شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
الإساءات الجنسية كانت متفشية في مدرسة لاهوتية بأمريكا طوال عقود

الإساءات الجنسية كانت متفشية في مدرسة لاهوتية بأمريكا طوال عقود

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 11 نوفمبر 202105:08 م

أظهر تحقيق مستقل أن الإساءات الجنسية للنساء كانت متفشيّة في المدرسة الحاخامية للإصلاح في الولايات المتحدة "مدى عقود"، بما في ذلك من رئيس المدرسة ومستشارها، الحاخام ألفريد جوتشلك، وخلفه الحاخام شيلدون زيمرمان. علاوة على التنمر والتمييز على أساس العرق والجنس والميول الجنسية.

والمدرسة الحاخامية هي المدرسة الرئيسية لتدريب الأحبار وقادة الفرق الموسيقية في الكنيس والمعلمين الدينيين الأمريكيين والعاملين العموميين في اليهودية الإصلاحية.

تبين من التحقيقات أن ستة موظفين في كلية الاتحاد العبري-المعهد اليهودي للأديان (هيبرو يونيون كولج HUC)- وهو القسم الأقدم في المدرسة، مارسوا اعتداءات جنسية مختلفة على النساء اللواتي سيصبحن حاخامات. قاد المدانون بالتحرش المدرسة أكثر من ثلاثة عقود وتسببوا بآثار عميقة للضحايا.

أبرز الحاخامات المدانين هو جوتشلك، الذي عمل رئيساً ومستشاراً لـ"HUC" بين عامي 1971 و1996، وخليفته زيمرمان، الذي خدم حتى عام 2000.

وفي حين تسببت بعض اتهامات الإساءة الجنسية للنساء بإقصاء زيمرمان عن العمل عام 2000، لم يُتّهم جوتشلك علناً من قبل اتهامات مماثلة. الجهد الذي كشف إدانة المسؤولين الستة أحد ثلاثة تحقيقات مستقلة طالبت المدرسة بإجرائها عقب حراك "#MeToo" المجتمعي الواسع لفضح المتحرشين.

رئيسها أرغم طالبة على وضع يدها على قضيبه، وقبّل أخرى عنوةً وضغط على الكثيرات للذهاب إلى سكنه… تحقيق مستقل يثبت أن الإساءات الجنسية للنساء كانت متفشيّة في المدرسة الحاخامية الإصلاحية في الولايات المتحدة "لعقود"

انهيار الشاهِدات

تحدث المحققون إلى 170 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب السابقين والحاليين في HUC، الذين لبٰوا دعوة مفتوحة للمشاركة.

وأوضحت الشهادات كيف أضرت نظرية "الولد المطيع"، القديمة الراسخة منذ عقود في فروع المدرسة الأربعة في الولايات المتحدة وإسرائيل، بأجيال من الحاخامات الإصلاحيين والمهنيين.

وفي التحقيقات، وصفت العديد من النساء تلقيهن تعليقات حادة حول وزنهن ومظهرهن وحملهن ووجودهن في المدرسة التي شهدت ترسيم أول حاخامة سيدة عام 1972، وذلك في ظل قيادة جوتشلك. وتحدث طلاب وأعضاء هيئة التدريس عن وجود "تمييز ضد الطلاب المثليين". وعبّر الجميع عن اعتقادهم بأن الشكاوى الرسمية ضد التحرش لم تكن لتؤدي إلى المساءلة.

وورد في التقرير النهائي للمحققين: "كان الألم الذي عانى منه العديد من الشاهِدات خلال تجربتهن في HUC -بعضهن لعقود- جلياً. انهارت كثيرات منهن من البكاء، بينما تحدثت أخريات عن السنوات التي قضينها في العلاج".

ومن الاتهامات التي تثبّت منها المحققون أن جوتشلك كان "زير نساء" يضغط باستمرار على طالبات HUC للذهاب إلى شقته، حيث يتحرش بهن أو يفعل ما هو أسوأ. قالت طالبة سابقة إن جوتشلك وضع يدها على قضيبه، وأخبرت أخرى المحققين أنه ثبّتها على الحائط وقبّلها رغماً عنها.

عبّرت ضحايا عن غضبهن بشكل خاص لأن المتحرش كان الشخص الذي تولّى ترسيمهن حاخامات. اعتبرن أن ترسيمهن كان فاسداً

ووجد التحقيق أن ستيفين باسامانيك، أستاذ الأدب الحاخامي الذي تقاعد عام 2013، تضمنت أفعاله الشائنة ملء حاسوبه الخاص في HUC بمواد إباحية، وأن بونيا شور، أستاذ الليتورجيا (الشعائر الدينية)، اشتهر على نطاق واسع بأنه كان يلامس أجساد طالباته عنوة.

عبّرت ضحايا عدة عن غضبهن بشكل خاص لأن المتحرش كان الشخص الذي تولّى ترسيمهن حاخامات، ما اعتبرن معه أن ترسيمهن كان فاسداً. وحث التحقيق المدرسة اللاهوتية اليهودية على إجراء "حفل إعادة ترسيم اختياري، أو ما شابه" للحاخامات اللواتي يشعرن أن ترسيمهن كان فاسداً.

لكثرة ادعاءات سوء المعاملة والتحرش والتنمر والتمييز، ركز المحققون على المسؤولين الستة، وأربعة منهم توفوا، لأن الادعاءات ضدهم كانت "مزاعم متكررة وذات صدقية"، ما يعني أن هناك متهمين آخرين ربما لم يتمكن التحقيق من إثبات التهم عليهم بعد.

وأوصى المحققون بعدد كبير من التغييرات في المدرسة لتفادي تكرار الإساءات الجنسية للنساء، بما في ذلك إنشاء أنظمة جديدة لمراجعة الادعاءات واستكشاف إمكانية إلغاء رسامة الحاخامات اللواتي ثبت ارتكاب انتهاكات بحقهن. وشجّع المدرسة على الانخراط في عملية "teshuva" أو "توبة".

وتعهدت المدرسة احترام نتائج التحقيقات حول "الضرر الدائم" الذي لحق بالعديد من أفراد مجتمعها إثر "سلوك يتعارض مع القيم الأساسية لهذه المؤسسة، وببساطة شديدة، غير مقبول"، وأعربت عن "احترام شجاعتهن (الشاهِدات) واستعدادهن لمشاركة الذكريات المؤلمة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard