شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
كيف استعدّت قطر لـ

كيف استعدّت قطر لـ"أوّل انتخابات حرّة مباشرة لمجلس الشورى"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 30 سبتمبر 202104:28 م

تتأهب قطر لأول انتخابات شعبية مباشرة في تاريخها، السبت 2 تشرين الأول/ أكتوبر، لاختيار 30 من أعضاء مجلس الشورى الـ45، في خطوة رمزية لا يُعول بها على تغيير كبير كثاني تجربة ديمقراطية في منطقة الخليج العربي بعد الكويت.

بلغ عدد المرشحين 284، عن 30 دائرة انتخابية، لاختيار نائب واحد فقط عن كل دائرة. من جملة المرشحين، 28 امرأة.

حملات انتخابية غير معتادة

بشكل غير معتاد، امتلأت شوارع العاصمة الدوحة والمدن الأخرى بلوحات ولافتات إعلانية تحمل صور المرشحين غالباً بالزي الوطني خلال الأيام الماضية. علماً أن قطر نظمت أول انتخابات بلدية فيها عام 1999.

ونظّم المرشحون لقاءات انتخابية مع ناخبيهم على أرض الواقع وعبر الإنترنت ألقوا خلالها خطباً حماسية تناولت برامجهم الانتخابية وزخرت بالوعود الانتخابية، بينما وُزعت القهوة العربية والشاي على الحضور. ظهر بعضهم أيضاً على شاشة التلفزيون الرسمي لحشد الدعم والحديث عن خططهم.

وبث مرشحون دعاية عبر الصحف والشبكات الاجتماعية الواسعة الانتشار. وشملت أبرز الوعود الخدمات المباشرة للجمهور مثل تحقيق أفضل إفادة من المرافق العلاجية وإنشاء منصة إلكترونية لتيسير الشكاوى وعلاج المشكلات المتعلقة بالخدمات الحكومية وما شابه.

رفع بعض المرشحين سقف وعودهم إلى قضايا حساسة مثل المساواة بين الجنسين وتجنيس أبناء المرأة القطرية، وهو ما تصدى له المرشح خالد بن سلطان الدرويش. وحرص البعض الآخر على تقديم النصائح للناخبين المشاركين في العملية التصويتية.

تجنيس أبناء المرأة القطرية وتحسين الخدمات الحكومية على رأس المغريات... قبل يومين من #انتخابات_مجلس_الشورى_القطري، المرشحون يكثفون جهودهم ويرفعون سقف وعودهم الانتخابية ويحثون على التصويت لـ"الأفضل والأكفأ وليس للأقرب"

تُبذل هذه الجهود بينما يخشى قطريون من أن التصويت سيكون "للأقرب وليس للأفضل" أي لأفراد العائلة أو القبيلة والأصدقاء وليس على أساس الكفاءة. لهذا، تعالت الدعوات إلى أن "صوتك أمانة" و"حباً للوطن، اختَر الأكفأ" و"الأمثل" للمصلحة العامة وليس على أساس "المجاملة".

ويخوض المرشحون الانتخابات في الدوائر الانتخابية المرتبطة بمكان إقامة عائلاتهم أو قبائلهم في ثلاثينيات القرن الماضي، حسبما أفادت البيانات الرسمية من هذه الحقبة.

سابقة لكن لا تبشر بتحوّل مؤثر

ويرى محللون أن الانتخابات لن تسفر عن تحوّل لافت في الإمارة الخليجية. في تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ: "من المهم أن نفهم أن الطموح ليس إقامة ملكية دستورية لكن زيادة مشاركة" المواطنين، مضيفاً أن "تطبيق معايير الديمقراطية خطأ" في هذه الحالة.

كذلك يعتقد المراقبون أن دور المجلس سيظل محدوداً. يقتصر دور مجلس الشورى في قطر على تقديم المشورة لأمير البلاد بخصوص مشاريع القوانين، لكنه لا يضع التشريعات. وتضم مهامه الأخرى إقرار الموازنة وسحب الثقة من وزراء، غير أن جميع قراراته يمكن نقضها بمرسوم أميري.

ربما هذا ما دفع المحاضر السياسي في جامعة جورجتاون، دانييل رييش، إلى القول للوكالة الفرنسية إن الانتخابات "خطوة نحو الديمقراطية لم تكن لتحدث لولا كأس العالم المقبلة"، في إشارة إلى الضغوط وتوجه الأنظار إلى قطر بفضل كأس العالم 2022 التي تحتضنها الإمارة لأول مرة في الشرق الأوسط.

في جميع الأحوال، لن يترتب على الانتخابات أي تغيير حكومي أو تغيير في السياسات أو القوانين بشكل مباشر كما يحدث عادةً في التجارب الديمقراطية المماثلة.

بلغ عدد المرشحين في #انتخابات_مجلس_الشورى_القطري 284، عن 30 دائرة انتخابية، يُختار نائب واحد فقط عن كل دائرة. من المرشحين، 28 امرأة فقط

احتجاج

لكن المرسوم الأميري الذي يحدد شروط الترشح والانتخاب أثار جدلاً واسعاً كونه يحصر حق الترشح والتصويت بأحفاد القطريين الذين كانوا مواطنين عام 1930، ما يعني استبعاد بعض أفراد العائلات المجنسة منذ ذلك العام. هناك أيضاً الأجانب الذين يشكلون 90% من سكان قطر (نحو 2,75 مليون نسمة)، ولا يحق لهم التصويت أو الترشح.

ويعدّ أفراد قبيلة آل مرة أبرز المستبعدين من الترشح والانتخاب، وقد احتج الكثيرون منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونفذوا وقفات احتجاجية أسفرت عن اعتقال البعض منهم.

ولا يزال بعض أفراد القبائل المستبعدة من الترشح والانتخاب يدعون إلى مقاطعة الانتخابات عبر السوشال ميديا عبر وسوم منها #الشعب_يقاطع_انتخابات_الشوري. وهو ما يقول مسؤولون ومواطنون قطريون إنه حملات ممنهجة من "ذباب إلكتروني" لإفشال التجربة وإثارة القلاقل والفتن بين القطريين.

في غضون ذلك، اقترح خبراء أن يعيّن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عدداً من أفراد الفئات المستبعدة ضمن الـ15 نائباً الذين يحق له تعيينهم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image