الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا
ما بيننا هو العنف
أصيل ونائم
على سريرٍ من الحرير والأغاني
على عمر من القُبَل والدم
عمرٌ كامل من صباحات الجنس الشبق
حتى تحولني إلى أيقونة
إلى مجرد كيكة سائلة
لشيءٍ نيئ وفاسد.
الغناء الذي غنيناه معاً بصوتٍ مكسور
داخل مراعي الحب والوَحشة
الغناء الملتوي في الشوارع المهجورة
بعد الأُنس والأُلفة
في أيام الهُدنة
فوق أسطح القاهرة العالية
بعد كؤوسٍ تجرّعناها وكنا نحسب أننا لن ننتهي
بعد قبلة مليئة بالتبغ.
بنشوة السكارى
كنت تقبّلني
لكنك لم ترَ جراحي.
أكلني زوجي وهو يقبل يدي، أكلني زوجي وهو يغني للحب، أكلني وذاق مرارة حياتي، أكلني وكنتُ روحاً طائشة، أكلني وصرتُ سكرانة، أكلني وكان يضحك... مجاز في رصيف22
الليالي الحُلوة التي قضيتها معك
أرعى كغزالٍ داخل البيت
لترعى أنت في جسدي
وجسدي هذا الشيء الثقيل
الذي أحسبه بلا معنى.
وكنتُ أركضُ كل يوم
أمام رصاصك الطائش
كأني لم أكن أعرف
أنك أدميت قلبي.
أكلني زوجي وهو يقبل يدي
أكلني زوجي وهو يغني للحب
أكلني زوجي وأنا أغني للموت
أغنيتي الحبية إلى الأبد
أغنية الموت لوجه الحياة
أغنية سوداء وجميلة
أكلني زوجي مع وجبة الغداء
أكلني في الصباح وفي المساء
أكلني في كل مرة عدت إليه
أكلني بطريقة منمقة
أكلني بطريقة وحشية
أكلني وأنا أكلمه عن الماضي
أكلني في هذه اللحظة
أكلني ونحن نسير في هذه الشوارع
أكلني ونحن وحدنا
أكلني أمام عائلتي
أكلني أمام مرآتي
أكلني وهو ينام معي
أكلني على سرير من الرِّقة
أكلني و لم يرد إبقاء شيء
أكلني وصنع من قلبي صحناً
أكلني وذاب من الحب
أكلني وصار ثقيلاً
أحجارا راسخة في صَدري
أكلني وهو يكرهني
أكلني ورأى جُرحي السري
أكلني ولم يكن يعرفني
أكلني ولم يرِد معرفتي
أكلني وذاق حلاوة روحي
أكلني وذاق مرارة حياتي
أكلني وكنتُ روحاً طائشة
أكلني وصرتُ سكرانة
أكلني وكان يضحك.
أكلني وصار يبكي.
قبلة على الخد، وسكين في القلب
العشب السام الذي نبت فجأة على قدمي
وقال: لا تمشِي
الإبر المغروسة في يدي
وقالت: ليس لكِ يد
المرارة التي تملأ فمي
وقالوا: هذا طعامكِ
الخوف الذي يرجف قلبي
وقال: هذا الذي يقطر من صدرك ليس دماً
السكين المغروس في وسادتي
يعرف كيف يذبح بدم بارد.
النوم الذي أسعى إليه فأجده مثخناً بالجراح
في الصحراء التي حلمت بها بين رجال بيض
يقدسونني
رغم أنني لا شيء.
كأنني كنت عصفوراً
وزنه تافه وجميل
وله ريشة حمراء يطمع فيها الصياد
هذا الصياد حبيبي
هذا الصياد أمي وأبي
يصطادونني ويقولون: غنّي الآن
فتتلون عظامي بالزرقة
فتتفتت عظامي وتصبح رماداً.
هذه عظامي أيها العالم ولا أملك شيئا آخر
وعظامي زرقاء من الألم
رغم أني أحب الحياة.
أنت مروع يا حبيبي مثل قفصٍ ذهبي، أنت مروع لأنك صوت الفضيلة الكاذبة، صوت العذوبة المُرة، وأنا كما تقول لست معك لتلتهمني، وكل مرة تلتهمني ينبت لي فم... مجاز في رصيف22
لو أنني فقدتك
بين المراعي المجهولة للذكريات
بين أدغالٍ مدببة ومسنونة
بين أيامٍ ضارية وكئيبة
لتأكلك.
لو أنني فقدتك
في بطني
بين الجوع ووجبة الغداء
بين الأسماك التي سبحت
والأسماك التي نهشت
لتتحول إلى عشب ضار ومسموم
كما كنت.
لو أنني فقدتك
في لحظة الجنسِ الساخنة
قبل حلول الكآبة والثقل
لتتبدد في عالمٍ آخر
حيث كل شيء وهمي وليس له معنى.
أنت مروع يا حبيبي مثل قفصٍ ذهبي
أنت مروع لأنك صوت الفضيلة الكاذبة
صوت العذوبة المُرة
وأنا كما تقول لست معك لتلتهمني
وكل مرة تلتهمني ينبت لي فم
تنبت لي عينٌ حزينة.
وأنا طبعاً لستُ معكَ في هذا العالم الوسخ.
ليتني فقدتك قبل أن أجدك
ليتني فقدتك قبل أن تصير الجُرح والسكين والقُبلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةعن أي نظام تتكلم عن السيدة الكاتبة ، النظام الجديد موجود منذ سنوات ،وهذه الحروب هدفها تمكين هذا...
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...