شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
منشفة فيفي عبدو وآبل وغوغل ينصاعان لبوتين... عُصارة الأسبوع في 7 أخبار

منشفة فيفي عبدو وآبل وغوغل ينصاعان لبوتين... عُصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 19 سبتمبر 202112:52 م

في ذكرى صاحب "الجحيم"

700 عام مرت على رحيل دانتي أليغيري عن عالمنا، صاحب ثلاثية الكوميديا الإلهية (الجحيم، المطهر، الفردوس) التي ألهمت الكنيسة والشعراء والمريدين، تاركةً الباب نحو الجحيم مُشرّعاً لكل من يُريد استكشاف الآخرة.

لا نعلم إن كان علينا أن نحتفي بهذا الشاعر/ الرائي، أو نبدأ بتعديد الانتقادات الموجهة للترجمة العربيّة لأعماله، أو محاولة مقارنة ما نعيشه حالياً في المنطقة العربيّة بذاك الجحيم المتخيّل، خصوصاً أن الخطايا الآن أصبحت أشد تأثيراً وفتكاً ولم تعد شأناً شخصياً، إذ يمكن لفرد أن يجوّع شعباً، ولمؤسسة أن تنهب بلداً، ويمكن لدولة فاسدة أن تنسف مرفأً دون أن يرف لها جَفن.

لكن، ما يثير الاهتمام، هو "قعر الجحيم" في شرق اليمن، تلك الحفرة التي يقال أنها سجن للشياطين، وتحيط بها الكثير من الأساطير والتفسيرات العلمية المتنوعة، هنا نحاول تقديم تسع طبقات لقعر الجحيم، في محاولة لبذر متخيل جديد لجحيم هذا العالم :

1- الدائرة الأولى: تحوي كل من حاول تقييد حرية الرأي.

2- الدائرة الثانية : تحوي الرجال المُفرطين في سميتهم وذكوريتهم.

3- الدائرة الثالثة : تحوي كل من ترك أحدهم للموت علماً أنه يستطيع الحفاظ على حياته.

4- الدائرة الرابعة : كل من آمن بأن رأيه هو الصحيح دون أي شك أو نقاش.

5- الدائرة الخامسة : تحوي كل من قتل أغنية.

6- الدائرة السادسة : تحوي كل أولئك الذين نفذوا الأوامر دون أن يفكروا بها.

7- الدائرة السابعة: تحوي كل من صمت على ظلم ولم يشر له ولو بهمسة.

8- الدائرة الثامنة: تحوي كل من صادر حق الحياة

9- الدائرة التاسعة : تحوي كلّ من لم يقل "لا" ولو مرة بحياته.

"حجاب" قوس النصر: عمل فنيّ أم هدر للمال ؟

احتفلت فرنسا مؤخراً بالعمل الفني الذي أقيم تكريما للفنان الراحل كريستو، إذ دشن الرئيس الفرنسي وزوجته و عمدة باريس قطعة القماش التي تغطي قوس النصر في باريس، والتي تبلغ مساحتها ما يعادل 25000 متر مربع مصنوعة من مادة قابلة للتدوير.

هي ليست المرة الأولى التي تحتفي فيها فرنسا بالفن المعاصر، و "تبعص" شكل مدينة باريس بأعمال فنية مثير للجدل، كما حصل مع تماثيل جيف كونز التي تُخرب بصورة دائمة، لكن المثير للاهتمام، هو الانتقادات التي وجهت لهذا العمل من قبل كارلو راتي، المعماري وصديق كريستو، الذي نتفق مع ما قاله، إذ دعا في مقال له إلى نبذ "جماليات إعادة التعليب عالية الجودة"، لأسباب بيئية لا جماليّة.

تبرع شخص يملك صفة محامي باسم أشرف فرحات، بتقديم بلاغ بحق فيفي عبدو، لأنها قامت، حسب قوله، بفعل فاضح يتنافى مع مبادئ وقيم المجتمع، والسبب فيديو لها وهي ترقص بالمنشفة

وهنا نضيف أن باريس تغرق في التلوث، ونسب الغبار والغازات المنبعثة من السيارات فيها تسبب حساسيات موسمية للسكان، ناهيك أن الـ14 مليون يورو التي أنفقت على العمل ذي التمويل الذاتي، كان من الممكن أن تستخدم ضمن مشروع أنجح وأكثر فائدة للبيئة، عوضاً عن الإشارة إلى الحل المتمثل بإعادة التدوير، أي ليكن هناك عمل رمزي ولتذهب باقي النقود لصالح مشروع ما.

نفترض ذلك لأن هدف الأعمال البيئية الفنية هي التوعية و ترك أثر، لا تغطية معلم سياحي بقماشة من أجل أن يتخلله النسيم العليل، والأهم، دون كل الحديث عن الالتزام البيئي والسياسي والتحليل الجمالي، العمل ممل، ويظهر قوس النصر بسببه وكأنه تحت الصيانة أو يتم تنظيفه.

منشفة فيفي عبدو : أيمكن أن نحاكم هرماً؟

تبرع شخص يملك صفة محامي باسم أشرف فرحات، بتقديم بلاغ بحق فيفي عبدو، لأنها قامت، حسب قوله، بفعل فاضح يتنافى مع مبادئ وقيم المجتمع، والسبب فيديو لها وهي ترقص بالمنشفة، هذا الحمق الذي يصيب بعض المتحمسين لتطبيق القانون في مصر لا يمكن سوى استخدام الشتم ضده.

  فيفي عبدو تاريخ يتحرك رقصاً ومرحاً، ناهيك أن حقها باللعب والرقص مضمون ولا يمكن المساس بها بهذا الشكل، الأمر أشبه بمن يريد أن يرفع دعوى ضد أحد الأهرامات بوصفه يتحدى القدرة الإلهيّة!

فيفي عبدو تاريخ يتحرك رقصاً ومرحاً، ناهيك أن حقها باللعب والرقص مضمون ولا يمكن المساس بها بهذا الشكل، الأمر أشبه بمن يريد أن يرفع دعوى ضد أحد الأهرامات بوصفه يتحدى القدرة الإلهيّة!

لا نعلم إلى متى سيستمر الوضع هكذا في مصر السيسي، لكن الواضح أن إشكالية هؤلاء الأفراد، ممن يدّعون فرادى على آخرين تكمن في المجاز، إذ لا نرى شيئاً من جسد فيفي عبدو، ولا أي أسلوب للغواية، لكن هذا الفرحات، يحاكم مخيلته ذاتها، وذاك اللامرئي الذي لم تكشفه فيفي عبدو، ذاك القابع في ذهنه وذهن الكثيرين مثله، تلك المخيلة التي تفترض أن كل حركة هي غواية، وأن كل رجل بمجرد أن شاهد أو لُمّح أمامه إلى لعب أو جنس فسد عقله وأخلاقه، وهذا بالضبط ما لا يمكن إصلاحه، المخيلة المنحرفة والغرائزية.

ننتصر لفيفي عبدو ضد أي محاولة للمساس بها، ونشتم ألفاً ومئة ألف ذاك الذي يخاف من هرم يلعب على الشاشة فرحاً.

لا ترجعوا... سوريا مكان لا يصلح للحياة

لا يمكن تخيل الحزن الذي يعتري أحدهم حين يقول لأحد أبناء جلدته بألا يعود لبلاده حفاظاً على حياته، وهذا ما بالضبط ما يواجهه السوريون، إذ كشفت التقارير المتعددة أن عودة اللاجئين إلى سوريا تحمل مخاطرة تنتهي بالموت أو الاختفاء في أغلب الأحيان ، لا فقط بسبب انعدام شروط الحياة في سوريا، بل أيضاً بسبب النظام نفسه الذي يلاحق العائدين ويهدد حيواتهم وأسرهم.

وكأن سوريا فتحة في الجحيم لم يذكرها دانتي في كوميدياه...

وكأن سوريا فتحة في الجحيم لم يذكرها دانتي في كوميدياه، ناهيك أن رأس النظام نفسه يُعدي ويهدد حياة كل من يلتقي به، و هذا ما حصل ربما مع بوتين و عدد من المسؤولين الروس الذين التقوا بالأسد في موسكو ثم خضعوا للحجر الصحي.

الواضح أن المشكلة الآن لم تعد في العودة إلى سوريا، بل انتقال" النظام السوري" إلى العالم، وتعويمه، وتعويم فساده ومخدراته وبطشه، لابد من تقرير أممي يفسّر ويشرح ويشير إلى خطورة هذا النظام على الدول والأفراد، وليكن بعنوان "لا لسَوْرَنة العالم".

نهاية، كل التقارير تشير إلى ضرورة عدم العودة إلى سوريا، ولا أقسى من هكذا كلمات يمكن أن يسمعها أي لاجئ سوري، لكن الخيار بين الحياة وبين الوطن، لكن وكما كررنا في المقتطف، ننتصر لحق النجاة دوماً، أي نجاة، لطالما تضمن الحياة والكرامة.

آبل وغوغل تنصاعان لبوتين

تكتسح العالم كل فترة فضائح من أمريكا عن تسريب معلومات المشتركين في وسائل التواصل الاجتماعي ويترافق ذلك مع التوظيف السياسي لهذه المعلومات والتدخل بالانتخابات، وينتهي الأمر بجلسات علنيّة للمحاسبة واعتذارات، ثم تغيير في سياسات الخصوصيّة.

كشفت تقارير متعددة أن عودة اللاجئين إلى سوريا تحمل مخاطرة تنتهي بالموت أو الاختفاء في أغلب الأحيان ، لا فقط بسبب انعدام شروط الحياة في سوريا، بل أيضاً بسبب النظام نفسه الذي يلاحق العائدين ويهدد حيواتهم وأسرهم

وعادة ما تكون الأخبار من روسيا أقل، وتتلخص بالاعتقال أو التسميم أو الإخفاء، لكن هذه المرة وبسبب الابتزاز الذي تعرضت له شركتا آبل وغوغل، قامت الأخيرتان بحذف تطبيق صممه حلفاء المعارض نفالني، بحجة أنه يتدخل بالانتخابات، وجاء الابتزاز بشكل تهديد تعرضت له الشركتان، مفاده أن الكرملين سيعتقل موظفي آبل وغوغل في روسيا إن لم يحذفا التطبيق من منصاتهما.

التطبيق وظيفته بسيطة، هو يدل الناس على المرشحين الآخرين للانتخابات الروسية ويقدم معلومات مختلفة عنهم، مع ذلك اتهمه الناطق باسم الكرملين بأنه تطبيق غير قانوني في البلاد.

هنا لدينا تساؤل، إن كانت هذه الشركات في ظل أنظمة ديمقراطية تلجأ للقضاء والمحاكم والغرامات من أجل التهرب من أخطائها ومواجهاتها مع السلطة، كيف يمكن أن تتصرف بوجه سلطات لا تتوانى عن اعتقال "الجميع"؟

وما هو الحل الذي يمكن أن تقدمه "جماعة" السيليكون فالي، في حال تكرر الأمر، وقررت روسيا مثلاً حذف فيسبوك؟ أو كما في حالة الصين التي تكتفي ببرامجها الداخليّة؟ أي كيف يمكن أن تتحول هذه البرامج إلى مساحات للنشاط السياسي إن كان الابتزاز ناجحاً معها؟

رحلة توطين الأفغان

سألنا في المتقطف سابقاً عن مصير الأفغان الذين تم ترحيلهم في الطائرات ونقلهم خارج البلاد، و يبدو أن خطة "التوطين" التي تقودها الولايات المتحدة اتضحت، لن نشرحها بدقة، بل نترك لكم بعض الكلمات التي تثير التساؤل والشك بـ"الحياة" التي سيعيشها الـ123 ألف شخص الذين تم إجلائهم، هذه الكلمات هي: " قواعد عسكريّة"، "إجراءات أمنيّة"، "توزيع اللاجئين"، "عملية تقديم طلبات من 14 خطوة"، "الإفراج المشروط"، "رفض حاكمين استقبال أي لاجئ"، " يلتزم حكام 11 ولاية الصمت"، "بطاقات خاصة لشراء الطعام"، "لا يعتبر لاجئاً".

ما نحاول قوله هنا إننا ربما أمام أزمة جديدة خاصة بالمهاجرين، خصوصاً أن العنصريين و متبني الصور النمطية موجودون في كل مكان، ناهيك عن غياب أي ثقة لدينا بإجراءات اللجوء والتوطين، سواء كنا نتحدث على مستوى البيروقراطيّة أو واقعية الاحتمالات القادمة أمام تلك الكتلة من البشر التي تنقل تدريجياً إلى الولايات المتحدة، أو القواعد العسكرية في قطر والإمارات والمكسيك.

الواضح في عالمنا المعاصر أن ضريبة كل حرب لم تعد فقط الموت والدمار، بل بناء معسكرات مؤقتة في أنحاء العالم، مصممة لاستثناء فئة من "البشر"، وتركهم على الهوامش، ضمن عملية بيروقراطية هدفها طويل الأمد الحفاظ على حياتهم بعد خراب أوطانهم.

الظواهري مؤلفاً، ومتناسياً ما حدث منذ 20 عاماً

احتفى الجهاديون والمواقع الجهاديّة بمرور عقدين على أحداث 11 أيلول، وترافق ذلك مع صدور كتاب لأيمن الظواهري (المشكوك بأنه حي) زعيم تنظيم القاعدة، بعنوان "الكتاب والسلطان... اتفاق وافتراق: تأملات في الفساد السياسي وآثاره في تاريخ المسلمين"، وعدد صفحاته 850 صفحة، بالطبع لم يقرأ أحد من محرري المقتطف الجديد الكتاب، ناهيك عن الرعب الذي أصاب بعضهم حين محاولة تحميله والحصول عليه، خوفاً من مداهمتهم بسبب بحثهم عنه في المواقع والصفحات الجهاديّة.

المثير للجدل في الكتاب أنه لا يحتوي أي ذكر لـ"غزوة نيويورك"، ولا أي احتفاء بذاك "الانتصار"، الأمر الذي يبدو غريباً، كون ما حدث غير وجه العالم، وحول القاعدة إلى أشهر تنظيم جهادي تمكن من ضرب "العدو" في عقر داره.

لا نعلم ما الحسابات السياسية أو الفكريّة التي تمر بها القاعدة، لكن 850 صفحة دون أي ذكر للبرجين أمر يثير الاستغراب، بل ويدفعنا لطرح العديد من التساؤلات، هل تحاول القاعدة أن تعيد تقديم نفسها بصورة مختلفة، خصوصاً إن "إباحية" داعش حولتها إلى "فينتج جهاد"؟ أو هل يحاول التنظيم أن ينفصل كلياً عن تاريخ الإرهاب كيلا يصب عليه غضب الغرب؟

لا نعلم بدقة، لكن الكتاب يتناول حسب ما وصفه البعض " الإيمان المسيحي" و"الإرساليات التبشيرية"، وربما برؤية منحرفة نوعاً ما، هو محاولة جهادية لرسم دور المجتمع المدني الغربي في المنطقة كشكل من أشكال التبشير أو الحرب الصليبية الناعمة.

المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard