"أنا فخور بلوني ولون أبويا وأولادي... اللي ربنا خلقه، ومبسوط أن ولادي هيطلعوا ضد العنصرية، والدليل أن أمهم وأبوهم لونين مختلفين عن بعض".
كان هذا ردّ الفنان المصري، محمد رمضان، على تعليق مسيء من إحدى المتابعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه: "أسود زي أبوه. المصيبة إن محدش من عياله في جمال أمهم ولا لونها"، تعليقاً على صورة لرمضان وطفله كان قد شاركها عبر حساباته الاجتماعية.
فور تداول المنشور، الذي تمّت مشاركته 15 ألف مرة، وتضمن 40 ألف تعليق على فيسبوك، أعرب الكثيرون عن تضامنهم مع الفنان، وأشادوا بـ"رقي رده".
واستخدم البعض عبارات لدعم رمضان منها: "السمار نصّ الجمال" و"الأسمر لون المصريين"، وبعض استخدم كلمات أغنية "يا لالالي" التي غناها الفنان محمد منير، وقال فيها: "دول عايروني وقالولي يا اسمر اللون يا لالالي… صحيح أنا اسمر وكل البيض يحبوني يا لالالي".
وعلّق الصحافي الفني، حسين الجندي، قائلاً: "يهمّني الإنسان… لا يهمّني اسمك لا يهمّني عنوانك لا يهمّني لونك، هي فقط بعض الكلمات التي قيلت في أغنية 'حدوتة مصرية' التي غناها الفنان الأسمراني الكينج محمد منير، لكن إزاي وإمتى وصلنا لكده؟".
وتابع: "رغم أن منير لم يرض بذلك في أغنيته لما قال 'ما نرضاش تدوس البشر بعضها ما نرضاش'، إلا أنهم داسوا على بعضهم، 'يا تري مين العاقل فينا ومين المجنون'".
"عنصريين حتى في العنصرية"... تضامن مع الفنان المصري محمد رمضان عقب تعليق مسيء من إحدى المتابعات، تعليقاً على لون بشرته وبشرة أبنائه. قبل أيام تعرضت شقيقته أيضاً للتنمر بسبب لون بشرتها، واتهمت بشراء "زوجها الوسيم" بـ"فلوس أخوها"
"ضجة مفتعلة" vs "نفاق مجتمعي"
رغم التضامن الواسع مع رمضان، لم يستبعد البعض أن يكون هذا المنشور "مدبراً" من الفنان للتذكير بأنه أيضاً من ذوي البشرة السوداء، لكَسْب مزيد من التعاطف والشعبية، على خلفية التضامن العالمي مع الاحتجاجات ضد العنصرية في أمريكا، واستندوا في ذلك إلى "ذكاء" رمضان و"انكسار حاجز اللون في الشاشة، عقب صعود النجم أحمد زكي".
لكن هذا لا ينفي حقيقة تعرض رمضان مراراً إلى "المعايرة" و"السخرية" بسبب لون بشرته، أو لون بشرة أفراد أسرته.
فقبل أيام، وعقب تداول صور ومقاطع فيديو من فرح شقيقة رمضان، تعرضت العروس للتنمّر بسبب لون بشرتها وملامحها، مقارنة بـ"عريسها الوسيم"، ووصل الأمر إلى حد القول إنها "اشترته بفلوس أخوها"، وإن رمضان نفسه "اشترى زوجته الجميلة بفلوسه".
"أحمد زكي كسر حاجز اللون في الشاشة"... هل دبّر محمد رمضان المنشور العنصري ضده لزيادة شعبيته وكَسْب تعاطف الجمهور، على خلفية التضامن العالمي مع ذوي البشرة السوداء؟
وفي الشهر الماضي، نشرت الإعلامية الكويتية المثيرة للجدل، مي العيدان، صورة له بينما يقبل يد والده، معلقة عليها: "لأول مرة صورة محمد رمضان مع أبوه وإي أبوه يخرع". اضطرت العيدان إلى حذف منشورها عقب تعرضها للانتقاد الشديد، إذ اعتبر كثيرون أنها تسخر وتتنمّر على رجل مسن بسبب شكله.
ودفعت مثل هذه المواقف العديد من المعلقين إلى استنكار "النفاق المجتمعي" و"الازدواجية" في إظهار التضامن مع احتجاجات سود البشرة في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تستمر فيه حوادث التنمّر على مشاهير بسبب بشرتهم.
وكتبت إحدى المغردات: "عاملين حالكم ضد العنصرية… شعوب شاطرة بس في التنظير والفلسفة الفارغة"، وقال آخر: "إحنا عنصريين حتى في العنصرية، يعني نتضامن مع چورچ فلويد واحتجاجات الأمريكان، لكن نتنمّر علي شيكابالا وأخت محمد رمضان عادي".
وذلك في إشارة إلى حادثة التنمّر والسخرية من لاعب كرة القدم المصري بفريق نادي الزمالك، شيكابالا، وطفله الصغير، عقب نشره صورة له مع زوجته وطفله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...