شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
يهود بيروت: حكاية طائفة عثمانية حديثة كما يرويها مؤرخ إسرائيلي من أصل لبناني

يهود بيروت: حكاية طائفة عثمانية حديثة كما يرويها مؤرخ إسرائيلي من أصل لبناني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 4 يونيو 201712:01 م
بين الفينة والفينة يستذكر اللبنانيون أن الطائفة اليهودية، رسمياً الطائفة الإسرائيلية (في قانون أحوالها الشخصية، أو على لوائح الشطب، وعلى تذاكر الهوية القديمة)، هي واحدة من الطوائف الدينية اللبنانية المعترف بها والتي يفترض، نظرياً، أن لا يتشكّل الميثاق الوطنيّ من دونها. لكن لا محلّ لهذه الطائفة، في نفس الوقت، في خطاب الوحدة الوطنية "الإسلامية المسيحية" المتخفف من الحاجة إلى وجود طرف ثالث، سواء كان من ديانة إبراهيمية أخرى، أو غير إبراهيمية، أو لادينياً. موسمياً، يصدر "المقال إيّاه" في الصحف الصادرة في بيروت، عن زمن كان فيه اليهود جزءاً من التعدّدية اللبنانية، مرفقاً بعمومية التذكير "الوعظي" بأن اليهودية شيء، والصهيونية شيء آخر تماماً، واختزالية تفسير اندثار الطائفة اليهودية اللبنانية. هذا في وقت يذكرنا حاييم كوهن بأنّ لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي استمر فيه عدد اليهود من حملة جنسيته في التزايد بعد قيام دولة اسرائيل بعشر سنوات. يصعب تقدير عدد اليهود في بيروت ولبنان اليوم، وهناك من يرفع العدد إلى حدود المئتين، وينبّه إلى أن أغلبهم يصرّح عن نفسه اليوم بأنّه مسيحي. هذا في حين استكملت عملية إعادة ترميم كنيس "ماغن ابراهام" في منطقة وادي أبو جميل، في إطار مشروع سوليدير لإعمار وسط بيروت، لكن بتمويل ومواكبة حثيثين من الطائفة اليهودية اللبنانية سواء في الداخل أو الخارج، وبموافقة سائر القوى السياسية، وخصوصاً "حزب الله"، إنّما في الوقت نفسه في ظلّ حراسة أمنية مشدّدة، باتت تمنع الناس عن الاقتراب من موقع الكنيس المعاد ترميمه (مع أن عملية اعادة الترميم قوبلت بالقاء زجاجة مولوتوف عليه عام 2009) والذي كان يوصف بأنّه الأجمل في الشرق الأوسط منذ بنائه نهاية العشرينيات من القرن الماضي. DSC001002DSC001002 [caption id="attachment_107764" align="alignnone" width="1200"]DSC000701DSC000701 كنيس "ماغن ابراهام" في منطقة وادي أبو جميل في بيروت[/caption] بالتوازي مع إعادة ترميم الكنيس في وادي أبو جميل، سمح الإنترنت، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، لليهود من أصل لبناني بالتواصل عبر العالم.

طومير ليفي: بداية البحث التاريخي حول يهود بيروت

ما ظلّ ناقصاً هو الاهتمام البحثي والدراسي بتاريخ يهود لبنان، في مقابل اهتمامات أدبية وصحافية وسينمائية. t2ddt2dd في هذا المجال، أحدث المؤرخ الإسرائيلي الشاب طومير ليفي خرقاً عام 2012، من خلال كتابه "يهود بيروت. صعود جماعة شرق متوسطية من ستينيات القرن التاسع عشر إلى ثلاثينيات القرن العشرين". لم "يتسلّل" كتابه، ومحتوياته، إلى دائرة الاهتمام اللبناني، عرضاً ونقداً أو ترجمة أو عملاً بحثياً موازياً، مع أنّ أهمية دراسته لا تنحصر بموضوع يهود بيروت وحدهم، وإنّما بفهم صعود تجربة بيروت في نهايات الزمن العثماني نفسها. على ما يرويه طومير ليفي في مقدمة كتابه، كان دافعه إلى هذا البحث والدته، حين أرته تذكرة الهوية اللبنانية لجدته. أمّا تمويل الدراسة الجامعية لطومير ليفي ثم بحثه هذا، فكان من مؤسسة اليهودي اللبناني - البرازيلي ادمون صفرا "المؤسسة التربوية السفارادية الدولية". وادمون هو ابن ليعقوب صفرا، مؤسس هذه العائلة المصرفية، الذي هاجر من حلب إلى بيروت، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة. هذه الهجرة تخبر الكثير عن مفارقة يهود بيروت. فهذه الطائفة "خلقت من عدم" في الفترة الحديثة. تراكمت عناصرها من هجرات من أماكن مختلفة من الإمبراطورية العثمانية بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. لأجل ذلك هي لطومير ليفي "نمط شرق متوسطي مميز من الوجود اليهودي". ونتيجة لإحياء وازدهار بيروت كمدينة مرفئية في تلك الفترة. من مئة يهودي في بيروت عام 1800، ارتفع العدد إلى 3500 عام 1920. السفن البخارية أعادت الاعتبار لتجارة البحر، شرق المتوسط، على حساب طرق المواصلات البرية. افتتاح قناة السويس عام 1869 سيعزز هذا الاتجاه. تنامى دور المدن المرفئية، هذه المساحات العمرانية التي تصل وتفصل بين النظامين البري والبحري للنقل والتجارة.
بخلاف النظرة الرومانسية بين المهتمين بذكريات يهود لبنان، لم يخفِ هؤلاء غلبة الشعور الصهيوني داخلهم حتى 1948
دراسة تخبر الكثير عن مفارقة يهود بيروت... هذه الطائفة التي "خلقت من عدم" في الفترة الحديثة

طائفة مهاجرين

في نفس الوقت التي كانت تتزايد أعداد اليهود المهاجرين إلى فلسطين، كانت تتزايد فيها أعداد اليهود المهاجرين إلى بيروت، وبوتيرة أسرع ديموغرافياً. لكن بخلاف اليهود المهاجرين إلى فلسطين، من روسيا وشرق أوروبا، كان معظم اليهود المهاجرين إلى بيروت من يهود الداخل السوري، بدءاً من جبل لبنان. فبعد أحداث 1860 بين الموارنة والدروز، هاجر يهود دير القمر، وقد طالتهم أيضاً الأضرار والحوادث، إلى بيروت وصيدا. ومع ازدهار الدور التجاري لبيروت، وانتشار التعليم الحديث فيها، بدأت الهجرة من يهود حلب والشام إليها. ومن سنجق طرابلس الذي كان يضم انتشاراً يهودياً في طرابلس وصافيتا وحصن الأكراد، وأيضاً من يهود بغداد والأستانة وتسالونيك وإزمير. هذا عن الأكثرية "السفارادية" (اصطلاحياً، اليهود القادمون من الأندلس، ودلالياً، "اليهود الشرقيون"، والأدق وصفهم بالمزراحيم). لكن هاجر أيضاً اليهود الإشكينازيم (اصطلاحياً، الألمان، ودلالياً، يهود شرق أوروبا)، إلى بيروت، هرباً من ظلم القيصرية الروسية، لا بل إن قسماً من اليهود الإشكينازيم اللبنانيين هاجروا من مجتمع المهاجرين اليهود (الييشوف) في فلسطين، سواء لأسباب اقتصادية أو تربوية (بعد قيام الكلية السورية الإنجيلية - الجامعة الأمريكية في بيروت لاحقاً). يميز طومير ليفي بين نموذجين للوجود اليهودي الحديث شرق المتوسط: نموذج يهود ازمير وتسالونيك، المرتبط ازدهاره بالهجرة اليهودية من الأندلس، والذي نظم أحواله الداخلية منذ القرن السابع عشر، ولم يعرف بالتالي نمواً ديموغرافياً متزايداً مطلع القرن العشرين، وبين نموذج يهود الإسكندرية وبيروت. يهود ازمير وتسالونيك ارتبطوا بفترة التوسع العثماني، "الاستقبالية" ليهود الأندلس، في حين أن يهود بيروت والاسكندرية، ارتبطوا بفترة التوسع الكولونيالي الأوروبي، وتقلص رقعة السلطنة العثمانية. في المقابل، يفرّق ليفي مدينة بيروت عن مدن شرق المتوسط الأخرى في ثلاث نقاط: إن المدينة لم تعرف حجماً ديموغرافياً للجاليات الأجنبية الأوروبية يقارن بما عرفته الإسكندرية أو إزمير، وان نمو بيروت الديموغرافي والاقتصادي كان أبطأ من نمو المدن المرفئية الشرق متوسطية الأخرى. لكنها المدينة المرفأ الوحيدة التي ارتقت بعد تقسيم الدولة العثمانية، وقيام الكيانات الوطنية المختلفة، لتصبح عاصمة لدولة وطنية، في حين سيتراجع دور الإسكندرية كما إزمير كما تسالونيك بعد قيام الدول الوطنية.

تطور التركيبة الاجتماعية

هذه الهوية "الشرق متوسطية"، الليفانتينية، لبيروت وليهودها، التي يركز عليها طومير ليفي، هي مشترك جامع بين المدن الساحلية شرق المتوسط. في نفس الوقت، مصطلح "ليفانتيني" أو شرق متوسطي استخدم في نهايات الزمن العثماني، للإشارة تحديداً إلى التجار اليونانيين، والأرمن، والإيطاليين، واليهود، في هذا المجال الجغرافي والحضاري. الطابع الكوزموبوليتي لبيروت بقي محدوداً مع ذلك مقارنة بالإسكندرية وإزمير نظراً لقلة عدد اليونانيين والإيطاليين فيها بالمقارنة. كما كانت مدينة أكثر تداخلاً مع الريف، بدءاً من ريفها (رأس بيروت) وامتداداً نحو متصرفية جبل لبنان التي تزايد باطّراد عدد المسيحيين المهاجرين منها إلى بيروت. ب النتيجة، تأثيرات الحداثة الأوروبية الوافدة على يهود بيروت بقيت أقل من تأثيراتها على يهود ازمير وتسالونيك والإسكندرية. وفي تقرير أرسل للمنظمة الصهيونية العالمية بعد الحرب الكبرى، تظهر التركيبة الإجتماعية ليهود بيروت على أنهم يتشكلون من عائلات ثرية قليلة، وطبقة وسطى كبيرة، ونسبة عالية من الذين يحتاجون الى مساعدة، بل نسبة مرتفعة بسبب الحرب العالمية الأولى من الفقراء جداً، خصوصاً من اليهود الذين هاجروا من دمشق إلى بيروت خلال الحرب. لكن يهود بيروت تبدلوا اجتماعياً بين منصف القرن التاسع عشر وبين مرحلة الانتداب الفرنسي. في منتصف القرن التاسع عشر، كانوا مجموعة من الباعة المتجولين، وصغار التجار، وكثيراً من العتالين، وقليلاً من الحرفيين. ومع بداية الهجرة من حلب، صار بينهم تجار مزدهرون يسعون إلى طلب الحماية القنصلية، البريطانية خصوصاً. انتعشت هذه البرجوازية اليهودية القادمة إلى بيروت، بفعل نجاحها في تجارة الذهب وتبديل العملات، ثم التجارة عبر البحار، والسمسرة، ثم انشاء المصارف. مطلع العشرينيات، كان المصرفيون اليهود يشكلون ربع القطاع المصري في المدينة. كان هناك أيضاً التجار الأقل ثراء، في تجارة النسيج والجلد والخردوات، في حين بقي معظم المشتغلين في التنجيد في العاصمة اللبنانية من اليهود حتى الثلاثينيات، كما كثر عدد اليهود الخياطين.

النزاع التربوي بين التقليديين والفرانكوفونيين والصهيونيين

تأخر تنظيم أحوال الطائفة الإدارية إلى ما بعد انقلاب 1908 ووصول جماعة تركيا الفتاة إلى السلطة في الدولة العثمانية. تأخر نصف قرن مقارنة بتنظيم أحوال يهود الإسكندرية، ولو أنه عاد ونسخ الأنظمة الداخلية للمجلس الملي للطائفة نقلاً عن يهود الإسكندرية. في المقابل، كان المجلس الملي ليهود بيروت من بين الأكثر فاعلية، ومركزية، وسيطرة على توجهات الطائفة، وقد تحكم به المصرفيون والتجار من أبنائها. حدث هذا بالتوازي مع "نزاع تربوي" مزمن. في نهاية القرن التاسع عشر، تخوف ربّيو (رجال الدين) في الطائفة من ازدياد أعداد أبناء وبنات اليهود في الإرساليات الإنجيلية، وخصوصاً المدرسة الإسكوتلندية التي أقيمت على مقربة من الحي اليهودي في وادي أبو جميل. المدرسة التلمودية القديمة لم تعد جذابة للعائلات الطامحة إلى تحصيل تربية وتعليم حديثين ورفع المنزلة الاجتماعية من خلاله. في المقابل، عرفت مدرسة الأليانس، المدارة من باريس، صعوبة حقيقية مع يهود بيروت. احتاجت لعقود طويلة قبل ان تستقطب جزءاً من تلامذة الطائفة. "الأليانس الإسرائيلية العالمية" كانت مؤسسة فرانكوفونية بامتياز، ومناوئة لكل من رجال الدين التقليديين والقوميين الصهيونيين. نجحت أكثر بين يهود الجزائر في تلك الفترة، اذ كانت رسالتها "التحضيرية" قادرة على الاستثمار أكثر هناك (دمج يهود الجزائر بمجتمع المستوطنين الفرنسيين فيها، وبيهود فرنسا، في آن واحد)، في حين لم يكن لديها نفس المعطيات في بيروت. وفي مقابل الأليانس الفرانكوفونية، كان هناك "المدرسة الإسرائيلية الوطنية" التي أنشأها الربي زكي كوهن، وتعطي الامتياز الأكبر للغة العربية (وأيضاً للغة التركية العثمانية). c5114a439fa1be1d2680f3cc9e463bd5c5114a439fa1be1d2680f3cc9e463bd5 رغم أنّ بيروت ستصبح عاصمة لكيان تحت الانتداب الفرنسي عام 1920، ينبهنا طومير ليفي الى أنّ يهودها كانوا أكثر تأثيراً بسياسة منظمة "بناي بريت" اليهودية الأمريكية، في التربية والعمل الاجتماعي، منها بسياسة "الأليانس" الفرنسية. يعتبر المؤرخ أن تجربة الأليانس كانت تجربة "تغيير من فوق"، أي فرنسة النخب، في حين أن "بناي بريت" اهتمت بـ"التحديث من تحت" بتنمية قنوات التماسك الداخلي والنشاط الاجتماعي - الإنسانوي التكافلي ضمن الطائفة، ولأجل ذلك كان معظم أعضاء المجلس الملي للطائفة ينتمون إلى منظمة "بناي بريت". كذلك، كانت "بناي بريت" مطواعة أكثر للحركة الصهيونية، في مقابل "الأليانس" الممانعة إزاء الصهيونيين. وإذا كان وجهاء الطائفة قد تنبهوا بعد صدامات 1929 بين العرب واليهود في فلسطين إلى مغبة التعبير عن انحيازهم للحركة الصهيونية، فإنّ محفوظات لجنة كينغ كرايين التي جاءت بعد الحرب العالمية الأولى لتسأل الجماعات المختلفة عن خياراتها في المنطقة، تدل على مزاج صهيوني قوي لدى يهود بيروت (الذين ظلوا يرسلون الأموال للصندوق القومي اليهودي وغيره من المنظمات الصهيونية حتى في الأعوام 1925-1927 التي كانوا يحتاجون فيها إلى المال لتمويل بناء كنيس وادي ابو جميل والمدرسة التلمودية في جواره). هذا المزاج الصهيوني انحصر بدايةً بين الأقلية الأشكينازية منهم، إذ تأسست أول جمعية صهيونية لبنانية مطلع القرن العشرين، لتحث على تعلم اللغة العبرية والتكلم بها، وتقديم المساعدة المالية لحركة الهجرة الحديثة إلى فلسطين. وحتى بعد قيام دولة اسرائيل، ومشاركة لبنان في حرب 1948، بقيت هناك لسنوات طويلة منظمة صهيونية لبنانية تعمل بشكل رسمي وهي منظمة "ماكابي هاتزائير".

الحرمان من تمثيل نيابي

ومع أنّ الطائفة اليهودية عملت بسرعة من أجل تجنب استفزاز الأمزجة "العروبية" لم تخف حتى حرب 1948، غلبة الشعور الصهيوني داخلها - بخلاف النظرة الرومانسية الرائجة حالياً بين المهتمين بذكريات يهود لبنان. في المقابل، اهتمت الوكالة اليهودية بالتواصل مع الطائفة المارونية، أكثر مما اهتمت بيهود بيروت، إلا عندما كانت ترسل مبعوثيها لطلب المساعدة المالية منهم، أو لتنظيم ندوات تثقيفية عن الإحياء القومي اليهودي الحديث. وبدوره، لم يكترث الانتداب الفرنسي كثيراً للأقلية اليهودية في بيروت، أبعد من الاعتراف بها كواحدة من ست عشرة طائفة دينية قانونية. استشير وجهاء الطائفة إبان وضع الدستور اللبناني، لكنهم حرموا من التمثيل النيابي لاحقاً. فهموا في البدء أن مقعد الأقليات في البرلمان يعود لهم، واعترضوا على منحه عملياً للإنجيلي أيوب ثابت، مع أن الانجيليين كانوا "أقل بعشرين مرة" من اليهود، على ما تظلم المجلس الملي اليهودي عام 1927، مطالباً بالتمثيل النيابي، لأن اليهود هم الأقلية الأكبر في العاصمة. ولأن دورهم الاقتصادي أهم من حجمهم. لم يفهم يهود بيروت لماذا يتمثل اليهود في برلمانات ووزارات بلدان عربية أخرى، لا تزال تميز في نهاية الأمر بين مسلميها وغير مسلميها، ولا يتمثلون في مؤسسات الدولة اللبنانية. كان هذا قبل أن يتصاعد الكلام التمييزي ضد الطائفة اليهودية في البرلمان اللبناني نفسه مطلع الخمسينيات، ويصار إلى إبعادهم عن الجيش والشرطة. غير أنّ الطائفة اليهودية حافظت على تزايدها العددي بعد عشر سنوات من قيام إسرائيل، ولم يبدأ التراجع إلا في الستينيات، وبشكل متسارع أواخرها، إلى أن "قضي الأمر" عملياً مع انفجار الحرب الأهلية اللبنانية، إذ كان الحي اليهودي هو خط التماس بامتياز في الصراع الدموي بين غير اليهود، من مسيحيين ومسلمين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image