شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
دمية جنسية تتنفّس خارج الكاتالوج

دمية جنسية تتنفّس خارج الكاتالوج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 25 سبتمبر 202112:50 م

 حياكة الكلام


بعد سلسلة خسارات وإحباطات عاطفية انزوى، لم يعد يطيق الحياة الاجتماعية ولا ربط أي علاقة من أي نوع، ككل كائن حي كان يجب عليه أن يلبي رغباته واحتياجاته البيولوجية، على رأسها ممارسة الجنس للتخفيف من ضغوط الشبق، ضغوط العمل، للهروب من الوحدة قبل كل شيء.

كما أنه لم يعد يكتفي من ممارسة العادة السرية. في يوم ما بينما هو يتصفح المواقع الإباحية وجد عروضاً لمنتجات وخدمات جنسية. اتسعت عيناه وفرك يديه قائلاً: "حان وقت تقاعدك أيتها اليد!"

أتم إجراءات التسجيل وملء البيانات، بواسطة "كريديت كارت" تمت عملية الدفع.

بعد أسبوع طرق أحدهم الباب سلمه طرداً ما، بابتسامة غريبة سأله: هل تحتاج لأية مساعدة، أم أنك ستتبع كاتالوج المنتج فحسب؟

ارتبك شعر بالانزعاج والتعدي على خصوصيته. رد بنبرة حازمة: لا شكراً، تفضل لقد قمت بالتوقيع على بطاقة الاستلام.

ضحك الرجل الغريب ثم استطرد قائلاً: سأعود وأعرف متى يحين ذلك دون أن تطلبني.

دفع الباب بوجهه بعد أن شعر بشيء من الانقباض والانزعاج من كلامه.

أشعل سيجارة بقي يراقب الطرد لمدة، ثم انصرف لإتمام أمور عالقة، وبحلول الليل تذكر الطرد توجه إليه، حمله برفق، فتحه، أخرج الدمية الجنسية كانت كما طلبها من الموقع، مواصفات طبق الأصل للمرأة التي يضاجعها في خياله: حجم مثالي مع صدر مشدود، أرداف ممتلئة، خصر متقوس للداخل، شعر أسود حريري، ملمسها كملمس الجلد البشري...

بينما هو يتصفح المواقع الإباحية وجد عروضاً لمنتجات وخدمات جنسية. اتسعت عيناه وفرك يديه قائلاً: "حان وقت تقاعدك أيتها اليد!"... مجاز في رصيف22

اتبع كاتالوج الاستعمال، نفخها بجهاز مخصص لذلك، هي ثلاث دقائق، ها قد حصل على جسد طازج يصلح لأداء مهام يده.

قضى أول ليلة معها وشعر بارتياح عظيم.

قال في نفسه: على الأقل ليست نكدية كبعض النساء، ولا ثرثارة كبعضهن، ولا من فئة المتطلبات اللواتي لا يتوقفن عن طلب المال... ستكون هذه امرأة حياتي. بعض الصيانة وستدوم علاقتنا عمراً...

بالفعل داوم على معاشرتها وكانت تصدر بعض الأصوات كالتأوهات، التنهيدات، الضحكات وكلمات معدودات مخصصة لإثارة الزبون وحسب إعدادات الدمية...

إلى أن أتى اليوم الذي تلقى فيه اتصالاً

-ألو نعم!

-ألو؛ ضحكة مستفزة؛ هل أنت راض عن سلعتنا؟

تذكر صوت الرجل، نعم نعم إنه؛ غريب الأطوار الذي سلمه الطرد، ارتبك وأحس بانزعاج كبير...

صرخ قائلاً: راض أو غير راض وما شأنك، بين البائع والمشتري سلعة ودفع ثمن توقف عن الاتصال والتدخل في خصوصيات غيرك، والا سأشتكيك إلى خدمة الموقع الذي تعاملت معه... لحظتها سمع ضحكة مخيفة وعبارة حان وقت الدفع بالعملة الحقيقية... ثم أغلق الخط بوجهه.

في المساء عند عودته من العمل قرر التخلص من الدمية الجنسية قائلاً في قرارة نفسه: فضيحة لو اكتشف أحدهم أمرها، فضيحة كبيرة بحقي.

تسارعت الأسئلة إلى رأسه ازدادت حدة الشكوك داخل تفكيره: ماذا لو كان هذا المختل يضع كاميرا إلكترونية بداخلها؟ ماذا لو كانت متصلة ببرنامج يفضح حياتي الخاصة؟

ماذا لو...

أمسك برأسه، ضغط عليه كما لو أنه يود أن يفلق ثمرة نواة كوكو إلى نصفين...

أعد وجبة العشاء تناولها، استرخى، شغل الموسيقى قال لنفسه مرة أخرى: خسارة، خسارة كبيرة فراقك أيتها الحسناء كنت نعمة كبيرة في حياتي وكاتمة أسراري ورفيقة ليالي الملتهبة، كنت...

أحس أن لسانه علق بالداخل. حاول التملص. لم يتمكن من دفعها. لا مجال، فجأة اتسعت عيناها بشكل غريب ونظرة شيطانية تلبستها فأحس بروحه تسحب منه، تحديداً من لسانه، شيء ما كان يستنزفه يمتصه، إلى أن خمد مكانه دون حراك... مجاز في رصيف22

ككل شيء له نهاية حان وقت فراقنا؛ شعر بأسى كبير حيال الوضع، احتضنها كشخص عزيز لا يود فراقه، قرر مضاجعتها كوداع أخير بعد أن انتهى استلقى فوقها أحس بنبض غير طبيعي للحظة. هيئ له أنه يهذي أو ربما منسوب الشراب لعب بعقله... نظر إليها ملياً، اقترب منها أحس بنشوة، بدأ يقبلها من خدها، على رقبتها وكانت كالعادة تصدر أصواتاً مهيّجة، فازداد لوعة. قبلها أكثر فأكثر ثم اقترب من فمها. اكتشف للمرة الأولى أنه بإمكانه إدخال لسانه في فمها. شعر بإثارة غير مسبوقة فجأة، أحس أن لسانه علق بالداخل. حاول التملص. لم يتمكن من دفعها. لا مجال، فجأة اتسعت عيناها بشكل غريب ونظرة شيطانية تلبستها فأحس بروحه تسحب منه، تحديداً من لسانه، شيء ما كان يستنزفه يمتصه، إلى أن خمد مكانه دون حراك...

ماهي إلا لحظات تم فتح باب الشقة أيد غريبة قامت تلتقط الدمية الجنسية وتعليبها مرة أخرى، كان يقف أمام الجسد الملقى حذاء ذاك الرجل وصوت عبر الموبايل يقول: سيدي تمت المهمة بنجاح. أصبح معنا دمية جنسية جديدة. نعم... صنف ذكر، ثواني... نعم سيدي الآن وضعنا بطاقة تحمل رقم "10013".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image