بين الحين والآخر، يتجدد الخلاف حول وشم الصليب في مصر، تلك العادة التي تضافر عاملان على نشرها بين الأقباط، هما السياسات الإسلامية بعد دخول المسلمين إلى مصر والحج المسيحي إلى القدس.
توارثت أجيال عدة هذه العادة حتى اعتقد كثيرون أنها في صميم العقيدة، وأحد طقوسها. ولكن مع انتشار الفيروسات المعدية، والمنتقلة عبر الدم، بدأت المخاوف تتزايد وفُتح السجال حول هذه الممارسة.
قبل أعوام قليلة، حاولت قيادات الكنيسة التحذير منها، واضطرت إلى منع العاملين في الوشم من التواجد في الكنائس والأديرة، ولكن دون جدوى، فكثيرون يرغبون في وشم صغارهم. ولكن في المقابل، بدأ بعض الموشومين في مناقشة تأثير هذا السلوك على قضية المواطنة التي يؤمنون بها.
بين مؤيد ومتمرد
يقول وائل كمال (41 عاماً)، صاحب مكتب ديكورات، ويقيم في حي الشرابية بالقرب من وسط البلد: "وشمتُ الصليب في عمر السبع سنوات، بصحبة عدد من أطفال العائلة، وكنت سعيداً للغاية، بينما هم يبكون، حتى اقتربت الإبرة من جلدي، فشعرت بألم شديد، وبدأت أصرخ. وبعدها عدت سعيداً، وكأنني أصبحت مسيحياً من جديد. علامة الصليب بالنسبة إلينا فخر، وألم الوشم دلالة على تحمّل الألم الذي احتمله المسيح لأجلنا".
ويضيف لرصيف22: "بعد أن أنهيت الخدمة العسكرية، كان الوشم موضة بين الشباب، وظهرت رسومات للقديسين والعذراء، ولكنني قررت وقتها إضافة صليب صغير على ظهر الإبهام، شكله رقيق، ويتماشي مع الموضة". ويتابع: "ما زلت فخوراً بوشمي، واستمتع بإظهاره للناس. صحيح أنه ليس شرطاً لدخول الجنة، ولكنه أسهل طريقة للتعرف إلى ديانة كل شخص يرغب في دخول الكنيسة".
وعن تأثير هذا الوشم على علاقاته بالآخرين في مرحلة الطفولة، يقول: "كنت تلميذاً في مدرسة حكومية، وكان الصليب سبباً في ابتعاد زملائي عنّي، وتنمر البعض منهم عليّ قائلين: ما هذه الأوساخ التي في يدك؟ كما كان المعلّمون ينعتونني بالقذر".
وأشار إلى أنه لا يستطيع أن يقرر حينما ينجب أطفالاً هل سيشمهم، أم لا، "لأن قلبي لن يطيعني للتسبب لهم بألم، أو بتعريضهم إلى خطر نقل العدوى، على الرغم من إمكانية اتخاذ بعض الاحتياطات".
أما عادل عدلي (43 عاماً)، وهو رئيس قسم في إحدى المدارس الخاصة، ويسكن في حي الزيتون، شرق القاهرة، فيقول لرصيف22: "قمت بوشم الصليب وعمري تسع سنوات، كي أشعر أنني أشبه المحيطين بي. أذكر ذلك اليوم جيداً حين توجهنا إلى مولد العذراء في ديرها في جبل الطير في محافظتي في المنيا. كنت متحمساً للغاية، وانتابني شعور بالخوف حينما اقتربت من العجوز الذي يحمل في يده آلة الوشم بصوتها العالي، وما إنْ لمست الإبرة يدي، حتى تألمت كثيراً، ولم يكن متاحاً، في ذلك الوقت، استخدام المخدر، أو المطهرات، ومرطبات البشرة، في حين يتم الوشم في جزء حساس على شرايين اليد اليمني مباشرة، ثم توضع عليه أوراق الملوخية الخضراء حتى يصبح لونه زاهياً".
ويتابع قصته مع الوشم: "بعد أن تخرجت من الجامعة، وبدأ عقلي ينضج، ووعيي يتشكل، شعرت بأن هذا الوشم مجرد دلالة على العنصرية والتمييز الديني، مثل زبيبة الصلاة لدى المسلمين، بينما الإيمان في القلب. وبعد تفكير عميق، قررت إزالة الوشم، وأجريت عمليتين باستخدام الليزر، لم تخلّصاني منه بشكل كامل، وبقِيَت منه أطلال تسمح لي بالدخول إلى الكنيسة".
ويشير إلى أنه "حينما يكون لديّ أبناء، لن أمنحهم سوى أسماء مصرية، لا تميّزهم على أساس ديني، مثل رمسيس، ومحب، ونفرتيتي، وحتشبسوت، وميريت. كذلك لن أشِمَهم بالصليب، وإنْ كانت شريكتي ترغب في منحهم إياه. سأتركهم حتى يكبروا، ويتمكنوا من اختيار الوشم من عدمه".
البعض يحاول إزالته بالليزر، للتخلص من تهمة الطائفية، وآخرون يتعمدون إظهاره للناس انطلاقاً من "فلسفة شعبية هدفها إعلان المقاومة السلبية من خلال التحدي بالصليب"
جوزيف جورج (39 عاماً)، وهو مسؤول الموارد البشرية في شركة مقاولات ويسكن في حلوان، جنوب القاهرة، لم يوشَم حتى الآن، على الرغم من أنه فكّر كثيراً في اتّخاذ تلك الخطوة، ولكن دائماً ما كانت تؤجل.
يقول لرصيف22: "أعتقد أنها خطوة غير أساسية، ولا تدل على الإيمان. لم يحدث بيني وبين أصدقائي نقاش عن أهمية الوشم، والبعض منهم تمرَّد عليه، وحرص على ألا يوشَم".
ويضيف: "لن أشم أبنائي في المستقبل. هذا تصرف غير آمن في زمن تنتشر فيه الأمراض المعدية المنتقلة عبر الدم".
حين بلغت الـ11 من عمرها، قررت نرمين سعيد (40 عاماً)، معلمة رياض أطفال، وتسكن في حي الضاهر في وسط البلد الذي يتميز بأغلبية سكانه المسيحيين، أن تشم الصليب".
"كانت أمنيتي منذ طفولتي"، تقول لرصيف22، وتضيف: "توجهت بمفردي إلى الكنيسة، ووشمته. كنت خائفة، ولكن سعادته تدوم حتى اليوم. وأهم ميزة له هي أنه أراحني من تفتيش الزملاء عن ديانتي، والبحث في الاسم الثلاثي أو الرباعي. هنا يحسم الصليب المسألة".
"تربّيتُ على أن الصليب مصدر فخري، ولا أخشى إظهاره، ولم أندم يوماً على الوشم، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء، سأشمه من جديد، ولكنّي أثق في أنه ليس مؤشراً على التدين"
وتتابع: "تربّيت على أن الصليب مصدر فخري، ولا أخشى من إظهاره، ولم أندم يوماً على الوشم، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء، سأشمه من جديد، ولكنّي أثق في أنه ليس مؤشراً على التدين. لذلك حينما يتقدم شخص لخطبتي، لا أفتش عما إذا كان موشوماً، أم لا، لأن شخصيته وتدينه الحقيقي هما الأهم".
تشير نرمين إلى أنها لم تتعرض للتنمر من زملائها بسبب الوشم، ولكنها سُئلت: "هل تألمتِ حينما وشمته؟"، وتختم: "لن أجبر أبنائي عليه، وأثق في أن الجيل الحالي لن يهتم بالوشم.
"تاتو الموالد"
أيمن نبيل الشهير بـ"أيمن تاتو" هو أحد أشهر "دقاقي الموالد في الأديرة". يقول لرصيف22: "لا يوجد أي اختلاف في الإقبال على وشم الصليب في الأعوام الأخيرة، لأن الكثيرين يعدّونه نذراً، كما يطمئن القبطي عند وشم صغيره عقب الولادة، لأنه إذا ضاع، سيعرف الناس أنه مسيحي، وتالياً تُمرر صورته عبر الكنائس، ويسهل الوصول إليه".
ويشير أيمن إلى "أن الكنائس والأديرة ترفض منذ سنوات طويلة السماح لنا بالافتراش في الموالد في الأديرة، خوفاً من نقل العدوى، على الرغم من أننا عرضنا عليهم مبلغاً كبيراً يصل إلى نصف الربح، ولكن هناك تعليمات بمنعنا، لذلك نفترش الشوارع أمام الموالد، ومن بينها مولد الأنبا برسوم في المعصرة، جنوب القاهرة".
ويتابع: "على الرغم من أن مطران دمياط الراحل الأنبا بيشوى حذّر من الوشم، لكنه كان يسمح لي وحدي بالعمل داخل الدير، لأن الكاميرات أثبتت أنني أعمل بتعقيم كامل، وأقوم بتغيير الإبرة من شخص إلى آخر، وأغيّر الحبر، والقطن، وأرتدي القفازات الطبية"، لافتاً إلى أن "البعض أساء إلى المهنة، وتسبب في رفض رؤساء الأديرة لوجودنا فيها".
عن الوشوم المطلوبة، يلفت أيمن إلى أن الصليب هو المطلب الأول بين الأطفال، والشباب، والكبار، من عمر عشر سنوات إلى 40 وحتى 50 سنة، كما ينتشر الطلب على صور القديسين، وعلى رأسهم العذراء مريم، و"كل شخص يكون له شفيع، يطلب وشم صورته أو اسمه، على ذراعه، أو ظهره، أو صدره".
بدورها، تروي المختصة في وشم الصلبان والأيقونات كاترين فيليب (30 عاماً)، والتي تقيم في حي مدينة نصر، شمال القاهرة، وتعمل داخل إحدى كنائس منطقتها، أن الكنيسة ترحّب بعملها، "خاصةً وأنني أتّبع إجراءات الوقاية كافة".
وتقول لرصيف22 إن "الإقبال على وشم الصليب يتزايد، خاصةً بين فئة الصغار، لأنها رغبة الوالدين والطفل، بينما يحرص الشباب على وشم الأيقونات (الصور الدينية)، وأكثر وشم يُطلب منّي، هو كلمة "Jesus"، أي المسيح بالإنكليزية".
وتضيف: "ما يؤكد على اهتمام الأقباط بالوشم أن بعض النوادي الرياضية التي تضم كتلة كبيرة من الأقباط، طلبوا منّي التواجد لتوفير الوشوم للأعضاء".
يشرح رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية في السينودس الإنجيلي، الدكتور رفعت فكري، لرصيف22 أن وشم الصليب موروث مصري، ويندرج تحت بند الحرية الشخصية، ويقول: "الصليب بالنسبة إلينا كمسيحيين، يدعونا إلى خدمة الآخرين، والبذل، والعطاء، والتضحية، حتى لو لم يكن وشماً على الجسد".
عادة إفريقية
في أيار/ مايو 2018، ألقى مطران دمياط الراحل ومسؤول المناظرات اللاهوتية في المجمع المقدس الأنبا بيشوى، والمعروف بأفكاره الأصولية، عظة قال فيها إن وشم الصليب يمثّل خطراً على الأقباط، لنقله الأمراض، خاصةً الفيروسات الكبدية، والإيدز، وأعلن بشكل حاسم منع الوشم، وطرد العاملين به من الأديرة والكنائس، خاصةً في فترات الموالد.
في الفترة نفسها، ألقى بابا الإسكندرية تواضروس الثاني عظةً أشار فيها إلى أن الصليب ليس للزينة، أو "الموضة"، لكنه من التقاليد القبطية.
يعلّق المفكر القبطي ومنسق التيار العلماني المصري كمال زاخر على المسألة بقوله إن "وشم الصليب ليس ضمانة للإيمان، ولكنه موروث اجتماعي انتقل عبر الأجيال".
ويضيف لرصيف22: "هو فلكلور مصري مرتبط بالصعيد في جنوب مصر، حيث تنتشر ثقافة الموالد الدينية، والشعبية، وهناك انتشرت عادة وشم الصليب"، مؤكداً أن الراحل البابا شنودة الثالث لم يكن موشوماً، على الرغم من أنه وُلد في الصعيد، وهذا دليل على عدم اشتراطه على المتدينين.
ويتابع زاخر أن فكرة الوشم ارتبطت أيضاً بالقارة الإفريقية، والتقطها المصريون في الجنوب، وهي من ضمن موروثات لها بعدٌ صحي، ووجاهة اجتماعية، ومن ثم انتقلت إلى بقية القارات، وانتشرت مؤخراً في أمريكا وأوروبا، مشيراً إلى أن مسألة التخوفات الصحية التي قد تتسبب بها آلة الوشم، يتغلب عليها العاملون بها، برفع لافتة عن تغيير "الإبرة"، والتعقيم.
وتناول زاخر تمسك الأقباط بوشم الصليب الذي عدّه نوعاً من المقاومة السلبية من قبل البسطاء في مواجهة موجات الاستهداف على أساس ديني.
ويختم: "إنها، باختصار، فلسفة شعبية لها مدلولها، بإعلان المقاومة السلبية من خلال التحدي بالصليب الذي يرفضه المضطهد، وكأن الموشوم يقول: ‘أنا بتحدّاك بوشم الصليب’".
من الإسلام إلى الحج
يقول المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي في كتابه "القول الإبريزي" (تاريخ الأقباط)، إن وشم الأقباط بالصليب بدأ مع الفتح الإسلامي، لكي يميّز بين مَن اعتنق الإسلام، ومَن ظل مسيحياً. وفي عهدي أسامة بن زيد التنوخي، وحنظلة بن صفوان، كان المسيحيون، وخاصةً الرهبان منهم، يوشمون بصورة أسد على معاصمهم، ومَن يغيّر الوشم تُقطع يده.
كذلك، ازداد الوشم في عهد الملك المنصور بن قلاوون، الذي تولى الحكم سنة 1279 ميلادية، وكان ملكاً قاسياً جداً، خالياً من الرحمة على المسيحيين، وأذاقهم أنواعاً من الذل والهوان، وظل هذا التعسف مستمراً حتى عصر صلاح الدين خليل، المُلقب بالأشرف، الذي اضطهد الأقباط في مناحي الحياة كلها، وعلى الرغم من ذلك، تمسكوا بإيمانهم، ووشموا الصليب، كعلامة لا تُمحى، على اليد.
في قراءة أخرى، يقول الباحث في التراث القبطي الدكتور سينوت شنودة لرصيف22 إن وشم الصليب عادة قديمة تعود إلى بداية الحج إلى القدس في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، فقد كان الحجاج يوشمون، كعلامة على زيارتهم القبر، والأماكن المقدسة. ومع القرن الرابع الميلادي، بدأت الزيارات إلى القدس تنتظم، وانتشر معها "دق" الصليب. ويضيف: "يعتقد عامة الأقباط أن وشم الصليب طقسٌ، أو أحد أسرار الكنيسة. وهي معتقدات خطأ نتيجة توارث العادة، وانتشارها"، فهي "فولكلور مصري".
تحذيرات طبية
يصف أستاذ الجهاز الهضمي والكبد في معهد تيودور بلهارس، علاء عوض، فكرة استخدام آلة حادة تصل إلى الدم، من دون اتّباع الطرق الصحيحة في التعقيم، والصحة، والسلامة، بـ"الكارثة الطبية" التي قد تكون وسيلة لنقل الأمراض، خاصةً الفيروسات الكبدية، والإيدز، وغيرها.
وعادةً، تنتقل الأدوات التي تُستخدم في الوشم من شخص إلى آخر. ويقول عوض: "لا نعتقد أن القائمين عليها على دراية بتعليمات الأمن". كذلك، يلفت إلى أن الأدوات الموجودة في مراكز التجميل، "جميعها قد تعرّض لمخاطر انتقال فيروس سي وبي".
الكنيسة والدولة
عن جود الصليب، كنوع من التصنيف الديني، يقول منسق جماعة "مصريون ضد التمييز الديني" الدكتور منير مجاهد، لرصيف22، إن التمييز هو انتقاص من حقوق الفرد، بناء على انتمائه الديني، بينما وشم الصليب لا يندرج ضمن علاماته، لأنه اختيار شخصي، ولا تفرضه الدولة على المواطنين.
ويؤكد أستاذ اللاهوت في الكلية الإكليريكية القمّص روفائيل سامي أن "دق الصليب" مجرد عادة، وليس فرضاً، بل حرية شخصية. ويضيف لرصيف22: "أنا لم أفرض على أبناء كنيستي أن يوشموا بالصليب، بل على العكس، إذا سألني أحدهم، أؤكد له أن من حقه ألا يوشَم".
في تفسيره لتمسك الأقباط بوشم الصليب، حتى الآن، يردّ أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس حسن الخولي الأمر إلى "تمركز حول الهوية الدينية"، ويعتبره "مؤشراً سلبياً يعني التعصب، ويظهر التديّن في التعامل السطحي، كنوع من التجميل والاستعراض، بينما السلوك، وروح الدين الحقيقية، قد لا نجدهما".
ويضيف الخولي لرصيف22 أن وشم الصليب من قبل الأقباط مرتبط بالثقافة الاجتماعية، وغير مرتبط بالاضطهاد، كما يعتقد البعض، خاصةً أن المسلم يبرز "زبيبة الصلاة"، ويرفع شعارات دينية في سيارته، كالمصحف أو السبحة، كما يحمل المسيحي قلادات بصور القديسين. "نحن في صدد حالة من التدين الشكلي في المجتمع"، يقول.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت