شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
كيف تساعد الألعاب الجنسية في إنعاش الحميمية للمصابات بسرطان الثدي؟

كيف تساعد الألعاب الجنسية في إنعاش الحميمية للمصابات بسرطان الثدي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 29 أكتوبر 202105:19 م

افتتح مؤخراً أول متجر للجنس في المملكة المتحدة، مصمم بشكل خاص لتلبية الاحتياجات الجنسية للأشخاص المصابين بمرض السرطان.

فقد أطلق مريضا السرطان السابقين، جون لين جوه وبريان لوبيل، المشروع الجديد Sex With Cancer، بالتعاون مع متجرSh!، وهو متجر جنسي مخصص للسيدات.

تم إنشاء المنتجات الجنسية المعروضة بالتعاون مع الأطباء والممرضات والمعالجين/ات النفسيين وخبراء الألعاب الجنسية، بشكل أن تكون مصممة لتلبية الرغبات والاحتياجات الخاصة للزبائن المصابين بالسرطان.

تشمل الألعاب الجنسية التي يوفرها هذا المشروع، العديد من الإكسسوارات، على غرار: مدلّك العصا اللاسلكي المناسب لأولئك الذين يعانون من آلام مزمنة أو إرهاق. Suction Sensation، وهي لعبة لتحفيز البظر، توفر بديلاً للألعاب الجنسية التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالات الطبية التي تسببها علاجات السرطان، مثل التشنج المهبلي وضمور المهبل وجفافه، وهزاز Rocks Off Rainbow Bullet الذي يوفر المتعة حين يكون هناك فقدان للرغبة الجنسية بسبب وطأة المرض.

تم تطوير هذه الألعاب الجنسية بعد أن جمع فريق البحث أكثر من 200 سؤال متعلق بالعملية الجنسية، لطالما أراد الأشخاص المصابون بالسرطان طرحها، مثل كيفية إعادة بناء الثقة بجسد متغير وسبل تعزيز التواصل الناجح مع الشريك/ة.

هل يمكن أن تساعد الألعاب الجنسية في رحلة الشفاء من السرطان، وماذا عن دورها في تعزيز الحياة الجنسية للنساء المصابات بسرطان الثدي؟

سرطان الثدي وتراجع الرغبة الجنسية

لا شك أن تشخيص مرض السرطان ومرحلة العلاج مع ما يحمله من صعوبات نفسية وجسدية، كلها عوامل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على الحياة الجنسية للشخص المعني، سواء كان ذلك بطرق مباشرة أو غير مباشرة، بحيث يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية إلى إزالة بعض أجزاء من الجسم، أو ترك ندوب قد تستغرق وقتاً طويلاً لكي يتمكن المرء من التأقلم معها.

ففي الواقع، يمكن أن يسبب العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي العديد من الأعراض، من بينها: الإرهاق، فقدان الوزن، ضعف الانتصاب، جفاف المهبل وزيادة مخاطر الإصابة بالعدوى، ناهيك عن تدهور الصحة النفسية، ما يجعل العملية الجنسية غير مرغوب فيها، أو حتى غير ممكنة بالنسبة للشخص المصاب.

هل يمكن أن تساعد الألعاب الجنسية في رحلة الشفاء من السرطان، وماذا عن دورها في تعزيز الحياة الجنسية للنساء المصابات بسرطان الثدي؟

صحيح أن أي شكل من أشكال السرطان قد يؤثر على النشاط الجنسي للشخص، ولكن الموضوع قد يكون بارزاً بشكل أكبر بعد الإصابة بسرطان الثدي، وذلك لكون الثديين مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالجاذبية الجنسية.

قد يكون تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أمراً "صعب الهضم"، وفي حين تمرّ آلاف النساء بهذه المحنة كل عام بنجاح، لكن المرض أو آثار العلاج يمكن أن تؤثر على حياتهنّ الجنسية وعلى قدرتهنّ على العودة إلى الجماع.

والحقيقة إن فهم ما يحدث لأجسادهنّ، والتغييرات البسيطة في الطريقة التي ينظرن بها إلى أنفسهنّ وإلى كيفية ممارسة الجنس ليس من باب الواجب، كلها أمور قد تساعد هؤلاء النساء على الاستمتاع مجدداً بالعلاقة الحميمية.

في هذا الصدد، وجد بحث أجري في العام 2018، أن 8 من كل 10 نساء مصابات بسرطان الثدي، كشفن إنهنّ غير راضيات عن حياتهنّ الجنسية بعد خضوعهنّ للعلاج، مع العلم بأنه تم تشخيص 83% ممن شملهنّ الاستطلاع منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يشير إلى أن بعض النساء ما زلن يكافحن لفترة طويلة دون الحصول على الدعم اللازم.

"يمكن أن تختبر المرأة المصابة بالسرطان أحاسيس جديدة بواسطة الألعاب الجنسية لم يسبق أن اختبرتها من قبل"

واللافت أنه حتى التعافي من سرطان الثدي، قد يجعل بعض السيدات يعانين من انخفاض الرغبة الجنسية وتراجع الرضا الجنسي، بحيث تبلّغ العديد من النساء عن مشاكل جنسية بعد الانتهاء من علاجهنّ، إما نتيجة العلاج نفسه أو بسبب التغيرات الجسدية في أجسادهنّ.

أكدت الدكتورة مها نصر الله، وهي معالجة نفسية متخصصة في العلاقات الزوجية والجنسية، أن مرض السرطان يؤثر بشكل عام على الحياة الصحية والجنسية، وبطبيعة الحال، فإن الإصابة بسرطان الثدي يؤثر على علاقة السيدة بجسمها وبحميميتها: "عند الإصابة بالسرطان أو بأي مرض صعب، تحتاج المرأة بعض الوقت لكي تلمس الشفاء، ونحن لا نتحدث هنا عن الشفاء الجسدي فقط، إنما عن الشفاء النفسي أيضاً".

وبالتالي اعتبرت مها أنه ينبغي على المرأة المعنية أن تحظى بشبكة دعم مؤلفة من العائلة والأصدقاء وأشخاص مقربين منها بوسعهم مساعدتها خلال رحلة العلاج: "حين تصبح المرأة جاهزة على المستويين النفسي والجسدي، يجب أن تعيد بناء علاقة إيجابية مع جسمها الذي تغيّر إلى حدّ كبير، بخاصة في حال تم استئصال الثدي، وهو العضو المرتبط في العادة بعالم الأنوثة"، مشيرة إلى أن بناء علاقة صحية مع جسدها هي خطوة ضرورية للاستمتاع مجدداً بالعلاقة الجنسية.

وأوضحت نصرالله أنه مع الوقت، سوف تقوم المرأة المصابة بسرطان الثدي بإعادة استكشاف الأحاسيس ومناطق اللذة في جسدها، مشددة على أن العملية الجنسية ليست فقط عبارة عن إيلاج: "لازم نتذكر إنو الجنس مش بس penetration (إيلاج) ونشوة... العملية الجنسية أكبر من هيك بكتير، والإثارة مش بس جسدية بس، كمان فيها تكون فكرية وعاطفية".

وأشارت مها إلى أنه بعد مرحلة بناء علاقة جديدة وإيجابية مع الجسد والتعرّف على مناطقة الإثارة، يأتي دور الألعاب الجنسية التي يمكن أن تزيد جرعة المتعة على العلاقة الجنسية وتعزز الرغبة الجنسية، كما تجعل الأحاسيس أقوى: "يمكن أن تختبر المرأة المصابة بالسرطان أحاسيس جديدة بواسطة الألعاب الجنسية لم يسبق أن اختبرتها من قبل".

دور الألعاب الجنسية

سواء كانت المرأة المصابة بسرطان الثدي عزباء أو مرتبطة بعلاقة عاطفية، فإن استخدام الألعاب الجنسية يمكن أن يساعدها في زيادة التحفيز الجنسي والوصول إلى المتعة الجنسية.

وفي حين تعتبر الألعاب الجنسية موضوعاً محرجاً بالنسبة للعديد من النساء، غير أنه عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، وهو أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها شيوعاً بين النساء، فإن الألعاب الجنسية هي شيء يجب التوقف عنده عندما نتحدث عن مرحلة الشفاء من المرض.

تساعد العديد من الألعاب الجنسية النساء على الاسترخاء، ويمكن أن تخلق تجربة جنسية مختلفة، بخاصة في حال كانت عملية الإيلاج صعبة.

ففي الواقع، يعد دمج لعبة جنسية أمراً ممتعاً، ويمكن أن يساعد في تخفيف أي مخاوف من العودة إلى ممارسة الجنس مرة أخرى.

في هذا الصدد، كشفت عالمة النفس الدكتورة باميلا جينسبيرغ، المتخصصة في صحة المرأة والعمل مع النساء المصابات بالسرطان، أن الهزّاز أو مدلك الثدي، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في عملية التعافي من سرطان الثدي.

وأوضحت جينسبيرغ أن علاج سرطان الثدي يمكن أن يؤثر على الجسم بعدة طرق، بدءاً من استئصال الثدي، العلاج الكيميائي وآثاره، وصولاً إلى العلاج النفسي، مشيرة إلى أن الأدوية قد تؤثر على الهرمونات، وتسبب انخفاض الرغبة الجنسية، كما أن التغيرات الجسدية التي يمر بها جسم المريضة يمكن أن تؤثر على كيفية رؤيتها لنفسها: "هناك شعور بأن جسدها يخونها"، على حدّ قولها.

"حين تصبح المرأة جاهزة على المستويين النفسي والجسدي، يجب أن تعيد بناء علاقة إيجابية مع جسمها الذي تغيّر إلى حدّ كبير، بخاصة في حال تم استئصال الثدي، وهو العضو المرتبط في العادة بعالم الأنوثة"

كل هذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث انفصال بين إحساس المرأة المعنية بنفسها وبالجسد الذي تسكنه، ما يؤثر بطبيعة الحال على حياتها الجنسية.

لهذا السبب، تشرح الدكتورة جينسبيرغ، أنه "عندما تخضع المرأة لعلاج سرطان الثدي وبعد ذلك، هناك عملية يتعين من خلالها إعادة التعرف على جسدها".

من هنا، يمكن أن تساعد الألعاب الجنسية المرأة في عملية التعرّف على جسمها الذي لم تعد تشعر بالارتباط به أو بتحسين علاقتها الجنسية مع الشريك.

في الختام، من المهم أن تدرك المرأة أن العودة إلى نشاطها الجنسي بعد العلاج من سرطان الثدي هي عملية تدريجية ولا يمكن الاستعجال بها، بل على العكس، فإن المضي ببطء بحسب وتيرتها الخاصة يضمن نجاحاً أكبر في العودة إلى النشاط الجنسي الطبيعي.

هذا وقد تجد المرأة المصابة بالسرطان لذة ومتعة أكبر عندما تكتشف طرقاً مختلفة للاستمتاع بالحميمية الجنسية، على غرار الألعاب الجنسية التي يمكن أن تساعدها نفسياً وجسدياً أثناء رحلة الشفاء من المرض.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image