شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
بساطة بائع كعك طرابلسي تفضح

بساطة بائع كعك طرابلسي تفضح "دكتور فود"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 14 ديسمبر 202112:00 ص

يتصدّر هاشتاغ "قاطعوا_دكتور_فود" موقع تويتر في لبنان منذ أمس الإثنين. "دكتور فود" هو لقب أطلقه جورج ديب على نفسه وعلى صفحته الخاصّة على إنستغرام المعنية، بحسب التعريف بها، بتقييم الطعام في مختلف بلدان العالم.

انتشرت المطالبات بمقاطعة ديب وصفحته بعد أن شارك مقاطع فيديو عبر خاصية الستوري يظهر فيها وهو يُهين بائع الكعك العم هيثم ضنّاوي في ساحة النور في طرابلس، لأن كعكته ليست ملأى بالجبن. وهذا ما أدّى إلى اعتراض الرأي العام على طريقة تصّرف ديب ااذي يصنّف نفسه بأنّه "مؤثّر" و"فود بلوغر".

"صرلي بساحة النور 23 سنة. وهيدي أوّل مرّة بتعرّض لهيك أسلوب".

"إنت بخيل"

أخذ جورج الكعكة من العربة بعد أن اختارها محمّصة، تناول قضمة واحدة رفع صوته على البائع غاضباً.

لم يعترض ديب على الكعكة أو مذاقها بل قرّر أن ينعت البائع بالبخيل لأنه لم يضع سوى ثلاث شرائح من الجبن، وقال له: "إنت بخيل بالجبنة. تعا شوف الجبنة قدي بخيل فيها. والله بخيل ما فيها جبنة". ودافع البائع عن نفسه: "روح جرب غيري وشوف إذا بحط أكثر مني وتعا حكي معي". لاحقاً، علن جورج في الفيديو أنه سيتوجّه نحو بائع آخر. المؤسف أن جورج حين تناول القضمة الأولى من الكعكة سمعنا البائع يقول له: "صحّة وهنا". حدث هذا قبل الإهانة.


كعك في "ساحة النور"

يعمل صاحب عربة الكعك، العم هيثم ضنّاوي في ساحة النور منذ 23 عاماً. وهذه المرّة الأولى التي يتعرّض فيها للإهانة على مرأى من آلاف المشاهدين. يقول لرصيف22: "صرلي بساحة النور سنوات طويلة. وهيدي أوّل مرّة بتعرّض لهيك أسلوب. صرلي تسع سنين بشتغل بالكعك. قبل كنت اشتغل بالقهوة أنا وخيّي. بس بما إنو الشغل صار ضئيل تركتها لخيي واستأجرت عربة والحمدالله مستورة. ما منستفيد من حدا وما منسترزق إلا من الله ومن الشغل".

ويؤكّد أنه لا يعرف جورج ولم يصادفه يوماً عكس ما يدّعي الأخير. ويعتبر أن الشغل بكل أنواعه مدعاة للفخر والعبارة الوحيدة التي وجّهها إلى جورج، هي: "الله يهديه".

جورج والتبرير

يدخل جورج إلى المطاعم، يجلس، يعطي الأوامر للشخص المسؤول عن تصويره ومن ثمّ يخبر المشاهد عن مذاق المأكولات التي أمامه من دون أن يغوص بالتفاصيل التقنية التي يملكها المحترفون. يعد المشاهدين بحلقات وتفسيرات ولا ينشرها. يتصرّف في المطاعم بأسلوب محبّب بهدف جذب المشاهد، لكن في الشارع، بعيداً عن الأضواء حيث يسير بائع الكعك دافعاً عربته المستأجرة، يتخلى جورج عن الصورة الافتراضية التي يعمل على تكوينها بهدف توجيه انتقاد لاذع ليس بمكانه. وحين يواجهه الرأي العام يبرّر فعلته بالقول إنه "دفع سعر 20 كعكة مقابل الكعكة الواحدة وهو يعرف المفاهيم الانسانية ولا يحتاج لمن يعلّمه إياها"، وبالنسبة إليه فإن كل الذين ينتقدونه يغارون من شهرته.

يقول العم هيثم إنه أب لستة أولاد. وبهدف تأمين حياة كريمة لهم، يبقى في ساحة النور حتى الساعة الحادية عشرة مساءً. يقول أيضاً إنه لا يؤمن بالجمعيات أو بالذين يحصون أعداد الفقراء. بل بالله وبعربته التي يعتاش منها.

ينشر جورج ديب مقاطع فيديو متنوّعة عبر صفحته، منها ما يتضمّن وعظاً للمشاهد. في مقطع محدّد يقول: "الإنسان بهر كل يوم 100 شعرة خيي. بس تكون بمطعم ويطلعلك شعر بالأكل رد صحنك.... أما إنك تقول عن المطعم وسخ ومجوي فمش مزبوط. هيدا الشي بضر بموظفي المطعم ولو عن غير قصد". يبرهن هذا المقطع أن ديب يميّز الصواب من الخطأ. لكنّه اختار أن يطبّق أقواله في المطاعم الفاخرة وليس في الشارع أمام عربة الكعك ومع كهل طيّب.

تعاطف مع العم هيثم

بعد ساعات من انتشار خبر الحادثة، وكمحاولة إضافية لتبرير نفسه، شارك جورج ديب مقاطع فيديو أخرى أعلن فيها أنه سيكشف الحقيقة وأن الحوار الذي دار بينه وبين العم هيثم كان مدبّراً. في الفيديو يظهر جورج وهو يلقّن العم هيثم ما يجب قوله أمام الكاميرا كما يفعل الكثيرون ممن يملكون صفحات مشابهة بهدف التحكّم بالمحتوى والتحضير قبل التصوير. يقول العم هيثم: "كعكتي أطيب كعكة". لكن لا رابط بين هذه التحضيرات والموقف الذي تعرّض له العم هيثم كما أن الفيديو لا يُظهر أي اتفاق مسبق يسمح لجورج بنعته بالبخيل.

واستقطب العم هيثم فريقاً كبيراً من المتعاطفين. هنالك الذين يتّصلون به لتقديم الدعم وهنالك الذي يرغبون في زيارته وتقديم عربة جديدة له. وفي الوقت عينه تتعرّض صفحة "دكتور فود" لهجوم حاد من قبل المتابعين وكل من شاهد الفيديو.

يقول العم هيثم إنه أب لستة أولاد. وبهدف تأمين حياة كريمة لهم، يبقى في ساحة النور حتى الساعة الحادية عشرة مساءً. يقول أيضاً إنه لا يؤمن بالجمعيات أو بالذين يحصون أعداد الفقراء. بل بالله وبعربته التي يعتاش منها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard