شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
وحيدة بلا تعاطف... فرنسا تخسر بسبب تكتيكاتها

وحيدة بلا تعاطف... فرنسا تخسر بسبب تكتيكاتها "غير النظيفة" في قضيتَي خاشقجي وريجيني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 22 سبتمبر 202105:54 م

ظهر جلياً أن فرنسا غاضبة من الترتيب الأمني الثلاثي الجديد المعروف باسم "أوكوس"، الذي أبرمته الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، لأنه أفسد عقدها لبناء غواصات لأستراليا بمليارات الدولارات، لكن كان من الواضح أن التعاطف معها بعد تخريب صفقتها قليل، وبعدها مباشرة، تلقت فرنسا ضربة جديدة بوقف سويسرا شراء صفقة طائرات رافال، كانت فرنسا تعول عليها لتعويض الخسائر.

اليوم، بعد فشل تحركاتها الدبلوماسية العنيفة ضد الولايات المتحدة وأستراليا، تدرك فرنسا أن أصدقاءها وحلفاءها التقليديين غير مهتمين بخسائرها المتوالية، ويرجح أن يكون السبب هو سجلها في البحث عن مصالحها أولاً من دون أي اعتبارات أخلاقية، بحسب موقع ديفنس نيوز المتخصص في الشؤون العسكرية.

ترجح الباحثة السويدية إليزابيت براو، المتخصصة في الشأن الأمني في التقرير الذي نشره ديفينس نيوز في 21 أيلول/ سبتمبر، أن عدم التعاطف مع فرنسا يعود إلى أن باريس نفسها تستخدم بعض التكتيكات غير النظيفة لتأمين صادرات الأسلحة، وتبيعها إلى عملاء يعتبرهم حلفاؤها الآخرون "غير مرغوب فيهم" مثلما حدث في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، إذ تحدت فرنسا قراراً أمريكياً وأوروبياً بتقييد مبيعات السلاح إلى السعودية على خلفية مقتل الصحافي المعارض.

وتقول براو:" نعم، تعتبر باريس صادرات الأسلحة ضرورية لسيادتها، لكن أصدقاءها أيضاً مهتمون بالسيادة، ناهيك باللعب النظيف". وتستشهد بقول وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي عام 2018 إن "صادرات الأسلحة هي نموذج عمل لسيادتنا".

بعد فشل تحركاتها الدبلوماسية ضد الولايات المتحدة واستراليا، تدرك فرنسا أن أصدقاءها غير مهتمين بخسائرها المتوالية، ويرجح أن يكون السبب هو سجلها في البحث عن مصالحها أولاً من دون أي اعتبارات أخلاقية

جمال خاشقجي

وتشير الباحثة إلى مثالين واضحين على تحدي فرنسا تحركات إنسانية تتصل ببيع الأسلحة إلى دول الخليج، أولهما قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018 وما ترتب عليها من قرارات خاصة بمبيعات الأسلحة ومعدات وبرمجيات المراقبة والتعقب إلى السعودية. والمثال الثاني هو تلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار وزرائه إحاطة استخبارية سرية توثق كيفية استخدام المملكة للأسلحة الفرنسية في اليمن، إلا أنهم واصلوا المبيعات بلا توقف ولا قيود.

في الحالتين اعتبر الرئيس ماكرون أن الدعوات إلى وقف بيع الأسلحة للمملكة "دعوات شعبوية"، على الرغم من أن ألمانيا وكندا ودول أوروبية أخرى اتخذت قراراً بتجميد صفقاتهم إلى الرياض.

وقال ماكرون: "ما هي الصلة بين مبيعات الأسلحة وقتل خاشقجي؟ إنني أتفهم العلاقة مع ما يحدث في اليمن، لكن لا توجد صلة بالسيد خاشقجي. هذه ديماغوجية محضة أن نقول يجب أن نوقف مبيعات الأسلحة. لا علاقة لها بالسيد خاشقجي".

عام 2018، نمت صادرات الأسلحة الفرنسية بنسبة 50٪، وتضمنت بيع زوارق دورية ومعدات أخرى إلى المملكة العربية السعودية بقيمة مليار يورو. ويعتقد أن هذه الزوارق يتم استخدامها في فرض حصار على موانئ اليمن.

وفي العام الماضي، تراجعت صادرات الأسلحة الفرنسية بشكل كبير، لكن ساعدت المبيعات إلى السعودية في الحفاظ على صناعة الدفاع الفرنسية إذ اشترت المملكة أسلحة فرنسية بقيمة 704 ملايين يورو، أي أكثر من أي دولة أخرى. وعلى الرغم من الركود الذي حدث هام 2020، ارتفعت مبيعات الأسلحة الفرنسية بنسبة 44 في المائة متفوقة على جميع مصدري الأسلحة الخمسة الكبار الآخرين، بفضل السعودية.

في العام الماضي، تراجعت صادرات الأسلحة الفرنسية بشكل كبير، لكن ساعدت المبيعات إلى السعودية في الحفاظ على صناعة الدفاع الفرنسية

جوليو ريجيني

ولم تكن قضية خاشقجي وحدها المثال على "الانتهازية الفرنسية". في إيطاليا هاجمت وسائل الإعلام فرنسا بسبب عقدها صفقات أسلحة ضخمة مع مصر، في وقت توترت العلاقات بين القاهرة وروما على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في 2016.

وقتذاك، كتب الصحافي الإيطالي إيمانويل روسي في موقع فورميكه الإيطالي أن فرنسا تعمل على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع مصر، في فترة تضعف العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة نتيجة مقتل جوليو ريجيني.

في العام نفسه، قالت شبكة يورونيوز في نسختها الإيطالية: " بينما تبيع باريس ولندن أسلحة بمليارات الدولارات إلى مصر، تُركت إيطاليا وحدها في مطالبتها بالحقيقة حول وفاة ريجيني".

ونقلت عن الصحافي والكاتب الإيطالي كورادو أوجياس قوله: "قطعنا جميع العلاقات مع مصر، واستدعينا السفير، حسناً. هذا ما يلزمنا به القانون الأخلاقي، غادرنا البلاد، لكن بعد 48 ساعة، تم استبدالنا وأخذ مكاننا الفرنسيون والإنجليز والألمان والعرب، ما فائدة إيماءتنا؟".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image