شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الضباب الدماغي ونقود في الشارع وخلايا داعش... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

الضباب الدماغي ونقود في الشارع وخلايا داعش... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 23 يناير 202203:12 م

أزمة "الغريب"

صدر مؤخراً للمصري هكتور فهمي، ترجمة لرواية "الغريب" لألبير كامو، والتي أشعلت جدلاً ثقافياً لأن فهمي اختار ترجمتها إلى العامية المصرية، كما حصل سابقاً حين ترجمت الرواية من قبل ضياء البوسالمي إلى الدارجة التونسيّة.

لن نخوض في درس لسانيات، ولا تمحيص للتعليقات المؤيدة التي ترى في هذه الترجمة خطوة نحو تحرير الأدب من هيمنة الفصحى والاحتفاء باللهجات المحلية، ولا تلك المعارضة التي ترى في ذلك هدراً لتراث الفصحى وتشويهاً للغة العربيّة ذاتها، بل نتساءل حول اختيار الغريب نفسها، لم هذه الرواية، ذات المتخيل الاستعماري المشين؟ لم هذه الرواية بالذات التي عارضها سابقاً كمال داوود في روايته "معارضة الغريب" أو "تحقيق مضاد"، إن تبنينا الترجمة الحرفية للعنوان الفرنسي الذي اختاره داوود.

لا بد أن هناك دراسات ما بعد استعمارية مستقبليّة ستحاول تحليل علاقة الترجمة إلى العامية مع رواية "الغريب"، و أسباب التركيز على ترجمة حكاية الفرنسي الذي قتل عربياً بلا اسم، وقد يتحذلق البعض ويقول إن كل ترجمة لكل لهجة هي محاولة للقول إن فرنسا عبر تاريخها قتلت مصرياً وتونسياً، وإلى ما لا نهاية من لهجات.

لا نمتلك جواباً أو تحليلاً متماسكاً لظاهرة "الغريب"، لكن هناك حذلقات يمكن القيام بها، واختيار روايات أخرى وترجمتها إلى العامية، لإنعاش الخزان اللغوي فيها، كـ"مدار السرطان" أو "مدار الجدي" لهنري ميلر، لنتعرف على قدرة العامية على التقاط الفجور والإباحة، أو "اسم الوردة" لإيكو، لرصد قدرة العامية على التعامل مع مصطلحات العصور الوسطى، أو أي رواية خيار علمي لمعرفة علاقة العامية مع العلم ومصطلحاته الواسعة.

سوريا: نقود في الشارع واتهامات لمفوضية اللاجئين بالتحايل

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمواطنين سوريين يجمعون نقوداً مبعثرة في الشارع، يلتقّف المارة منها ما يستطيعون ويتابعون سيرهم، في ذات الوقت، انتشرت اتهامات تطال المفوضية العليا للاجئين، ترى أن الأخيرة ستستفيد من مبلغ ال11 مليون دولار الذي جمعه اليوتيوبر أبو فلة، إذ قيل إن المفوضية ستتبرع بنصفه والآخر سيكون نفقات إدارية، بالطبع سارعت المنظمة لتوضيح موقفها واللبس الذي حصل.

الملفت للنظر هو تحوّل سوريا أو "الشأن السوري" إلى بنك للأموال، تتصارع عليه المنظمات الدولية والدول وشركات الأسلحة، والكل يتهم الجميع بالسرقة والتحايل، الشأن الذي لا ينكر هو استفادة النظام السوري من كل هذه الأموال، كشكل من أشكال من أنواع الإدارة/ الحكم بالاستثناء، تعطل الدول الخدمات المناطة بها وتتركها لمنظمات المجتمع الدولي كي تنفق عوضاً عنها.

وهنا تبرز قسوة فيديو من يجمعون النقود من الأرض، "الجميع" ينفق النقود على "سوريا" و"معاناة السوريين"، لكن نهاية من يحتاج فعلاً لا يصله ولا يجد سوى القليل المبعثر الذي لا بد من اقتناصه بالصدفة.

ضمن تباشير نهاية العالم وشكل حياتنا كبشر، أشارت دراسات جديدة إلى أن المتعافين من كورونا يخضعون لتهديد عقلي، إذ تتعرّض المادة الرمادية في أدمغتهم للتشوه، ما يؤثر على معارفهم، وقد يصل الأمر إلى أعراض تشابه الزهايمر

"الضباب الدماغي" ربما ننحدر جميعاً إلى الخلف

ضمن تباشير نهاية العالم وشكل حياتنا كبشر، أشارت دراسات جديدة إلى أن المتعافين من كورونا يخضعون لتهديد عقلي، إذ تتعرّض المادة الرمادية في أدمغتهم للتشوه، ما يؤثر على معارفهم، وقد يصل الأمر إلى أعراض تشابه الزهايمر، أي نحن أمام فئة جديدة من البشر، لا نعرف بعد ما هي الكلمة المصيبة سياسياً لوصفهم في حال كانت هذه النتائج نهائيّة وحاسمة.

أثناء كتابة الفقرة السابقة استخدمنا ضمير "هم"، أي هناك "نحن" من ندعى امتلاك قوانا العقلية بشكل كامل، و هناك "هم" المصابون، ذوي القدرات العقلية "الأقل". هذا التقسيم أمام الحقيقة الطبيّة القادمة سيصبح حقيقة، ولا نعلم بعد ما هي الإجراءات السيادية التي قد تتخذ ضدهم، ولا كيفية التعامل معهم، لكن السيناريو الديستوبي المرعب هو تهدد نمط حياتنا جميعاً وفقداننا للكثير من المهارات، بل من الممكن أن يفقد بعضنا تصنيفه كـ"إنسان"، ويدخل ضمن تصنيف آخر لا نعرفه، والتاريخ شاهد كيف استثنيت فئات وحرمت من إنسانيتها لأسباب أتفه مما نشهده، اللون، العرق، الجنس... الخ.

خلايا داعش المُستيقظة

لا نعلم ما الغريب في الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على سجن غويران في الحسكة في سوريا، فالمقاتلون يريدون تحرير زملائهم، المسجونين أو "المتروكين" في العديد من السجون، شرق سوريا وشمالها هكذا، دون أن يتعرض الكثير منهم إلى المحاكمات، خصوصاً المنتمين إلى جنسيات أوروبية ، الذين ترفض فرنسا مثلاً استقبالهم أو حتى محاكمتهم، ما دفع ترامب سابقاً لتهديد ماكرون بأنه سيقصفهم جميعاً أو يرسلهم إليه.

هذه السجون والمخيمات أشبه بلغم مؤقت، "الكل" متفق على تركها هكذا كتهديد للمنطقة وللعالم، أشبه بخزان من الجهاديين المستعدين لتدمير كل ما في وجههم، لكن غياب خطوات حاسمة تجاههم وترك بعضهم للفرار، يعني إما أن العدالة والقوى الدولية كلها عاجزة عن وضع سياق قانوني للتعامل معهم، أو هم مرتزقة "ينتظرون" في السجون اللحظة المناسبة للانطلاق ومتابعة أعمالهم، وكلا الحالتين إشكالية، دون محاكمة وإقرار للعدالة وتسمية للتهم، سيبقى التطرف الإسلامي والجهادي ثقباً أسود، من يدخل فيه أو يقاربه ينفى من النظام القانوني، ويتحول إلى إنسان لا مانع من تركه للموت أو قتله دون محاسبة.

قرر سفير إسرائيل في مجلس الأمن أن يستخدم "حجراً" ليقول، ضمن الاجتماع الشهري، إن الفلسطينيين إرهابيون، ويزعزعون أمن "إسرائيل". تبدو الحركة ساخرة، بل يائسة، فهل يمكن لكيان كإسرائيل بأسلحته وقببه الحديدية وترساناته أن يخيفه حجر؟ 

100 ثانية على نهاية العالم

قرر العلماء أن عقارب ساعة نهاية العالم مازالت في نفس الوضعية كالعام الماضي والذي قبله، إي على بعد 100 ثانية من منتصف الليل، أي هناك أقل من دقيقتين على موتنا جميعاً و فناء البشرية، وكل ما يمكن تخيله من نهايات. الساعة التي تأسست منذ 75 عاماً مرت أوقات كانت فيها على بعد 17 دقيقة، أما الآن فأقل من دقيقتين، لذا حرصاً منا على أن نشهد نهاية عالم مثيرة، إليكم قائمة بما يمكن القيام به في حال عرفنا أننا سنموت بعد 100 ثانية:

1- لا تقم بشيء، تأمل حياتك، تذكر لحظات فرحة، وانتظر موتك، إما نادماً أو مبتسماً.

2- أسرع بالخروج من منزلك واصرخ "بن علي هرب، بن علي هرب"، لا لشيء، لأن الكثيرين منا حلموا بصراخها في بلدانهم ولم يتحقق ذلك.

3- لا تعترف بحبك السري لأي أحد لأنك لن تمتلك حتى الوقت لسماع الجواب، فحافظ على اتزانك ولا تتهور، إن أردت، قبّل من تحب أو ارسل له إيموجي قبلة.

4- إن كنت نائماً فلا تستيقظ، لم يفتك شيء.

"هل يحق للسلطة اقتحام الشرج لأجل اختبار طبي يومي؟"

"حجر فلسطيني" في مجلس الأمن

قرر سفير إسرائيل في مجلس الأمن أن يستخدم "حجراً" ليقول، ضمن الاجتماع الشهري، إن الفلسطينيين إرهابيون، ويزعزعون أمن "إسرائيل". تبدو الحركة ساخرة، بل يائسة، فهل يمكن لكيان كإسرائيل بأسلحته وقببه الحديدية وترساناته أن يخيفه حجر؟ في ذات الوقت هذه الحركة شديدة الشعرية والمجازية، وكأن الاحتلال يرتعد أمام الحجر كسلاح يهدده، بالرغم من بدائية هذا السلاح وفعاليته الضئيلة.

لا نحاول هنا إحياء المشاعر الوطنيّة، لكن نفكر أن استعراض الضحايا على الشاشات لم يعد كافياً، واستضافتهم في مجلس الأمن أيضاً لا يؤثر، ربما "الأسلحة" قد تلعب دوراً أكبر، ماذا لو استعرضنا كل أنواع السلاح التي تستخدم ضد الفلسطينيين والسوريين واليمنيين وغيرها من وسائل القتل، هل سيتحرك حينها مجلس الأمن؟

في سياسات المسحة الشرجيّة

"إدخال قطعة قطن معقمة تصل إلى بوصتين (5 سم) في المستقيم وتدويرها عدة مرات. ثم تُزال المسحة (قطعة القطن) قبل تحليلها في المختبر".

 ما سبق، وصف لأسلوب استخدام المسحة الشرجية التي أقرتها الصين للكشف عن فايروس كورونا. نتمنى أن يتم تعميم هذه التقنية في حال أثبتت فعاليتها، لخلق نوع من "المساواة الشرجيّة" بين الجميع، تستفزّ المتعصبين وتثير ضحك المازحين.

هكذا ممارسة قادرة على كسر الكثير من التابوهات، وتترك المتزمّتين أمام خيارين، إما الحرمان من الكثير من الميزات، أو قبول 5 سم في الشرج للكشف عن الإصابة، ما يبدو مزاحاً الآن، لو تم تطبيقه ستمتلئ الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي بالضحك، في ذات الوقت الأسئلة السياسية: "هل يحق للسلطة اقتحام الشرج لأجل اختبار طبي يومي؟".

ندرك أن هناك الكثير من الانتهاكات الموجودة وراء هكذا اختبار، لكن ندلل هذا الاحتمال لأجل إغاظة البعض ومعتقداتهم المتحجرة ووضعها على المحك: إما الإصابة أو الاختبار.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard