شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"الإجازة الرسمية هي الفائدة الوحيدة"... 33 عاماً على "استقلال دولة فلسطين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 15 نوفمبر 202112:38 م

في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في قاعة قصر الصنوبر بالجزائر، أمام أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، خلال دورته التاسعة عشرة، "قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".

جاء إعلان الزعيم التاريخي للفلسطينيين مستمداً من الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في أرضه، ومن قرارات القمم العربية، ومن الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947.

ما أهمية الإعلان؟

صاغ شاعر فلسطين الراحل محمود درويش "وثيقة الاستقلال" ببلاغة، وكان حريصاً على أن تلخص آلام أبناء شعبه وأحلامهم وطموحاتهم، الذين كانوا يخوضون انتفاضة في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية منذ 1987. 

33 عاماً على إعلان عرفات وثيقة "استقلال دولة فلسطين" التي صاغها الشاعر محمود درويش... ما أهمية هذا الإعلان؟ وما الحقائق التي فرضها على الأرض؟

ورد في الوثيقة: "في هذا اليوم الخالد، في الخامس عشر من نوفمبر 1988، ونحن نقف على عتبة عهد جديد، ننحني إجلالاً وخشوعاً أمام أرواح شهدائنا وشهداء الأمة العربية الذين أضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذا الفجر العنيد، واستشهدوا من أجل أن يحيا الوطن، ونرفع قلوبنا على أيدينا لنملأها بالنور القادم من وهج الانتفاضة المباركة، ومن ملحمة الصامدين في المخيمات وفي الشتات وفي المهاجر، ومن حملة لواء الحرية: أطفالنا وشيوخنا وشبابنا، أسرانا ومعتقلينا وجرحانا المرابطين على التراب المقدس وفي كل مخيم وفي كل قرية وفي كل مدينة، والمرأة الفلسطينية الشجاعة حارسة بقائنا وحياتنا، وحارسة نارنا الدائمة، ونعاهد أرواح شهدائنا الأبرار، وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني وأمتنا العربية وكل الأحرار والشرفاء في العالم على مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال، وترسيخ السيادة والاستقلال".

وأكدت الوثيقة على هوية دولة فلسطين كدولة عربية وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية في تراثها وحضارتها، وفي طموحها إلى تحقيق أهداف التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة.

في الوثيقة، قدّم الفلسطينيون "تنازلاً مؤلماً" بأن أعلنوا إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، وليس على أرض فلسطين التاريخية، حتى تكون دولة لكل الفلسطينيين، بمن فيهم الذين هم في الشتات. وذلك لا لشيء إلا لأنهم يرغبون في العيش بأمن وسلام.

وبينما رفضت إسرائيل الخطوة الفلسطينية، سارعت بعض دول العالم الداعمة لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها إلى الاعتراف بدولة فلسطين المعلن عنها، وسمحت بإقامة سفارات وممثليات فلسطينية على أراضيها، بشكل تجاوز معه عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية تلك المعترفة بإسرائيل.

فتح "إعلان الاستقلال" أيضاً الطريق لعودة القيادة الفلسطينية إلى أرض الوطن، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كممثل شرعي لدولة فلسطين، وبناء المؤسسات الوطنية التنفيذية والتشريعية والقضائية كخطوات ضرورية على طريق السعي إلى تحقيق الدولة المستقلة كاملة السيادة.

في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، اعتمدت دولة فلسطين  بصفة "مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة من قبل الجمعية العامة للهيئة الدولية، وعُدّ هذا نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الفلسطينية.

"كانت ولم تزل وستبقى خارطة طريق جميع الفلسطينيين" vs "يوم استقلالنا هو يوم تحرير فلسطين من المحتلين"... كيف يقيّم فلسطينيون وثيقة استقلال دولة فلسطين بعد 33 عاماً على صدورها؟ 

وأيدت 138 دولة منح فلسطين هذه الصفة في تصويت تاريخي بالجمعية العامة، مقابل رفض تسع دول وامتناع 41 أخرى عن التصويت. وترتب على ذلك مزيد من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

لمناسبة الذكرى 33 لـ"استقلال فلسطين"، قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) إن إعلان وثيقة الاستقلال "كان ثمرة لتضحيات مئات الشهداء والجرحى والأسرى وعذابات آلاف اللاجئين واستجابة موضوعية وخلاقة للحقائق التي أرساها النضال الوطني الفلسطيني وأصبحت وقائع لا يمكن تجاهلها".

وأضاف "فدا" أن الوثيقة "كانت ولم تزل وستبقى خارطة طريق لجميع الفلسطينيين من أجل العيش المشترك، والنضال المشترك، ونيل حرية فلسطين"، مشدداً على أنها أرست حقائق على الأرض لا يمكن لإسرائيل تجاوزها، ومن أهمها الاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين.

احتفال سنوي يثير تهكمات

وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، تعطّل المؤسسات الرسمية والشعبية في فلسطين، وترفع الأعلام الفلسطينية فوق المباني الحكومية ومنازل المواطنين، وتنظم الاحتفالات في جميع المحافظات الفلسطينية، وفي مخيمات اللجوء والشتات، لإحياء الذكرى.

وأطلق العديد من الفلسطينيين تعليقات تهكمية على "مزاعم الاستقلال" لدولة فيها "غزة محاصرة، والمستوطنات تتوسع، والقدس محتلة، والأسرى في سجونهم (سجون إسرائيل)، واللاجئون في مخيماتهم!"، لافتين إلى أن "العطلة والإجازة الرسمية هما الفائدة الوحيدة" من هذه المناسبة.

"علموا أولادكم أنَّ بلادنا فلسطين محتلة، وأن إعلان الاستقلال بيع للوهم وتزييف للوعي. كفانا استخفافاً بالعقول، وتحريفاً للواقع، وتلبيساً على الأجيال!" #يوم_الاستقلال_الفلسطيني

كتب أحدهم ساخراً: "وفي يوم الاستقلال… شلومو أخذ الأرض وإحنا أخذنا الأجازة". وقال حساب "مش هيك" الساخر الفلسطيني الذي يتابعه أكثر من 50 ألف شخص، بلهجة أكثر غضباً: "في يوم عيد الاستقلال، ما زال هنالك خمسة أسرى يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري دون أن تفعل لهم الدولة ‘المستقلة‘ أي شيء!". وذلك في إشارة إلى استمرار الأسرى الفلسطينيين كايد الفسفوس (منذ 124 يوماً) وعلاء الأعرج (منذ 99 يوماً) وهشام أبو هواش (منذ 91 يوماً) وعياد الهريمي (منذ 54 يوماً) ولؤي الأشقر (منذ 36 يوماً) في الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم التعسفي.

كذلك غرّد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، متسائلاً: "#أين_هو_الاستقلال؟! علموا أولادكم أنَّ بلادنا فلسطين محتلة، وأن إعلان الاستقلال بيع للوهم وتزييف للوعي. كفانا استخفافاً بالعقول، وتحريفاً للواقع، وتلبيساً على (يقصد خداعاً لـ) الأجيال!". وشدد على أن "يوم استقلالنا هو يوم تحرير فلسطين من المحتلين"، خاتماً بوسم #أزمة_وعي.

على الجانب الآخر، رفض فلسطينيون التعليقات الساخرة، معتبرين أن يوم الاستقلال هو "يوم يعبر عن حلم الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image