شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"سرقة ثقافية" و"تبييض"… الإسرائيلية غال غادوت في دور كليوباترا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 13 أكتوبر 202008:18 م

أبدى مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي استياءهم من اختيار الممثلة الإسرائيلية غال غادوت لتؤدي دور ملكة مصر كليوباترا، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تصب ضمن سياسة "تبييض" الشخصيات الأفريقية.

ورأى آخرون أن الأسوأ ليس في اختيار ممثلة بيضاء لدور كليوباترا، وإنما في اختيار "صهيونية داعمة للعدوان والقتل، سرقت دولتها أرضاً عربية وها هي تسرق شخصياتها التاريخية".

في إسرائيل والولايات المتحدة، رأى المتعاطفون مع غادوت أن كليوباترا ليست من أصول مصرية بل أوروبية، وكانت تحكم الدولة الفرعونية قبل دخول العرب لها، وبالتالي لم يجدوا أية مشكلة في اختيار غادوت لأداء الشخصية.

غال غادوت

وُلدت الممثلة وعارضة الأزياء الإسرائيلية غال غادوت في 30 نيسان/أبريل عام 1985 في مستوطنة روش هاعين المقامة على أنقاض قرية "رأس العين" الفلسطينية على أراضي كفر قاسم، وخدمت في الجيش الإسرائيلي لعامين.

والدها مهندس و أمها معلمة، وُلدا أيضاً في أسرائيل لعائلة يهودية تعود أصولها إلى بولندا والنمسا وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا، وحولوا لقب العائلة من "غرينشتاين" إلى "غادوت".

تم اختيار غادوت ملكة لجمال إسرائيل عام 2004، ومثلت إسرائيل في مسابقة ملكة جمال الكون في العام ذاته، وبعدها أصبحت عارضة أزياء في شركة "كاسترو" الإسرائيلية.

في السنوات الماضية، ظهرت غادوت في العديد من المشاهد الثقافية والفنية، كما اشتهرت بعد أن مثلت دور "جيزيل حربو" في سلسلة أفلام السرعة والغضب، ثم دور "ووندر وومن" في فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة"، إلى جانب الممثلين الأمريكي بن أفليك والبريطاني هنري كاڤيل.

شارك في هذا الفيلم مع غادوت الممثل المصري عمرو واكد وهو ثاني الممثلين العرب الذين شاركوا بأفلام "ووندر وومن"، وذلك بعد مشاركة الممثل المغربي سعيد التغماوي في أحداث الجزء الأول.

"بلدك تسرق أرض العرب وأنتِ تسرقين أدوارها السينمائية"... الحجة الأساسية لمنتقدي غال غادوت في دور كليوباترا كانت في اختيار امرأة بيضاء لدور فرعونية مصرية عاشت في إفريقيا كما في منح الدور لممثلة إسرائيلية خدمت في الجيش ودعمت العدوان على غزة 

في عام 2014، أحال وزير الإقتصاد اللبناني في ذلك الوقت رائد خوري طلباً تقدمت به "حركة المقاطعة"، إلى وزارة الداخلية بمنع عرض هذا الفيلم في لبنان، وكل الأعمال الفنية التي تشارك فيها غادوت، وتقرر بالفعل عام 2017 منع عرض "ووندر وومن".

خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نشرت غادوت صورة لها ولابنتها تصليان لنصرة جيش الاحتلال، وهو ما أثار استياءاً عارماً في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت أسفل الصورة "أرسل صلواتي وحبي لشعب إسرائيل، للبنات والأبناء الذين يخاطرون بحياتهم دفاعاً عن بلدنا ضد الأعمال الإرهابية والإرهابيين الذين يختبئون خلف الأطفال والنساء. إننا منتصرون!".

دور كليوباترا

في 11 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن الممثلة الإسرائيلية سوف تؤدي شخصية ملكة مصر كليوباترا.

قوبل إعلان اختيار غادوت للقيام بدور ملكة مصرية بنقد واسع على وسائل التواصل في دول عربية عدة، إضافة إلى بعض المعلقين في أمريكا وأوروبا.

الحجة الأساسية لمنتقدي اختيار غادوت كانت في اختيار امرأة بيضاء لدور فرعونية مصرية عاشت في إفريقيا، معتبرين أن هوليوود تفضل مرة أخرى ذوي البشرة البيضاء على السوداء، حتى لو كانت الأخيرة أكثر ملاءمة للأدوار المطلوبة.

ورأى آخرون أن اختيار غادوت يعد مثالاً على "الاستشراق الأوروبي" و "الاستيلاء" على ثقافات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التاريخية.

وغردت الصحافية المقيمة في مدينة نيويورك سميرة خان، قائلة: "أي غباء هذا يا هوليود أن تعتقدوا أن اختيار ممثلة إسرائيلية لتؤدي دور كليوباترا (فتاة لطيفة المظهر) فكرة جيدة؟"، مضيفة "العار عليك يا غال غادوت. بلدك تسرق أرض العرب وأنتِ تسرقين أدوارها السينمائية".

وتساءل عضو الحزب الديمقراطي عبد الله السيد في تغريدة على حسابه تويتر: "ألم تكن هناك امرأة مصرية تلعب دور ملكة مصرية؟".

وكتب حساب "The Afro Nerd" المتخصص في الدفاع عن حقوق السود على تويتر: "يستمر الأشخاص البيض في جذب البيض للعب دور كليوباترا والمصريين القدماء، لكنهم يتباكون عندما يؤدي شخص ما دور شخص أسود في برنامج تلفزيوني أو فيلم خيالي".

وانتقد الحساب أيضاً مخرجة الفيلم باتي جينكينز التي اختارت غادوت لتؤدي دور كليوباترا، قائلاً: "نرى أننا ما زلنا لا نستطيع الاعتماد على النساء البيض في اختيار النساء ذوات البشرة الملونة".

ورأت الكاتبة في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كارن عطية أن السؤال الأهم في موضوع كليوباترا وغادوت هو "هل نحتاج حقاً إلى فيلم آخر لكليوباترا؟"، مضيفة في تغريدة لها على تويتر: "هل يمكننا الحصول على فيلم حول نفرتيتي؟".

وقالت الكويتية من أصل فلسطيني سمر جراح على تويتر: "مجندة سابقة في جيش الاحتلال الصهيوني الاستعماري ستمثل دور كليوباترا. جدير بالذكر أنها كانت تشجع الصهاينة خلال قصف غزة".

"قيام غادوت بدور كليوباترا ليس تبييضاً لشخصيات إفريقية تاريخياً، فهي امرأة شامية وشرق أوسطية سوف تؤدي دور شرق متوسطي آخر"... الصحافة الإسرائيلية ترد على منتقدي اختيار الممثلة غال غادوت لأداء شخصية كليوباترا، واصفة انتقادها بـ"معاداة للسامية"

وغردت المصرية ندا على حسابها عبر تويتر قائلة: "إحنا عارفين جداً إن كليوباترا أصلها مش مصري بس قصتها و تاريخها في مصر و له مكانة كبيرة عند المصريين و المفروض الإخراج يبقى ذات مصداقية ويحترم أكتر جمهور هيقدَّر الفيلم، لكن إنك تجيب واحدة صهيونية محدش بيطيقها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ده غباء و عداء بشكل واضح".

رد إسرائيلي

حاولت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية المحافظة الدفاع عن اختيار غادوت باعتبار هذه الانتقادات "معادية للسامية".

وعلى سبيل المثال، ذكر تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن كل هذه الاتهامات في غير محلها، إن لم تكن "معادية للسامية وغير تاريخية".

ورأى كاتب التقرير أن كليوباترا لم تكن عربية، بل كانت فرعونية مصرية استمر حكمها من عام 51 قبل الميلاد حتى وفاتها في 30 قبل الميلاد، و"هذا يعني أنها ماتت قبل 600 عام على الأقل من الفتح العربي واستعمار مصر".

وأضاف التقرير أن موطن كليوباترا الأصلي لم يكن مصر نفسها، بل كانت من سلالة البطالمة في مقدونيا، وعليه فإنها لم تكن مصرية بل من عرقية يونانية ذات أصول فارسية وآشورية.

وذكرت الصحيفة أن "غادوت ليست امرأة بيضاء، فهي من اليهود الأشكناز وعليه فهي شرق أوسطية شرقية، عرقياً وقومياً، مثلها مثل جميع اليهود الأشكناز".

وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن "قيام غادوت بدور كليوباترا ليس تبييضاً لشخصيات إفريقية تاريخياً، فهي امرأة شامية وشرق أوسطية سوف تؤدي دور شرق متوسطي آخر".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard