من يطّلع على كتابات المغربي عبد الفتاح كيليطو، ويقف على عتبات عناوينها المتنوعة والمتناسلة، سيكتشف عوالم زاخرةً بالحكي والاستمتاع بالتراث العربي القديم، الذي قلبه على جميع الأوجه، وأعطاه الحياة عبر تأويلات متفردة، أو إن صح التعبير، عبر لغةٍ مخصوصةٍ مستمَدة من قراءاته المتنوعة، إلى درجةٍ يمكن الإقرار مع الكاتب نفسه، بأنه لا يمكن لأي كان تكلّم لغته، أو نسج حكاياته، كما يفعل هو، الشغوف بالتراث العربي، وحامل رسالة إعادة قراءته، وبعث الروح فيه من جديد.
يقطن في المتون إلى حين...
ينتقل بسلاسةٍ كبيرةٍ بين متونٍ عربيةٍ قديمة، على رأسها "ألف ليلة وليلة"، التي ما ينفكّ يعود إليها في كتاباته كلها تقريباً، ويعيد النظر في حكاياتها، وفي مواقف شهريار وشهرزاد، وفي خفايا قضايا الإنسانية في تلك الحقبة، وتقريبها إلى وقتنا الحاضر، ويستدعي العديد من الأعلام العرب، كالجاحظ، وأبي حيّان التوحيدي، وأبي العلاء المعري، والهمذاني، والحريري، والمتنبي، وآخرين، ويحفر في كتبهم، وفي سيَرهم، ويقف على مختلف القراءات التي قدّمت لهم، سواء من المحدثين أو من القدامى، ومن النقاد العرب والغربيين، إلى درجةٍ يجعل من يطّلع على كتاباته، يتساءل: ما السرّ في استدعاء هؤلاء القدامى كلهم؟ ألم تكن من الأجدر دراسة ما هو حديث وترك هؤلاء القدامى ينامون في سلام؟
يفضّل كيليطو أن يُقرأ على أن يتحدث، وأن يُرى ويُسمَع من خلال كتبه ونصوصه المختلفة، ولهذا فهو يعزف عن إجراء الحوارات والقبول باللقاءات التكريمية
ولأنه كاتب استثنائي، فهو يغرّد خارج السرب، ويسبح عكس التيار. ولهذا، فهو يذهِل بمعرفته وطرائق إبداعه، ما جعل سيرته القرائية والفكرية والإنسانية تثير انتباه العديدين، لفرادتها وتميّزها، ولسبرها أغوار تراثٍ عربيٍ قديم، ساد الاعتقاد أن النقاد والكتاب قد انتهوا من دراسته، وأنه لا يمكن أن يُقدَّم الشيء الجديد في عالمٍ متحول، عالم له لغة ومناهج قرائية تقلب ما هو حديث، وتغفل القديم الذي بنيت عليه الحضارات والثقافات كلها، ألا وهو التراث والفكر العربيين الغنيين.
يكتب عبد الفتاح كيليطو باللغتين، العربية والفرنسية، بكل أريحية، ويتنقل بينهما برشاقة كبيرة، وعبر تكثيفٍ كبير، واقتصادٍ في قول ما يلزم. يفضّل الكاتب طرح الكثير من الأسئلة في كتاباته، تاركاً المجال للقارئ لتقديم الأجوبة التي يرغب فيها، وقد تبدو للبعض أسئلته غريبةً وعبثيةً، والانخراط فيها ضرباً من العبث واللغو، لأنها قد لا تفيد في شيء سوى تكرار نسج الحكايات نفسها، برؤى مختلفة. غير أن كيليطو، وسط هذه الغرابة كلها، يقدّم الممتع والمتميز على الدوام، ويطرح الأسئلة المقلقة والمستفزة، التي تجعل من استعادة التراث العربي القديم، والكتابة عنه، مساءلةً دائمةً للكتابة، وامتحاناً للنقد العربي المعاصر، الذي لم يتمكن بعد من سبر أغوار ذلك التراث الزاخر، وهذا ما يضعه في طليعة النقاد والباحثين المجددين في الدراسات الأدبية العربية، ومخرجيها من دائرة التقليد والنمطية.
لن تتكلم لغتي
"لن تتكلم لغتي"، عبارة تصلح للتعبير عن منجز الكاتب عبد الفتاح كيليطو، ولتلخيص تجربته كمؤلف.
وهو ما يعود إليه في كتابه "في جوّ من الندم الفكري"، مستعيداً السؤال المقلق الذي يواجه الكاتب المغاربي بالتحديد، إذ يقول: "لا يطرح العديد من الكتاب العرب والأجانب السؤال المقلق حول لغة الكتابة، ولا أحد منهم يتساءل هل "أخطأ اللغة"؟ بل إنه يعلم غريزياً بأية لغة سيكتب، بقدر ما يعرف الهوية اللسانية لقرائه، فلغة الكتابة والقراءة بديهية لديه. أما بالنسبة إلى الكاتب المغربي، ولنقل المغاربي، فالأمر ليس بهذا الوضوح. لكل مغاربي حكايته مع اللغة، بل مع اللغات: العربية، والفرنسية، والأمازيغية. حكاية يكون على استعداد لروايتها، تشكّل خلفية ما يكتب، بحيث لا يمكن استقبال كتاباته إلا في إطارها".
عبد الفتاح كيليطو اسم وطَّنَ حروفه في صلب تربة الأدب الرفيع، الأدب العالمي أقصد. وهذا رأي يشترك فيه كثير من أهل المعرفة الأدبية، فما السرّ في ذلك؟"
وعن ارتباطه بالتراث والأدب العربيين القديمين، يقول كيليطو نفسه في كتابه "في جوّ من الندم الفكري"، إنه نابع من شعور لا يفارقه بأن "الأدب العربي يحتاجني بقدر ما أنا أحتاجه"، وأنه لولا هذا الشعور لما كتب على الإطلاق.
ويشير إلى أن اطّلاعه على الأدبين الفرنسي والأوروبي بصفة عامة، واتقانه اللغة الفرنسية، مهدا له الطريق للكتابة باللغة العربية، التي لم يرَ فيها أساتذةٌ ومجايلون له أي فائدة، إذ كان يقال له: "جميل أن تدرس المتون التراثية، لكن افعل ذلك بالفرنسية، لأن الخلاص بها. أما العربية، فاكتب عنها، لكن إياك أن تكتب بها، وإلا ستظلّ حبيسها، ولن يلتفت إليك أحد خارجها".
ولكن العكس هو الذي حدث، فقد تمكّن الناقد عبد الفتاح كيليطو، من إثارة الإعجاب عبر كتاباته باللغتين العربية والفرنسية، وسبغ الكثير من الحيرة لدى الذين ما زالت لغة الكتابة والإبداع تطرح لديهم إشكالات حقيقية، وهو السرّ ربما الذي جعل موضوع اللغة يهيمن على تفكير كيليطو، والسؤال الذي يطرحه في كل ما كتب، كما لو يطرحه على نفسه، هو كما قال: "انتزاع حق الكتابة باللغة العربية، وفرض نفسي ككاتب عربي يواجه رهاناً صعباً، ومجنوناً، هو ألا أكتب كالأوروبيين، وأن أختلف في الآن عن المؤلفين العرب الذين أطّلع على مصنفاتهم".
الكتابة باقتضابٍ واحترام...
الناقد المغربي وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الأورو-متوسطية في فاس، الدكتور عبد الرحمان طنكول، يقول في تصريح لرصيف22، إن "عبد الفتاح كيليطو اسم وطَّنَ حروفه في صلب تربة الأدب الرفيع، الأدب العالمي أقصد. وهذا رأي يشترك فيه كثير من أهل المعرفة الأدبية، فما السرّ في ذلك؟".
يردف طنكول مجيباً على تساؤله بأن سرّ هذا التميّز يعود إلى كون كيليطو استطاع أن يبتكر أسلوبه الخاص في مجال الإبداع النقدي، وهو أسلوب لن يستطيع أي أحد التحدث به، وربما قد نجد إيحاءاتٍ مضمرةً لهذا الأمر في كتابه "لن تتكلم لغتي". مشيراً إلى أن النقد الأدبي عرف تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، على إثر التراكم الذي حصل بفضل تعدد المناهج والمقاربات التي كان لها دور فاعل في تنامي مدوّنات النقد العربي، غير أن "الطاغي في المنجز الذي تم تحقيقه حتى اليوم، هو النقد الذي ينشغل بالمضمون، وبتطبيقات المصطلح، على حساب التفكير في استحداث خصائص تجعل من الناقد ينفرد بلغة ما نوعية ومجددة، بكتابةٍ ما مميزة وأصيلة، وبأسلوب مائز ورائد".
"أتكلّم جميع اللغات لكن بالعربية". كان هذا عنوان أحد كتب المغربي عبد الفتاح كيليطو. الناقد فرض مكانته في المشهد الأدبي والنقدي العربي بكتبه الخارجة عن السائد
لا يقلّل عبد الرحمان طنكول من أهمية النقد التراكمي، فجهوده في مواكبة تطور الأدب مهمة جداً في فهم مضامين هذا التطور، والإحاطة بدوافعه وآليات ديناميته، لكن إذا ما نظرنا إلى هذا النقد من منطلق مفهوم "الإبداع النقدي" المرتبط مثلاً بما يسميه رولان بارت، في مجال التشكيل بـ"الدكتوس"، أي تلك البصمة الشخصية التي يطبع بها الناقد عمله، فإننا قد لا نعثر عليها عند كثيرين من النقاد، على الصعيدين الوطني والدولي، بينما تُعدّ هذه البصمة بمثابة الأثر الذي يُحدث لدى القارئ انطباع الإعجاب الذي هو أساس المتعة التي لا تتوارى، أو تضمحل، مع الزمن. إعجاب مردّه إلى قلق الأسئلة التي يثيرها الناقد عند متلقّيه، عندما يضعه أمام كتابةٍ تتقاطع فيها خيوط الحكي الساحر، بالتحليل الماكر.
لم يكن من السهل بالنسبة إلى كيليطو السير على هذا الأسلوب، فقد كان عليه، كما يقول الدكتور طنكول، "أن يواجه تقليعات نظريات النقد من جهة، والغوص في الآداب الكلاسيكية العربية، مع الحرص على صياغة أسلوب لا يمكن أن نجعل منه إسناداً للتقليد. حرصٌ يفسّر ميله إلى كتابة مقلّة، ومقتضبة، لا تقبل الإكثار في ملء الصفحات البيضاء بالحشو والإطناب والثرثرة. وهو بذلك يجعلنا أكثر حرصاً على التعامل مع الكتابة باحترام، ومع القراءة كوسيلةٍ للبحث، ليس عما يفيد فحسب، وإنما أيضاً عن إمكانية اكتشاف مكامن اللا مُتَوَقَّع".
الكاتب وقِراءاته
منذ كتابه "الأدب والغرابة"، إلى "العين والإبرة"، و"الحكاية والتأويل"، و"المقامات"، و"الأدب والارتياب"، و"لسان آدم"، و"أنبئوني بالرؤيا"، و"الكتابة والتناسخ"، و"بحبر خفي"، وغيرها من المؤلفات، وصولاً إلى كتابه الأخير الصادر حديثاً عن دار المتوسط بعنوان "والله إن هذه الحكاية لحكايتي"، يعاكس كيليطو التيار، ويتشبث بهويته العربية، ويستحضر الكتّاب العرب، كالجاحظ والمعري والمتنبي وطه حسين والمنفلوطي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبد الكبير الخطيبي، ويضعهم أمام مرآة المترجمين الغربيين، كما يستحضر التراث الغربي بدءاً بـ"الكوميديا الإلهية" لدانتي، و"دون كيشوت" لسيرفانتيس، وبورخيس، وكافكا، وغيرها من الكتابات الأساسية، والدراسات النقدية الغربية والفلسفية الحديثة، التي يُسخّر مناهجها ومفاهيمها في سبيل دراسة الأدب العربي القديم الذي أخلص له، وجعل منه منارةً أو معياراً للحقيقة الأدبية، التي تُكسب النص متعته ولذته الأدبية.
وفي هذا الخصوص، يقول الروائي والناقد المغربي، عبد الله بِيضَا، لرصيف22، إنه في مجمل إنتاجات الكاتب عبد الفتاح كيليطو، تشعّ متعة استقلال الكتاب، وفي كل مرة يردّد: "وأخيراً هذا نص، أو كتاب يتجاوز كل ما هو طارئ، ويتجاوز تفاهات اليومي. إنها كتب تكرّم الكتب، وتستدعي عوالمها وفضاءاتها أجمل ما كتبته الإنسانية جمعاء، إذ يمكن عدّ كتبه مكتبات زاخرة".
ويضيف بيضا أن أعمال كيليطو تؤسس لحوار متناغمٍ، وعاشقٍ، وذكي، مع مختلف المؤلفات والمصنّفات، فبفضله تغيرت رؤية العديد من الباحثين للنصوص العربية الكلاسيكية، وتمكنوا من ملامستها بشكل حي، ومن تذوّقها، ولم تعد تلك النصوص الجافة أو المعقدة.
"انتزاع حق الكتابة باللغة العربية، وفرض نفسي ككاتب عربي يواجه رهاناً صعباً، ومجنوناً، هو ألا أكتب كالأوروبيين، وأن أختلف في الآن عن المؤلفين العرب الذين أطّلع على مصنفاتهم"
لم تكن الكتب من قبيل: المقامات، وكليلة ودمنة، وكتب الجاحظ، أو المعري، وغيرهم، تثير اهتمام أساتذة اللغة العربية، لأنهم يرونها كتباً منجزةً، ومنتهية الصلاحية. فما بالك بالأساتذة الجامعيين في القسم الفرنسي، الذين لم يكونوا يلقون بالاً إلا لنصوص "ألف ليلة وليلة"، لأنها هاجرت إلى الديار الغربية عبر الترجمات العديدة، وهو ما حقق لها الانتشار الواسع. أما الكتب الأخرى، فنادراً ما تجد من يلتفت إليها من المهتمين بالنقد والأدب المكتوبين باللغة الفرنسية، أو غيرها من اللغات الأجنبية.
لهذا، فإن العمل الذي قام به الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو، عملٌ عظيم، أعاد من خلاله الاعتبار إلى التراث العربي القديم، على الرغم من المقاومة الشديدة التي تعرّض لها من قبل المنغمسين في التيارات الحداثية، والتي ترى في العودة إلى التراث والأدب العربيين الكلاسيكيين انتكاسةً كبرى، وهو ما سخر منه في مجمل نصوصه التي تناولت هذا الأمر.
وسبق أن عبّر عن اعتزازه بالأدب العربي، وتفضيله الكتابة عنه، قائلاً: "لم يعنِ لي إلا نادراً أن أنشر دراسةً عن الأدب الفرنسي، لأنني أعلم أنني لن أضيف شيئاً يُذكر لما يكتبه الفرنسيون. وفضلاً عن ذلك، فإنهم، وهذا هو المهم، لا ينتظرون مني أن أكتب عن أدبهم، أدبهم لا يحتاجني".
بحث عن المعنى
في مجموع كتبه، يحكي كيليطو قصة قراءاته وحكايات كتبه الممزوجة بحكايته الخاصة، وحكايات الآخرين، ويأخذ القارئ في سفرٍ معرفي، للبحث عن الترابط بين النصوص القديمة والشواهد التي يستحضرها، وبين المعاني، لأن الأدب لديه رحلة بحث دائمة، وترويض للذاكرة والتخييل، على الأقل، في سبيل البحث عن المعنى، وعن معرفةٍ أفضل لهذا الأدب، الذي مهما غرفنا منه، نظلّ جاهلين للعديد من متونه.
وهذا الجهل، هو ما نصطدم به دائماً، ونحن نطالع مؤلفات الكاتب والناقد عبد الفتاح كيليطو، الذي يجبر قارئه على التفرّغ لكتاباته، التي على الرغم من صفحاتها المعدودة، ولغتها المختزلة والمقتضبة، فإنها تدخل ضمن ما يُعرف بـ"السهل الممتنع"، الذي يتطلب اجتهاداً ومعرفة. إنها كتابة مبدعة، تتجاوز ثنائية القديم والمستحدث، وتجمع بين الفائدة والمتعة، وتحرر القارئ من الكليشيهات والتصورات النمطية عن الأدب كلها.
ولعلّ هذا ما جعل الكاتب والأستاذ الجامعي السوري، نزار حمود، يكتب في صفحته على فيسبوك عن "قُرَّاء كيليطو"، قائلاً:" يُشعرني كيليطو بأنّ نصوص العالم كلّها مترابطة، ومنبعها ونقطة ارتكازها: ألف ليلة وليلة. كيليطو مثال للقارئ المجتهد".
ويضيف بأنه يرى في كتابات كيليطو: "ردّاً مناسباً لكل من يرى الأدب كلاماً فارغاً، وفي الوقت ذاته يشعرني بالحرج، ويشعرني بقصوري في فهم النصوص، فيدفعني لقراءة المزيد، ومعرفة المزيد، وفهم المزيد. كيليطو هو الرفيق الأمثل في رحلة البحث عن المعنى".
يجمع الذين اطلعوا على كتابات الناقد عبد الفتاح كيليطو، كلهم، على استحالة وضعها ضمن تصنيف محدد، ولعلّ هذا ما يمنحها فرادتها وتميّزها. كتابات كيليطو تتجاوز حدود الأجناس النقدية والأدبية المتداولة، وتؤسس لجنسٍ أدبيٍ فريد، هو ما قال عنه بنفسه ذات مرة: "إن إحدى مهام الكاتب هي أن يتبنى نبرة ويحتفظ بها، ويجعل القارئ يتقبّلها". كما أجاب عن سؤال: لأي نوع أدبي تنتمي كتاباته؟
بالقول: "سؤال يطرح عليّ أحياناً، فأراني مدفوعاً إلى الجواب عنه، مع شعوري بأن ما سأقول لن يكون مقنعاً. ربما من المفيد، لتوضيح السؤال، ربطه بآخر: إلى أي نوعٍ تنتمي قراءاتي؟ ماذا أقرأ؟ ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء، ما هو أول كتاب قرأته؟ في كل مناسبة أقدّم عنواناً مختلفاً، حسب مزاج اللحظة، ومنعرجات الذاكرة، وحسب الشخص الذي يسألني، ولغته، والأدب الذي ينتمي إليه، فأقترح، وبمعنى ما أخترع كتاباً أول، أُبدع مرة أولى".
ولعلّ هذه الفرادة، هي التي عبّرت عنها لجنة جائزة العويس، التي توّجته بجائزة النقد والدراسات الأدبية عن مجمل أعماله عام 2007، إذ رأت فيه من المبرزين بين النقاد العرب، ويتمثل النظريات النقدية الحديثة في تجربة فريدة، أسهمت كثيراً في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي والعجائبي العربي، هذا ناهيك عن أن نقده يأتي من خارج التقليد، في رؤيةٍ تمتلك الجدية والحيوية والعمق، فيعيد إلى النقد روح الابتكار والإبداع، ويفتح للنقد العربي أفقاً من الحيوية والتأمّل.
يفضّل كيليطو أن يُقرأ على أن يتحدث، وأن يُرى ويُسمَع من خلال كتبه ونصوصه المختلفة، ولهذا فهو يعزف عن إجراء الحوارات والقبول باللقاءات التكريمية، تاركاً للكتاب حرية أن يكون جواز مروره إلى القراء، فهو القائل في كتابه "مسار": "ينبغي للكاتب أن يتجنّب الحوارات، وأن يكتفي بكتبه، ويدع قارئه يتدبّر فيها أمره. وإن كان ولا بد، فليكن حواراُ واحداُ... ولكن ألا ترجع هذه الحوارات في النهاية إلى حوارٍ واحدٍ لم أفتأ أقيمه مع قارئي العزيز؟".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون