مجاز الحواس: للكتّاب حدس إضافي، هو فتنة أن اليوم يأتي كل يوم
سافرتُ وزوجتي لقضاء عطلة في باريس، حجزنا تذكرتين، درجة أولى في الطائرة التي أقلّتنا إلى "عاصمة النور" كما يسمونها. قبل هبوطنا، غيّرنا ملابسنا التقليدية، وارتدينا ملابس أخرى، كما لو أن هذه الحركة هي استعداد لبدء مغامرة لم نكن قد حددنا طبيعتها.
ارتديتُ سروال جينز، وتي شيرت أزرق فوقه جاكيت من الجلد، وضعت في قدمي حذاء رياضياً، وارتدت هي سروالاً من نسيج أسود، قميصاً ضيقاً وحذاء بكعب عال، فبدت جميلة أكثر مما تخيلت، نزعتْ الحجاب وكان شعرها قصيراً مجعداً، أعجبني كثيراً كأني أراه لأول مرة. وضعتْ بعض المكياج الخفيف، فظهرت امرأة أخرى، ليست نفسها التي عاشت معي خمس سنوات.
كانت عيناها جميلتين وجريئتين، اعترفت لها بأنها مثيرة بدرجة عالية، وأن رغبتي بها الآن كبيرة. ضحكت عندما قلت بأني أريد أكلها، لكننا في الطائرة، همست في أذني رغم أن لا أحد يسمعنا: "يمكنك فعل ذلك عندما نصل، التهمني وأعدني بعدها إلى صورتي الأولى، الحسني وعضّني ثم التهمني وكرّر الأمر مراراً، أريدك أن تفعلها مراراً، تشعلني وتطفئني ثم تشعلني، أريدك أن تغرقني... هل سمعت؟ تغرقني!".
نزلنا في فندق صغير يقع في حي هادئ، أخذنا حماماً دافئاً وتناولنا العشاء في مطعم صغير بجوار الفندق، في الواقع كنا قد اتفقنا قبل السفر، بطريقة ما تشبه التواطؤ، أن نعطي حبوباً منوّمة للملكين الرابضين على أكتافنا، واللذين يحرسان الفضيلة والرذيلة، المنشغلين طوال الوقت بتسجيل الحسنات والآثام.
كان الاتفاق الضمني ينطوي على أننا عندما يغرقان في النوم، سنفعل كل ما ترغب به، نحرّر الأشياء المحبوسة في داخلنا، دون أن نحدد طبيعة هذه الأشياء والحد الذي يمكننا التوقف عنده. لقد كانت الخطوة الأولى أننا أخذنا حمامنا معاً، الأمر الذي لم نكن نفعله عادة. قمنا ببعض الألعاب اللطيفة، المثيرة في النهاية. لم نمارس الجنس رغم الرغبة الكبيرة التي توهجت في داخلنا، لكن هذه الخطوة ساعدت على وضع قطار الرغبات فوق السكة قبل الانطلاق.
"قط البراري" خافت الإضاءة
سألت موظف الفندق عن مكان جيد للسهر، ديسكو مثلاً، قال: يوجد مكان قريب في الشارع نفسه، مرقص اسمه "قط البراري"، لكن... هذا مكان يرتاده الطبيعيون، لا أعرف إن كان يناسبكما!
اتفقنا قبل السفر، بطريقة ما تشبه التواطؤ، أن نعطي حبوباً منوّمة للملكين الرابضين على أكتافنا، واللذين يحرسان الفضيلة والرذيلة، المنشغلين طوال الوقت بتسجيل الحسنات والآثام... (مجاز) فسحة الضلال والغواية في رصيف22
كتب كل شيء على ورقة، شكرته وخرجنا. وكان واضحاً أن موظف الفندق أراد أن يقول شيئاً ما يتعلق بكوننا مسلمين، والمكان، حسب ظنه، لا يناسبنا. كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساء، المحلات مغلقة وتحت الضوء الشاحب رأيت الرقم 48 في الشارع نفسه. "هذا هو المكان؟"، قالت زوجتي بطريقة من أصابه شيءٌ من الإحباط أو عدم الفهم، فالمكان يبدو مثل منزل عاديًّ، لا إشارة تدل على كونه مرقصاً أو مكاناً لقضاء سهرة تنطوي على مغامرة صغيرة.
نسمع صوت موسيقى ولا نعرف من أين تنبعث بالتحديد، الشارع نفسه غير مضاء بشكل جيد. لم يكن ثمة مطعم ولا حتى حركة للمارة، سيارة صغيرة مرت، توقفت في آخر الشارع. صوت موسيقى بعيد، ثم لا شيء آخر سوى السكون ورائحة النباتات الربيعية: اسم الشارع، والرقم ذاتهما. قلت لها وأخرجت الورقة كما لو أنني أحاول أن أدحض أيِّ شك: "انظري إنه الاسم ذاته المكتوب هنا".
أشرت بأصبعي إلى لوحة مكتوب عليها "قط البراري" بالفرنسية والإنكليزية، رغم ذلك، لم يظهر علي بأني واثق تماماً من العنوان الصحيح، خطأ ما قد حصل، أو ربما سوء فهم. وقفنا لبعض الوقت، حاولت أن أضع إصبعي على الجرس، لكني تراجعت، التفتُ لزوجتي وسألتها: "هل عندك فكرة عما تعنيه كلمة (طبيعيون)؟".
توقفت سيارة ميرسيدس سوداء أمامنا، هبط منها شابان وامرأتان تلبس كل منهما معطفاً طويلاً، ألقى أحد الشابين التحية بالفرنسية ولم ينتظر، مدَّ أصبعه مباشرة، فظهر لي وكأنه قام بهذه الحركة لعدة مرات قبل هذا. ضغط على الجرس، مرتْ أقل من ربع دقيقة، خرج رجل في الخمسين، يلبس بذلة سوداء وربطة عنق حمراء، قال شيئاً بالفرنسية مع إشارة من يده تدل على الترحيب.
دخلنا مع الداخلين، عدة خطوات، ثم وجدنا نفسينا في صالة صغيرة، في الواقع، لم يكن أيٌّ منا يعرف ماذا عليه أن يفعل أولاً. قالت زوجتي وهي تضغط على ذراعي: "دعنا ننتظر بعض الوقت، سوف نرى ماذا يفعل هؤلاء". كانت هناك موظفة شابة، فوق رأسها إضاءة ملونة، ترحّب بالقادمين، لكن عينيها تعلقتا لفترة وجيزة بنا، ومن السهل معرفة السبب، فنحن شرقيان كما تُظهر ملامحنا، والمكان على ما يبدو خاص فعلاً.
"لم أعد قادرة على تحمل هذا الشيء"، قالت ذلك وعيناها كانتا ثقيلتين، رغم ذلك حاولتْ الحفاظ عليهما مفتوحتين بالقدر الذي يسمح لها بمتابعة المشهد، تنظر بشغف واضح إلى الحفلة الجنسية الجماعية، يداها تحركتا إلى ما بين فخذيها، قالت: "لقد عرفت الآن ماذا يعني (طبيعيون)"
استلمت الموظفة معطفي الشابين والسترتين السوداوين اللتين كان يرتديها كل منهما، وضعا في يديها ربطات العنق أيضاً، ثم ناولاها بطاقات صغيرة ومحفظتي النقود، فظهرا بقميصين أبيضين وسروالين أسودين أنيقين، الشابتان أيضاً، سلمت كل منهما معطفها للموظفة التي ترتدي قميصاً أسود عاري الأكتاف، مفتوح الصدر، فظهر ثدياها الكبيران، أبيضين كالحليب.
شعرتُ ببعض الارتباك وأنا أنظر للشابتين اللتين ظهرتا بعد تسليم المعاطف وهما ترتديان ملابس داخلية من ثلاث قطع، بلون أسود: مشدّ صدر يهبط حتى منتصف البطن، لباس داخلي قصير وجوارب طويلة مخرمة تنتهي بحاشية من الدانتيل، أعلى الفخذ عند حافة اللباس الداخلي. كانت كل منهما تلبس حذاء أسود بكعب. قالت زوجتي إنها رأت مثل هذا في الأفلام.
لم أسألها عن أي أفلام تتحدث، ومتى كانت تشاهد أفلاماً من هذا النوع. ابتسمت دون أن أستدير: "نعم، يبدو أن ليلتنا ستكون أكثر غرابة مما تخيلنا، نحن أيضاً كأننا سنخوض تجربة استثنائية". سلّمتُ سترتي، وكنت أسمع في تلك اللحظة الموسيقى تنبعث من خلال باب صغير يؤدي كما يبدو إلى الطابق الأسفل. نظرتْ زوجتي لموظفة الاستقبال شبه العارية، فخذاها أبيضان مكتنزان وبطنها مثل القطن، لامع رشيق في المسافة بين قميصها والشورت الضيّق الأسود.
قالت زوجتي بإنكليزية متواضعة وهي تنظر للموظفة: "إننا هنا للمرة الأولى". الحقيقة كانت تريد أن تقول: "هل كان ينبغي أن أرتدي شيئاً يشبه ما ترتديه الشابتان!". ابتسمت الموظفة، وهي تأخذ منها المعطف: "مرحباً بكما في باريس، لكن من فضلكما، اتركا جوازي السفر هنا، عند المغادرة، يمكنكما دفع الحساب واستلام معطفيكما، هذا هو نظام المكان".
سلمتها كل شيء. "شكراً لك"، قلت ذلك بروح حماسية، وزوجتي تحمست فبدت أكثر جرأة مما أتصور. قالت شيئاً بالفرنسية، تعلمته من كتاب "تعلم الفرنسية في خمسة أيام"، وعلى ما يبدو، كان لفظها سيئاً بالقدر الذي جعل الموظفة الشابة تبتسم وحسب، فمن المؤكد أنها لم تفهم الجملة، فقط أشارت لنا أن نهبط عبر الباب الضيق إلى الأسفل.
بحيرة الشهوة الزرقاء
كانت الصالة مغمورة بإضاءة ملونة، هناك دائرة للرقص في وسط الصالة، أحاطت بها الأرائك المغلّفة بقطيفة حمراء، والبار كان في الزاوية اليمنى، حاولنا بحماسة واضطراب أن نكتشف تفاصيل المكان بنظرات خاطفة، ولم يكن لدينا أيّةّ فكرة عما يجب أن نفعل. جلسنا أولاً على كنبة صغيرة وبشكل لا يشير إلى أننا في حالة استرخاء، دخل المزيد من الرجال والنساء، توزعوا على المقاعد، عند البار أو مباشرة لدائرة الرقص.
كان الاتفاق الضمني ينطوي على أننا سنفعل كل ما ترغب به، نحرّر الأشياء المحبوسة في داخلنا، دون أن نحدد طبيعة هذه الأشياء والحد الذي يمكننا التوقف عنده... (مجاز) فسحة الضلال والغواية في رصيف22
قالت زوجتي: "كلهم يلبسون نفس الشيء!". قلت لها: "الأفضل أن نشرب شيئاً". ودون أن تنظر إلي قالت: "كما تحب، بالنسبة لي، يبدو المكان لطيفا، لقد أحببته، شيء يشبه الحلم". وجهت خطابها للفراغ وقد شغلتها الكؤوس الفارغة المعلقة في سقف البار، وتابعت بأعجاب الحركات الخفيفة التي تقوم بها النادلة. قالت لي: "ولكن ماذا يعني (طبيعيون)؟ قلت لها وانا أنظر إلى فخذي النادلة المكتنزين: "لا تقلقي، سوف نعرف حالاً، بالنسبة لي سأشرب أولاً نوعاً خفيفاً".
لم أكن أريد أن أسكر، أو لا ينبغي أن أسكر بسرعة فتضيع فرصة اكتشاف المكان. "ماذا يعني نوعاً خفيفاً؟"، قالت لي، والحقيقة هي لا تعرف عن الخمر سوى الحكايات وما تظهره الأفلام، أجبتها على الرغم من أن لا خبرة لدي كذلك: "بيرة مثلاً أو نبيذ. الويسكي قوي، لقد جربته مرة، أنتِ أيضا سوف تجربينه، لكن فيما بعد، خطوة خطوة، سوف نفعل كل شيء".
كانت النادلة ترتدي شيئاً يشبه ما تلبسه موظفة الاستقبال، نظرت لثدييها هذه المرة بشهوة على النحو الذي ظهرتُ فيه كأنني سأخرج لساني وألحسهما. "لم نتفق على هذا، المغامرة ليست مفتوحة على الأفق أو ما بعد الأفق"، قالت زوجتي بعدم ارتياح، أو على الأقل، هذا ما أظهرته. "بصحتك"، قلت ثم تناولت جرعة كبيرة من كأسي. هي أيضاً، رشفت من كأس النبيذ الأحمر، قالت: "يبدو طعمه غريباً، الحقيقة أنه ليس لذيذاً، ولكن هي فرصة أن نجرب الممنوعات بغياب الملكين".
ضحكت وأنهينا كأسينا. صعدنا لحلقة الرقص. لم يكن أيّ منا ماهراً، لكن المشاركة تفتح آفاق المعرفة. "نبدو أفضل مما كنت نتخيل، ألا تعتقد ذلك؟!". قالت لي وقد اعتادت بعد دقائق على احتكاك الأجساد العارية مع بعضها دون تحفظ، ثم همست لي: "كان الأفضل أن أشتري ملابس تناسب المكان، أبدو مثل نغمة النشاز في لحن".
عانقتني، قبلتني بشهوانية كما لو أن ينابيع مسدودة انفتحت الآن في جسدها. قرَّبتْ مؤخرتها لمرات عديدة من رجل أفريقي طويل، كان يراقص شابة بيضاء، راقبته وهو يمد يده على مؤخرتها ويفرك ثدييها، ثم قامت بشيء أكثر جرأة، استدارت، ثم وضعت مؤخرتها في حضنه، حرّكتها بشهوانية لدقيقتين
عدنا إلى البار، أخذتُ كأساً ثالثة، ثم جلسنا على الأريكة، وكان واضحاً أننا بذلا جهداً كبيراً يدلّ على قلة الخبرة، زوجتي كانت تمسح العرق بمنديل مررته على جبينها وصدرها، وأنا انشغلت بتفحّص رواق جانبي يشع منه لون أحمر خافت. لقد شغلني هذا الممر، إنهم يذهبون ويعودون. قالت عندما نهضتْ: "أريد الذهاب إلى التواليت، من أين؟"، أجبتها: "عبر الممر كما أعتقد".
ذهبتْ فدخلتُ إلى غرفة زجاجية مخصصة للتدخين، أشعلت سيجارة، شاب وشابة كانا يدخنان في مقعد مجاور. أنهيت نصف السيجارة عندما عادت الزوجة، دخلت من الباب الزجاحي، أشعلت لها سيجارة. قالت: "الممر". ثم شرحت بعاطفة مضطربة ما شاهدته، أطفأت سيجارتي، هي أيضا قامت بنفس الحركة وخرجنا. على الجانب الأيمن من الرواق، هناك أربع نوافذ على الجانبين تطل على أربع غرف مضاءة، اعترفت لي أثناء ذلك أن قلبها ينبض بسرعة.
كانت تنظر بخشوع وتوتر لجسدين أبيضين عاريين تحت الإضاءة الساطعة في الغرفة الأولى: "يبدو كفيلم رومانسي". قالت ذلك ثم مرّت وأنا خلفها نحو الغرفة الثانية، وكانت الأصوات تصدر عن جسدين، أصوات شهوانية لا يمكن التعبير عنه بكلمات، بل كأنها نغمة تجيء من الأعماق الملتهبة. اشتعلت رغبتي عند النافذة الثالثة: "تعالي لنشرب كأساً، لا أستطيع أن أستوعب كل هذا مرة واحدة". قلت لها وعدنا إلى البار. شربنا كأسين. رقصنا بمهارة معقولة هذه المرة، وكان العرق ينز من إبطي.
عانقتني، قبلتني بشهوانية كما لو أن ينابيع مسدودة انفتحت الآن في جسدها. قرَّبتْ مؤخرتها لمرات عديدة من رجل أفريقي طويل، كان يراقص شابة بيضاء، راقبته وهو يمد يده على مؤخرتها ويفرك ثدييها، ثم قامت بشيء أكثر جرأة، استدارت، ثم وضعت مؤخرتها في حضنه، حرّكتها بشهوانية لدقيقتين. "دعنا نذهب عبر الممر"، قالت زوجتي وهي تضع رأسها الثقيل على كتفي، لقد تسللت الخمرة إلى جسدها غير المعتاد على الشراب.
لا أحد إطلاقاً كان يملك جسده. اختلطت السوائل، تبادل الجميع كل شيء، الخيالات والحكايات، برضا تام، ولم يكن ثمة ملائكة ولا شياطين، الجسد كان وحده من يقول كل شيء... (مجاز) فسحة الضلال والغواية في رصيف22
تجاوزنا النوافذ بسرعة، ثم وجدنا نفسينا في صالة صغيرة توزعت في زواياها مقاعد مثل التي في صالة الرقص. "هل هذا حلم؟". تساءلت على النحو الذي كانت به الكلمات تخرج من فمها مغمورة بالعاطفة. لم أقل شيئاً. كان يشغلني عضوي المنتصب وفوران الرغبة في جسدي.
عجينة الأجساد
راقبت السرير الدائري الواسع الذي سُلطت عليه إضاءة زرقاء فظهر كبحيرة صغيرة، تعوم فيها أسماك بيضاء، لقد رأيت المشهد من خلف قماش شفاف أحاط بالسرير، صوّبتُ نظراتي إلى الأجساد الستة التي اختلطت مع بعضها بتلاحم حميم. استمعتُ إلى الآهات التي تصدر بتناغم عجيب. تراجعت زوجتي إلى الخلف، جلستْ على المقعد، جسدها كان يرتجف.
"لم أعد قادرة على تحمل هذا الشيء"، قالت ذلك وعيناها كانتا ثقيلتين، رغم ذلك حاولتْ الحفاظ عليهما مفتوحتين بالقدر الذي يسمح لها بمتابعة المشهد، تنظر بشغف واضح إلى الحفلة الجنسية الجماعية، يداها تحركتا إلى ما بين فخذيها، قالت: "لقد عرفت الآن ماذا يعني (طبيعيون)". جلست إلى جوارها، قبّلتها، اشتعل جسدها، فككت أزرار قميصها فظهر ثدياها الصغيران، وكانت أثناء ذلك تحاول أن تفك حزام سروالي.
جاء شاب وصديقته، جلسا على المقعد المجاور، ثم فكّت الشابة مباشرة رباط مشد الصدر، وأزاحت الجوارب، احتضنها الشاب أولاً، قبلها، مصّ لسانها، بينما كان يفرك ثدييها بيده. طرحها على المقعد الطويل وسحب كيلوتها، ساعدته برفع ساقيها، فك حزام سرواله وأنزله إلى ما تحت الركبة: قالت زوجتي، والكلمات تخرج من فمها بصعوبة: "ضاجعني الآن".
طرحتها على بطنها، وتركت سروالي يهبط إلى ركبتي كما فعل الشاب الذي كان يرهز على بعد متر مني. كانت الآهات تتردد في الفضاء الواسع للقاعة، آهات جماعية مختلطة تصدر من جهة السرير، من المقاعد المجاورة، وآهات من الغرف التي في الرواق. وضعتْ يدها اليمنى تحت وجهها، شعرها الأسود الكثيف، لامس شعر الشابة الأشقر التي كانت مطروحة على ظهرها وفخذاها مرفوعان. قالت لي: "نيكني الآن، نيكني".
أدخلته فيها ولكن بسبب الاضطراب، قذفت بسرعة، انسحبنا عبر الممر إلى البار. كنت أحتاج إلى كأس قويّة، فمثل هذا الأمر يحتاج إلى فتح أبواب أخرى ما زالت مقفلة. طلبنا كأسين من الويسكي، شربنا بسرعة على البار، صعدنا لمنصة الرقص، ورغبة زوجتي كانت تتعاظم، لقد لاحظتها وهي تحاول الوصول إلى جسد الرجل الإفريقي نفسه، والذي يبدو أنه لا يغادر منصة الرقص.
قميصها كان مفتوحاً، وظهر ثدياها من حمالات الصدر، ثم قامت بحركة جريئة، فكت مشد الصدر، سحبت يدي إلى ثدييها. "افرك صدري ودعنا نذهب إلى هناك، على السرير، أريد أن أعوم في تلك البحيرة الزرقاء". سلَّمتني يدها واخترقنا معا الرواق بسرعة، وصلنا إلى الصالة الصغيرة. كان هناك مشجب ملابس بجانب السرير، نظرنا إلى اللوحات العارية على الجدران، والكائنات الملائكية الهاربة المرسومة على السقف.
تعرينا تماماً ودخلنا في الحفلة، ثم جرى كل شيء بعد ذلك في منطقة هي بين الحقيقة والخيال، تبادلتْ الأجساد كل شيء، ولم يعد من الممكن معرفة فيما إذا كان لأي من الأجساد هدفٌ محددٌ. الجميع كانوا تحت تأثير مرحلة هي أقرب إلى المشاعية، لا أحد إطلاقاً كان يملك جسده، لا اليدين ولا الفم ولا القدمين. اختلطت السوائل، تبادل الجميع كل شيء، الخيالات والحكايات، برضا تام، ولم يكن ثمة ملائكة ولا شياطين، الجسد كان وحده من يقول كل شيء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...