هو شيخ أكبر مؤسسة سُنّية في مصر والعالم الإسلامي، الأزهر الشريف. لقبه الإمام الأكبر، ولا يستطيع أحد عزله عن منصبه. تراه هادئاً، قليل الظهور وكلامه أقل، لكن الجميع يترقبه ويرصد كلماته رصداً دقيقاً، وكثيراً ما يثار جدل حوله لتمسكه بما ورد في القرآن الكريم وسنة النبي وما أجمع عليه الفقهاء، وإن كان غير متناغم مع الحراك الثائر داخل المجتمع، ولا ينسى أحد الكلمة التي وجهها له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "تعبتنا يا فضيلة الإمام"، قاصداً شيخ الأزهر، أحمد الطيب.
خلال الأيام الماضية، مع انتشار مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها سيدات يشكين تعرضهن للضرب على أيدي أزواجهن، تناقلت وسائل الإعلام المصرية حديثاً عن مشروع قانون مقدم إلى مجلس النواب، بشأن تغليظ عقوبة الاعتداء البدني على أي من الزوجين لمدة لا تتجاوز خمس سنوات. وتناول الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية" القصة قائلاً إن المادة 60 من قانون العقوبات الحالي تنص على: "لا تسري أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملاً بحق مقرر بمقتضى الشريعة"، ما يشير إلى إمكانية إجازة ضرب الزوج لزوجته بغرض التأديب، وعاد بتصريحات سابقة للإمام أحمد الطيب في هذا الشأن، تعود إلى عام 2019، تقول إنه يجوز للزوج ضرب زوجته ولكن بحدود وشروط من دون تجاوز أو إيذاء.
مع انتشار فيديوهات تظهر سيدات تعرضن للعنف على أيدي أزواجهن، عاد الحديث عن استصدار تشريع يجرم العنف الزوجي، لتبدأ معركة جديدة أصبح شيخ الأزهر فجأة طرفاً فيها
واستقبل أديب مداخلة هاتفية من الباحث إسلام بحيري، الذي قال إن إجازة القرآن الكريم لضرب المرأة الناشز لا يقصد معها بالنشوز عدم الطاعة ولكن الخيانة الزوجية: "النشوز مش معناه إنها ماعملتلهوش شاي، لكن معناه الميل لطرف ثالث خارج المؤسسة الزوجية. وبالتالي ما يقوله شيخ الأزهر لا يخصنا تماماً. كلام شيخ الأزهر غلط وضد الدستور". بعد هذه التصريحات ثار جدل واسع بين معارضين للترويج لوجود حق للزوج في ضرب زوجته، وآخرين مؤيدين لتصريحات شيخ الأزهر ومحاولين تفسيرها.
بالعودة إلى تصريحات الإمام الأكبر، في الموسم الثالث من برنامج "الإمام الطيب" عام 2019، خصص شيخ الأزهر ثلاث حلقات لقضية نشوز الزوجة، وعرّف النشوز بأنه تكبر المرأة على زوجها وإشعاره بالدونية. قال إن الشرع لم يجعل الطلاق حلاً أولاً للنشوز، حتى لا تتفكك الأسرة بل هناك ثلاث مراحل يتعامل بها الزوج مع زوجته الناشز، الأولى هي العظة والتذكير بمآل ما تفعله، والثانية الهجر في المضجع، والثالثة هي الضرب.
في 2019، خصص شيخ الأزهر ثلاث حلقات من برنامجه التلفزيوني الرمضاني للحديث عن ضرب الزوجة مبيناً مقاصد الشريعة فيه ومعرباً عن رأيه الذي يراه "غير مستحب" وساند وقتها إصدار تشريع يمنعه تماماً
وفي شأن الضرب الذي تناوله في الحلقة 26 من البرنامج، قال: "كلمة الضرب لها جرس شديد على النفس، لأن النفس لا تقبل أن يضرب إنسان إنساناً وكذلك الإسلام، لكنه أباحه في حالة معينة باعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهماً آخر بعيداً عن علة الضرب التي نتخيلها، والكثير من الرجال يقعون في هذا بحكم أن الإسلام قال واضربوهن، أو أن الرجل يؤدب امرأته إلى آخره".
شيخ الأزهر قبل 4 سنوات: ضرب الزوجة ليس مطلوباً، لكنه مباح إذا تأكد الزوج أنه هو الدواء الوحيد: "من حقك تاخد دوا مر إذا كان سيزيل الألم".
وأكد الطيب أن الضرب ليس هو الاختيار الأول وغير مأمور به باعتباره واجباً لا فرضاً ولا سنة، لكنه مباح للزوج أن يلجأ إليه، وهو استثناء من أصل ممنوع، فالضرب في الإسلام ممنوع، ولأنه مستثنى وضعت له شروط قاسية مثل: غير الناشز يحرم ضربها مهما فعلت، والذي يضرب غير الناشز متعد لحدود الله، وأن يكون الضرب بهدف الإصلاح وليس العدوان: "الضرب كدا وخلاص حرام والله".
وفي حلقة أخرى من برنامج "حديث شيخ الأزهر" بتاريخ 30 حزيران/ يونيو 2019، تحدث الطيب ثانية عن ضرب الزوجة مؤكداً أنه ليس مطلوباً لكنه مباح إذا تأكد الزوج أنه هو الدواء الوحيد: "من حقك تاخد دوا مر إذا كان سيزيل الألم".
وأضاف: "عندي قاعدة تانية: إن لولي الأمر أن يقيد المباح أو يجعله ممنوعاً إذا رأى أن تطبيقاته يترتب عليها ضرر، طبعاً مفيش أكتر من الضرر اللي بتتأذى منه الزوجة الآن، لأن معظم الزوجات أصبحن مثقفات ومتعلمات، فاللجوء إلى الضرب ربما يسبب أذى نفسي ينعكس سلباً على الأسرة".
وتابع: "ممكن نطرح قضية على مجالس النواب والشيوخ ومجمع البحوث، لمناقشة منع الضرب، لا للمرأة الناشز فقط، بل بشكل مطلق، لأن الضرب أصبح الآن إهانة للإنسان ربما يسبب له عقد لا تفارقه حتى يدخل قبره، أتمنى أن أعيش إلى أن أرى أن ضرب الإنسان العربي المسلم جريمة يعاقب عليها الضارب معاقبة المجرم".
هذه الموجة من الجدل حول تصريحات الإمام الطيب ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها عدة تصريحات كان لها علاقة بقضية لافتة في المجتمع، نتطرق إليها في السطور التالية.
تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
تزامناً مع الاحتفالات بأعياد الميلاد كل عام، تنتشر فتاوى تفيد حرمان تهنئة الأقباط بأعيادهم، وهذا العام أعاد الكثير من المعلقين عبر منصات التواصل الاجتماعي تصريحات الشيخ أحمد الطيب بشأن جواز تهنئة المسلم لغير المسلم من المسيحيين أو اليهود في أعيادهم، وكان قد قالها في الموسم الخامس من برنامج "الإمام الطيب"، آيار/ مايو 2021: "تهنئة غير المسلمين في أعيادهم وأفراحهم ومواساتهم وعزائهم في مصابهم من أخلاق البر الذي أمرنا الإسلام به تجاه أخوتنا من غير المسلمين، ودعوة للمتشددين الذين يذهبون إلى حرمة تهنئتهم جمود وانغلاق وخروج عن مقاصد الشريعة، وليعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أنه ليس في تهنئة المسيحيين أو اليهود من غير الصهاينة أو أي مسالم لنا على وجه الأرض، ليس في تهنئة هؤلاء أو تعزيتهم مخالفة لشريعة الإسلام".
"هوس التحول الجنسي"
ولمناسبة اليوم العالمي للعابرين جنسياً الذي يحتفل به في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، نشر شيخ الأزهر تغريدة هاجم فيها ما أسماه "هوس التحول الجنسي" قال فيها: "خلق الله الإنسان وصوره في أحسن صورة وأراد لهذا الكون أن يسير وفق حكمته وإرادته، وما نراه اليوم من هوس التحول الجنسي دون ضرورة طبية قاطعة، لهو أمر تأباة الفطرة الإنسانية السوية، وترفضه كل الأديان الإلهية، ثم هو محاولة بائسة لتغيير خلق الله، واتباع الشهوات تحت دعاوى الحريات الزائفة".
وتزامن هذا التصريح مع ارتفاع إعلان البعض عبورهم جنسياً، والحديث عن حقوق العابرين والراغبين في العبور الجنسي، وأشهر تلك الحالات نورا ابنة الفنان المصري هشام سليم التي تحولت إلى نور.
المثلية
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استقبل شيخ الأزهر وفداً من النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي عن مجموعة الهوية والديمقراطية، وفي كلمته قال إن الأزهر يحمل على عاتقه نشر قيم التسامح والحوار وقبول الآخر، ويتواصل مع جميع المؤسسات الدينية والثقافية الكبرى في أوروبا، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد الكثير من التحديات. ورأى أن التحدي الأكبر يتمثل في محاولات فرض الثقافة الغربية على مواطني الشرق تحت دعاوى حقوق الإنسان والحريات المزعومة والعولمة، على نحو يمكن تسميته بالاستعمار الجديد، وهو ما يفرض علينا أفكاراً وسلوكيات مرفوضة "على غرار ما عانيناه مؤخراً من حملات تدعو إلى الشذوذ الجنسي وغيرها من السلوكيات المرفوضة والدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية" على حد قوله، مشدداً على أن "إصرار الغرب على فرض منظور واحد على الآخرين يمثل استفزازاً للشرقيين، وهي محاولات مصيرها إلى زوال لكونها تأتي على عكس إرادة الله في البشر بالاختلاف والتنوع".
جاء هذا التصريح بعد أيام من انتقاد المحلل الكروي واللاعب المصري السابق، محمد أبو تريكة، تخصيص جولتين من الدوري الإنجليزي الممتاز للتضامن مع المثليين جنسياً، وأثارت تلك الانتقادات جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، وربط البعض بينها وبين تصريحات شيخ الأزهر.
لم يكن هذا هو الهجوم الأول من شيخ الأزهر ضد المثلية الجنسية، فخلال زيارته إندونيسيا عام 2016، صدر عنه تصريح قال فيه: "الغرب يعد الشذوذ الجنسي من حقوق الإنسان، وللأسف الشديد فإن بعض رؤساء الكنائس في الولايات المتحدة يعقدون تلك الزيجات، وأتعجب كم بقى لهم من الإنجيل وكيف سيواجهون سيدنا عيسى عليه السلام، مضيفاً "الشواذ أصبحوا ضمن اللعبة الانتخابية، يستخدمهم الساسة في الصراعات الانتخابية، وللأسف الشديد الغرب لا يبنى حضارته على الأخلاق، ويطالبوننا أن نوقع على حقوق الإنسان، فقلت لهم إن الأمر مختلف عندنا، فالشذوذ بالنسبة لنا من الأمراض الإنسانية وليس من حقوق الإنسان، فما رأينا علاقة بين الحيوانات بين ذكر وذكر، وأنثى وأنثى سوى بين الغربيين".
الديانة الإبراهيمية
في كلمته أثناء احتفالية مرور 10 سنوات على تدشين بيت العائلة المصرية، حذر الإمام أحمد الطيب مما يسمى "الديانة الإبراهيمية"، وقال: "هناك محاولة للخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيش في أمن وسلام واستقرار، وبين امتزاج هذين الدينين وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما تحت مظلة دين واحد يسمى الإبراهيمية". وأضاف: "هذه الدعوة مثلها مثل دعوة العولمة ونهاية التاريخ والأخلاق العالمية وغيرها، وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوة إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلا أنها هي نفسها دعوة إلى مصادرة أغلى ما يمتلكه بنو الإنسان، وهو حرية الاعتقاد وحرية الإيمان وحرية الاختيار، ثم هي دعوة فيها من أضغاث الأحلام أضعاف ما فيها من الإداراك الصحيح لحقائق الأمور".
وإن كانت هذه الكلمة غير مرتبطة بحدث معين، فقد تناولتها إعلاميون باهتمام، وأخذوا يشيرون إلى نشأة الحديث عما يُعرف "بالدين الإبراهيمي الجديد" على الرغم من غياب الدلائل على وجود مثل تلك الدعوة.
حقوق المرأة
في الحلقة 25 من برنامج "الإمام الطيب" عام 2021، قال الإمام إن القضايا التي خضعت للتوصيف الشرعي والاجتهاد الفقهي في أروقة الأزهر الشريف، كان للمرأة نصيب الأسد من مكاسبها. ومن تلك المكاسب، أنه يجوز للمرأة تولي الوظائف التي تناسبها، بما فيها الوظائف العليا في الدولة مثل القضاء والإفتاء، ولها أيضاً الحق في السفر من دون محرم متى كان آمناً، ولا يحق لولي أمر البنت حرمانها من الزواج بشاب مناسب ترضاه انتظاراً لشاب ثري أو غير ذلك، وإلغاء ما يُعرف ببيت الطاعة إلغاءً قانونياً قاطعاً لا لبس فيه ولا غموض لما فيه من إهانة للزوجة وإيذاء نفسي لا يحتمل، فبيت الطاعة لا وجود له في الشريعة الإسلامية التي كرمت النساء وجعلتهن شقائق الرجال.
كما قال إنه يجوز للمرأة أن تحدد لها نصيباً تحتجزه من تركة زوجها في حياته إذا ساهمت في تنمية هذه التركة، ولها أن تأخذه قبل وفاته أو بعدها وقبل التقسيم.
ولقيت هذه التصريحات ترحيباً واسعاً في صفوف المهتمين الذين اعتبروها انتصاراً لحقوق المرأة التي كانت مهدورة لعقود من الزمان، بينما رأى أخرون أن تصريحات شيخ الأزهر فضفاضة وبعضها لا يتفق مع القانون، وتالياً لا يعبر عن تغيير حقيقي.
تعدد الزوجات
في برنامج "حديث شيخ الأزهر" آذار/ مارس 2019، تحدث الإمام الطيب عن تعدد الزوجات بشكل أثار جدلاً واسعاً، إذ قال: "ليست هناك آية مستقلة في القرآن الكريم تقول للمسلمين تزوجوا أو عددوا الزوجات إلى أربع، لأن هذا فهم خاطىء، ومن المؤسف أن يُستدل به في الوقت الحالي"، مضيفاً: "سكتنا عن بيان هذه الآية –آية فانكحوا ما طالب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع- حتى أصبحت كأنها مستقلة رغم أن الأمر ليس كذلك".
وأكد الطيب أن مسألة تعدد الزوجات تشهد ظلماً للمرأة والأولاد في كثير من الأحيان، وهي من الأمور التي "شهدت تشويهاً للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية، وأن التعدد محرم ما لم يقترن بالعدل، وهذا الأمر ليس مقروناً بالتجربة، فمجرد الخوف من عدم العدل يحرم التعدد".
ورأى أن أولى قضايا التراث التي تحتاج إلى تجديد هي قضايا المرأة، لأنها نصف المجتمع وعدم الاهتمام بها يجعلنا كما لو كنا نمشي على ساق واحدة.
تجديد الخطاب الديني
في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي 2020، دار نقاش بين شيخ الأزهر ورئيس جامة القاهرة، الذي رأى ضرورة تجديد التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، وهذا لا يتضمن "ترميم بناء قديم"، بل "تأسيس بناء جديد" بمفاهيم حديثة للوصول "إلى عصر ديني جديد".
لكن الطيب رد بتأكيد أهمية التراث الذي خلق أمة كاملة وسمح للمسلمين بالوصول إلى الأندلس والصين، وأكد أن ما يقوله رئيس جامعة القاهرة لا يعني التجديد بل الإهمال والترك، منبهاً إلى أن "الفتنة الحالية سياسية وليست تراثية".
وأثارت هذه المناقشة جدلاً في أوساط المثقفين الذين اعتبروها أول مواجهة مباشرة بين مفكر أكاديمي ورأس المؤسسة الدينية الأهم في العالم السُنّي.
وثيقة الأخوة الإنسانية
في فبراير/ شباط 2019، وقّع الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التى تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية.
وقال عنها الطيب إنها مشروع إنساني متكامل ومظلة جامعة لكل البشر ولدت من رحم الواقع المأسوي الذي يعيشه العالم، ويجب أن يكون استمرار هذا الواقع دافعاً لمواصلة العمل من أجل تطبيقها، وهو ما يحتاج إلى أشخاص صادقين ومحبين للسلام ولديهم خبرات متنوعة في مختلف المجالات السياسية والدينية والثقافية والحضارية.
المساواة في الميراث
بينما كانت تونس تقر قانوناً يساوي بين الرجل والمرأة في الميراث عام 2018، ودعا حقوقيون في مصر إلى محاولة تطبيق نفس الفكرة؛ كان لشيخ الأزهر رأي آخر أعلنه في الحلقة 22 من برنامج "الإمام الطيب"، موسم 2021، ومفاده أن لا تجديد في النصوص القطعية بحال من الأحوال، أما النصوص الظنية فهي محل الاجتهاد والتجديد.
وأضاف أنه لا يستطيع، بل لا يجرؤ عالم من العلماء مهما كان واسع العلم، أن يطالعنا بجديد في فرضية الصلاة وبقية العبادات، وفي تحريم الزنا والسرقة والخمر والميسر، وكذلك أحكام المواريث الثابتة نصاً ثبوتاً قطعياً في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وبخاصة ميراث الأخ وأخته في قوله تعالى "يوصيكم الله في أولادكن للذكر مثل حظ الأنثيين" (سورة النساء)، موضحاً أن هذا النص الخاص بأحكام المواريث "يتعرض اليوم لمحاولات مستميتة لتغييره إلى مساواتهما في الميراث، وتخصص له برامج على شاشات محطات أوروبية ناطقة باللغة العربية تستضيف فيها رجالاً ونساءً مسلمين يطالبون بوقف هذا الحكم الإلهي، مسايرة لقوانين الميراث الغربية".
الطلاق الشفهي
خلال احتفاله بالعيد الـ65 للشرطة، في يناير/ كانون الثاني 2017، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الشيخ أحمد الطيب إلى دعم إصدار قانون يحظر الطلاق الشفهي خارج أوراق الدولة: "علشان ندي الناس فرصة تراجع نفسها ومايبقاش بكلمة بتتقال كدا" موجهاً له كلمته الشهيرة "تعبتني يا فضيلة الإمام"، لكن هيئة كبار العلماء الأزهر اجتمعت برئاسة الشيخ الطيب، وأصدرت بياناً أكدت فيه أن الطلاق شفوياً مستقر عليه منذ عهد النبي. وقال الطيب في برنامج "حديث شيخ الأزهر": "من قال لزوجته أنت طالق، فالطلاق يقع، حتى وإن لم يُشهد على هذا الطلاق، فالإشهاد يكون لحفظ حقوق المرأة والزوج الذي لا يُشهد على الطلاق آثم، لكن في كل الأحوال الطلاق واقع".
وحاول بعض علماء الأزهر الذين يظهرون في وسائل الإعلام الترويج لأهمية إلغاء الطلاق الشفوي، لكن من دون جدوى حتى الآن.
ولا تزال أحاديث الإمام الأكبر التي يدلي بها في برنامج "الإمام الطيب" الذي يعرض في شهر رمضان كل عام بدءاً من 2016، و"حديث شيخ الأزهر" الأسبوعي، تستحوذ على اهتمام شريحة كبيرة الجمهور، وتُستعاد كلما ثارت أزمة ذات علاقة بالشريعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون