دخلت سارة إلى السفارة اللبنانية في باريس للمرة الأولى، يوم الاثنين 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وكأنها تزور معلماً سياحياً، وتترقب ما ستراه بلهفة. تقول السيدة اللبنانية اليهودية إنها مرّت بجانب هذا المبنى مرات ومرات، "أحياناً كنت أشعر أن هناك ما يجذبني للدخول، لكنني أتابع سيري في اتجاه منزل صديق، أو صديقة، أكون في طريقي إليه/ ا".
تقع السفارة اللبنانية في الدائرة 16 في باريس، في حي راقٍ أكثر سكانه من اليهود. كانت تعرف سارة بشكل جيد مباني الحي كلها، إلا مبنى واحداً يضم سفارة بلدها الأم. يوم الاثنين، دعت السفارة اللبنانية اللبنانيين اليهود إلى "لقاء عائلي" على شرفهم، في خطوةٍ غير مسبوقة على الإطلاق. وصلت الدعوة إلى سارة عبر صديق لها، ولبّتها بشغف.
وسارة، اسم مستعار، ليس اسمها الحقيقي. هي، ومن كانوا في السفارة، لا يُريدون الإعلام، وأن يكونوا تحت المجهر. أيضاً، لسارة هواجس كثيرة، منها أنها لا تريد لفت نظر الناس إلى طائفتها، خاصةً وأن عائلتها، أو أفراداً من العائلة، لديهم علاقاتهم، ووضعيتهم التي قد تتأذى. خوف سارة مبرر، فهي وأفراد عائلتها يعرفون تماماً كيف يتعامل المجتمع معهم، أو مع جزء منهم. تُريد أن تبقى بعيدةً، وغير مرئية.
خوف سارة مبرر، فهي وأفراد عائلتها يعرفون تماماً كيف يتعامل المجتمع معهم، أو مع جزء منهم. تُريد أن تبقى بعيدةً، وغير مرئية
تقول السيدة التي يخبر سمار بشرتها الكثير عن جذورها، إنها في كل مرة كانت تمر من أمام سفارة لبنان، لم تكن تجد سبباً تقدّمه إلى موظفة الاستقبال، إذا ما أرادت الدخول: "فأنا كوني أحمل الجنسية الفرنسية، وعائلتي وأصدقائي كلهم هنا في فرنسا، لم أحتج يوماً إلى أي خدمات قنصلية. كنت أريد فقط أن أختبر الشعور بأن أقف على أرض لبنانية مرّةً في حياتي، وهذا الشعور اختبرته ليلة الاثنين. لقد كان مريحاً بشكل غريب".
تتوقف سارة عن الحديث فجأةً، وكأنها تشعر بأن هناك ما تخشى أن يفوتها قوله. تقول بنبرةٍ فيها شيء من الجدية: "أنا لبنانية فرنسية. لقد كنت أشعر قبل هذه الدعوة بأن بلادي تتجنّبني بسبب ديني، على الرغم من أنني لا أرتبط بأي صلات مع إسرائيل التي -أنا فعلياً- أتّفق مع اللبنانيين في عدّها عدوّاً للبنان، بسبب التاريخ الموجود كله"، تُكمل حديثها بشيء من الراحة، وكأنها أزاحت عن كاهلها عبئاً ثقيلاً. تبدو سارة وكأنها اعتادت أن يُفحص دمها مرّات ومرّات. تُضيف: "المضحك أنني انتبهت خلال سهرة الإثنين، من خلال دردشتي مع بعض الحضور، إلى أن لبنان ينسبني إلى الطائفة الإسرائيلية، وهذا مسجل على أوراقي الثبوتية اللبنانية! يعني أن عائلتي خرجت من لبنان إلى فرنسا، ونبذت إسرائيل، لكنني أُسمَّى في فرنسا يهوديةً، وفي لبنان إسرائيليةً". توضح سارة التي تعّرف بنفسها على أنها غير متديّنة اليوم، أنها تعرف جيداً أن الكلمتين قد تكونان مترادفتين من الناحية التاريخية، لكنها ترفضها اليوم "بسبب الارتباط السياسي والأيديولوجي الذي باتت كلمة إسرائيلي تحمله، بعد قيام إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948".
يرفض عدوان أي محاولة لتسييس الحدث، الذي خرجت أصوات في بيروت تربطه بالتطبيع مرةً، ومرات برغبة أحزاب لبنانية صاحبة نفوذ في الخارجية، في اكتساب شرعية ما أمام المجتمع الدولي، أبرزها التيار الوطني الحر الذي تطال رئيسه عقوبات أمريكية.
تضم فرنسا الجالية اللبنانية اليهودية الأكبر في العالم، ويقول السفير اللبناني في فرنسا، رامي عدوان، صاحب الدعوة، إن هذا هو بالذات السبب الذي دفعه إلى تنظيم هذا الحدث، وهو يكشف خلال حديثه مع رصيف22، أنه وعلى الرغم من أن الحدث أقيم على شرف اليهود، فإنه ضمّ "مسلمين، ومسيحيين، وملحدين لبنانيين، إلى جانب يهود لهم علاقة قوية مع لبنان، واختاروا فرنسا أرض ترحيب بهم، مثل الكثير من اللبنانيين من الطوائف جميعها".
يرفض عدوان أي محاولة لتسييس الحدث، الذي خرجت أصوات في بيروت تربطه بالتطبيع مرةً، ومرات برغبة أحزاب لبنانية صاحبة نفوذ في الخارجية، في اكتساب شرعية ما أمام المجتمع الدولي، أبرزها التيار الوطني الحر الذي تطال رئيسه عقوبات أمريكية.
مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية في بيروت، غدي خوري، يؤيد رفض تسييس الحدث، ويقول إن السفير تصرّف "من رأسه"، وبمبادرة شخصية منه، "من دون التشاور مع الخارجية، أو أي أحد في بيروت". ويذهب في حديثه مع رصيف22، إلى أن دعوة السفير أتت "ربما لرغبة منه في الظهور بمظهر أكثر ليبراليةً أمام الفرنسيين، خصوصاً أنه لم يتسلم مهامه حديثاً، لنقول إنه يريد ترك أثر جديد له في السفارة". يوضح خوري تصريحاته هنا، بأن اللبنانيين اليهود هم مواطنون لبنانيون، لهم الحق في دخول السفارة ساعة يشاؤون.
لكن السفير اللبناني لا يقبل المنطق الذي يضع علامات استفهام على دعوته، وتوقيتها. هو يصرّ على أن السؤال عن التوقيت لا معنى له، وهو متحيز، "فهذه المبادرة هي جزء من مهام السفارة، وأنا سفير أمثّل سلطات بلادي، لذلك لا داعي للتنسيق المباشر مع الوزارة". يضيف: "الحدث حصل اليوم لأنه تأجّل لأكثر من سنتين، بسبب الأحداث الداخلية اللبنانية، ووباء كورونا، وليس لأي ارتباط سياسي لبناني، أو إقليمي آخر".
هنا تقف "الحكاية" عادةً؛ لبنان استثنائي بموزاييكه الطائفي، من دون أي محاولة للغوص في أحوال هذه الطوائف، أو بعضها، وأين قذفت بها الأحداث؟
في باريس، يقول سفير لبنان إن "الفكرة انبثقت من واقع أننا نريد تقديم لبنان على أنه أرض التقاء الحضارات، وأرض الترحيب بالجميع من أصحاب الأرواح الحرة الدينية، وغير الدينية". أما في بيروت، فيقول مدير الشؤون السياسية في الخارجية إنه لا يوجد أي سياسة لبنانية جديدة تجاه المواطنين اللبنانيين اليهود. "لا يوجد انفتاح جديد، ولا يوجد انغلاق أصلاً، فهم كأي مواطن لبناني آخر".
بين لبنان وأبنائه من الديانات المختلفة، علاقة معقدة، إذ لطالما عدّهم أبناء دينهم أولاً، وعاملهم على هذا الأساس. 18 هو الرقم الأيقوني هنا؛ عدد طوائف لبنان التي تصنع "استثنائيته"، حسب الأسطورة اللبنانية الشهيرة. هنا تقف "الحكاية" عادةً؛ لبنان استثنائي بموزاييكه الطائفي، من دون أي محاولة للغوص في أحوال هذه الطوائف، أو بعضها، وأين قذفت بها الأحداث؟ وكيف طحنتها السياسة، والحروب، والأوضاع الاقتصادية؟ وإلى أي مدى يشعر أبناؤها بحرص دولتهم عليهم؟
على أرض الواقع، "يتعايش" اليوم تحت سلطة "الدولة" اللبنانية، 17 طائفةً لبنانية فقط، فيما اختفت الطائفة اليهودية من المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، كأنها لم تكن يوماً موجودةً.
