شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
غسل وجه الاحتلال تحت علم النسويّة... غال غادوت تبحث عن حقوق

غسل وجه الاحتلال تحت علم النسويّة... غال غادوت تبحث عن حقوق "السكان الأصليين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 29 سبتمبر 202102:40 م

تبدأ شبكة "ديزني بلس" عرض حلقات سلسلة Impact الوثائقية (إنتاج ناشيونال جيوغرافيك) في 6 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، متجاهلةً حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي انطلقت في مايو/ آيار الماضي، طالبت باستبعاد المجندة السابقة ومدربة القتال في جيش الدفاع الإسرائيلي، الممثلة غال غادوت من السلسلة التي تتناول كفاح نساء استطعن الانتقال من التهميش إلى التأثير في مجتمعاتهن.

تضم السلسلة الوثائقية ستة أجزاء، كل جزء منها عبارة عن فيلم وثائقي عن سيدة في بلد ما في الأمريكتين ذات تأثير كبير على مجتمعها المحلي، والرابط المتصل بين الأفلام الستة، عدا الموضوع، هو أن المدربة السابقة في جيش الاحتلال غال غادوت هي التي تعرض حكايات النساء وتتنقل في بيئاتهن وتجري المقابلات، وهي أيضاً منتجة منفذة للسلسلة. وكان من الممكن أن يمر البرنامج من دون مشاكل كبيرة لولا الحلقة الخامسة التي حملت مفارقة فاضحة.

كان من الممكن أن يمر البرنامج من دون مشاكل كبيرة لولا الحلقة الخامسة التي حملت مفارقة فاضحة

سكان أصليون؟

 في الحلقة الخامسة المعنونة "الثعلب الأحمر القاتل" Killer red fox، يسلط البرنامج من خلال عيني غادوت الضوء على محنة السكان الأصليين في لويزيانا الأمريكية، والذين أجبرتهم التغيرات المناخية على ترك أراضيهم.

من خلال لقاء بطلة الحلقة "الزعيمة شيريل" يظهر الحنين إلى أرض الأجداد والارتباط بهذه الأرض ومعنى الوطن وأثر التهجير والتشريد على المجتمعات المرتبطة بتلك الأراضي المتروكة، وهو ما وجد فيه النشطاء مفارقة تعكس استهانة القناة المنتجة "ناشيونال جيوغرافيك" بمعاناة الفلسطينيين الذين تتجدد إزاحتهم من أراضيهم وبيوتهم بشكل يومي على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي عملت فيه غال غادوت مجندة ومدربة قتال، خاصة أن الحلقة عرضت لأول مرة في 24 مايو/ أيار الماضي بينما كانت الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس والضفة وقطاع غزة لا تزال ماثلة في الأذهان، وفي وقت نشطت حسابات غادوت على وسائل التواصل الاجتماعي في الدفاع عن ممارسات الجيش الإسرائيلي. 

بدأ النشطاء حملتهم في أيار/مايو الماضي بجمع تواقيع على عريضة تنادي بمقاطعة السلسلة الوثائقية لأن بطلة العمل "مدربة قتالية في الجيش الإسرائيلي، تستثمر عملها في الفن وعروض الأزياء لتبييض جرائم الحرب الإسرائيلية"، مؤكدين أنها شاركت بشكل مباشر في أعمال عنف ضد السكان الأصليين وهم الفلسطينيون وسكان جنوب لبنان الذين حملت غادوت السلاح ضدهم في 2006. 

اعتبرت  منظمة "كود بينك" النسوية الأمريكية المعادية للسياسات الصهيونية أن اختيار غادوت يمثل "إهانة"، كونها تدّعي "دعم النساء" بينما تمتدح جيش "لا يتوانى عن قهر وقتل النساء الفلسطينيات كل يوم"

واعتبرت  منظمة "كود بينك" النسوية الأمريكية المعادية للسياسات الصهيونية أن اختيار غادوت لتكون مضيفة هذه السلسلة الوثائقية بمثابة "إهانة"، كونها تدعي "دعم النساء" في وقت تمتدح جيش "لا يتوانى عن قهر وقتل النساء الفلسطينيات كل يوم".

وذكّرت "كود بينك" في بيانها المفتوح للتوقيع بما كتبته غادوت عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء الاعتداءات الإسرائيلية على غزة في 2014، التي قتل خلالها 2300 فلسطيني بالإضافة إلى 11 ألف جريح. وقتذاك كتبت غادوت: "أرسل محبتي وصلواتي إلى رفاقي من المواطنين الإسرائيليين. خاصة الأولاد والبنات الذين يضعون حيواتهم على المحك كي يحموا بلادي من التحركات الإرهابية التي ترتكبها حماس التي يختبئ مقاتلوها كالجبناء خلف أجساد النساء والأطفال... سوف نتغلب عليهم! شابات شالوم (تحية يهودية ليوم السبت المقدس)" وتبعت ما كتبته بعدد من الهاشتاغات تترجم إلى "نحن على حق، حرروا غزة من حماس، أوقفوا الإرهاب، العيش المشترك، كلنا جيش الدفاع".

 

ما كتبته غادوت وتكرر كتابته كلما سنحت الفرصة يمثل لب الدعاية الإسرائيلية التي تتردد في ما يكتبه ويصرح به المتحدثون باسم جيش الاحتلال، وهو ما لاحظته منظمة "كود بينك"، المعنية بإحلال السلام في فلسطين من خلال أولوية استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة.

يقول البيان: "لا تزال غال غادوت مؤيدة صريحة للجيش الإسرائيلي وإسرائيل، اللذين يواصلان التطهير العرقي للفلسطينيين من أرضهم، إنها إهانة أن تستضيف غال غادوت مثل هذا المسلسل الذي يفترض "تمكين المرأة"".

 

من أولئك الذين اكتشفوا هذه السخرية في الحلقة الخامسة، الناشطة في حركة المقاطعة "بي دي اس"، آرييل جولد، التي غردت: "لا ينبغي أن تتحدث غال عن حقوق السكان الأصليين، لأنها شاركت بشكل مباشر في تهجير الفلسطينيين في فلسطين. أخبروا ناشيونال جيوغرافيك أن تتوقف عن العمل معها!".

  عرضت السلسلة الوثائقية لأول مرة على تلفزيون شبكة ناشيونال جيوغرافيك في نيسان/أبريل الماضي واستمر عرض حلقاتها حتى نهاية مايو/ أيار، وهي متاحة للمشاهدة في أستراليا ونيوزيلندا والشرق الأوسط عبر موقع ناشيونال جيوغرافيك، لكن عرضها في ديزني بلس سيكون العرض الأول في الولايات المتحدة.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير أعمال غال غادوت ضجة بسبب ميولها الصهيونية، إذ أبدى نشطاء في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 استياءهم من اختيار الممثلة الإسرائيلية لتؤدي دور ملكة مصر كليوباترا، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تصب ضمن سياسة "تبييض صهيونية داعمة للعدوان والقتل، سرقت دولتها أرضاً عربية وها هي تسرق شخصياتها التاريخية"، فضلاً عن أنه "تبييض" عنصري White washing لأبطال التاريخ ورموزه.

 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image