شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
من داخل

من داخل "بيت الله"... رجل دين عراقي يتنمّر على محمد رمضان بسبب لون بشرته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 14 ديسمبر 202106:12 م

"حفلة البارحة في بغداد مال (الفنان المصري) محمد رمضان أربعة مليارات ونصف عراقي… ثلاثة ملايين دولار. هذي طبعاً البارحة انصرفت لمخنث داعر أسود قذر قبيح والله انحدارة وانتكاسة ما المفروض تمر بسلام".

وردت هذه الكلمات على لسان رجل الدين الشيعي العراقي، جعفر الإبراهيمي، خلال إحدى المحاضرات الدينية في باحة مسجد بذي قار، على ما يبدو، في مقطع فيديو رائج رواجاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أعاد رمضان مشاركة المقطع عبر حسابه في انستغرام وعلق عليه: "كيف من بيت الله تعترض على لوني الذي خلقه الله؟ عموماً أنا مسامح حباً واحتراماً للشعب العراقي وكل الاحترام والتقدير لكل الأديان وكل الطوائف".

وكان الفنان المصري قد أحيا أولى حفلاته في العراق، في 10 كانون الأول/ ديسمبر، على أرض السندباد في بغداد وسط إقبال كبير من جمهوره .

عايره بلون بشرته… رجل الدين العراقي البارز جعفر الإبراهيمي يسيء إلى الفنان محمد رمضان ويحرّض ضد من حضر حفلته الأولى في بغداد بسبب أرباحه التي ناهزت ثلاثة ملايين دولار، وفق قوله

وكثيراً ما رافق الجدل حفلات ومضات، تارةً لخلعه ملابسه على المسرح، وتارةً أخرى بسبب ظهور راقصات معه، وطوراً بسبب رقصاته التي وصفت بأنها "غير لائقة". وبانتظام، يعتبر فريق من النقاد أن فنه لا يخلو من"الابتذال"، وطالما صاحبت حفلاته خارج مصر مطالبات بالمنع والطرد. وقد حدث هذا أيضاً في العراق.

عموماً بدت الحفلة ناجحة وسط صيحات المعجبين وانسجامهم، حتى أن البعض منهم أمطر الفنان بساعات من أغلى الماركات العالمية وأشهرها. وأهدى إليه آخرون الورود وحرصوا على التقاط الصور معه.

بالعودة إلى تصريح الإبراهيمي، فإن الأخطر من الإساءة والعنصرية والتنمر الواردة فيه، هو التحريض على جميع الذين حضروا الحفلة. في بلد تنتشر على أرضه الميليشيات المسلحة ويعاني تفلتاً أمنياً، ويكثر فيه المتطرفون، قد يكون الأشخاص الذي حضروا الحفلة أو ظهروا مع رمضان في المقاطع المصورة - ومنهم شابة عراقية قبّل رمضان يدها - عرضة للخطر الآن بعد تصريح تحريضي كهذا جاء على لسان رجل دين بارز ذي كلمة مسموعة.

الأخطر من الإساءة في حديث رجل الدين العراقي هو التحريض ضد من حضر الحفلة. في بلد تنتشر الميليشيات المسلحة ويعاني تفلتاً أمنياً، ويكثر فيه المتطرفون، قد تكون الشابة العراقية التي قبّل محمد رمضان يدها عرضة للخطر الآن

ولم يكن الإبراهيمي الشخصية العامة الوحيدة التي هاجمت حفلة رمضان، وأساءت إليه، إذ غرّد عضو مجلس النواب العراقي حسن سالم: "الحكومة تتجاهل الدين والقيم والأخلاق والأعراف للمجتمع العراقي لتحاكي نفراً ضالاً من الشواذ والمنحرفين، فتجلب الراقصات والمنحرف محمد رمضان لتصرف ملايين الدولارات في وقت تعيشذآلاف العوائل العراقية الفقر، إنه مخطط مكمل لداعش لمسخ المجتمع".

ولفت مشهد الساعات الثمينة وهي تلقى على المسرح الكثيرين الذين حثوا على دعم الفقراء بدلاً من البذخ المجاني.

يُذكر أن رمضان تعرض هو ونجله للعنصرية والتنمر في السابق بسبب لون بشرتيهما، وذلك حين علّقت إحدى المتابعات على صورة لهما: "أسود زي أبوه".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image