شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
'كازيّة الشرق الأوسط' و'سوريا بلد العجائب'... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

'كازيّة الشرق الأوسط' و'سوريا بلد العجائب'... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 26 سبتمبر 202101:29 م

عام واحد... وفلسطين حرة

نطق محمود عباس بين "أقرانه" في الجمعية الامة للأمم المتحدة، وعدّد جرائم إسرائيل والخطوات التي سيتبعها لمواجهة الاحتلال، ثم ما لبث أن أطلق تهديداً أبدياً، تردد على مدار عشرات السنوات: "أمام إسرائيل عام واحد للانسحاب من أراضي 67"، بالله العظيم يا عباس؟ عام واحد فقط؟ دعها 6 أشهر مثلاً، أو لتكن 4 أشهر قمريّة، ما الذي سيختلف بعد عام، سيتدخل مجلس الأمن؟ ستدين محكمة العدل الدولية إسرائيل؟ أم أن المليار دولار التي ستمنحها أمريكا لإسرائيل لدعم القبة الحديديّة ستصرف لك؟

أعقبت إسرائيل على هذه التصريحات دون أن تقيم أي جديّة لعباس، واتهمته بـ"الكاذب، وقته قد ولى، تاجر بفلسطين، وصاحب إنذارات وهميّة"، الغريب أن الحرب البلاغية ما زالت تعني شيئاً لعباس، بالرغم من أن رطانة المجتمع الدولي لم تعد تنطلي على أحد، خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يحتفل بالبطولات الفردية التي يقوم بها الأسرى.

لكن يا عباس، ماذا عن هشاشة حياة الخاضعين للحصار، الذين لن ينجو الكثير منهم بعد عام، إلا إن كان هناك صلاحية لإسرائيل ستنتهي بعدها، كحالة اللقاحات التي كان من المفترض أن ينالها الفلسطينيون ضد كورونا.

نطلب من محمود عباس أن يقدم لنا روزنامة دقيقة بنهاية كل دولة احتلال وكل دولة ديكتاتوريّة، وذلك كي نقسم وقتنا ونضبط مواعيدنا كيلا تفوتنا نهاية أي سلطة نرغب بزوالها.

محمود عباس: "أمام إسرائيل عام واحد للانسحاب من أراضي 67"... نطلب من عباس أن يقدم لنا روزنامة دقيقة بنهاية كل دولة احتلال وكل دولة ديكتاتوريّة، وذلك كي نقسم وقتنا ونضبط مواعيدنا كيلا تفوتنا نهاية أي سلطة نرغب بزوالها

قيس سعيد... تباً لحسن النية

راودنا في المقتطف سابقاً حلم كتبه أحد المحررين، وجاء فيه أن قيس سعيد لن يتحول إلى ديكتاتور، وأن الإجراءات الاستثنائية لن تمدد، وأنه سيعيد تفعيل الدستور، لكن... لا حلم يتحقق، إذ قام الأخير بتركيز السلطة في يده، وجعل من الدستور كولاج، يقص ويلصق منه ما يريد للحفاظ على الكرسي، ما دفع إلى تحركات حزبية وشعبية لتشكيل جبهات مضادة له، لذا، وحرصاً منا على جودة الديكتاتوريات العربيّة، إليك يا سعيد عدد من الخطوات التي تضمن لك أبدية الحكم:

1- تأسيس محكمة عليا لأمن الدولة، وتفعيل مئات من أفرع الأمن ذات الصلاحيات الاستثنائية والتي تشمل الاعتقال العشوائي والقتل والتعذيب .

2- العمل على تكوين فئة أو طائفة تعبد قيس سعيد، لتكون مسؤولة عن نشر الرعب وإطاعة الأوامر بعماء.

3- استقدام عدد من مجرمي الحرب القدامى وتحويلهم إلى مستشارين يمكن الاستفادة من خبراتهم.

4- افتتاح عدد من معسكرات التدريب السرية، يُستفاد منها لصقل خبرات السلفين والجهاديين واستخدامهم حين الضرورة.

5- توطيد العلاقات مع إحدى الدول الدينية الغنيّة لضمان اتساق ديني- سياسي ودعم لوجستي "إيران، السعودية، سلطنة بروناي... إلخ".

سوريا: بلاد العجائب المستحيلة

نحاول كل أسبوع في المقتطف أن نتجنب الحديث عن سوريا، لكن الأمر مستحيل، ما يحصل في تلك البقعة الجغرافية من العالم عصيّ على التجاهل، ولن نتحدث عن أزمة السكر ولا تحول النظام السوري إلى مستورد للموز، لكن من جملة ما حدث، أن رجلاً فجر نفسه والمحامي الخاص بزوجته بقنبلة يدوية أمام باب القصر العدلي في إحدى المحافظات السورية، كل شيء موثق في الفيديو، شجار ينتهي بأشلاء، ويظهر هنا السؤال الساذج، لم يمتلك مواطن قنبلة يدويّة؟

فجّر رجل نفسه والمحامي الخاص بزوجته بقنبلة يدوية أمام باب القصر العدلي في إحدى المحافظات السورية، كل شيء موثق في الفيديو، شجار ينتهي بأشلاء، ويظهر هنا السؤال الساذج، لم يمتلك مواطن قنبلة يدويّة؟

في سياق منفصل، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بإغلاق مكتبة نوبل في العاصمة دمشق، وبدأت المرثيات، لكن حقيقة، ومن قبل 2011، مكتبة نوبل لم تكن الأفضل، إذ لا تحوي الإصدارات الجديدة، ناهيك أن سوريا نفسها مليئة ببسطات الكتب التي تحوي الجديد والنادر، الثمين والمبتذل، ناهيك أن سوريا تعد عدواً لدور النشر العربية والعالميّة، كونها تحوي عدداً كبيراً من المزورين الذين يعيدون طبع الكتب الأصلية وبيعها بأسعار رخيصة.

إغلاق مكتبة لا يعني شيئاً، فمن يريد أن يقرأ سيقرأ، ومن لا يريد فلا أحد يهتم، إغلاق مكتبة ليست نهاية الثقافة في سوريا ولا فاتحة لعهد جديد، فكفى بكائيات، إلا إن كان الحزن نابعاً من أولئك "الذين اقتنوا كتباً زادت جمالية بيوتهم"، حسب ما كتب أحدهم في رثاء المكتبة.

نهاية، لدينا سؤال سوري- لبنان، بعد بث الفيديو الترويجي لمسلسل "الهيبة"، واكتشافنا أن زعران الجبل سيواجهون داعش، نريد أن نعلم من هم "مجموعة المؤلفين" الذين خطرت لهم هذه الفكرة؟ من هم الذين جلسوا وقرروا كتب هذا الجزء عن مواجهة بين ميليشيات مسلحة تشرب العرق وميليشيات مسلحة تحرّمه؟

كازية حزب الله

أعلن الحزب المنسوب لله في لبنان أن باخرة وقود إيرانية ثانيّة وصلت إلى ميناء بانياس السوري في طريقها إلى لبنان، لكننا لا نعلم بدقة إن كانت حمولتها ستساعد في حل أزمة الوقود والمازوت في سوريا، أم ستتابع طريقها إلى لبنان، وهل فعلاً النظام السوري سيتركها تمر دون الاستيلاء على كم طن من الوقود.

يبدو أن جماعة الله وأمينه وجدوا لأنفسهم عملاً جديداً: "كازية" الشرق الأوسط، مهمتها تنسيق عمليات توزيع المازوت والوقود على الحكومة والناس، لكن ما نخافه حقيقة هو اتباع سياسية "الكابتيغون مقابل الوقود"، خصوصاً أن حزب الله أصبح يتحكم بحدود سوريا ولبنان، ما يعني أن المنطقة قد تصبح مرتعاً للتهريب الدولي، لذا نطلب من حزب الله تقاسم الأرباح، أو خفض سعر الحشيش، أو فتح أبواب الانضمام أمام فئات جديدة من الناس، لخلق توازن في القوة بين المكونات الدينية في المنطقة.

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بإغلاق مكتبة نوبل في العاصمة دمشق. إغلاق مكتبة لا يعني شيئاً، فمن يريد أن يقرأ سيقرأ، ومن لا يريد فلا أحد يهتم، إغلاق مكتبة ليست نهاية الثقافة في سوريا ولا فاتحة لعهد جديد، فكفى بكائيات

ربما نحن أمام شكل جديد من السيادة، ميقاتي يتصور مع أصدقائه الأنيقين الجدد، وحين تنطفأ الكهرباء في البرلمان، يأتي حزب الله ويزود المولدة بالوقود ليعيد النور إلى وجههم، بينما يسعى ميشيل عون لافتتاح أكاديمية الإنسان، وقطع المساعدات عن اللاجئين السوريين "كي لا يستقروا" .

نختم سلسلة المفارقات هذه بقولنا: "كسم كل من جلس على كرسي السلطة في لبنان، إلا ذاك الشخص الذي اتهم أنه وزير لبناني يرقص، لكنه للأسف لم يكن وزيراً".

شواحن لكل شيء: لا مزيد من الأسلاك

منذ عدة سنوات توقفت شركات الهواتف المحمولة الكبرى، كسامسونج مثلاً، عن بيع شواحن مع الهواتف الجديدة، بحجة أن من يمتلك شاحناً قديماً لن يكون بحاجة للجديد، لن نفند أو نشير إلى هذه الخدعة، فكلنا يشتري الشاحن الجديد، لأن القديم طال عمره أو ببساطة لا يتوافق مع الهاتف الجديد، ما يترك البعض أمام أكوام من الشواحن والبلاستيك، ما يشكل عبئاً على المستهلك والبيئة و القوى العقلية للفرد.

مؤخراً، طالب الاتحاد الأوروبي الشركات المصنعة للهواتف توحيد الشواحن، واعتماد نموذج واحد منها، ووصل الأمر إلى اقتراح تشريع لضبط هذه العملية، وجعل كل شيء "هاتف، كاميرا، قبضة محمولة... إلخ" يعمل بذات الشاحن، أو بصورة أدق، ذات مدخل الشاحن، هذا الاقتراح آثار حفيظة شركة آبل التي وجدت الأمر محاولة للحد من الابتكار الإنساني. (آبل بالذات لا يحق لها تبني هذه الحجة، فمنذ عشر سنوات لم يتغير شيء في هواتفها).

نطلب من الاتحاد الأوروبي تنفيذ هذا القرار ولو بالقوة، إذ لم يعد من المنطقي امتلاك 300 شاحن في المنزل كل واحد لجهاز، ناهيك عن "شربكات" الأسلاك، والرفاق السفلة الذين يسرقون الشواحن، وحقيقة، نحن في المقتطف، والكثيرون مثلنا، مستعدون للتضحية بالابتكار على حساب شاحن واحد لكل شيء، شاحن سحري قادر على ملء كل البطاريات دون الحاجة لأي تحويلة أو وصلة أطول.

ربما هي نهاية الصراع بين دار الشروق وأسرة نجيب محفوظ، التي تمكنت نهاية من منح دار هنداوي حقوق نشر مؤلفاته رقمياً وبصورة مجانية للجميع، لا مانع لدينا من "انتفاع" أسرة محفوظ من تركة الأديب، لكن ما يثير الاهتمام هو تزمت دار الشروق لسنوات، وكأن 'محفوظ' كنز لابد من استنزافه للأقصى

نجيب محفوظ ملك "للجميع"

ربما هي نهاية الصراع بين دار الشروق وأسرة نجيب محفوظ، التي تمكنت نهاية من منح دار هنداوي حقوق نشر مؤلفاته رقمياً وبصورة مجانية للجميع، لا مانع لدينا من "انتفاع" أسرة محفوظ من تركة الأديب، لكن ما يثير الاهتمام هو تزمت دار الشروق لسنوات، وكأن محفوظاً كنز لابد من استنزافه للأقصى.

النشر الإلكتروني مكسب للثقافة العربيّة بأكملها، ونطلب من كافة دور النشر أن تقوم بذات الشيء، لا أن توزع كتبها مجاناً، بل اعتماد النسخ الرقمية النظامية، عوضاً عن العويل وشتم القراصنة وتحميل القراء مسؤولية كسل دور النشر وعجزهم عن الدفاع عن كتبهم. إن لم تستطع دور النشر تدارك وحل مشكلة القرصنة فهذه مشكلتها، ولا داعي للوم القراء كونهم يعتمدون النسخ المقرصنة، القارئ يريد الكتب بأي شكل، وإن لم تنصع له دور النشر فلا لوم عليه.

كفى توزيع اتهامات يا ناشرين، ونافسوا القراصنة، لا تحاربوهم، الأمر يشبه تشريع المخدرات، إذ اكتشفت العديد من السلطات أن القضاء على "الديلرز" لن يوقف المشكلة، بالتالي تشريع المنتج، وتوفيره بسعر رخيص يعني مكسباً للجميع، فالمستهلك لا يهمه المصدر، بل المتعة فقط.

عن "ضِراط" البقر

لا نعلم من هو محرر الموقع العربي لصفحة قناة "فرنسا 24"، لكن خياره كتابة عنوان خبر بالشكل التالي مثير للاهتمام: "ضراط البقر أحد مصادره، غاز الميثان قد يُحول الأرض إلى جحيم".

لا مشكلة لدينا في كلمة ضراط، لكن المشكلة هي لوم البقر، ويبدو أن المحرر ومن تمّ لقاءه في التقرير لم يعذبا نفسيهما بطرح أسئلة جديّة، فقليل من البحث يدل أولاً أن قصة "ضراط البقر" أسطورة انتشرت في الولايات المتحدة في عهد ترامب، والأبحاث المرتبطة بها شديدة الهشاشة، وحتى المقالات الجديّة ترى أن ضراط البقر لا يشكل سوى جزءاً ضئيلاً من انبعاثات غاز الميتان.

في حين أن الضرر الأكبر على الغلاف الجوي سببه المصانع والصناعات الثقيلة وصناعة الأزياء، بصورة أخرى، ثلثا التلوث من البشر، والباقي من الحيوانات، والضراط لا يشكل سوى نسبة قليلة، لذا نطرح سؤالاً، هل نعمل على تهجين بقر لا يضرط؟ أم نغلق بضعة مئات من مصانع السيارات والأزياء السريعة؟

*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image