على أرض الواقع، "يتعايش" اليوم تحت سلطة "الدولة" اللبنانية، 17 طائفةً لبنانية فقط، فيما اختفت الطائفة اليهودية من المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، كأنها لم تكن يوماً موجودةً. يكاد المرء لو جاب لبنان كله، لا يجد لهم أثراً لهم، سوى بضعة كنس مهجورة، ومقابر غير مرممة. قبور تتناثر من الجنوب إلى الشمال، وفي بيروت والجبل، بشواهد تروي كيف أن اليهود كانوا هنا، وعاشوا هنا، بعضهم مات هنا، والباقون هاجروا. شواهد للذكرى، فحسب.
يعيش اليوم في لبنان بضع عشرات من اليهود في بيروت، وضواحيها، انسحبوا من المشهد العام، ويرفضون اقتراب السياسة، أو الإعلام، منهم، ويؤدّون صلواتهم في المنازل، بعد أن أغلقوا كنسهم. اللافت في حكاية يهود لبنان، أن هجرتهم الجماعية لم ترتبط باحتلال فلسطين، وإعلان إسرائيل عام 1948، بل بالتوترات الأمنية، والأزمات الاقتصادية التي تبعت ذلك بعد عقود، وهي لم تكن بمعظمها في اتجاه "الأراضي المقدسة"، بل نحو فرنسا أولاً، وسائر دول أوروبا، والأمريكتين ثانياً.
في أربعينيات القرن الماضي، كان اليهود اللبنانيون في بيروت، وبشكل أقل في جبل لبنان والجنوب، ورفضوا دعم منظمة يشوب الصهيونية المتطرفة الداعية إلى الاستيطان في فلسطين، فكان لبنان البلد العربي الوحيد الذي زاد تعداد الطائفة اليهودية فيه بعد عام 1948، من خمسة آلاف في تلك الفترة، إلى 12 ألفاً عام 1958. يعود هذا إلى أن لبنان، وبسبب تنوعه الديني، وازدهاره الاقتصادي، بات وجهةً لعائلات يهودية تهتم بالتجارة، ووجدت في لبنان فسحةً آمنةً لها.
هذا الواقع تغيّر، بعد أن عصفت بلبنان أحداث عام 1958. حينها، تصاعد الانقسام الداخلي في لبنان على خلفية موقع لبنان بين الغرب ومصر جمال عبد الناصر، وتفجّر هذا الصراع بين الفريقين على شكل حروب وأزمات. شكّلت هذه الأزمة اللحظة التاريخية التي بدأ فيها اليهود بالهجرة. ومع اندلاع حرب 1967 بين الدول العربية وإسرائيل، تصاعدت هذه الهجرة حتى شكلت موجةً أولى كبرى، ترك خلالها اثنان من كل ثلاثة يهود البلاد. توجه هؤلاء إلى البرازيل وكندا، أما أولئك الذين قصدوا إسرائيل، فكانوا قلّةً قليلة، حسب ما يوثّق المؤرخ اللبناني الراحل فؤاد إفرام البستاني.
"الذين تعطّلت أعمالهم، وجدوا أبواب البرازيل، والمكسيك، وكندا، وأستراليا، مشرعةً أمامهم، بينما تركوا وراءهم جوّاً ملبّداً بالغيوم السوداء"
يوضح هذا الواقع تصريحاً للقائم بأعمال المجلس الملي اليهودي في لبنان عام 1970، ألبير إيليا، الذي رأى حينها أن تقلّص عدد أبناء الطائفة من 12 ألفا إلى أربعة آلاف شخص خلال 12 عاماً، يعود إلى الأوضاع الاقتصادية في الدرجة الأولى: "ليست الهجرة، أو السفر، في الأساس نتيجة الأحداث، إنما هو واقع الحال، شأننا فيه شأن بقية الطوائف. إن الذين تعطّلت أعمالهم، وتجارتهم، أو انتكست، وجدوا أبواب البرازيل، والمكسيك، وكندا، وأستراليا، مشرعةً أمامهم، بينما تركوا وراءهم جوّاً ملبّداً بالغيوم السوداء، فرضته الأحداث في المنطقة، ففضلوا البقاء حيث تجارتهم وأعمالهم تحاط بأجواء من الهدوء والاستقرار".
حين هاجر الأثرياء اليهود، والفقراء الطامحون منهم إلى مستقبل أفضل، بقيت من هذه الطائفة مجموعة من المثقفين الذين برزوا في الستينيات والسبعينيات، وهؤلاء كانوا يساريين وماركسيين، ولعبوا دوراً في مواجهة الصهيونية، ومناصرة القضية الفلسطينية.
حين هاجر الأثرياء اليهود، والفقراء الطامحون منهم إلى مستقبل أفضل، بقيت من هذه الطائفة مجموعة من المثقفين الذين برزوا في الستينيات والسبعينيات، وهؤلاء كانوا يساريين وماركسيين، ولعبوا دوراً في مواجهة الصهيونية، ومناصرة القضية الفلسطينية.
شكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، موعد الهجرة الكبرى الثانية، والنهائية، ليهود لبنان، حينها، اشتد الضغط على الطائفة الصغيرة، ووصلت المعارك إلى حي وادي أبو جميل، معقل اليهود في العاصمة. يومها دمّر قصف إسرائيلي كنيس ماغين أبراهام، الكنيس اليهودي الأقدم والوحيد في بيروت، بحجة وجود مقاتلين في داخله. وفي وقت حاولت فيه إسرائيل اجتذاب يهود لبنان لكي يهاجروا إليها، فشلت في ذلك، لأن فكرة الهجرة إليها ظلت مرفوضةً بشدة لديهم، فتوجهوا بمعظمهم إلى دول غربية.
كان المجتمع اليهودي اللبناني في تلك الفترة، فريسةً سهلة لضغط العدوان الإسرائيلي على البلاد من جهة، والاعتداءات الداخلية التي تحكم على اليهود كلهم بالصهيونية. غابت الدولة اللبنانية عن حمايتهم عندما اضمحلت، لصالح ميليشيات الحرب الأهلية، وحينما حطت الحرب أوزارها، وعادت السلطات إلى الحكومة المركزية، تنكّرت الأخيرة للطائفة "المغضوب عليها".
وطوال ثلاثة عقود لاحقة، أمعنت الدولة اللبنانية في تغييب اللبنانيين اليهود، ومن تبقّى منهم، من المشهد، ومنعت عنهم الحماية، ونفتهم من سياساتها، على الرغم من واجبها الدستوري، ومصلحتها الإستراتيجية، في احتضانهم، فظل اليهود الطائفة اللبنانية الوحيدة التي لا هيئة تنظّمها، ولا مرجعاً روحياً يُسيّر أمورها، ما منع تمثيل مصالح الطائفة أمام السلطات اللبنانية، وحظر على أبنائها التصرّف بأوقافها. حتى حين أصدر رئيس الوزراء الراحل قراراً بفتح الكنيس التابع لها، لم يُنفَّذ. هكذا، بقيت الطائفة اليهودية اللبنانية بنداً وهمياً على أجندة الدولة التي تتقاسمها الطوائف، سياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً، واسماً نسمع به ولا نراه، كأنه شبح حضارة مندثرة.
"حقيقة أن هذا الكنيس يحتاج إلى الترميم كل سنوات عدة، بسبب الحروب والكوارث، تجيب على السؤال حول رغبتها في العودة إلى لبنان، وطنها الأم"
في عام 1991، وكنتيجة للهجرة الجماعية اليهودية من لبنان، لم يبقَ منهم سوى 800 يهودي يعيش اثنان منهم فقط في حي وادي أبو جميل. أما اليوم، فيتوزع أقل من مئة يهودي على الأراضي اللبنانية، فيما يظل بوق الصلاة في كنيس ماغين أبراهام صامتاً، على الرغم من إعادة ترميم المعبد اليهودي الأهم عام 2010، بعد أضرار الحرب الأهلية، والقصف الإسرائيلي، وعام 2020 مرة ثانيةً، إثر الأضرار التي ألحقها به انفجار مرفأ بيروت.
تقول سارة من باريس، إنها قرأت باهتمام خبر إعادة ترميم الكنيس للمرة الثانية، بعد كارثة انفجار بيروت، لكنها ترى أن "حقيقة أن هذا الكنيس يحتاج إلى الترميم كل سنوات عدة، بسبب الحروب والكوارث التي تحل بالعاصمة اللبنانية، تجيب على السؤال حول رغبتها في العودة إلى لبنان، وطنها الأم، في يوم من الأيام". تقول السيدة التي تبدي في أجوبتها الكثير من الكياسة: "أحب لبنان. هو وطني الأم، لكنني كأي لبنانية، أفرح بأي خطوة منه تجاهي، وأحب مبادلته هذه الخطوة بخطوات. أما العودة إليه في هذه الظروف، فهي أمر غير وارد للّبنانيين جميعهم في الخارج، باختلاف أديانهم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع