لن تتسنى الفرصة لسكان دول الخليج العربي مشاهدة قصة الحب الملحمية بين ماريا وتوني بطلي الفيلم الهوليوودي الغنائي الراقص "ويست سايد ستوري" لوجود شخصية عابرة جنسياً في عداد أبطاله.
بشكل صارم، رفضت السعودية والكويت منح الفيلم ترخيصاً للعرض داخل أراضيهما، فيما طلبت دول مجلس التعاون الأخرى بعض التعديلات، أبرزها استبعاد مشاهد، ليتوافق مع رقابتها، ورفض صناع العمل ذلك. وكان مقرراً عرض الفيلم في دور السينما الخليجية وفي أماكن أخرى من العالم الجمعة 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
الاعتراض الرئيسي للدول الخليجية هو وجود شخصية عابرة جنسياً ت/ يؤدي دورها الممثل/ة إيريس ميناس. وباستمرار، استهدفت الأفلام العالمية التي تتضمن أدواراً أو مشاهد تتعلق بأفراد مجتمع الميم-عين +LGBTQ من قبل سلطات الرقابة في الشرق الأوسط.
ربما الأمر الوحيد المختلف هذه المرة هو أن قرار الحظر في السعودية يتزامن مع فتح مهرجان أفلام البحر الأحمر الدولي أبوابه كأول مهرجان سينمائي سعودي. وهذا قد يثير شكوكاً حول تسامح السلطات السعودية مع حرية الإبداع الفني، وحول رغبتها في تعزيز الإنتاج السينمائي بعد عقود من الحظر.
لوجود شخصية عابرة جنسياً في عداد أبطاله… سكان الخليج العربي محرومون من مشاهدة قصة الحب الملحمية في فيلم #WestSideStory. إلى متى ثقافة المصادرة والمنع؟
والفيلم الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ وشارك في إنتاجه، مقتبس من مسرحية برودواي الموسيقية لعام 1957 التي تحمل نفس الاسم، والمقتبسة بدورها من مسرحية روميو وجولييت لشكسبير.
وعلى الرغم من وجود فيلم يحمل نفس الاسم مقتبس من مسرحية برودواي، أُنتج عام 1961، كتب الناقد السينمائي الشهير أوين غليبرمان في مجلة "Variety" أن سبيلبرغ أخذ قصة روميو وجولييت الرومانسية المحببة للجمهور وحاك منها قصة جديدة فريدة.
وأضاف: "في نسخة سبيلبرغ، مشاهد من شأنها أن تجعلك تذوب (يقصد تتفاعل عاطفياً بشدة)، ومشاهد من شأنها أن تجعل نبضك يتسارع، ومشاهد أخرى يمكنك ببساطة الجلوس والاستمتاع بالعظمة المفعمة بالحيوية لكل ما يحدث أمامك".
ويغذّي قصة الحب المستحيلة بين توني، الذي يؤدي دوره أنسيل إلغورت، وماريا، التي تجسدها راشيل زيغلر، التنافس بين عصابات الشوارع المتناحرة. علماً أن أحداث الفيلم تعود إلى خمسينيات القرن الماضي في أمريكا.
قرار الحظر في السعودية يتزامن مع انطلاق مهرجان البحر الأحمر كأول مهرجان سينمائي سعودي، ما قد يثير شكوكاً في تسامح السلطات هناك مع حرية الإبداع الفني ومدى رغبتها في تعزيز الإنتاج السينمائي المحلي بعد عقود من التحريم #WestSideStory
ويلقى "ويست سايد ستوري" هذا المصير بعد قليل من حظر فيلم Eternals أو "الأبديون" في السعودية وقطر والكويت بسبب مشاهد لعلاقات حب مثلية، ومشاهد لممارسة الجنس الصريح.
وعرض Eternals في نهاية المطاف في دور السينما الإماراتية لكن بعد حذف جميع المشاهد "الحميمية". هل يتعرض "ويست سايد" للتدخل نفسه؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...