"عبث وتهريج وعداء صريح للإسلام"، بهذه الكلمات وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب تداول الرسوم المسيئة للرسول محمد في فرنسا، داعياً إلى "تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات والاحترام الكامل المتبادل".
ومنذ مقتل باتي، مدرس التاريخ والجغرافيا الذي عرض على طلابه الرسوم المسيئة للرسول ضمن نقاش حول حرية الرأي والتعبير، قبل نحو أسبوعين، لم يتوقف التوعد الفرنسي بمحاربة "الإرهاب الإسلامي". وهو المصطلح الذي رفضه شيخ الأزهر قائلاً إنه يأتي ضمن "حملة ممنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية".
خلال احتفال لوزارة الأوقاف المصرية بمناسبة المولد النبوي، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، قال الإمام الأكبر إن قتل المدرس الفرنسي صمويل باتي "حادث مؤسف"، مستدركاً "من المؤسف والمؤلم أشد الألم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين قد أصبحت وسيلة لحشد الأصوات في انتخابات سياسية".
ومن دون إشارة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد الطيب: "لا نرتاب في دحر المعتدين على الدين الإسلامي، أياً كانت أعراقهم أو أجناسهم..."، واصفاً محبة الرسول بأنها "فرض عين على كل مسلم".
واصفاً تداول الرسوم المسيئة للرسول بأنها "عبث وتهريج"... شيخ الأزهر أحمد الطيب يقول إن الحاجة ملحة لتشريع عالمي يجرم معاداة الإسلام والمسلمين ويعلن عن منصة عالمية ومسابقة ضخمة محورهما التعريف بـ "نبي الرحمة"
وفي حين عبّر عن دهشته لـ"إيقاظ الفتنة من أقطار تغنت بالحرية والثقافة"، حث الإمام الطيب المسلمين في جميع أنحاء العالم على "تجديد مشاعر الحب تجاه النبي" و"افتدائه بأرواحنا وأنفسنا وهلينا وأبنائنا"، قائلاً إن الاحتفاء بذكرى مولده ليست احتفالاً بشخص بل بـ"تجلي الإشراق الإلهي على البشرية جمعاء".
تعريف الغرب بمآثر النبي
وبينما عرّف عن النبي محمد بأنه "ذلك الرسول الذي منّ فيه رب العباد على الناس، فلولا النبي محمد لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس إلى يوم القيامة"، أعلن الطيب عن عدة إجراءات لتعريف الغرب بسيرته بعدة لغات.
يشمل ذلك "منصة عالمية" تعرف عن "نبي الرحمة ورسول الإسلام" يعمل على تشغيلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف. وذلك علاوةً على تخصيص "مسابقة علمية عالمية" للمواضيع المتعلقة بـ"أخلاق محمد في مسيرة الحب والخير والسلام".
وخص الطيب المسلمين في الغرب بالدعوة إلى "إندماج إيجابي واعي" بما يحفظ لهم "الهوية الدينية والثقافية" و"عدم الانجرار وراء استفزازات اليمين المتطرف وجماعات الإسلام السياسي".
قائلاً إنه "تجلي الإشراق الإلهي على البشرية جمعاء"... شيخ الأزهر يحث المسلمين على "تجديد مشاعر الحب تجاه النبي" و"افتدائه بأرواحنا وأنفسنا وأهلينا وأبنائنا". ماذا يقصد بدعوته هذه في هذا التوقيت؟
كما حثهم على التزام الطرق "السلمية والقانونية والعقلانية" في مقاومة خطاب الكراهية وفي الحصول على حقوقهم اقتداءاً بخلق نبيهم.
بدوره، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان حاضراً الاحتفال على "رفض أي عنف أو تطرف يصدر تحت ذريعة الدفاع عن الدين أو الرموز"، مبرزاً أنه لا ينبغي تحميل جميع المسلمين في العالم تبعات شرور فئة قليلة من الإرهابيين الذين يدينون بالإسلام.
وأضاف: "لو افترضنا أن المتطرفين من المنتمين للدين الإسلامي يمثلون 1% فقط، من مليار ونصف المليار، وهو ما يعني وجود 15 مليون متطرف في العالم"، مستدركاً "كفى إيذاء لنا".
وأشار إلى أنه "من حق الناس التعبير عما في خواطرها، ولكن الأمر يتوقف عندما تجرح مشاعر مليار ونصف إنسان"، معتبراً "الإساءة للرسل هي الاستهانة بالقيم الدينية الرفيعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...