الحالة الغريبة لرئيس تركمانستان
لا يمكن تجاهل حقيقة أن دولة تركمانستان ديكتاتورية، لكن المثير للاهتمام بالديكتاتور الذي يحكمها هو عاداته الغريبة، علاقته مع الأحصنة وولعه بها يثير التساؤلات، كما أنه يصنع تماثيل ذهبية لكلبه وينشرها في العاصمة، يكتب الراب ويغنيه، كما أنه ينكر وصول فايروس كورونا إلى بلاده، ناهيك عن منع وسائل التواصل الاجتماعي في تركمانستان. وآخر صرعاته، هو إلزام كل من يريد الحصول على إنترنيت في منزله أن يقسم على المصحف بأنه لن يستخدم أي تطبيق VPN، أي لن يحاول الالتفاف على رقابة الحكومة.
يراهن ديكتاتور تركمانستان على إيمان المواطنين، رقابتهم الداخلية ورقابة الله نفسه، لكن ما أثار فضول محرري المقتطف الجديد هو نصّ القسم نفسه، أي ما الذي يقوله الفرد حين يضع يده على المصحف، كون الحالة غير مسبوقة، ربما نص القسم بالشكل التالي:
أقسم بالله العظيم ألا ألجأ إلى أي تطبيق يغير المخدّم أو برتوكولات الاتصال في حاسوبي، وأشهد أمامكم وأمام الله أني لن أدخل أي موقع يثير الشبهة، بل سأشيح بوجهي بعيداً وأتجاهل الإعلانات، وأكتفي بالمواقع المسموحة والاستماع إلى أغنيات الراب التي ألّفها الرئيس، والله على ما أقول شهيد".
آخر صرعات ديكتاتور تركمانستان هو إلزام كل مواطن يريد الحصول على إنترنت في منزله أن يقسم على المصحف بأنه لن يستخدم أي تطبيق VPN، أي لن يحاول الالتفاف على رقابة الحكومة
المملكة السعودية تستضيف معرض الدفاع العالمي
أعلنت المملكة العربية السعودية بأنها ستستضيف في العاصمة الرياض معرض الدفاع العالمي في نسخته الأولى، والذي ستشارك فيه أكثر من 800 جهة، تستعرض أحدث ما تم التوصل إليه من التقنيات العسكرية والدفاعية، جواً وأرضاً وبحراً وفضاءً ونيةً. لا نعلم بدقة ما هي التكنولوجيا الحربية الجديدة التي يمكن أن يشتريها أحدهم من السعودية، لكن هنا قائمة بما نظن أنه سيعرض في جناح المملكة تحت تصنيف الصناعات الوطنية:
1- منشار للمعارضين: هذه التقنية تتجلّى بمنشار رمزي، وهو علامة على امتلاك المملكة السعودية القدرة على اخفاء أي معارض لأي دولة، وتحويل جسده إلى قطع صغيرة يمكن التخلص منها بسرعة.
2- اعتقالات عالية الجودة: تضمن هذه التقنية فريق من المختصين ومساحات مجهزة لاعتقال الشخصيات التي ترغب أي سلطة باستجوابها، دون إثارة جدل واسع ودون استخدام فريق المناشير.
3- الأمن الفكري: القدرة على توفير جهاز بشري وتكنولوجي قادر على اعتقال أي ناشط أو ناشطة، أي شاعر أو شاعرة، وتعذيبه، مع ضمان تجاهل تام من قبل المجتمع الدولي وأي تدخل مباشر لإطلاق سراحه.
4- ميادين التمرين الجدية: هي خدمة جانبية توفرها المملكة العربية السعودية للمتعاقدين معها تضمن إمكانية اختبار الأسلحة في دولة مجاورة لها، وذلك للتأكد من قدرتها على تدمير الأبنية وقتل البشر.
"عدالة" الغوغاء المرعبة
لا نمتلك إلا التعاطف ومحاولات التبرع وتقديم العون لمساعدة الجزائر في مواجهة الحرائق التي تشهدها، لكن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويوثق جريمة قتل شاب في تيزي ويزو، لا يمكن التعاطف معه أو تبريره، إذ طُرح الشاب أرضاً وضُرب حد الموت ثم أحرقت جثته.
45 ألف قضية وجّهت فيها السلطة في تركيا تهمة "إهانة الرئيس" إلى أفراد ومؤسسات وجهات سياسية ، وكأن القضاء تحول إلى مدافع عن الصورة العامة لرئيس الدولة، وكأن الجهاز القضائي لا شغل لديه غير ملاحقة الـHaters
لا نعلم ما الذي يمكن قوله عن هذا الشكل من الجرائم، تلك التي تحصل علناً، هي أشبه بتشفي و محاولة لتفريغ الغلّ الذي يغذّيه العمه الذي تسببه الكارثة، هناك الكثير من الصفات التي يمكن استخدامها "همجية، توحش... الخ".
لكن، هذا الشكل من الانتقام مثير للشفقة، ويحول الكارثة التي من المفترض أن يقف الجميع بوجهها محرك لأحقاد مرتجلة ولا تحمل معنى، الأهم، يهدد العدالة نفسها، التهجم الجماعي على شخص واستغلال عجزه عن الدفاع عن نفسه، فعل وحشي، لا يمكن تفهّم فاعليه ولا الدفاع عنهم، فهذه الأوضاع الكارثية بالذات التي تكشف عن قدرة الأفراد ووعيهم، وإن لم تتحقق العدالة في هكذا مواقف، فلا تعويل عليها لاحقاً.
هدّئ من روعك يا أردوغان
45 ألف قضية توجّه فيها السلطة في تركيا إلى أفراد ومؤسسات وجهات سياسية تهمة "إهانة الرئيس"، وكأن الجهاز القضائي تحول إلى مدافع على الصورة العامة لرئيس الدولة، أشبه بذباب إلكتروني يحاول تصيد كل من يهدد هيبة أردوغان، وكأن الجهاز القضائي لا وقت لديه إلا لملاحقة الـHaters.
هدّئ من روعك يا أردوغان، لا يمكن ملاحقة كل كارهيك ومنتقديك، إلا بهدف نشر الرعب والتخويف وتحويل الدولة إلى جهاز تلميع لصورتك.
لن نقول إن تركيا لا تحوي خصائص ديكتاتورية حيث يلاحق الصحفيون والناشطون، لكن الدفاع عن "هيبتك" مبتذل بهذا الأسلوب، الترهيب والرعب التقليدي أكثر فعالية من التحول إلى محطّ سخرية الجميع، خصوصاً الجهاز القضائي نفسه، الذي لا يمكن أن يتحول إلى شرطي فيسبوك أو ضابط آداب في الحفلات، كما حدث مؤخراً حين تم توقيف علي الديك ( المغني الشعبي ذو الدور الفعال في تبجيل بشار الأسد) بسبب إهانته أردوغان، البعض رحّب بما حدث، لكن لم بالأصل تم منحه الفيزا؟ ولم هذه الطفولية في ملاحقة شخص كالديك، صاحب الآراء الخرائية؟
هدّئ من روعك يا أردوغان، لا يمكن ملاحقة كل كارهيك ومنتقديك، إلا بهدف نشر الرعب والتخويف وتحويل الدولة إلى جهاز تلميع لصورتك
هل يعود الدواعش إلى أوطانهم؟
سنوات مضت، والكثير من مقاتلي داعش الأوروبيين محتجزين في معسكرات الاعتقال التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، ناهيك عن النساء والأطفال الذين ترفض الدول الأوروبية عودتهم وخضوعهم للمحاكمات العادلة في الدول التي يحملون جنسياتها، الأمر الذي جددت إثره مفوضية مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دعوتها للدول الأوربية بالسماح لمواطنيها بالعودة إلى بلادهم أو إجلائهم من هذه المخيمات وسجنهم ضمن الحدود الوطنية الأوروبية.
صحيح هناك محاولات وتحركات ناجحة لعودة الأطفال والنساء، أما الرجال البالغين فهناك شبه إجماع على تركهم للمحاكمات المحلية، أي الإعدام بكلمات أخرى، العقوبة التي لا تنفذ في الدول الأوروبية.
نتأمل هنا في الحقارة الأوروبية، وتركها سوريا تتحول لمرتع لمواطنيها الموتورين الذين تحاول التبرؤ منهم وتركهم للموت، في محاولة إنكار أن مقاتلي داعش الأوروبيين هم مشكلة أوروبية 100%، لا دور للإسلام ولا سوريا ولا العراق بها، قرار مواطن هولندي أو ألماني بترك بلاده والانضمام إلى جماعة سلفية هو وصمة عار ومشكلة حقيقية في النظام التعليمي والقيمي والثقافي للبلدان التي نشأ بها.
ما يحدث متكرر في تاريخ أوروبا الاستثنائي، لابد من فئة يتم تركها للموت من أجل الحفاظ على "أمن الجميع"، سواء كانوا مواطنين قرروا أن يصبحوا دواعش أو مهاجرين يمنعون من دخول المياه الإقليمية والأراضي الوطنية ويتركون لموتهم، سياسة الترك هذه تحول أوروبا إلى مستعمرة ذات أسوار، تريد إرضاء اليمين وأمنها الهشّ على حساب حياة فئة لا يهم الجنسية التي تحملها، لكن ما يهم هو تركها للموت.
تم حديثاً توقيف علي الديك في تركيا بسبب إهانته أردوغان، البعض رحّب بما حدث، لكن لم بالأصل تم منحه الفيزا؟ ولم هذه الطفولية في ملاحقة شخص كالديك، صاحب الآراءالخرائية؟
"حلمة" ألمودوفار المثيرة للجدل
لا نعلم ما هو المعيار الأخلاقي الذي يتبعه فايسبوك وإنستغرام، خصوصاً فيما يتعلق بالحلمات المؤنثة، التي تُحذف الصور التي تحتويها لمخالفتها أخلاقيات المنصة، والغريب أن هناك أنواعاً محددة من الحلمات التي يمنع ظهورها، فما ينتمي للفن الكلاسيكي لا مشكلة فيه.
لكن إن كانت الحلمات تعود لناشطة نسوية فهي ممنوعة، أيضاً، إن كانت الحلمات لرجل، فلا مشكلة، لكن إن كانت لفتاة فعيب وممنوع. آخر هذه المفارقات كان بوستر فيلم بيدرو ألمودوفار الجديد، الذي حذفته منصة إنستغرام، ثم تداركت الأمر وسارعت إلى الاعتذار من المخرج، مبررة هذا الاستثناء والسماح بنشر الحلمة بالقول إنه "ضمن سياق فني واضح".
لا نعلم ما هو المعيار الأخلاقي الذي يتبعه فايسبوك وإنستغرام، خصوصاً فيما يتعلق بالحلمات المؤنثة
لكن، من يحدد ما هو فني وغير فني؟ ما هذا التخريف والادعاءات المبتذلة والرقابة التي تنتمي لعصور السلطة الدينية؟ كما أن هذه العنجهية، والتأكيد على وجود استثناءات يستفزّ أي شخص يستخدم هذه المنصات، فكلنا نمتلك الحق باستعراض حلماتنا، فناً كانت أو لعباً أو تهكماً أو احتجاجاً أو مجرد عري، ألا يكفي أنهم يستنزفون كلّ بياناتنا ويبيعونها ويبيحونها للعلن؟
لنكن نحن أصحاب القرار في نشر صور حلماتنا للعلن عوضاً عن أن تسرب دون نعلم أين يمكن أن ينتهي بها الأمر، والأهم إغراق فيسبوك بالحلمات المؤنثة والمذكرة سيربك الخوارزمية، كيف يمكن معرفة بدقة جنس الحلمة وإلى من تعود، وهل هكذا حملة أو هاشتاغ ممكن التحقيق؟
اقتصاد المعجبين البديل
لا يمكن تجاهل نجومية ميسي الذي أصبح حالياً جزءاً من نادي باريس سان جيرمان، هذه النجومية التي تقف وراءها الملايين، مساحة للاستثمار لا يمكن تخيل حدودها، وهذا بالضبط ما يحدث، فبعد أن استقبلت باريس ميسي، وتم بيع ملايين القمصان الجديدة التي تحمل اسمه، أعلن الأخير، أن "حزمة الترحيب" المخصصة له كدفعة أولى، لن تكون كلياً باليورو، بل سيتقاضى جزءاً منها بالعملة الرقمية، بصورة أدق، العملة التي أطلقها نادي باريس سان جيرمان PSG Fan tokens، التي يبلغ سعرها أثناء كتابة هذا المقتطف 41 دولاراً.
لن نقوم بالعملية الحسابية البسيطة التي ستكشف مقدار الارتفاع المتوقع حين يتقاضى ميسي أجره، كوننا لا نعلم بعد النسبة التي سيتقاضاها بهذه العملة، ناهيك أننا لا نعلم عدد المشجعين الذين سيشترونها، لكن، هنا فرصة للكسب السريع. ولاء المشجعين لا يمكن الاستهانة به، وربما قد تتحول هذه الـ40 دولاراً خلال أشهر إلى خمس مئة، كما أننا لا نعلم إن كانت هذه العملة مربوطة باستثمارات قطر، التي يمكن أيضاً أن تساهم في ارتفاعها أو انخفاضها، لسنا محللين اقتصاديين، لكن إن كانت هذه فرصة للربح، فأنبئونا بها!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...