شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأب متّى المسكين... إصلاح مفوَّت؟

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأب متّى المسكين... إصلاح مفوَّت؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 18 ديسمبر 202111:12 ص

يرى البعض أن الأب متّى المسكين، قاد محاولات إصلاح ذات أبعادٍ روحيةٍ داخل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، منذ أنْ سلك طريق الرهبنة في أواخر أربعينيات القرن الماضي، لكن محاولاته اصطدمت بالتيارات المحافظة داخل الكنيسة، وبشبكة مصالح.

اليوم، ماذا بقي من إصلاحات الأب متّى المسكين داخل الأرثوذكسية المصرية؟ وهل يمكن عدّها ضمن التيار الإصلاحي؟ وما هي الخلافات بين توجّهات المسكين، وتوجّهات البابا الراحل شنودة الثالث؟

طبقة وسطى متعلّمة في سلك الرهبنة

يشير الباحثان، لبيب حبشي وزكريا تاوضروس، في كتابهما "في صحراء العرب والأديرة الشرقية"، إلى أنَّ الرهبنة قديمة قِدَم النسخة المصرية من المسيحية، والتي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، ولها خلفيات وظروف تاريخية تتعلق بممارسات التعذيب والقمع التي مورستْ على المسيحيين الأوائل في مصر، ما دفعهم إلى اتّخاذ الكهوف والمغاور ملاجئ للهرب من بطش الرومان.

ويقول رؤوف حبيب، في كتابه "تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وآثارها الإنسانية"، إنه في النصف الثاني من القرن العشرين، وتحديداً في عقده الخامس، أي الأربعينيات، كانت مصر تنتظر تحولاتٍ عميقةً في بنيتها الاجتماعية، مع صعود الطبقة الوسطى المتعلّمة، والمتسلّحة بالعلم والفكر الحديث. وشهدتْ مصر قبل ذلك، منذ نهايات القرن التاسع عشر، صراعاً بين التقليد والتجديد، تبلور في حركة الإصلاح الديني الإسلامي التي بَذَرَ بذورها الطهطاوي، ونمت مع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ولكنها لم تكمل مسارها الطبيعي، لأسبابٍ كثيرة.

الرهبنة، في الأربعينيات، عكستْ ما بدأ يحدث في مصر من تحوّل، فالطبقة الوسطى التي بدأت تتّسع، ومنها الطبيب والمهندس والصيدلي... إلخ، في الوسط المسيحي، دخل بعض أفرادها سلكها.

فالأب متّى المسكين، واسمه قبل الرهبنة، يوسف إسكندر، (1919-2006)، درس الصيدلة، ومارس العمل الصيدلاني لفترةٍ زمنية، ثم قرّر عام 1948، سلوك مسلك الرهبان، والعيش في الأديرة، ليبرز بعد ذلك، مفكّراً وراهباً، كادت أنْ تزلزل آراؤه بنيان الكنيسة المصرية الأرثوذكسية الضاربة جذورها في القدم.

جذور الخلاف

يقول المفكّر والباحث المصري، سليمان شفيق، لرصيف22، إنَّ "الخلاف بين الأب متّى المسكين، والبابا شنودة الثالث، كان تنافسياً". قوله هذا يوحي بأنًّ الخلاف شخصي.

ويتقاطع ذلك مع ما قاله لرصيف22، الباحث والمفكّر والبرلماني، جمال أسعد عبد الملاك، وكان مستشاراً سياسياً للبابا شنودة، سنواتٍ عدة: "الخلاف لم يكن عقائدياً، بل كان في طريقة العمل والرؤية، وعَظَمة المسكين تنبع من أن له فكراً لاهوتياً خاصّاً به، خاصةً في كتابه ‘حياة الصلاة’".

ويشير أسعد إلى أن البابا شنودة، وصف الأب متّى المسكين، ومَن على دربه، بأنهم "أعداؤه"، فضلاً عن اتّهامه المسكين بأنه شيوعي، بسبب كتابه الذي ألّفه في الستينيات بعنوان "المسيحية والاشتراكية".

بدأ جنين تيارٍ إصلاحي داخل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية يتبلور، وينمو ببطء، منذ عام 1910، حسب غالي شكري، في كتابه "الأقباط في وطن متغيّر". والتاريخ المذكور ارتبط في تاريخ الكنيسة المصرية العتيقة بحركة نهضوية قادها حبيب جرجس، مؤسس المدرسة الإكليريكية. جرى ذلك تحت ضغط مجموعة عوامل:

الإرساليات الأجنبية التبشيرية، وخاصةً الأمريكية، منذ عام 1855، والنهضة العلمانية التي انسلّت من فكر الطهطاوي، وعلي مبارك، والحركة العرابية، والتيار الإسلامي الذي احتضنه الحزب الوطني (القديم)، والانقطاع الذي حصل بين الكنيسة وتراثها.

هذه العوامل، مع إدخال الطباعة إلى بنية الكنيسة، في عهد البابا كيرلس الرابع (1854-1861)، بدأت تكرّس لتيّار جديد، تبلور أكثر في أربعينيات القرن الماضي.

"كان الأب متّى المسكين غزير الإنتاج. كتب كتباً عدة أثارت جلبةً، داخل الكنيسة وخارجها كـ‘الكنيسة والدولة’، و‘العَنْصَرَة’، وشروحاته وتفسيراته للأناجيل، وخاصةً مرقص ولوقا. فمثلاً قال إن نهاية إنجيل مرقص لم يكتبها مرقص، بل أحد تلاميذه"

وكان هناك حدثٌ بارزٌ في التاريخ الكنسي، عام 1954، هو قيام تنظيم الأمة القبطية، وهو تنظيم متطرّف، باختطاف البابا يوساب الثاني، وإجباره عن التنازل عن كرسي البابوية، بعد احتجازه في ديرٍ في وادي النطرون. ورأى الأب متّى المسكين، في كتابه "الرهبنة القبطية"، أنَّ هذا الحدث مَثَّلَ عاملاً ضاغطاً على الكنيسة، إذ بدأ يتسرب الكلام عن وجود فسادٍ داخل الكنيسة العتيقة.

لنعد إلى منتصف القرن الماضي. أدّى إقبال الشباب الجامعيين على الرهبنة، حسب الأب متّى المسكين، إلى بدء تغيير في البنية الاجتماعية والفكرية للكنيسة، فأصبح هناك تيار الرهبان من ذوي المؤهلات العليا (سواء إنسانية أو طبيعية)، وتيار تقليدي مثّله الرهبان القدامى. التيار الأول كان يعبّر عن الشرائح الوسطى من الطبقة الوسطى، التي اتّسعت واستفادت من الإصلاحات الاجتماعية الناصرية، والثاني كان قادماً من جذور اجتماعيةٍ فقيرةٍ، وشبه فقيرة وأمّية. إذاً، الصراع كان بين القديم والجديد، وهو صراع سيلقي بظلاله لاحقاً.

الفترة الانتقالية... عهد البابا كيرلس السادس

يقول سليمان شفيق: "نعود إلى عام 1956، حينما فُتح باب الترشيح للكرسي البابوي، بعد رحيل الأنبا يوساب الثالث 1956. تقدّم الراهب الشاب أنطونيوس السرياني (البابا شنودة لاحقاً)، للترشّح للكرسي البابوي، على الرغم من أنه لم يكن قد مضى أكثر من عامين على دخوله الدير. ترى لماذا يقوم راهبٌ شابٌ ترك العالم، ولم يكن قد تمرّس بعدُ في الحياة الرهبانية، بالتطلّع إلى أعلى رتبة وسلطة كنسية؟ هل كان لديه مشروع لإصلاح الكنيسة قبل دخول الرهبنة، وذلك المشروع ما كان ليتحقق إلا بالجلوس على قمة الهرم الكنسي؟ أم أن الأمر لا يعدو أكثر من الرغبة في السلطة؟".

ويتابع: "في الحالتين، هل كانت الرهبنة هي السلّم للوصول إلى تلك القمة؟ ولم يقتصر الأمر على الشاب نظير جيد (أنطونيوس السرياني)، بل كان هناك مرشحون آخرون مثل الراهب مكاري السرياني (الأنبا صموئيل) في ما بعد، والراهب متّى المسكين، ووهيب عطا الله (باخوم المحرقي)، والأنبا غورغوريوس في ما بعد. وهكذا يبدو جلياً للعيان، أن ما جمع هؤلاء الرهبان الشباب، هو الحلم في تغيير الكنيسة، عبر الصعود إلى أعلى سلّم الرهبنة، حيث التأهل إلى قمة الهرم الكنسي".

كان متّى المسكين، والبابا شنودة، من الرهبان الحاصلين على مؤهلاتٍ عليا. الأول صيدلة، والثاني آداب. وتتقاطع هنا رؤية شفيق مع رؤية شكري، في جزئية محاولة الرهبان الشباب للترشّح لكرسي البابوية في العام المذكور.

"خطُّ الأب متّى المسكين كان متميزاً، وهو بالفعل خطٌّ إصلاحي، نبع من ضروراتٍ موضوعية منها: العودة إلى التراث الآبائي، وإعادة قراءته، ومن ثم لم يؤثّر تياره فقط في الأرثوذكسية، بل حتى في لاهوت كنائس أخرى، بما فيها البروتستانتية"

قطع التيار التقليدي الطريق على هؤلاء الشباب، بتغيير اللائحة التنظيمية، وجعل سنّ الترشح للمنصب لا يقلّ عن أربعين عاماً، على الرغم من أنَّ الترشح لم يتقيّد بسنّ معيّن في السابق، وهذا يعكس الصراع الذي بدأ يعتمل داخل أحشاء الكنيسة. وكانت النتيجة أن تمّ التوافق على البابا كيرلس السادس، ليعتلي عرش الكرازة المرقصية.

احتضن البابا كيرلس، الشباب الجامعيين (خدّام مدارس الآحاد)، وهو ما سيؤدي إلى تغييرٍ كبيرٍ في بنية الكنيسة، وهو ما حدا بشكري إلى أنْ يعدّ فترة كيرلس السادس (1959-1970)، فترةً انتقاليةً، ليتسلّم سدّة الكنيسة واحدٌ من المحسوبين على التيار الرهباني المتعلّم والمثقف، ألا وهو: أنطونيوس السرياني، أو نظير عبد الجيد، وهما اسما البابا شنودة الثالث.

عواصف السبعينيات

ما دام كلٌّ من الأب متّى المسكين، والبابا شنودة، كانا ضمن تيار عُدّ إصلاحياً داخل الكنيسة، ونشأ نتيجة تراكمات، تعود جذورها إلى أواخر القرن التاسع، ثم الأربعينيات، وتغيّرات الخمسينيات، فما هو الخلاف بين الاثنين، وعلى ماذا كان؟

يرى سليمان شفيق، أن الأب متّى المسكين كان إصلاحياً، ولكن غالي شكري، في كتابه "الأقباط في وطن متغير"، صوّر البابا شنودة كرجل إصلاحي، متحيّزاً له، ولم يتعرض للأزمة التي نشبت بينه وبين متّى المسكين.

وحسب المفكّر جمال أسعد، "خطُّ الأب متّى المسكين كان متميزاً، وهو بالفعل خطٌّ إصلاحي، نبع من ضروراتٍ موضوعية منها: العودة إلى التراث الآبائي، وإعادة قراءته، ومن ثم لم يؤثّر تيار المسكين فقط في الأرثوذكسية، بل حتى في لاهوت كنائس أخرى، بما فيها البروتستانتية"، التي ترفض فكرة الإكليروس (الكهنوت).

حملتْ السبعينيات إلى مصر عواصف هوجاء: انفتاح اقتصادي "سداح مداح"، حسب تعبير الصحافي أحمد بهاء الدين، وما نتج عنه من فقرٍ وبطالة، والتصالح مع العدوّ الإسرائيلي في ما بعد. هذه التغيّرات كانت رافعةً لصعود التيار الإسلامي، مع تنامي الفتنة الطائفية من خلال حوداث عدة، أشار إليها الصحافي الوفدي، جمال بدوي، في كتابه "الفتنة الطائفية في مصر: جذورها وأسبابها"، مثل أحداث الخانكة في محافظة القليوبية عام 1972، والزاوية الحمرا في القاهرة، وأحداث الصعيد في المنيا وأسيوط، بين عامي 1977 و1981.

وكانت سياسات الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، خاصةً في عاميه الأخيرين، قد أثارتْ غضب الجميع: يميناً ويساراً، مسجداً وكنيسةً، فضلاً عن المجتمع المصري، وطبقاته الشعبية التي خرجتْ غاضبةً، في 18 و19 كانون الثاني/ يناير 1977، وقد استوحى محمد حسنين هيكل اسم كتابه الذائع الصيت "خريف الغضب"، من هذا الغضب المتراكم في مصر.

وضع السادات الذي اغتيل في السادس من تشرين أول/ أكتوبر 1981، جميع خصومه في السجن، قبل شهرٍ أو أقلّ من اغتياله، أي أنه غضب على الجميع، وغضب الجميع عليه أيضاً.

خصص هيكل في الجزء الرابع من كتابه المذكور حديثه عن الكنيسة القبطية، والفتنة الطائفية، وأزمة الكنيسة مع السادات، ملقياً الضوء على الأحداث العاصفة.

والخلاف داخل الكنيسة، أي بين البابا شنودة والأب متّى المسكين، ليس جوهرياً، حسب المفكر والباحث، كمال زاخر، بل هو "خلاف في طريقة الإدارة". فالمسكين كان يريد تغييراً من الأسفل، أي إحداث تغيير في قاعدة الكنيسة، عبر التعليم، وعبر استعادة تراث الآباء، بسبب الانقطاع الذي حدث مع تراث الكنيسة.

ويقول زاخر لرصيف22، إن الخلاف اللاهوتي كان متأخّراً، وكان لتغطية الخلاف والتنافس الشخصيين. وقد ساعد المناخ العام على تشابك هذا الاختلاف، منذ بداية السبعينيات.

سنوات المحنة

جمع الباحث سيف فاضل، مجموعة مقالات في كتابه "سنوات المحنة"، كتبها عن الكنيسة المصرية، ورأى فيها أنَّ بداية المحنة بدأت مع تولي البابا شنودة عرش الكرازة عام 1971، وهي السنة نفسها التي أطاح فيها السادات بخصومه من مراكز القوى.

الخلافات ستتفاقم بين الكنيسة والدولة، خاصةً في النصف الثاني من السبعينيات، وداخل الكنيسة ذاتها: الصراع بين خطّ الأب متّى المسكين (في دير الأنبا مقار الكبير)، الذي سيستقلّ عن الكنيسة، ويعود على مضض بعد وفاة المسكين عام 2006، حسب ما ذكر روبير الفارس، في كتابه "متّى المسكين المطارد".

لماذا كان الاختلاف؟ هل هو لاهوتي بحت؟ أم أنَّ هناك أموراً أخرى؟ وما علاقة ذلك بالسياق العام في تلك الفترة؟

سطّر جورج حبيب بباوي، وهو من المتشيّعين لخطّ متّى المسكين، عبارةً مهمةً في كتابه "الرد على كتاب بدع حديثة"، وهو رد على كتابٍ للأنبا شنودة، بعنوان "بدع حديثة"، إذ قال: "جاءت دارسة الأب متّى المسكين مثل فصل الربيع، بعد فصل حرٍ شديد، وسيادة الممارسات الشعبية الفلكلورية".

 ويواصل بباوي: "كتب البابا شنودة ملاحظاتٍ على كتاب ‘العنصرة’ للمسكين، وقرّر ألا يكتب مقدمة ‘الإفخارستيا’، إلا بعد مراجعة كافة كتابات متّى المسكين"، مما يعني أنَّ هناك مسائل لاهوتية مُختلفاً عليها.

كان الأب متّى المسكين غزير الإنتاج. كتب كتباً عدة، بعضها أو أغلبها أثار جلبةً، داخل الكنيسة وخارجها: "الكنيسة والدولة"، و"العَنْصَرَة"، وشروحاته وتفسيراته للأناجيل، وخاصةً مرقص ولوقا. فمثلاً قال إن نهاية إنجيل مرقص لم يكتبها مرقص، بل كتبها أحد تلاميذه. كما رفض المسكين أي استثناء للطلاق، ونتيجةً لذلك مُنع، وصودر كتابه، بل اتّهمه البعض بالهرطقة.

ولكن الخلافات لم تكن لاهوتيةً فحسب. تصفّح مذكرات متّى المسكين يخبرنا كيف يتحدث الراهب بمرارةٍ عن إصلاح أوضاع البطريركية، وينتقد تقاضي الكهنة مداخيل يعدّها عالية.

في تلك الظروف، في السبعينيات، احتدم الصدام بين السادات والبابا شنودة، وألقى ذلك بظلالٍ كثيفة على الكنيسة، وعلى العلاقة بين المسكين والبابا شنودة.

في مذكراته، يقول متّى المسكين: "أمر السادات بتشكيل لجنة تُسيّر أمور الكنيسة، وطلب منّي أن أتولّى مكان البابا شنودة، فقلت له: لا تلحّ عليّ، حتى لا تفقدني".

وكان المسكين ضمن اللجنة، ويبدو أنَّ ذلك أغضب البابا حينها. في مذكراته أيضاً، يقول المسكين: "هنا بدأ تكتّل الكهنة للتخلص منّي بأية وسيلة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image