود الترفيهية محكوم بمزاجية "تركي"، يبارك من يشاء و"يلغي" من يشاء، كما حصل مع مسلسل "منورة بأهلها" الذي حذف من منصة "شاهد"، وحذفت كل جهود الترويج له قبل عرضه بساعات، لأن بطله تضامن مع محمد صبحي.

ما يحدث في السعودية لا يمكن وصفه بـ "صناعة الترفيه" بل "سياسة الترفيه"، الكلمة الأدق التي تصف الترفيه الخالي من الانتقاد والقائم على الابتسامات وتبييض الوجوه، وتحوله إلى شأن سيادي، "رئيس الهيئة" بحد ذاته يتدخل به، ويلاحق عبر تويتر كل من يتجرأ على هيبة الدولة الترفيهيّة، أشبه بـTroll نخاف من اصطياده لنا.

 الترفيه في السعودية خالٍ من الانتقاد وقائم على تبييض الوجوه، "رئيس الهيئة" بحد ذاته يتدخل به، ويلاحق عبر تويتر كل من يتجرأ على هيبة الدولة الترفيهيّة، أشبه بـTroll نخاف من اصطياده لنا... المقتطف الجديد في رصيف22

لذا، ممنوع انتقاد أي شيء يحصل في السعودية، ليذهب من يريد ليترفه و يكرّم بين رفاقه ثم يعود لمنزله، خصوصاً أن كل من زاروا السعوديّة لابد عليهم أن يمروا بواحدة من سفارتها، لذا الحذر واجب: اصمت، واقبض، ولا تلفت الانتباه في السفارة، وحين تصل إلى أحد الفعاليات، "رفّه" عن نفسك وإلا اصطادك تركي آل الشيخ، وحرك عليك الذباب الإلكتروني وحس دعابته السمج.

ما بعد- بعد- بعد الأخبار الزائفة

عادة ما تظهر الأخبار الزائفة بعد حدث أو قضية ما لتقدم نسخة بديلة عما يتداول، لتأتي بعدها الصحافة لكشف الحقيقي من المزيف وندخل بعدها في صراع "ما بعد الحقيقة"، لكن ما يحصل في الشأن الأوكراني-الروسي- الأمريكي مختلف عن هذه الصيغة، فالحدث لم يقع بعد (غزو أوكرانيا)، لكن وزارة الدفاع الأمريكية حسمت ما سيحصل وكشفت عن سيناريو فيديو مفبرك، لم يصنع بعد، هدفه تأجيج الصراع، في هذا الفيديو الذي ما زال في المخيلة، سيكون هناك جثث ممثل بها ومشاهد دموية لتبرير الغزو الروسي لأوكرانيا.

الملفت أن الأزمة الآن حول سيناريو غير حقيقي، عن فيديو لم يسجل بعد، لأحداث لم تقع بعد، إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تعرف ما إذا كانت موسكو قد قررت تنفيذ هذه الخطة بعد أم لا "، وهذا بالضبط ما يثير السخريّة، هل نصدق الولايات المتحدة ذات "الحبكات" غير المحكمة كما في قضية اغتيال الخليفة القرشي؟ أم روسيا الساخرة التي تغتال وتحتل دون ذرائع وإخراج من هذا النوع؟

 هل نصدق الولايات المتحدة ذات "الحبكات" غير المحكمة كما في قضية اغتيال الخليفة القرشي؟ أم روسيا الساخرة التي تغتال وتحتل دون ذرائع وإخراج من هذا النوع؟... المقتطف الجديد في رصيف22

ما كلُ ما يراه "الطفل" يصدقه

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بحكاية الباكستاني علي زين الذي قتل 4 من أفراد أسرته بحجة إدمانه للعبة "ببجي"، ونُقل عن مسؤول في الشرطة أن علي زين أطلق النار على أعضاء عائلته معتقداً أنهم سيعودون للحياة كما الحال في اللعبة.

تبدو القصة بهذا الشكل مغرية، لكن لابد من إيضاح بعض التفاصيل، حسب ما جاء في الأخبار ذاتها، أولاً عمر علي زين 18 عاماً، و هو في "عزلة تامة" داخل غرفته، إدمان الببجي هنا شأن ثانوي، الأهم، حجة أن أسرته ستعود للحياة كما في اللعبة لا يصدقها عقل، خصوصاً أنه يلعب على هاتفه المحمول، أي العنف الذي يراه لا يمكن له أن يحاكي الواقع.

الأهم، تهمة أن العنف على الشاشة يتحول إلى عنف في الحقيقة حين يراه الأطفال أو الكبار لم تثبت علمياً، ربما علي زين يعاني مشكلات أخطر، ربما الشرط الذي يعيش فيه هدد صحته العقلية، لكن القول إن اللعبة وإدمانها هو السبب فذاك شأن غير منطقي، حتى لو كان الاستغراق بها كلياً أمر ممكن (وهذا شأن مستحيل في حالة الببجي).

لكن إن كان الأمر فعلاً كذلك وإدمان العنف على الشاشة قد يتحول إلى حقيقة، فلابد من إلغاء كل كلاسيكيات الرسوم المتحركة، وكل أفلام الأنيميشن الخاصة بالأطفال، وكل الحيوانات الطائرة والخيال العلمي.

ما نحاول قوله، العنف على الشاشة ولو كان مفرطاً في واقعيته، نكتشف من سن مبكرة استحالة تطبيقه في الواقع، لأننا ندرك عبر التجربة أن مشي أحدهم في النار ونجاته منها لا ينطبق علينا، كوننا نفزع من عود كبريت والمياه الساخنة في الحمام.

كلاب إلكترونية لحماية الحدود الأمريكية-المكسيكيّة

أعلنت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة عن محاولاتها لاعتماد كلاب آلية من أجل حماية الحدود مع المكسيك، لا نعلم لم هذه التكلفة في حين أن الأسهل هو تسليح المتعصبين البيض، لكن الملفت هو صفات هذه الكلاب الآلية، إذ نقرأ: يبلغ ارتفاع الكلب الآلي الأكثر شهرة "غوست فيجين 60" (Ghost Vision 60) قدمين ونصف (76 سم)، ويزن 70 رطلاً (32 كغ)، ويمكنه المشي مسافة تزيد على 7.5 أميال (12 كيلومترا) في 3 ساعات بشحن للبطارية مرة واحدة".

لا تبدو هذه الكلاب فعّالة، فماذا لو هطل المطر، أو وقعت في حفرة، أو استهدفها أحدهم بعصا وقام بتحطيمها، ناهيك عن عجزها عن إدراك الحالات الإنسانيّة والقدرة على تقدير المواقف الحساس، لذا، ننصح ببيع هذه التكنولوجيا لأي بلد خليجي أو الاستغناء عنها كليّاً، أو توظفيها في عمليات اغتيال خلفاء داعش القادمين، كونها على الأقل ستقدم لنا صوراً عن العملية، وقد تنجو من الانفجارات الذاتية والأحزمة الناسفة. ولضمان أن انتقاداتنا ليست من الهواء ننصح بمشاهدة هذا الفيديو.

* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard